الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الهجرة إلى دولة الخلافة بقلم : زاهر بن حارث المحروقي

تاريخ النشر : 2014-08-28
الهجرة إلى دولة الخلافة
بقلم : زاهر بن حارث المحروقي
بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر تعرّض المسلمون في الغرب خاصة في أمريكا إلى الكثير من المضايقات، طالت بالتأكيد الأبرياء، فالمخطط المرسوم هو إيقاف انتشار الإسلام هناك بعدما أصبح أوسع الأديان انتشارا، بسبب عوامل الهجرة والخصوبة وغير ذلك، ولكن هذا لا ينفي أنّ المسلمين يعيشون في أنحاء العالم الغربي بسلام واطمئنان، وينالون حقوقا لا يحصلون على مثلها في بلدانهم، وهذه ميزة البلاد الغربية التي لا تقيم وزنا لدين الشخص، ولا تضع الدين أساسا للتمايز بين الناس، بل تعتبر تطبيق القانون هو الأساس، لذا تطبّق العدالة على الكل بالسواسية. وإذا كانت هناك مخططات لإضعاف المسلمين في الغرب، حتى لا تكون لهم قائمة مستقبلا، فإنّ من ينفذ تلك المخططات هم المسلمون أنفسهم، الذين عضّوا اليد الممدودة لهم، وانخرط البعض منهم في أعمال إرهابية تعود بالضرر على المسلمين على المدى البعيد، فهم في الغرب يمارسون شعائرهم بكل حرية؛ وترتفع المآذن علنا، وتقام مدارس تحفيظ القرآن، ويُسمح لهم بإقامة شعائر الجمع والأعياد وغير ذلك، لكن مع كل هذا تظهر بعض الأصوات ممّن يرون أنّ الغرب كافر وفاسد، لا بد أن تحكمه "الشريعة الإسلامية"، وهي كلمة فضفاضة يمكن باسمها أن تنفذ كل الجرائم.
آخر الصيحات في هذا الشأن، تم توزيع مئات المنشورات على الناس في شارع "أكسفورد" بلندن، باسم تنظيم داعش تدعوهم للهجرة إلى "دولة الخلافة الإسلامية"، حيث وصفت هذه المنشورات قيام الخلافة بأنه "فجر عصر جديد بدأ بالفعل"، والأغرب أنّ المنشورات تدعو الناس بأن يهاجروا من دولة الكفر إلى دولة الإسلام، وهي الدولة التي تستعصي على الفهم، كيف نشأت فجأة، ومن الذي موّلها، ومن الذي كوّن جيشها ودرّبه وينفق عليه، ولمصلحة من تعمل، وكيف استطاعت أن تحتل ببساطة بقاعا كثيرة من سوريا والعراق، والأهم من كل هذا، هو من أين جاءت لهم هذه الوحشية في التعامل مع البشر والحجر والأثر؟
لقد كان الدواعش في بريطانيا على يقين بأنّ الشرطة البريطانية لن تستخدم المدافع ضدهم، لذا اتخذوا قرارا كهذا، والذي سيضيّق الخناق على المسلمين هناك، حيث أشار متحدث باسم شرطة "أسكوتلانديارد" أنهم بدأوا بالفعل التحقيق، وإنهم يدرسون بحذرٍ توجيهَ اتهامات لأنهم لا يعرفون من المستهدف بالمنشورات، هل هم السياح أم أبناء الجالية المسلمة؟ وقال: "نبحث ما إذا كان توزيع هذه المنشورات التي تروّج لداعش يمثل انتهاكا لقانون مكافحة الإرهاب أم لا"، وعلى هذا الأساس لم تعتقل الشرطة أحداً من الذين قاموا بتوزيع المنشورات، لحين التأكد ممّا إذا كانت الحادثة تمثل انتهاكا للقوانين البريطانية أم لا؟، وهي نقطة تحسب لبريطانيا، فهل يمكن أن يجد المسلمون مثلها في البلدان الإسلامية؟ وهل يمكن لأيّ دولة عربية أو إسلامية أن تسمح لداعش أو غيرها أن توزّع منشورات كهذه عن تنظيمٍ شغلُه الشاغل هو قطع الرؤوس وتعليقها على الأعمدة؟!
لم يقتصر الأمر على توزيع المنشورات فقط؛ بل إنّ الشرطة البريطانية تعتقد في إحصائية غير رسمية، أنّ أكثر من 300 بريطاني عادوا من سوريا بعد أن قاتلوا في صفوف داعش، أو في صفوف النصرة، فيما تقدّر أجهزة الأمن، أنّ 500 بريطاني ما زالوا في سوريا يقاتلون هناك، وبالتأكيد فإنّ هذا العدد الكبير من البريطانيين هم من الأصول العربية و الإسلامية، وعند عودتهم سيشكلون خطرا على الأمن والاستقرار، مثلما يحصل في كل مكان.
إنّ توزيع منشورات في بريطانيا تدعو الناس إلى تأييد داعش، أثار إستياء المسلمين البريطانيين في مواقع التواصل الاجتماعي، وأعاد التذكير بقصة الجنديّ البريطاني الذي قُتل العام الماضي على يد مسلمين مع صيحة "الله أكبر"، ويكفي أنّ تلك الحادثة كانت الشرارة التي أجّجت الكراهية ضد المسلمين، حيث كشفت الأرقام الصادرة عن الشرطة، زيادة كبيرة في عدد جرائم الكراهية ضد المسلمين، إذ أوضح "فيز موغال" مدير مشروع "تيل ماما" وهو المشروع الذي أقامته الحكومة البريطانية للدفاع عن المعتدى عليهم من المسلمين، إلى أنّ مواقع الأنترنت – التي تعود لجماعات يمينية متطرفة – لعبت دوراً كبيراً في تأجيج الكراهية ضد المسلمين، مبيناً أنّ الاعتداءات الموجهة ضد المسلمات أكثر من الرجال.
إنّ ما قام به مؤيدو داعش في العاصمة البريطانية جعل ديفيد كاميرون رئيس الوزراء يؤكد، أنّ على بلاده استخدام كل “قدراتها العسكرية” للتصدي لداعش، وقال في مقال نشره في صحيفة "الصنداي تلغراف" الأحد قبل الماضي “إذا لم نتحرك لوقف هجوم هذه الجماعة الإرهابية البالغة الخطورة؛ فهي ستستمر في بناء قوتها إلى أن تتمكن من استهدافنا في شوارعنا”.
لقد فتح الغرب أبوابه للمسلمين، ومنحهم من الحريات من لم تمنحهم أوطانهم، بل إنهم مارسوا شعائرهم بكل حرية لم يجدوا مثلها في أوطانهم، وفتح لهم الجامعات، وأعطاهم الوظائف، وبدلا من أن ينسجموا مع قوانين الدول التي استضافتهم ويندمجوا مع المجتمعات التي احتضنتهم، نقلوا إلى الغرب أمراضهم من فوضى وتخلف وإجرام، وهم بذلك يضرون بالإسلام وبوضع المسلمين من حيث يدرون ولا يدرون، ولنا أن نتسائل: لماذا في الأساس هاجر المسلمون وتركوا أوطانهم، وما هي أسباب هجرتهم؟
إنّ المسلمين يُعجبون بالقوانين الغربية كلّ الإعجاب ويتمنون لو كانت مطبقة في بلدانهم، ويعجبون بالحرية التي يتمتعون بها في ممارسة المعتقد والشعائر، ولكنهم لا يلبثون قليلا حتى يحوّلون المجتمعات التي فتحت أبوابها لهم، وأنقذتهم من ذل التخلف، إلى مجتمعات أشبه بتلك التي تركوها، وهي مفارقة غريبة.
هل هناك عاقل يمكن أن يترك الحياة في بريطانيا التي منحت كل المهاجرين حقوقا لا ينالون مثلها في أوطانهم، ويذهب للعيش في مكان وهمي إسمه "دولة الخلافة الإسلامية"؟! إنّ من يفعل ذلك أو مجرد أن يفكر فيه؛ فهو مهووس لا يُستبعد أن نرى صورته عمّا قريب، وقد صفّ بجانبه الرؤوس التي جزّها عن أجسادها، وتبقى المصيبة العظمى أنّ الحقائق أصبحت واضحة الآن للعيان ولا مجال لإنكارها أو تبريرها، إلا أنّ هناك من لا يزال ينظر إلى المسألة بنظرة ضيّقة، ويعتقد أنّ ما تفعله داعش وأخواتها، هو الإسلام الحقيقي، وأنّ الخلافة آتية لا محالة، وهناك من يرفض الاقتناع بأنّ داعش ليست إلا أداة من أدوات تشويه الإسلام، مثل الكثير من الحركات التي دمرت وشوهت سمعة الإسلام، وفي النهاية هي ليست إلا صنيعة من صنيعة المخابرات، وليست إلا لعبة من لعبة الأمم، ولقد وصف الصحافي البريطاني باتريك كوكبورن، في مقال نشر في مطلع الشهر في مجلة "لندن ريفيو أوف بوكس" صعود داعش بأنه أهم تطور جغرافي في الشرق الأوسط منذ اتفاق "سايكس بيكو"، وأنّ دولة الخلافة تمتد الآن في ثلث مساحة سوريا وربع مساحة العراق، في مساحة تزيد على مساحة بريطانيا، يسكنها 6 ملايين مواطن يخضعون الآن لرحمة أبو بكر البغدادي ورجاله، ومن هنا لا عجب أن تثير هذه الظاهرة قلقا في المنطقة كلها.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف