الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

سيدة المدن"غزة" ..كتبت نصرها بالدم بقلم محمود سلامة سعد الريفى

تاريخ النشر : 2014-08-28
سيدة المدن"غزة" ..كتبت نصرها بالدم
بقلم / محمود سلامة سعد الريفى
استطاعت الهجمة الصهيونية البربرية ان توجد هجمة دفاعية مرتدة لم تكن تحسب لها قيادة القوات الغازية حسابا وهذا ما فسر الاخفاق والهزيمة التى منيت بها على اعتاب غزة , حرب ال 50 يوما استخدمت فيها كل انواع الاسلحة الحديثة وقصف قطاع غزة من الجو و البر و البحر بآن واحد ولم تعود هنالك زواية آمنة لم يطالها القصف و التدمير و الخراب فى عملية ممنهجة و مقصودة هدفها النيل من عزيمة الحاضنة الفلسطينية للمقاومة و من المقاومة ذاتها لدفعها للتراجع عن مطالب الشعب الفلسطينى المشروعة وهذا ما لم يتم وباتت المقاومة اكثر اصرارا فى الميدان و تمكنت من اثخان المعتدين و ايقاع القتلى و الجرحى فى صفوفهم بعد التهديد بإقتحام غزة بريا وتم خلال فترة العشرة ايام الاولى من عملية الجرف الصامد الصهيونية التى انطلقت رحاها فجر الثلاثاء 8/7/2014م أن يتم استدعاء الاحتياط الصهيونى و مزيد من الوحدات النظامية النخبوية لحدود غزة متزامنا فى حينها القصف الجوى المركز لكل مناحى الحياة و مرافقها الحيوية و تهديم بيوت الامنيين,وفى العقلية الصهيونية التدميرية لم يكون كافى و لم يحقق ردعا للمقاومة التى ردت فى العمق الصهيونى وطالت المدن الصهيونية بصواريخها التى وصلت لها لأول مرة وباتت كل فلسطين المحتلة تحت مرمى النيران المقاومة, وانتقل فى حينه قادة الاحتلال للاجتياح البرى و بدا فعليا ليل الخميس الموافق 17/7/2014م بقصف الاحياء و البلدات المحاذية للشريط الحدودى الشرقى لقطاع غزة ونتج عنه العديد من المجازر الدموية و جرائم الابادة بحق الانسانية ونزوح مئات الالاف من المدنيين العزل صوب مراكز المدن الفلسطينيى مما زاد حجم المعاناة فى ظل وضع معيشى مأساوى ضاغط هنا لا كهرباء و لا ماء صالح للشرب و لا خدمات و لا أي من مقومات الحياة الانسانية بعدما انهالت قذائف الحقد على كل شئ لتطال البنى التحتية و بات قطاع غزة كله يرزح تحت وطأة تزايد المشاكل ,وعلى الرغم من ذلك كله تكيفت الجبهة الداخلية الفلسطينية و صمدت و ادارت الازمة و ابدعت و بات نسيجا فى العلاقة بين كل اطياف الشعب الفلسطينى منسجما مع الحالة الوحدوية والصمود و الثبات برغم عظم المآسى و هذا ما انعكس على تركيبة الوفد الفلسطينى المفاوض الذى تم تشكيله بالتوافق الوطنى من فصائل العمل الوطنى و الاسلامى ليكون بموازة الوفد الصهيونى و هذا فى حينه شكل صفعة قوية و ضربة قاسمة لقادة االكيان الصهيونى و لم يكون متوقعا ان يتوحد الفلسطينى بوفد موحد و انطلقت المعركة السياسية الفاصلة و الحامية الوطيس لتكون معركة مكملة لما يدور فى الميدان بعدما انتهت الهجمة البرية البربرية التى تحقق أى من الاهداف وفق بنك الاهداف خلال اسبوعين من القصف المكثف و التدمير الممنهج ومزيدا من الاصابات فى الابرياء و عدم مقدرتهم على التقدم صوب تجمعات المدن الفلسطينية رغم كثافة النيران المستخدمة وتعداد الجنود الذى وصل ل 86000 بكامل عتادهم الحربى والدبابات المحصنة و الغطاء الجوى الا انه تمكنت المقاومة من الاستبسال و التصدى لها و ايقاع الكثيرين منهم فى كمائن محكمة و هذا ما كان سببا و مؤشرا لانسحاب القوات البرية الغازية التى لو تقدمت وارتكبت حماقات سيكون نتيجتها وبالا علىها بسقوط الالاف منهم بين قتيل و جريح او حتى اسير, وهذا ما عزز رغبة دولة الكيان للتعاطى مع العملية السياسة بالإضافة لسبب رئيس اخر وهو تصدع الجبهة الصهيونية الداخلية و بداية تأكلها و ارتفاع اصوات المستوطنين الهاربين من جحيم غزة و مئات الالاف ممن قضوا معظم اوقاتهم داخل الملاجئ والشلل التام الذى اصاب كل المرافق الحيوية لدولة الكيان و لدول اخرى تضررت مصالحها خاصة بعدما ضربت تل ابيب و حيفا و مطار اللد ..!! هذا ما جعل قادة الكيان ان يستوقفوا قليلا و يعيدوا التفكير واستخلاص نتائج مفادها ان الامور قد تخرج عن السيطرة و تتدحرج لنقطة لا يمكن حينها العودة سريعا للخلف برغم تصريحاتهم التى لا تكاد تخلو من مفردات التهديد و الوعيد لأهل غزة ولكنها بقيت فى اطارها السياسى وبات هنالك اصوات دولية و اقليمية عديدة منددة لما يحدث بحق غزة غابت عنها الشعوب العربية..!!