الأخبار
قطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيراني
2024/4/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مُعادلة غزة ..!بقلم: وصال ضهير

تاريخ النشر : 2014-08-28
لم يكمل عامه السادس بعد ليُترك وحيداً بلا بيت له ولا عائلة، وسط عالم أشبه بالغابة .. كل من فيها يفكر في نفسه، ثم نفسه أيضاً، لتحكمهم قوانين وضعت لتخدم مصالحهم الشخصية .... هنا بيت عميل تخابر مع الاحتلال وبلّغ عن عائلة الطفل .. ومن يدري كم عائلة قتل بتخابره معهم !!
لتُصبح المعادلة كالتالي : طفل صغير في السادسة من عمره فقد جميع أفراد عائلته، ودُمر منزله بشكلٍ كامل، ودُفنت ذكرياته .. وعلى الجانب الآخر يسكن بجواره العميل الذي أفقده عائلته بتعاونه مع الاحتلال ... وفي بين هذا وذاك أُنَاس يُطلقون الزغاريد والتكبيرات فرحةً بخروجهم وأهلهم من هذه الحرب سالمين .. يحمدون الله على عدم فقدهم منزلهم وعدم تشردهم .. يحمدونه أن أحبتهم بقوا معهم لم يفارقوهم ..! .
لكن لم يتخيل أياً منهم شعور ذلك الصغير حين يمر على ركام منزله وذكرياته ورائحة دم أبويه لاتزال تفوح بالمكان .. ولا عندما يمر من أمام منزل هذا العميل الذي أفقده كل شيء بما فيه طعم الحياة !!
يعلم أنه لا ذنب لعائلة هذا الخائن فيما فعله ابنهم ويعرف أنهم ساخطين عليه أشد السخط لما فعله بهم، لكنه في النهاية بشر ومن فقدهم هم فلذه كبده ... لماذا لم يُفكر أحداً منّا كيف لطفلٍ فقد منزله وعائلته أن يُكمل درب طريقه ؟!
لماذا لا يخطر ببالكم هؤلاء الأطفال .. هل يوجد ما يعوضهم عن أمهم وأبيهم ؟!
هؤلاء الأطفال إن تخطوا ما عاشوه من ألم ومعاناة وأكملوا حياتهم ، فتلك هي المعجزة الالهية ! ... أطفال عاشوا ثلاثة حروب، كانت آخرها أمرها وأقصاها عليهم يحتاجون إلى قوة عزيمة وإرادة على شكل معجزة كي يستمروا في الحياة بشكلٍ سليم .
وهناك .. في زاويةٍ أخرى من القطاع عجوزٌ ثمانينية .. ذاقت ويلات التشرد والحروب والدمار على مدى عمرها .. تلك العجوز تبكي أبنائها وأحفادها وأبناء أحفادها أيضاً ! ... وأخرى تبكي زوجها وبيتها ! ... وبين هاتان الختيارتان أُناس دقوا طبول الفرح والزغاريد فرحين بسلامتهم .
جميعنا خارت قوانا في بعض اللحظات، فقدنا الأمل، نفذ كل ما لدينا من طاقة وصبر وكلام .. لكننا مع كل أزمة مررنا بها وبعد كل ضعف .. ومع يقيننا بالله نعود ونستجمع قوانا وطاقتنا مرةً أخرى .. نُجدد ثقتنا بالله ثُم بمقاومتنا .. فدمائُنا فداءً لله والوطن ولرجال المقاومة البواسل الذين سطروا أجمل وأعظم معاني العزة والكرامة والبطولة والإباء .. ضحوا بأرواحهم وتحملوا الكثير .. منهم من فقد أهله وبيته لكنه بقي صامداً ولم يُضعف هذا من عزيمته أبداً ولم يتوقف عن المقاومة .. احتسبهم شهداء وأكمل سير طريقه علّه يلحق بهم وينال الشرف الذي نالوه يوماً ما .
انتهت الحرب .. يومان وستنتهي مظاهر الاحتفالات أيضاً ويعود كل منّا إلى جرحه ليضمده ويتغلب عليه ويكمل دربه ..... سيخرج اللاجئين الذين دُمرت منازلهم وفقدوا بعض أحبتهم إن لم يكن كلهم .. سيخرجون من المدارس التي آوتهم طول الـ51 يوماً من بطش الاحتلال، سيخرجون للاشيء .. حيث لا مكان يأويهم فقد أصبحت بيوتهم رُكام من أحجارٍ وذكريات .. ينتظرون تعويضات من حكومةٍ لا تملك حتى القليل منها ! .. يبنون خيمة فوق رُكام منزلهم ويجلسون ينتظرون فرج الله والحكومة .
ألم يُفكر أحد بهم، أين وكيف سيعيشون .. ولا متى ستلتأم جراحهم ؟!
تساؤلات ليس لها إجابة .. إلى ما لا نهاية .. !

وصال ضهير
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف