رحلة غير ميمونة ، غامرت بها اسرائيل ؛ بعد اختطاف ثلاثة من المستوطنين في الخليل ، وحملت مسئوليتها الى حماس ؛ في الوقت الذي أكّدت فيه قيادات اسرائيلية أن عددا من العمليات التي نفذتها عناصر من حماس لم تكن بتنسيق مع القيادة ؛ وهذا ما تبين فيما بعد . اندفعت اسرائيل بكل ثقلها كثور هائج يستعرض كل فنون الرعب للنيل من المواطنين في الخليل و بقية مناطق الضفة الغربية حتى وصل جنون عظمتها عربدة طيرانها فوق سماء غزة و القاء صواريخ تحمل أطنانا من المتفجرات طالت الأفراد و الجماعات و البيوت و المؤسسات .
القصف بصواريخ الطائرات من الجو، و البوارج من البحر ؛لم يشف غليل اليمين الاسرئيلي المتطرّف ؛ بل أصر على الدفع بالجيش نحو بركان غزة ؛ ظناً منه أن البركان سيحرق المدنيين من الفلسطينيين فقط ، و أن الاجتياح البري سيكون رحلة استجمام لجيش لا يقهر ، حتى هوى في محرقة ارتدت الى نحره ، و سجل لهم التاريخ العبري مفاجآت المقاتلين من الفصائل الفلسطينية ؛ لم تكن في حسبان أجهزتهم الأمنية ، رغم تطور وسائل الاتصال الحديثة و انتشار عملائهم الملاحقين من أجهزة أمن المقاومة .
أطنان المتفجرات - هدايا اسرائيل لأهل غزة في عيد الفطر السعيد و ما قبله و ما بعده و على مدار يقارب الشهرين - لم تحرز نصراً على أشلاء المشردين ، حتى أن ذلة العبيد من عرب الردة لم تقدم لها خلاصاً من مأزقها في مواجهة اقدام المقاتلين - كرّ ولا فرّ - و مهارتهم القتالية ، بل أغرقت قيادتها في المجلس المصغر ( الكابينيت ) في بحر من الارباك و التردد ، و أعطت اصرارا لدى مقاتلي المقاومة على النصر و اظهار مشاعر العزة و الفخر .
لم يخف على القاصي والداني في الآفاق أن رعاف جرح غزة نزف دماً غزيراً ؛ حتى ارتوت منه الأنفاق تحت الأرض ؛ الا أن الثكالى و الأيتام و الأرامل ؛ لم يقبلوا بأقل من النصر على كيان متوحش ؛ و لذلك ازدادت الاخفاقات الاسرائيلية في حربها ضد النساء و الأطفال و الأبراج السكنية و المنازل المتواضعة و المساجد و المدارس . استنفذت قواها حتى وافقت على اتفاقات الهدنة ؛ لتخرقها وتنال من وداد مصطفى حرب عصفورة زوجة محمد ضيف - القائد العام لكتائب القسام - و رضيعها علي - ابن السبعة شهور - ظناً منها انها قصفت محمد ضيف . ثم اغتالت القادة الثلاثة - محمد ابو شمالة ، رائد العطار ، محمد برهوم - . المحاولة اليتيمة التي ربما تدوّنها الغطرسة الاسرائيلية مغنما بديلاً لنصر مفقود في الحملة العسكرية المسعورة العمياء .
فكانت باب الهرب من وحل المعركة المعقدة .
وافقت اسرائيل على هدنة طويلة الأمد لم تتمكن من تعطيل صواريخ المقاومة و لا نزع سلاحها و لم تتمكن من الابقاء على حصار غزة . رغم أنها الحقت بها أضراراً مادية و بشرية هائلة ؛ ورغم ذلك لم تسلم من تبعات الحرب و من آثارها المدمرة ؛ المادية و البشرية ، فهي على موعد مع 3000مطالبة لتعويض عن الأضرار و تسديد مليارات الشواقل تكلفة العدوان ، المصانع المغلقة ، المشتريات التي هبطت الى أدنى مستوياتها ، العاب كرة القدم انتقلت الى قبرص ، فرع السياحة تعرض لانهيار ، تأثرت كافة الفروع الاقتصادية .
عملية - الجرف الصامد - لم تكن بالثبات و الصمود الاسرائيلي المزعوم ؛ بل انهار الجرف وعرض جميع مناحي الحياة عند الاسرائيليين الى اضرار جسام ؛ ابتداءً من الأمن والاقتصاد وحتى التعليم والرياضة - - في نهاية جولة اسرائيلية عسكرية لم تكن الاولى ولن تكون الاخيرة في جولات العدوان الدؤوبة ؛ من المبكر ؛ الاعلان عن احصائية دقيقة للأضرار .. لكن من المؤكد أنها ستؤثر على ( جيب كل اسرائيلي ) حتى الاعانات المقدمة للمسنين والناجين من الهولوكوست . وعلى ضوء ما تقدم ؛ بالرعب . هل انتصرت اسرائيل ؟ .. بالتأكيد أنها لم تنتصر ، ولا بسلام مسخ أغدقت عليه أطنانا" من مساحيق التجميل المزيفة ، دون جدوى ولا أثر .
------------------------------------
بقلم : بديع عويس
القصف بصواريخ الطائرات من الجو، و البوارج من البحر ؛لم يشف غليل اليمين الاسرئيلي المتطرّف ؛ بل أصر على الدفع بالجيش نحو بركان غزة ؛ ظناً منه أن البركان سيحرق المدنيين من الفلسطينيين فقط ، و أن الاجتياح البري سيكون رحلة استجمام لجيش لا يقهر ، حتى هوى في محرقة ارتدت الى نحره ، و سجل لهم التاريخ العبري مفاجآت المقاتلين من الفصائل الفلسطينية ؛ لم تكن في حسبان أجهزتهم الأمنية ، رغم تطور وسائل الاتصال الحديثة و انتشار عملائهم الملاحقين من أجهزة أمن المقاومة .
أطنان المتفجرات - هدايا اسرائيل لأهل غزة في عيد الفطر السعيد و ما قبله و ما بعده و على مدار يقارب الشهرين - لم تحرز نصراً على أشلاء المشردين ، حتى أن ذلة العبيد من عرب الردة لم تقدم لها خلاصاً من مأزقها في مواجهة اقدام المقاتلين - كرّ ولا فرّ - و مهارتهم القتالية ، بل أغرقت قيادتها في المجلس المصغر ( الكابينيت ) في بحر من الارباك و التردد ، و أعطت اصرارا لدى مقاتلي المقاومة على النصر و اظهار مشاعر العزة و الفخر .
لم يخف على القاصي والداني في الآفاق أن رعاف جرح غزة نزف دماً غزيراً ؛ حتى ارتوت منه الأنفاق تحت الأرض ؛ الا أن الثكالى و الأيتام و الأرامل ؛ لم يقبلوا بأقل من النصر على كيان متوحش ؛ و لذلك ازدادت الاخفاقات الاسرائيلية في حربها ضد النساء و الأطفال و الأبراج السكنية و المنازل المتواضعة و المساجد و المدارس . استنفذت قواها حتى وافقت على اتفاقات الهدنة ؛ لتخرقها وتنال من وداد مصطفى حرب عصفورة زوجة محمد ضيف - القائد العام لكتائب القسام - و رضيعها علي - ابن السبعة شهور - ظناً منها انها قصفت محمد ضيف . ثم اغتالت القادة الثلاثة - محمد ابو شمالة ، رائد العطار ، محمد برهوم - . المحاولة اليتيمة التي ربما تدوّنها الغطرسة الاسرائيلية مغنما بديلاً لنصر مفقود في الحملة العسكرية المسعورة العمياء .
فكانت باب الهرب من وحل المعركة المعقدة .
وافقت اسرائيل على هدنة طويلة الأمد لم تتمكن من تعطيل صواريخ المقاومة و لا نزع سلاحها و لم تتمكن من الابقاء على حصار غزة . رغم أنها الحقت بها أضراراً مادية و بشرية هائلة ؛ ورغم ذلك لم تسلم من تبعات الحرب و من آثارها المدمرة ؛ المادية و البشرية ، فهي على موعد مع 3000مطالبة لتعويض عن الأضرار و تسديد مليارات الشواقل تكلفة العدوان ، المصانع المغلقة ، المشتريات التي هبطت الى أدنى مستوياتها ، العاب كرة القدم انتقلت الى قبرص ، فرع السياحة تعرض لانهيار ، تأثرت كافة الفروع الاقتصادية .
عملية - الجرف الصامد - لم تكن بالثبات و الصمود الاسرائيلي المزعوم ؛ بل انهار الجرف وعرض جميع مناحي الحياة عند الاسرائيليين الى اضرار جسام ؛ ابتداءً من الأمن والاقتصاد وحتى التعليم والرياضة - - في نهاية جولة اسرائيلية عسكرية لم تكن الاولى ولن تكون الاخيرة في جولات العدوان الدؤوبة ؛ من المبكر ؛ الاعلان عن احصائية دقيقة للأضرار .. لكن من المؤكد أنها ستؤثر على ( جيب كل اسرائيلي ) حتى الاعانات المقدمة للمسنين والناجين من الهولوكوست . وعلى ضوء ما تقدم ؛ بالرعب . هل انتصرت اسرائيل ؟ .. بالتأكيد أنها لم تنتصر ، ولا بسلام مسخ أغدقت عليه أطنانا" من مساحيق التجميل المزيفة ، دون جدوى ولا أثر .
------------------------------------
بقلم : بديع عويس