وهنا فى خضم ذلك كله مثلت المبادرة المصرية رافدا للدخول فى عملية تفاوضية غير مباشرة مع الوفد الفلسطينى و استمرت المفاوضات لساعات طويلة على مدار ايام تخللتها تهدئات متعاقبة لتوفير اجواء تفاوضية دون ان تحقق المفاوضات اى اختراق سياسى لاى من القضايا المطروحة يمكن ان يبنى عليه و هذا ما اظهر تعنت الوفد الصهيونى المفاوض و عدم رغبته فى الاذعان و الاعتراف بالمطالب الفلسطينية المشروعة و هى مطالب حياتية معيشية كفلتها كل القوانين و المواثيق الدولية و أعرافها لكنها عقلية المحتل الغاشم المتغطرس لا تضرب بعرض الحائط كل ماهو لا يتساوق مع اهدافها و تقيم الدنيا و لا تقعدها حينما يقتل لها طفل وكأن دماء 600 من أطفال غزة لا قيمة لها.. , ولم تكون جلسات التفاوض كفيلة بحسم المعركة السياسية وهذا ما ساهم فى تفجير الاوضاع الميدانية من جديد بعدما طلبت دولة الكيان من وفدها المفاوض من القاهرة العودة لدولة الكيان متذرعة بسقوط صواريخ المقاومة على التجمعات الصهيونية و هذا ما نفته كل الفصائل الفلسطينية العاملة فى الميدان و فعليا عاد الوفد الصهيونى و دخلت التهدئة و مفاوضات وقف اطلاق النار الموت الاكلينيكى و اشتعلت الجبهة من جديد وبات هنالك الرد و رد الرد وباشرت حينها المقاومة قصف كل التجمعات الصهيونية وتركيز قصفها على مدن غلاف غزة مما استدعى قرارا حكوميا صهيونيا بإجلاء مواطنيه الذين هم فى حقيقة الامر فروا فى اليوم الاول للإعتداء على غزة خوفا من ردود المقاومة وشهد الاسبوع الاخير تصعيدا مغايرا حينما اقدمت الطائرات الحربية على قصف الابراج السكنية الضخمة فى غزة و مدن خانيونس ورفح فى اشارة الى الانتقال لمرحلة جديدة فى المعركة و النيل من المواطنين الابرياء, كواحدة من وسائل الضغط وعلى الرغم من كل ما تعرضت له مناطق قطاع غزة من دمار وخراب و هدم و تضحيات جسام بقيت سيدة المدن غزة للرمق الاخير صامدة صابرة, وواجهت وحيدة اعتى جيوش المنطقة الاقليمية ل 50 يوما متواصلة و على مدار الساعة كان القصف و التدميرسيدا الموقف, ما غزة كانت لتصمد لولا تأييد الله و عزيمة ابناءها ,50 يوما صمدت سيدة المدن لم تستطيع اى من العواصم او المدن ان تصمد بوجه عشرات الالاف من اطنان المتفجرات الشديدة التدمير التى اغتالت البشر وكل المرافق الحيوية و الخدماتية ما كانت جيوش لتواجه و تصمد ..لكنها المقاومة الفلسطينية صمدت واستطاعت ان توجد توازن الرعب و الخوف و ترسم لكل الاحرار فى العالم ملامح التحرر الذاتى اولا و الانطلاق نحو التحرر من العبودية و الاجراءات المتغطرسة التى تضعها القوانين الوضعية البائدة التى تكبل تحرك او مشاركة الانسان ورفضه لكل ماهو لا ينسجم مع مبادئ الحرية و العدالة..سيدة المدن باتت مدرسة واجب التعلم منها كيفية كى الوعى و استنفار و استفزاز القوة الكامنة و ألا تكون اسيرة لإجراءات بالية وضعها متنفذون تخدم مصالحهم الشخصية الضيقة و الانتقال بالمجموع لحالة الشعور بالقوة الداخلية و الحرية و الانطلاق نحو تغير واقع مأزوم على المستويين العربى و الاسلامى وهذا ما سيسهم فى تغير وجه التاريخ ومعادلات و توازنات القوة فى المنطقة العربية و يصبح فى حينها يحسب لها الف حساب.. سلام لك ياسيدة المدن و المقاومة معا..سلام لأرواح الشهداء و الشفاء العاجل للجرحى ,,وواجب ان توجه التحية لكل الطواقم الطبية على اختلاف انتماءها المؤسساتى و لطواقم الدفاع المدنى, وطواقم البلديات و شركة الكهرباء الذين عملوا وتفانوا فى اسوء الظروف و الأكثرها تعقيدا بسبب قلة الامكانات و اعداد الشهداء و الجرحى الكبير, وللتجار و الباعة و الصيدليات الذى عمل كل منهم بجهد دؤوب مما ساهم فى توفير احتياجات المواطنين الحياتية و المعيشية فى ظل الهجمة البربرية الشرسة..وتبقى سيدة المدن هى من انتزعت حق ابناءها فى العيش الكريم من محتل غاشم حاصرها ل 8 سنوات متواصلة تبددت مع اصرارها و ثباتها وكتبت للمجد و العزة نصرها بدماء ابناءها المسفوح ليبقى لعنة تطارد النازيون الجدد..
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف