الأخبار
نتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيرانيالجيش الإسرائيلي: صفارات الانذار دوت 720 مرة جراء الهجوم الإيرانيالحرس الثوري الإيراني يحذر الولايات المتحدة
2024/4/16
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حرب غزة 2014 .. معركة الوجود بقلم أ هاشم الشرفا

تاريخ النشر : 2014-08-28
حرب غزة 2014 .. معركة الوجود  بقلم أ هاشم الشرفا
"حرب غزة 2014 ... معركة الوجود ..." بقلم أ هاشم الشرفا             28/8/2014

بين معركتي "العصف المأكول " الفلسطينية و"الجرف الصامد" الإسرائيلية تتجسد الكثير من المعاني المتسترة والعبر العميقة. لا يختلف اثنان أن هذه المواجهة كانت جزءاً أصيلاً لا يتجزأ من معركة الوجود على أرض فلسطين بين أصحابها الحقيقيين وعصابات المعتدين. ولكن هذه المرة مع اختلاف عميق وجديد في معايير الانتصار وموازيين القوى وحجم المؤامرات الإقليمية والدولية. لا شك أيضاً أن هناك تحديثاً جوهرياً لمفاهيم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في ضوء ثورات وتغيرات فرضت نفسها على أرض الواقع على الصعيدين العالمي والإقليمي. كانت هذه المفاهيم الراسخة تفرض نفسها بقوة بجانب القتال على أرض الميدان فيما بات يعرف ب"صراع الأدمغة" بين الفلسطينيين والصهاينة والذي بات يشكل جزءاً مهماً من منظومة الصراع الكلية. في حرب غزة 2014 ,أدرك كلا طرفي الصراع جيداً أن معركته في ضوء الجذور التاريخية والظروف الآنية , هي معركة وجود يرفع كليهما فيها شعاراً واضحاً كوضوح الشمس "أن أكون أو لا أكون "
اذا عدنا إلى بداية الحكاية سندرك  بالضرورة أن الصهاينة يعتقدون أن معركتنا معهم هي معركة وجود. ففي العام 1948 , سنجد أن الصهاينة قد وجدوا المناخ والأرضية الخصبة لأن ينفذوا مخططهم الأعظم والذي أفضى إلى لم شمل الشتات الصهيوني من أصقاع العالم وتوحيد أنظمته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في كيان غاصب على أرض فلسطين .يتبلور هذا المخطط من خلال المنظمة الصهيونية وبدعم دولي منقطع النظير أراد التخلص من هم هذه الشرذمة القليلة التي كانت تثقل كاهل أوروبا وتخاذل عربي فقد البوصلة ولم يعد يستطع تحديد مصالحه من مهالكه وتبرأ من جذوره الأصيلة وتاريخه العريق. أراد الصهاينة أن ينقذوا أنفسهم من الزوال التاريخي والضياع الأبدي وإخفاء ضعفهم ووهنهم من خلال الاحتماء بجملة من الشعارات ومنها " دولة إسرائيل العظمى " و" جيش إسرائيل الذي يقهر " . ثم قامت بعض الأنظمة العربية بترويج هذه الشعارات حينما ساندت الصهيونية ثم ادعت محاربتها كذباً وبهتاناً  وأعلنت هزيمتها أمام الصهاينة ثم ما  لبثت هذه الأنظمة إلا وأن صدقت كذبتها وارتضت واقع الذل والهوان.  .
اذا درسنا واقع حرب غزة 2014 بحرص ,  سنجد أن الاحتلال الصهيوني خاض معركة وجود من منطلق أن غزة باتت تشكل خطراً حقيقياً على أمان دولتهم ووجودها  . فبعد أن كنست المقاومة الفلسطينية مستوطنيه من أرض غزة, بات هؤلاء يفقدون أمنهم في بلدات ومدن غلاف غزة الواقعة جنوب "اسرائيل" ويطالبون بالرحيل عنها. ومن هنا استخدمت إسرائيل قوتها العسكرية لضرب غزة براً وبحراً وجواً وتدمير البنى التحتية وبث الخراب والدمار والقتل  لإعادة الأمن المسلوب ولكن بلا جدوى.  فلقد بقيت المقاومة تضربهم حتى اللحظة الأخيرة من الحرب ولم يتحقق أي من الاهداف المعلنة والغير معلنة لهذه المواجهة. وباتت تدرك إسرائيل أن جيشها الذي لا يقهر تقهقر على مشارف غزة وأن معادلة الردع تلقت ضربة في مقتل. باتت تدرك أيضاً أن هذه المقاومة تتقدم شيئاً فشيئاً وتتطور يوماً بعد يوم لا شيء يثنيها عن تحقيق هدفها الأسمى الذي لم تحققه الجيوش العربية مجتمعة بتحرير الديار من الاحتلال.
أما الفلسطينيون في غزة و انطلاقا من عقيدتهم اليقينية وتشبثهم بأرض أجدادهم وانتمائهم لأرض بلادهم التاريخية, اعتبروا أنها معركة وجودية حينما استفحل الظلم الدولي وانتهكت القيم الأخلاقية في الأمم المتحدة ولم يستعد الواقع العربي عزته وأنفته وإصرار بعض الأنظمة العربية على طمس قيم المقاومة وتجريد غزة منها وإخضاعها لإملاءات الاحتلال.  وحينما ازداد الحصار الظالم وطئاً وتفشى في قطاع غزة الفقر والمرض والبطالة وانعدمت  الخدمات الإنسانية,  أدرك الفلسطينيون أنهم يواجهون مخططاً لإزالتهم من منظومة الصراع في المنطقة . ومن هنا  كان الاستبسال على أرض الميدان وصد الهجوم الصهيوني ورده على اعقابه مهزوماً مخذولاً ومرغوا أنوف قادته في تراب غزة.
يقودنا كل ما سبق أنه في مواجهة 2014, كلا الطرفين أعلنها معركة وجود ولكن الاحتلال خاب وخسر وتهدد وجوده على أرضنا كثر من أي وقت مضى أما الفلسطينيون فقد بدأوا حرب التحرير وسيفرضون وجودهم على باقي أرضهم المحتلة. فهي ما تبقى لهم بعد دمار بيوتهم ومدارسهم ومشافيهم وفقدان أحبتهم رافعين شعار " لا تتحدى شخصاً ليس لديه ما يخسره "
أ هاشم الشرفا 
28/ 8 /2014
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف