الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

وانتصرت غزة ..بقلم نسيم ابراهيم زقوت

تاريخ النشر : 2014-08-28
وانتصرت غزة ...
ارتسمت دماء الشهداء على أرض غزة ، وتناثرت حجارة مبانيها في كل مكان لتصنع صورة مؤلمة لكل من يراها أو يسمع بها ، فكان الاحساس بالمرارة طوال واحد وخمسون يوما على وطن يدمر ويباد أبناؤه دون أن يحرك أحد ساكنا.
ولكن ما إن وضعت الحرب أوزارها حتى بدأت تبرز العديد من التساؤلات ... ما الذي تحقق ؟ كيف انتصرت غزة ؟ وهل ما قد يتحقق من بعض المطالب يساوي هذه التضحيات الجسيمة من الشهداء والجرحى وتدمير البنية التحتية المتهالكة أصلا ؟
ولعل  الاجابة على هذه التساؤلات تبرز من خلال تجليات هذا الانتصار العظيم لمقاومتنا الباسلة من خلال العديد من المحاور الرئيسية التي نبرزها باختصار في النقاط التالية:
أولا: أن شعبنا لم يبدأ العدوان ، ولكن غطرسة المحتل وتجاذباته السياسية والحزبية الداخلية كانت وقودا رئيسيا لبداية هذه الحرب المدمرة ، حيث أن المقاومة كانت في موقع الدفاع عن نفسها وشعبها وأبت أن تستسلم أو أن تركع طوال واحد وخمسون يوما من القتل والتدمير والمعاناة وظلم القاصي والداني لها ، وبروز المؤامرات الكونية التي تحاك ضدها ، وبدء عملية الإبادة الجماعية لأهل غزة فكان لا بد من المواجهة والصمود .
ثانيا: استطاعت المقاومة أن تفرض معادلة جديدة على هذا العدو وهي "معادلة الصفر" ، حيث أن الكيان طوال حروبه كان يقاتل من الجو وخارج حدوده التي فرضها بقوة السلاح ، فعملت المقاومة على المواجهة المباشرة من خلال تجربة فريدة من نوعها وهي الأنفاق التي خرج منها المقاومون ليقتلوا ويجرحوا ويأسروا من هذا الجيش ، ويظهر للعالم أجمع مدى هشاشة الجيش الذي لا يقهر والذي قهره عشرات من المقاتلين على مرأى ومسمع منه ، كيف لا وقد صورت المقاومة عمليات الاقتحام ومطاردة الجنود وأثخنت فيه من الجراح ما جعله يخفي خسائره على مواطنيه حتى لا تضيع هيبته التي ضاعت وكرامته التي بعثرت على أعتاب غزة .
ثالثا: نقلت المقاومة المعركة إلى داخل الكيان بما يسهم في ضرب جبهته الداخلية ، والتي أدت معها إلى انهيار صورة الدولة الآمنة داخل حدودها ، وعملت على تبني سياسة توازن الرعب التي أدخلت غالبية سكانه إلى الملاجئ وتعطيل مصالحه الاقتصادية والاجتماعية ، وفرضت حظرا ولو محدودا على الطيران في أهم شريان جوي يربطه بالعالم الخارجي .
رابعا: أرغمتنا الأنظمة القمعية والدكتاتورية في عالمنا العربي على تبني اسرائيل كأمر واقع على فلسطين التاريخية لعدم امكانية هزيمتها ، وفرضتها من خلال تطبيع علاقات اجبارية على شعوب المنطقة ، إلا أن هذه الحرب أثبتت للقاصي والداني أنه يمكن هزيمة هذه الدولة ، فغزة التي لا ترى بالعين المجردة على خارطة العالم استطاعت أن تضرب هذه النظرية بل وأن تزيل هذه الصورة المرسومة غشاوة على عيون بعض الساسة والشعوب ، فبضغ مئات من الكيلومترات ضربت بشتى أنواع الأسلحة بما يعادل ست قنابل نووية ولم تهزها ، بل صمدت واستطاعت أن توقع الخسائر البشرية والمادية الضخمة في هذا الكيان وعلى كافة الأصعدة فكيف إذا ما فتحت أكثر من جبهة عليه ؟
خامسا: استطاعت المقاومة خلال واحد وخمسون يوما أن تفرغ جنوب الكيان من سكانه ، وبعضها تم اخلاءه ولأل مرة في تاريخه بقرار رسمي من الجبهة الداخلية الصهيونية ، بل وأجبرتهم على عدم العودة  إلا بقرار من المقاومة من خلال تكثيف ضرباتها الصاروخية التي لا تكاد تتوقف طول اليوم ، أو من خلال اتفاق سياسي يلبي مطالبها أو الحد الأدنى من شروطها ، فنظرية الألم والتشريد للخصم فقط انتهت ولم تعد واقعا ملموسا بل أصبح الألم والتشريد من نصيب الصهاينة أيضا .
سادسا: وحدت دماء آلاف الشهداء والجرحى الفلسطينيين بما فرقتهم فيه السياسة ، وأثبتت أن الموقف الموحد إن كان موجودا فإنه يصنع قوة لا باس بها لمواجهة هذا الكيان ، ولعل هذا يفرض على القيادات السياسية الاتفاق على برنامج موحد يلبي الحد الأدنى من برامج الفصائل الوطنية والاسلامية ليقف العالم أمام طرف واحد وليس أمام أطراف متعددة ومتنازعة ، وكما كان الكل الفلسطيني شريكا بالدم فإنه يجب أن يكون شريكا بالسياسة والقرار لأن سياسة الاستفراد بالقرار السياسي عانينا منها لعقود من الزمن ولم تعد مجدية اليوم أمام مقاومة متماسكة وتصنع المعجزات .
وأخيرا ... فإن انتصار المقاومة ليس معبرا عنه بمطالب وحقوق يتم تلبيتها وتمثيلها في معبر هنا أو هناك ، ولكن هذا الانتصار يتعدى حدود غزة بل وفلسطين أيضا ليصنع خارطة جديدة للمنطقة بما يؤسس لمراحل لاحقة ، فحرب غزة لها ما بعدها ...

بقلم /
نسيم ابراهيم زقوت
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف