الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

معضلة النموذج الإدراكي للمستوطن بقلم:حمزة السر

تاريخ النشر : 2014-08-28
دولة الكيان المحتل "إسرائيل" قامت منذ اللحظة الأولى لتأسيسها على فكرة تجميع اليهود من العالم في هذه الأرض وتوفير كل سبل البقاء والقوة والازدهار.
وقد اعتمدت دولة الكيان في جلب اليهود على تكوين نموذج إدراكي إيجابي لديهم؛ وبالتالي فبناء وتعزيز هذا المفهوم هو رأس مال "إسرائيل".

هذا النموذج الإدراكي معتمد على ركنين أساسين هما:-
1*فكرة ارض الميعاد، واعتمدت فيها على الكذب المحض والتزييف الكامل.
2*وعلى أنها أي (إسرائيل) دولة مثالية لليهود، واعتمدت فيها على ما أسميه "مثلث الخداع الصهيوني لليهود" أذكره فيما يلي:-
أ- أنها تملك الجيش الاقوى دوما تحت أي ظرف. ساعدها في ذلك الاستثمار الغربي اللامحدود في ثكنته الوليدة.
ب-أنها تملك الردع الكافي للجم أعدائها من التقدم نحوها. هذا ما تجنيه إسرائيل من التنسيق الأمني.
ج-أنها تقدم الحياة الرغيدة لمواظنيها.
و الحفاظ على هذا المفهوم في أذهان المستوطنين يصبح مكلفاً مع تزايد الأخطار المحدقة بهم, وزيادة الأحوال الاقتصادية سوءً، وتآكل قوة الردع, مع العلم أن الرابط الديني بالأرض بات هشاً.ومع تزايد الخطر على هذا النموذج ترتفع الكلفة الاقتصادية لتتحول إلى معضلة كبيرة كما سنناقش في هذا المقال.

واليوم، ومع ازدياد معدلات العلمنة في إٍسرائيل والنظرة الدونية لليهود العلمانيين من قبل الطبقات المتدينة داخل الكيان ما عاد يجذب المستوطنين لهذه الأرض سوى أنها أرض رغيدة، فبعد أن كانت فكرة "أرض الميعاد" مناسبة لجلب المزيد من المستوطنين؛ أصبح الإعلان عن المستوطنات والكيبوتسات في صحف أوربا يتحدث عن مزايا المستوطنة المادية فقط.

منذ عام 1990 بدأ تراجع تدريجي لمعدلات الهجرة إلى إسرائيل وبشكل عام شهدت المدة التالية تراجعا رغم وجود فترات استقرار نسبي خلال ازدهار أوسلو...


تزايدت وتيرة التراجع في معدلات الهجرة خلال عشرة أعوام. أي منذ بروز مفهوم التهديد الصاروخي من غزة، وبدا جليا أثر هذا التهديد المقاوم واهميته في نسف هذا النموذج الادراكي بأن إسرائيل دولة آمنة لمواطنيها، من خلال سعي الحكومة الحثيث على ملأ سلة الوعود والتسهيلات الضريبية وصلت إلى 13% لمستوطني غلاف غزة، والتسهيل الجمركي لمنتجاتهم...

وكما حدث في مستوطنات غزة...أصبحت كلفة تأمين المستوطنات في غلافها مرتفعة جدا تفوق الفوائد منها لكن نتنياهو لا يمكنه أن يعلن انسحابه منها كما فعل سلفه المقبور في غزة.

وبلغة الأرقام: فإنه وبالنسبة للفترة 2004-2013 كان المعدل السنوي لعدد القادمين للكيان بقصد الاستيطان 10 آلاف وكانت الهجرة العكسية فرارا من الكيان وبنسبة عجز هي الأعلى في تاريخ الكيان منذ نشأته على أرضنا وصلت إلى 26 ألف مغادر!!
معظم هؤلاء المغادرين هم من يهود الفلاشا الاثيوبيين ولسان حالهم "عنصرية وقصف معا " فقرروا العودة.
والبقية هم من اليهود الروس الذين عادوا بعد تحسن الاحوال في روسيا الاتحادية واشتداد الانتفاضة والعمليات الاستشهادية في فترة 2001-2004.

كذلك 40% من المقيمين في الكيان يفكرون جديا بالمغادرة وما يربطهم بالإقامة فيه هو عدم وجود حالة اقتصادية مماثلة في البلاد التي سيرحلون إليها وهذا هو مدخلنا للنقطة الثالثة في قضية الهجرة العكسية ونسف مفهوم "الواحة الآمنة لليهود" في ذهن الصهيوني المستوطن، وهو أن استمرار الشلل الاقتصادي الذي راكم الازمة المالية في إسرائيل التي توقع أن تعصف بالكيان قبل وجود الحرب والتي كان متوقعا منها أن تحصد عجزا بمقدار 14 مليار شيكل نتيجة زيادة حصة العسكر والقبة الحديدية وارتفاع تأمين مستوطنات غلاف غزة.

مع اشتداد الحرب في غزة تخسر اسرائيل يوميا حوالي 2.1 مليار شيكل أقل من نصفها للقبة الحديدية...لتبلغ خسارةإسرائيل خلال الشهر الاول من الحرب 6.6 مليار دولار حسب احصائيات العدو الرسمية. كل هذا ستعوضه اسرائيل من خلال الضرائب وتقليل حصص مشاريع تحسين اوضاع السكان المالية(سيسعى حلفاء إسرائيل لتعويض خسائرها من خلال دعمهم اللامحدود لها بالسلاح وتعهدهم بدفع التكاليف باعتبارها تحارب عدوا مشتركا لكل هؤلاء).
هذه الأمور سترفع من الاحتقان داخل الكيان وترفع نسبة العجز في معدلات الهجرة إلى 30000 مغادر مقابل 8000 قادم فقط حسب توقعات هيئات الهجرة المختصة في (إسرائيل)...إضافة إلى ان كل حاملي الجنسيات الأخرى خصوصا الروسية والأمريكية والفرنسية يفرون حاليا من خلال مطار الملكة علياء في عمان.
وبعد أن كان النموذج الإيجابي لإسرائيل في أذهان المستوطنين هو رئة مشروعها الصهيوني؛أصبح عبئا ماديا ومعنويا وعامل هدم في بنيتها الهشة, وهذا هو سر اندفاع إسرائيل لفعل المزيد لترميم قوة الردع واستعادة الهيبة أمام أعدائها, لتجد نفسها في مآزق أكبر.

وفي المحصلة: كل مرة شنت فيها إسرائيل العدوان على هذا البقعة الصغيرة؛ كانت تعود بذعر أكبر وتتسع فيها دائرة التهديد, وتكتشف أخطاراً أكبر...ويتراجع سقف أهدافها؛ لتصبح في نظر لقطائها هشة ضعيفة غير قادرة على حمايتهم.
ويوما بعد يوم، ومع كل قذيفة تسقط على الكيان، وفي كل مرة تدوي فيها صفارات الذعر، وفي كل ليلة يستيقظ فيها المستوطن فزعا من كابوس الأنفاق تحت قدميه؛ تصبح التكلفة التي تدفعها إسرائيل وحلفائها للحفاظ صورة إيجابية لديهم عن الكيان أكثر ارتفاعا.

حمزة السر - فلسطين
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف