انتصرت غزة بقلم : حماد صبح
مثلما تعلن نتيجة مباراة كرة قدم قالت " هآرتس " يوم وقف إطلاق النار : حماس : 1 ، إسرائيل : صفر . وقبلها بيوم قال جنرال الاحتياط جيورا آيلاند إن إسرائيل ما انتصرت، بل تعادلت مع المقاومة . وما أكثر الشهادات الإسرائيلية _ والفضل ما شهدت به الأعداء _ على أن إسرائيل أقرب إلى الهزيمة منها إلى النصر في الحرب التي دامت 51 يوما والتي بادرت هي إليها . كلام " هآرتس " صريح فصيح بأن إسرائيل هزمت فعلا ، وبالتالي المنطقي انتصرت المقاومة وعلى رأسها حماس . وما وقع فعلا انتصار بأكثر من معيار .
أولا : لم يحدث في الحرب ما حدث في حروب إسرائيل الماضية _ خاصة حرب 1967 _ حين كان انتصار إسرائيل واضحا حاسما وهزيمة العرب واضحة مخزية في حسمها . ثانيا : إسرائيل التي بادرت للحرب العدوانية كانت أول من طلب وقفها في الأسبوع الأول منها ، فرفضت المقاومة ، وكان الرفض مهما اختلفت فيه الآراء شاهدا قويا على قدرة المقاومة على مواصلة القتال لتحقيق ما تفكر فيه من أهداف . ثالثا : أذاقت المقاومة ملايين الإسرائيليين وفي مقدمتهم مستوطنو غلاف غزة مرارة ويلات الحرب وعذابات شدائدها التي كانت في الحروب السالفة مقصورة على المواطنين العرب وأولهم الفلسطينيون . رابعا : أوقفت المقاومة بقتالها الباسل القوات الإسرائيلية البرية على أطراف غزة الخارجية ، ولو استطاعت تلك القوات لنفذت حتى البحر في الساعات الأولى للهجوم البري يوم 17 يوليو . خامسا : أدارت المقاومة المعركة البرية بمهارة وفاعلية قيادة عسكرية عريقة خبيرة رغم الحداثة الحادة للمقاومة في إدارة المعارك . ولا يغيب عن التقييم هنا لتلك الإدارة أن تعدد الفصائل المقاتلة يخلق مشكلة كبيرة في تنسيق العمليات القتالية وإدارتها.
سادسا : أبدت المقاومة من صلابة الاحتمال والصبر على شدائد الحرب ومخاطر تطوراتها وتقلباتها ومفاجآتها ما تستحيل مقارنته مع ما أبداه جنود وضباط العدو وقيادته من جزع وتذمر وقصر نفس في التحمل . ما أكثر ما اشتكى الجنود والضباط الإسرائيليون من الحرب التي وصفوها بالجحيم الحقيقي ! واتهم مستوطنو غلاف غزة بني جانتس رئيس الأركان الإسرائيلي بأنه يريد إنهاء الحرب بسرعة دون أي نصر . ولم نسمع أي شكوى من رجال المقاومة .
سابعا : ما قتلته إسرائيل وجرحته من المدنيين وما دمرته من العمران لا يحسب في المعيار المهني لأداء الجيوش ، بل هو يخصم من وزن هذا الأداء . ما اقترفه الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين والعمران يمكن أن يقترفه أردأ الجيوش مهنية . إنه لا يزيد على استخدام تفوق السلاح في القتل والتدمير غير المشروعين في قوانين الحرب . والبارز هنا لصالح المقاومة أن كل من قتلتهم من العدو إلا قليلا كانوا من الجنود والضباط . ثامنا : قاتلت غزة ودحرت عدوها وهي في أسوأ الأحوال وأبعدها عن الشروط الملائمة للقتال بسبب طول الحصار مصاعبه . ما فعلته بحق أعجوبة محيرة مدهشة .
تاسعا : قاتلت غزة وحدها دون بقية الشعب الفلسطيني ، ولا أقول دون بقية العرب ، فأكثر العرب الفاعلين والقادرين كانوا في صف العدو . وسرت فكرة شعبية بين الناس في غزة مضمونها :" لو وقفوا معنا لجلبوا لنا الهزيمة " .
عاشرا : لم يشترك في القتال إلا عدد محدود من رجال المقاومة ، وادخر العدد الأكبر لمواجهة العدو في حال توغل قواته في عمق غزة . حادي عشر : إذا استخدمنا لغة الكرة : واصل الفريق الغزي العنيد الواثق تسديد الكرة إلى ملعب الفريق الإسرائيلي المتضعضع المتزعزع حتى الثاتية الأخيرة من المباراة فكانت النتيجة : 1 : صفر لصالحه ضد الفريق الإسرائيلي الذي اتسعت تسديداته طيشا ، وهي في الحق بدأت طائشة من بداية المباراة الدموية . ثاني عشر : ستفكر إسرائيل ألف مرة مرتجفة متوجسة قبل أن تفكر مرة ثانية في ابتلاع المنجل الغزي . قبل وقف القتال بيومين صرخت " يديعوت : " أين المفر من غزة ؟! " . عندما يصرخ من بادر للعدوان هذه الصرخة نعرف من انتصر ومن انهزم . أرادت إسرائيل بين ما أرادت من الحرب ردع المقاومة فردعت هي ، وردع العدو عن المبادرة إلى العدوان انتصار عليه . انتصرت غزة .
مثلما تعلن نتيجة مباراة كرة قدم قالت " هآرتس " يوم وقف إطلاق النار : حماس : 1 ، إسرائيل : صفر . وقبلها بيوم قال جنرال الاحتياط جيورا آيلاند إن إسرائيل ما انتصرت، بل تعادلت مع المقاومة . وما أكثر الشهادات الإسرائيلية _ والفضل ما شهدت به الأعداء _ على أن إسرائيل أقرب إلى الهزيمة منها إلى النصر في الحرب التي دامت 51 يوما والتي بادرت هي إليها . كلام " هآرتس " صريح فصيح بأن إسرائيل هزمت فعلا ، وبالتالي المنطقي انتصرت المقاومة وعلى رأسها حماس . وما وقع فعلا انتصار بأكثر من معيار .
أولا : لم يحدث في الحرب ما حدث في حروب إسرائيل الماضية _ خاصة حرب 1967 _ حين كان انتصار إسرائيل واضحا حاسما وهزيمة العرب واضحة مخزية في حسمها . ثانيا : إسرائيل التي بادرت للحرب العدوانية كانت أول من طلب وقفها في الأسبوع الأول منها ، فرفضت المقاومة ، وكان الرفض مهما اختلفت فيه الآراء شاهدا قويا على قدرة المقاومة على مواصلة القتال لتحقيق ما تفكر فيه من أهداف . ثالثا : أذاقت المقاومة ملايين الإسرائيليين وفي مقدمتهم مستوطنو غلاف غزة مرارة ويلات الحرب وعذابات شدائدها التي كانت في الحروب السالفة مقصورة على المواطنين العرب وأولهم الفلسطينيون . رابعا : أوقفت المقاومة بقتالها الباسل القوات الإسرائيلية البرية على أطراف غزة الخارجية ، ولو استطاعت تلك القوات لنفذت حتى البحر في الساعات الأولى للهجوم البري يوم 17 يوليو . خامسا : أدارت المقاومة المعركة البرية بمهارة وفاعلية قيادة عسكرية عريقة خبيرة رغم الحداثة الحادة للمقاومة في إدارة المعارك . ولا يغيب عن التقييم هنا لتلك الإدارة أن تعدد الفصائل المقاتلة يخلق مشكلة كبيرة في تنسيق العمليات القتالية وإدارتها.
سادسا : أبدت المقاومة من صلابة الاحتمال والصبر على شدائد الحرب ومخاطر تطوراتها وتقلباتها ومفاجآتها ما تستحيل مقارنته مع ما أبداه جنود وضباط العدو وقيادته من جزع وتذمر وقصر نفس في التحمل . ما أكثر ما اشتكى الجنود والضباط الإسرائيليون من الحرب التي وصفوها بالجحيم الحقيقي ! واتهم مستوطنو غلاف غزة بني جانتس رئيس الأركان الإسرائيلي بأنه يريد إنهاء الحرب بسرعة دون أي نصر . ولم نسمع أي شكوى من رجال المقاومة .
سابعا : ما قتلته إسرائيل وجرحته من المدنيين وما دمرته من العمران لا يحسب في المعيار المهني لأداء الجيوش ، بل هو يخصم من وزن هذا الأداء . ما اقترفه الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين والعمران يمكن أن يقترفه أردأ الجيوش مهنية . إنه لا يزيد على استخدام تفوق السلاح في القتل والتدمير غير المشروعين في قوانين الحرب . والبارز هنا لصالح المقاومة أن كل من قتلتهم من العدو إلا قليلا كانوا من الجنود والضباط . ثامنا : قاتلت غزة ودحرت عدوها وهي في أسوأ الأحوال وأبعدها عن الشروط الملائمة للقتال بسبب طول الحصار مصاعبه . ما فعلته بحق أعجوبة محيرة مدهشة .
تاسعا : قاتلت غزة وحدها دون بقية الشعب الفلسطيني ، ولا أقول دون بقية العرب ، فأكثر العرب الفاعلين والقادرين كانوا في صف العدو . وسرت فكرة شعبية بين الناس في غزة مضمونها :" لو وقفوا معنا لجلبوا لنا الهزيمة " .
عاشرا : لم يشترك في القتال إلا عدد محدود من رجال المقاومة ، وادخر العدد الأكبر لمواجهة العدو في حال توغل قواته في عمق غزة . حادي عشر : إذا استخدمنا لغة الكرة : واصل الفريق الغزي العنيد الواثق تسديد الكرة إلى ملعب الفريق الإسرائيلي المتضعضع المتزعزع حتى الثاتية الأخيرة من المباراة فكانت النتيجة : 1 : صفر لصالحه ضد الفريق الإسرائيلي الذي اتسعت تسديداته طيشا ، وهي في الحق بدأت طائشة من بداية المباراة الدموية . ثاني عشر : ستفكر إسرائيل ألف مرة مرتجفة متوجسة قبل أن تفكر مرة ثانية في ابتلاع المنجل الغزي . قبل وقف القتال بيومين صرخت " يديعوت : " أين المفر من غزة ؟! " . عندما يصرخ من بادر للعدوان هذه الصرخة نعرف من انتصر ومن انهزم . أرادت إسرائيل بين ما أرادت من الحرب ردع المقاومة فردعت هي ، وردع العدو عن المبادرة إلى العدوان انتصار عليه . انتصرت غزة .