الأخبار
17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الحرب وغزة وميزان الربح والخسائر بقلم: عريب الرنتاوي

تاريخ النشر : 2014-08-28
الحرب وغزة وميزان الربح والخسائر بقلم: عريب الرنتاوي
بحسابات الربح والخسارة، وفقاً لمعادلات الحروب الكلاسيكية، لا تتعدى خسائر إسرائيل الثلاثة بالمائة من خسائر الفلسطينيين وفقاً لصحيفة "هآرتس" ... لكن لحروب غزة ومعاركها مع إسرائيل، منهجاً آخر في "الرياضيات"، وطريقة متفردة لعمل ميزان الأرباح والخسائر.
 
بالمعنى التقليدي لحساب الربح الخسائر: فقدت إسرائيل 68 قتيلاً وبضع مئات من الجرحى، مقابل أزيد من ألفي شهيد وعشرة آلاف جريح في صفوف الفلسطينيين ... الخراب الذي لحق بغزة، لا يقارن إلا بـ "مدن الحرب العالمية الثانية"، وسيحتاج الفلسطينيون لسنوات طويلة، حتى يعيدوا بناء ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية البربرية.
 
على أية حال، لسنا بحاجة لكثير من الوقت والجهد لمعرفة المنتصر والمهزوم في هذه الحرب ... خروج عشرات ألوف الفلسطينيين في مهرجانات الفرح والانتصار، في غزة والضفة والقدس والشتات، فيض الرسائل والبرقيات والنصوص التي حفلت بها الهواتف الذكية و"الغبية" ومواقع التواصل الاجتماعي، أشّرت جميعها إلى المنتصر ... وفي المقلب الآخر، كان "تسريب" نباء التهدئة وطريقة تمريره (بالهاتف) إلى أعضاء "الكابينيت"، وصمت القبور الذي انتاب الطبقة السياسية الحاكمة في إسرائيل، فضلاً عن انطلاق التكهنات بنهاية وشيكة للمستقبل السياسي لرئيس الوزراء بينيامين نتنياهو، مؤشراً آخر دالّاً على هوية المهزوم.
 
غزة صمدت وقاومت، ومن خلفها وقف الفلسطينيون بإجماع فصائلهم وقادتهم ونشطائهم وجماهيرهم خلف صمودها ومقاومتها الباسلة، فاستحقت أن تنتصر على الجيش المدجج بأحدث التكنولوجيا وأكثر الأساطير العنصرية تخلفاً ... غزة قاومت وانتصرت، رغم البيئة "غير الصديقة" للفلسطينيين التي أحاطت بمجمل الحراك والاتصالات والمشاورات السياسية والدبلوماسية، وبرغم حروب المحاور والمعسكرات العربية والإقليمية المحتربة.
 
في ميزان الربح والخسائر، يمكن القول إن إسرائيل جنت ما يلي: (1) فقدت عطف كثير من أصدقائها وخسرت الكثير في معارك الصورة والرواية، واقتربت أكثر من كابوسها: "نزع الشرعية الأخلاقية" لمشروعها في نظر المجتمعات الغربية (هي فاقدة لهذه الشرعية أصلاً في نظر شعوبنا ومجتمعاتنا) ... (2) فقدت صورة الردع ومهابته، فالصواريخ ظلت تطلق حتى الدقيقة الأخيرة للحرب، ومستوطنات غلاف القطاع فُرّغت من ساكنيها، وكاد العام الدراسي أن يبدأ تحت حماية سلاح الجو والقبة الحديدية، وحركة الطيران شابها ما شابها من ارتباكات، فضلاً عن الأنشطة العامة والجماهيرية التي ألغيت، ومرابطة ملايين الإسرائيليين على مقربة من الملاجئ ... (3) فشلت إسرائيل في تحقيق أحد أهم أهداف حربها المعلنة على القطاع، فلا سلاح المقاومة انتزع، ولا هي رفعت الرايات البيضاء، ولا الأنفاق كفّت عن عملها المقاوم، والأهم، لم تخرج التظاهرات الداعية لوقف المقاومة، بل خرج نقيضها وبعشرات الألوف لتشييع الشهداء ... (4) فشلت إسرائيل في تحقيق هدف هام آخر لحربها على غزة، وتمثل في ضرب حكومة الوفاق وقطع الطريق على خيار المصالحة الوطنية، فمجريات الحرب ونتائجها، كرست المصالحة وقرّبت الفلسطينيين من بعضهم البعض، أكثر من أي وقت مضى... (5) بعد الحرب، ستدخل إسرائيل في معمعة التلاوم المتبادل والتحقيقات والاتهامات بالتقصير، وسيفقد نتنياهو مستقبله السياسي كما يرجح كثيرون، وربنا تذهب إلى انتخابات مبكرة، فيما ثقة الرأي العام بقادته ومؤسساته وأمنه الشخصي والعام، ستكون أضعف من أي وقت مضى.
 
في المقابل، يمكن القول إن الفلسطينيين، حققوا ما يلي: (1) كل خسارة منيت بها إسرائيل هي ربح صافٍ لهم، فـ "المعادلة الصفرية" هي القانون الناظم للعلاقة بين الجانبين بكل تأكيد ...(2) خرجوا بثقة أعلى بالنفس والمقاومة وبكل ما يمتلكون من خيارات وأوراق وبدائل، في مقدمها خيار المقاومة ... (3) خرجوا أكثر صلابة وإصراراً من حرب امتدت لشهرين، تذكرهم بحروبهم وانتفاضاتهم وثوراتهم المجيدة، التي كادت تضيع في دهاليز التفاوض وفوضى الحالة العربية ... (4) خروج القطاع من شرنقة الحصار الجائر، ورضخ الاحتلال لمطلب إعادة الإعمار بصورة فورية وفتح المعابر وتقليص المناطق العازلة وتوسيع مناطق الصيد البحري، دع عنك نجاحهم في تثبيت أجندة المفاوضات اللاحقة حول المطار والميناء والأسرى وحركة المال وغيرها ... (5) خرجوا بتفاهم أفضل مع مصر بخصوص معبر رفح وتنظيم العلاقات مع القطاع ... (6) خرجوا أكثر توحداً، فنتائج التهدئة وديناميكيات تطبيق اتفاقها والمفاوضات التي ستعقبها، ستملي عليها وجوباً حفظ وحدتهم الوطنية وتعلم العمل المشترك وتبادل الأدوار وتجاورها وتكاملها.
 
حرب إسرائيل الثالثة على غزة، إذ بعثت روحاً جديدة في أوساط الفلسطينيين، فإنها تمهد لمرحلة استراتيجية في مسار الكفاح الوطني الفلسطيني من أجل الحرية والاستقلال، نأمل ألا تضيع فرصتها من دون أن تترجم إلى نهج جديد واستراتيجية جديدة، وعلاقات داخلية وإقليمية ودولية جديدة، وأنماط جديدة ومبتكرة ومتكاملة من أدوات الكفاح وأشكاله ... فالمعركة مع إسرائيل ما زالت في بداياتها، ومشورا الحرية والاستقلال ما زال طويلاً ومكلفاً.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف