الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

غزة تتحدى وتقاوم، تصمد وتنتصر..؟!بقلم:طلال قديح

تاريخ النشر : 2014-08-28
غزة تتحدى وتقاوم، تصمد وتنتصر..؟!
طلال قديح *
أجل بكل الشموخ والأنفة والكبرياء ، ورغم الحصار والدمار، أبت غزة إلا أن تظل كما عرفها التاريخ، قلعة الصمود، على أرضها تتحطم كل أحلام الأعداء، وأمام جبروت أهلها، ينكسر الغزاة، ويندحر الطغاة صاغرين أذلاء، يجرون أذيال الخزي والعار، ملطخة وجوههم بالذل والهوان والصغار.
حرب استمرت واحداً وخمسين يوماً، مارست فيها إسرائيل أبشع ألوان الهمجية التي عُرفت بها عبر تاريخها الزاخر بالإجرام، واستعرضت قوتها العاتية بما تمثله من أسلحة الدمار الشامل ، وأوهمت العالم بأن الحرب ستكون قصيرة، وأن انتصارها فيها مؤكد ولا مجال للشك فيه ، خاصة أنها تمتلك أقوى جيش في منطقة ، طالما كانت ميداناً تصول فيه وتجول، دون أن يتصدى لها أحد ولو بالتهديد والوعيد..!
لكن هذه الحرب لم تكن كسابقاتها، أخطأ العدو في حساباته بشأنها، بل إنها أربكته ، وقلبت حساباته وتوقعاته رأساً على عقب، وهذا في حد ذاته كان بداية الهزيمة والانكسار.
كانت حرباً مدمرة إلى أبعد حد، حيث صبت إسرائيل جام غضبها على غزة، هذه التي طالما مرغت أنفها في التراب ، فهي تدرك قبل غيرها أن غزة دائما هي بوابة الانتصار ومفتاح السلام.
ومن هنا أرادت إسرائيل أن تكون هذه الحرب الأخيرة، ساحقة ماحقة، فألقت من خلال طائراتها ودباباتها وبوارجها آلاف الأطنان من القنابل والصواريخ، بما قدره العسكريون ، ما يعادل ست قنابل نووية.. وهذا يكفي ليدرك العالم، وعبر وسائل الإعلام ما لحق بغزة من دمار شامل ، طال المدارس والمستشفيات والمساجد ، وآلاف البيوت على سكانيها، حتى وصل الأمر إلى إبادة عشرات العوائل بشكل كامل، طال الأب والأم والأخوة والأخوات، فيتضاعف الحزن والأسى والألم.دفعت غزة ثمناً باهظاً من الشهداء والجرحى، أطفالا ونساء ، شيباً وشباباً ، فاقت أعدادهم الآلاف.
ولكن مع كل هذه الهمجية النكراء، أظهر أهل غزة ومعهم إخوانهم الفلسطينيون، مقاومة باسلة وشجاعة نادرة.. عضّوا على الجراح وواصلوا التحدي بكل الثقة في النفس ، والإيمان بحتمية النصر.. حتى تحقق النصر، واندحر العدو ملطخا بالعار، وأدرك أن غزة كما كانت في تاريخها، عصية على الغزاة، وأهل فلسطين كلهم أنفة وحمية وإباء.
حرب غزة أجبرت العدو الغاشم أن يقبل بوقف دائم لإطلاق النار، وهذا وحده غرة الانتصار.. وبدت بوادر الانقسام في صفوف العدو، فأخذوا يتبادلون الاتهامات، ويتنصلون من المسؤوليات، وعلت الأصوات بكيل الاتهامات لهذا الحزب أوذاك؟
وفي المقابل خاضت غزة هذه الحرب بوحدة واحدة بين كل فصائل المقاومة ، فذابت الخلافات وانتفت الاتهامات، وتوجه السلاح كله للعدو وهذا من أقوى أسباب النصر، كما أن الوحدة تجلت في وفد واحد ، أدار المفاوضات بكل حنكة وذكاء، ولم يعط العدو منفذاً لينفث سمومه ، ويحيك أحابيله وخزعبلاته.
وعلى المستوى العالمي، أيقظت العالم من سباته فغصت عواصمه بالمسيرات المنددة بالعدوان والمطالبة بتوقيع أقصى العقوبات ضد إسرائيل، واتخاذ كافة الإجراءات لمحاكمتها أمام محكمة الجنايات الدولية، وإلزامها بدفع تعويضات لكل ما سببته من خسائر باهظة. وعلى الأمم المتحدة أن تردع إسرائيل بكل وسيلة تمنعها من تكرار الحرب متى ما يحلو لها ، بين الحين والآخر..
إن انتصار غزة، هو انتصار لفلسطين بل ولكل العرب والعالم الحر، وسوف يظل نبراساً هادياً يضيء للأجيال طريقها نحو العزة والحرية والسؤدد..
وحق لفلسطين كلها ومعها أهلها ألعرب، أن يحتفلوا بهذا النصر المؤزر الذي يمثل إنجازاً تاريخياً بامتياز، شهد به كل العالم.. وهنا يجدر بنا أن نحيي كل شعوب العالم الحر التي وقفت بشموخ وخرجت في مسيرات مؤيدة ، تهتف باسم فلسطين حرة أبية وتحمل علمها الذي أصبح علامة بارزة على إرادة الانتصار وانتصار الإرادة..جسدت غزة كل معاني الشموخ والقوة والعزة..بهرت العالم كله ، وأصبحت منارة لكل المنتفضين ضد الظلم والاستبداد. ستبقى حرب غزة معلماً تاريخياً بارزاً، له ما قبله ، وله مابعده، تُدوَّن في كتب التاريخ، كسابقاتها من الحروب، لاستخلاص العظات والعبر، والاستفادة مما حفلت به من تحليلات ووجهات نظر. والحرب جولات، كرٌّ وفرّ، والغلبة فيها لمن صمد وصبر.
من غزة بدأت المقاومة ، ومنها بدأ النصر، ومنها تبدأ المسيرة المظفرة نحو تحرير القدس، أرض الرباط، والمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.. والنصر قريب قريب إن شاء الله تعالى.."وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم."
• كاتب ومفكر عربي
• 27/8/2014م
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف