لماذا الحجر والشجر؟
بقلم:أ. يحيى محمود التلولي
وقف كثير من الناس مؤمنهم وكافرهم، عالمهم وجاهلهم أمام حديث
النبي –صلى الله عليه وسلم- الذي جاء في الصحيح: " ... فيقول الحجر والشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي”... بين مؤيد أو معارض، أو جاد أو ساخر، بل إن علماء المسلمين
اختلفوا في فهم الحديث فمنهم من حمل الكلام على المعنى الحقيقي، ومنهم من حمله على المعنى غير الحقيقي مستبعدا أن ينطق الشجر والحجر.
ولكن أقول إن الناظر إلى الممارسات التعسفية التي يقوم بها أراذل الأمم من بني اليهود ضد بني البشر والشجر والحجر جاوزت كل الحدود، وحطمت كل الأعراف والقيود، فلم يسلم منها بشر ولا شجر ولا حجر.
فبالبشر: قتل، وسجن، وتعذيب، وقصف، وإهانات، وإبعاد، ... وغير ذلك، فقد قال الله فيهم:
:" وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا
تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ
تَشْهَدُونَ ، ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ
فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ
وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ
عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ
بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ
وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ، أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا
الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآَخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا
هُمْ يُنْصَرُونَ"(البقرة, الآيات: 84-86) وقال أيضا "
إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ
بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ
فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ، أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ
فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ،" (آل عمران, الآيتان: 21, 22)
وأما الشجر وأخص شجر الزيتون فما ذنبه عندما
يقوم أذناب قطعان المستوطنين بالاعتداء عليها بقلعها أو تكسيرها. أليست هذه شجرة مباركة أقسم الله بها في كتابه العزيز فقال:"وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ" (التين, الآية:1) هل يغيظهم أنها تسبح الله كل لحظة؟ كما قال تعالى: "تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا" ( الإسراء, الآية: 44) أم لماذا؟
وأما الحجر فما الذنب الذي اقترفه عندما نجدهم يهدمون البيوت على رؤوس ساكنيها صغارا وكبارا، شبابا وشيوخا، رجالا ونساء، متذرعين بحجج واهية يدعونها كالبناء غير المرخص، أو لدواع أمنية، ... وغير ذلك.
وليس لهم حجة إلا ما أفرزته عنصريتهم من كراهية وحقد على البشر والشجر والحجر.
لقد وصف الله قلوبهم بالقساوة وبين أنها أشد قسوة من الحجارة بل جعل من الحجارة ما فيه النفع والفائدة للآخرين أما قلوبهم فليس فيها الخير، فقال تعالى: "ثُمَّ
قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً
وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا
لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ
خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ" (البقرة, الآية:74)
إن هذا الهدم والتدمير والتخريب ليس غريبا عليهم، فتاريخهم حافل بالتخريب والتدمير حتى لما بنت أيديهم النجسة، حيث قال
تعالى في بني النضير عندما أجلاهم النبي –صلى الله عليه وسلم- عن بيوتهم:"هُوَ الَّذِي
أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ
الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ
حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا
وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ
وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ" (الحشر,
الآية:2)
لو حاولت وصف تلك الممارسات فالحديث يطول، ولكن أقول وكلي ثقة: والله سيأتي اليوم الذي يشكو فيه الحجر والشجر ظلم اليهود وطغيانهم، وبغيهم فينطق الله –عز وجل الذي أنطق كل شيء- الحجر والشجر؛ ليبلغ عمن اختبأ وراءه منهم غيظا عليهم، وأملا في التخلص منهم، ومن دنسهم وشرورهم، وليس هذا غريبا، فقد قال تعالى: "وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا
أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ
مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ"(فصلت, الآية:21)
بقلم:أ. يحيى محمود التلولي
وقف كثير من الناس مؤمنهم وكافرهم، عالمهم وجاهلهم أمام حديث
النبي –صلى الله عليه وسلم- الذي جاء في الصحيح: " ... فيقول الحجر والشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي”... بين مؤيد أو معارض، أو جاد أو ساخر، بل إن علماء المسلمين
اختلفوا في فهم الحديث فمنهم من حمل الكلام على المعنى الحقيقي، ومنهم من حمله على المعنى غير الحقيقي مستبعدا أن ينطق الشجر والحجر.
ولكن أقول إن الناظر إلى الممارسات التعسفية التي يقوم بها أراذل الأمم من بني اليهود ضد بني البشر والشجر والحجر جاوزت كل الحدود، وحطمت كل الأعراف والقيود، فلم يسلم منها بشر ولا شجر ولا حجر.
فبالبشر: قتل، وسجن، وتعذيب، وقصف، وإهانات، وإبعاد، ... وغير ذلك، فقد قال الله فيهم:
:" وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا
تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ
تَشْهَدُونَ ، ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ
فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ
وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ
عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ
بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ
وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ، أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا
الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآَخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا
هُمْ يُنْصَرُونَ"(البقرة, الآيات: 84-86) وقال أيضا "
إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ
بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ
فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ، أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ
فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ،" (آل عمران, الآيتان: 21, 22)
وأما الشجر وأخص شجر الزيتون فما ذنبه عندما
يقوم أذناب قطعان المستوطنين بالاعتداء عليها بقلعها أو تكسيرها. أليست هذه شجرة مباركة أقسم الله بها في كتابه العزيز فقال:"وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ" (التين, الآية:1) هل يغيظهم أنها تسبح الله كل لحظة؟ كما قال تعالى: "تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا" ( الإسراء, الآية: 44) أم لماذا؟
وأما الحجر فما الذنب الذي اقترفه عندما نجدهم يهدمون البيوت على رؤوس ساكنيها صغارا وكبارا، شبابا وشيوخا، رجالا ونساء، متذرعين بحجج واهية يدعونها كالبناء غير المرخص، أو لدواع أمنية، ... وغير ذلك.
وليس لهم حجة إلا ما أفرزته عنصريتهم من كراهية وحقد على البشر والشجر والحجر.
لقد وصف الله قلوبهم بالقساوة وبين أنها أشد قسوة من الحجارة بل جعل من الحجارة ما فيه النفع والفائدة للآخرين أما قلوبهم فليس فيها الخير، فقال تعالى: "ثُمَّ
قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً
وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا
لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ
خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ" (البقرة, الآية:74)
إن هذا الهدم والتدمير والتخريب ليس غريبا عليهم، فتاريخهم حافل بالتخريب والتدمير حتى لما بنت أيديهم النجسة، حيث قال
تعالى في بني النضير عندما أجلاهم النبي –صلى الله عليه وسلم- عن بيوتهم:"هُوَ الَّذِي
أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ
الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ
حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا
وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ
وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ" (الحشر,
الآية:2)
لو حاولت وصف تلك الممارسات فالحديث يطول، ولكن أقول وكلي ثقة: والله سيأتي اليوم الذي يشكو فيه الحجر والشجر ظلم اليهود وطغيانهم، وبغيهم فينطق الله –عز وجل الذي أنطق كل شيء- الحجر والشجر؛ ليبلغ عمن اختبأ وراءه منهم غيظا عليهم، وأملا في التخلص منهم، ومن دنسهم وشرورهم، وليس هذا غريبا، فقد قال تعالى: "وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا
أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ
مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ"(فصلت, الآية:21)