الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

انتصرت غزة بقلم : حماد صبح

تاريخ النشر : 2014-08-28
انتصرت غزة بقلم : حماد صبح
مثلما تعلن نتيجة مباراة كرة قدم قالت " هآرتس " يوم وقف إطلاق النار : حماس : 1 ، إسرائيل : صفر . وقبلها بيوم قال جنرال الاحتياط جيورا آيلاند إن إسرائيل ما انتصرت، بل تعادلت مع المقاومة . وما أكثر الشهادات الإسرائيلية _ والفضل ما شهدت به الأعداء _ على أن إسرائيل أقرب إلى الهزيمة منها إلى النصر في الحرب التي دامت 51 يوما والتي بادرت هي إليها . كلام " هآرتس " صريح فصيح بأن إسرائيل هزمت فعلا ، وبالتالي المنطقي انتصرت المقاومة وعلى رأسها حماس . وما وقع فعلا انتصار بأكثر من معيار .
أولا : لم يحدث في الحرب ما حدث في حروب إسرائيل الماضية _ خاصة حرب 1967 _ حين كان انتصار إسرائيل واضحا حاسما وهزيمة العرب واضحة مخزية في حسمها . ثانيا : إسرائيل التي بادرت للحرب العدوانية كانت أول من طلب وقفها في الأسبوع الأول منها ، فرفضت المقاومة ، وكان الرفض مهما اختلفت فيه الآراء شاهدا قويا على قدرة المقاومة على مواصلة القتال لتحقيق ما تفكر فيه من أهداف . ثالثا : أذاقت المقاومة ملايين الإسرائيليين وفي مقدمتهم مستوطنو غلاف غزة مرارة ويلات الحرب وعذابات شدائدها التي كانت في الحروب السالفة مقصورة على المواطنين العرب وأولهم الفلسطينيون . رابعا : أوقفت المقاومة بقتالها الباسل القوات الإسرائيلية البرية على أطراف غزة الخارجية ، ولو استطاعت تلك القوات لنفذت حتى البحر في الساعات الأولى للهجوم البري يوم 17 يوليو . خامسا : أدارت المقاومة المعركة البرية بمهارة وفاعلية قيادة عسكرية عريقة خبيرة رغم الحداثة الحادة للمقاومة في إدارة المعارك . ولا يغيب عن التقييم هنا لتلك الإدارة أن تعدد الفصائل المقاتلة يخلق مشكلة كبيرة في تنسيق العمليات القتالية وإدارتها.
سادسا : أبدت المقاومة من صلابة الاحتمال والصبر على شدائد الحرب ومخاطر تطوراتها وتقلباتها ومفاجآتها ما تستحيل مقارنته مع ما أبداه جنود وضباط العدو وقيادته من جزع وتذمر وقصر نفس في التحمل . ما أكثر ما اشتكى الجنود والضباط الإسرائيليون من الحرب التي وصفوها بالجحيم الحقيقي ! واتهم مستوطنو غلاف غزة بني جانتس رئيس الأركان الإسرائيلي بأنه يريد إنهاء الحرب بسرعة دون أي نصر . ولم نسمع أي شكوى من رجال المقاومة .
سابعا : ما قتلته إسرائيل وجرحته من المدنيين وما دمرته من العمران لا يحسب في المعيار المهني لأداء الجيوش ، بل هو يخصم من وزن هذا الأداء . ما اقترفه الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين والعمران يمكن أن يقترفه أردأ الجيوش مهنية . إنه لا يزيد على استخدام تفوق السلاح في القتل والتدمير غير المشروعين في قوانين الحرب . والبارز هنا لصالح المقاومة أن كل من قتلتهم من العدو إلا قليلا كانوا من الجنود والضباط . ثامنا : قاتلت غزة ودحرت عدوها وهي في أسوأ الأحوال وأبعدها عن الشروط الملائمة للقتال بسبب طول الحصار مصاعبه . ما فعلته بحق أعجوبة محيرة مدهشة .
تاسعا : قاتلت غزة وحدها دون بقية الشعب الفلسطيني ، ولا أقول دون بقية العرب ، فأكثر العرب الفاعلين والقادرين كانوا في صف العدو . وسرت فكرة شعبية بين الناس في غزة مضمونها :" لو وقفوا معنا لجلبوا لنا الهزيمة " .
عاشرا : لم يشترك في القتال إلا عدد محدود من رجال المقاومة ، وادخر العدد الأكبر لمواجهة العدو في حال توغل قواته في عمق غزة . حادي عشر : إذا استخدمنا لغة الكرة : واصل الفريق الغزي العنيد الواثق تسديد الكرة إلى ملعب الفريق الإسرائيلي المتضعضع المتزعزع حتى الثاتية الأخيرة من المباراة فكانت النتيجة : 1 : صفر لصالحه ضد الفريق الإسرائيلي الذي اتسعت تسديداته طيشا ، وهي في الحق بدأت طائشة من بداية المباراة الدموية . ثاني عشر : ستفكر إسرائيل ألف مرة مرتجفة متوجسة قبل أن تفكر مرة ثانية في ابتلاع المنجل الغزي . قبل وقف القتال بيومين صرخت " يديعوت : " أين المفر من غزة ؟! " . عندما يصرخ من بادر للعدوان هذه الصرخة نعرف من انتصر ومن انهزم . أرادت إسرائيل بين ما أرادت من الحرب ردع المقاومة فردعت هي ، وردع العدو عن المبادرة إلى العدوان انتصار عليه . انتصرت غزة .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف