الأخبار
غزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليومي
2024/5/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أسلوب حياة لإنسان فوق العادة قراءة لرواية سَلفىّ يكتب الروايات سراً بقلم محمود حسانين

تاريخ النشر : 2014-08-27
أسلوب حياة لإنسان فوق العادة قراءة لرواية سَلفىّ يكتب الروايات سراً بقلم  محمود حسانين
أسلوب حياة لإنسان فوق العادة
قراءة لرواية سَلفىّ يكتب الروايات سراً
بقلم / محمود حسانين
رواية للكاتب/ ماجد شيحة

سَلفىّ يكتب الروايات سراً
رواية للكاتب/ ماجد شيحة
صادرة عن دار (دون)
ــــــــ
المبتدأ والخبر:
رغم ما قد يحدثه العنوان للوهلة الأولى لأي شخص تقع بين يديه الرواية,فيظن إنها نوعا من المغامرة الغير مشروعة لملتزم يفعل فعلا مخالفا للعقيدة, غير أن العنوان له دلاله خاصة في المتن فالعنوان هو جزء لصيق بمبتدأ النص وهو (سين), و يأتي الخبر من بداية الفصل (ميم) لينطلق الكاتب يجول ويصول في أجواء العوالم ليقدم لنا ثمرة حياة, شكلت أسلوب حياة لكثير من البشر ليس لديهم خيرة في أمرهم لينساقوا خلف مغريات الحياة.
المبتدأ (سين):
سلفى يقرأ الروايات سرا:
لقد استطاع البطل أن يثبت بان كل ما تعلمه من تعاليم دينيه, وتربية أسرية كانت قوالب جامدة, فحاول أن يبرر لنفسه الخروج لعالم جديد (تقول لنفسك لتطمئنها عندما تتعرض لزلزل أخلاقي انه لا يوجد في الدين شئ لا تفهمه, الدين نزل على بدو الصحراء ولم يعقدوا حياتهم,كل تلك الكتب والمجلدات تحصيل حاصل).
هل حقا استطاع البطل الكشف عن حقيقة الأيمان الداخلي, هل استطاع العثور على نور الأيمان داخله فلم يعد بحاجة إلى مجلدات وكتب متخمة. لقد أدرك حقيقة ذاته ليخرج من المحيطات حوله, حتى كره كونه ساحليا ولم يعد يعشق البحر ولم تعد الحياة كما كانت.
لقد استطاع الكاتب أن يرينا وجها أخر للإنسان الملتزم, وهو وجه الإنسان العادي يسهر مع الصحب, يتحدث في أي شئ, في الحب, في الثقافة, حتى وان كان في الجنس, فهو إنسان مهما اختلفت توجهاته. لقد كان يقرأ الشعر والكتب والتاريخ هو وصديقه الذي كان يعشق القراءة حتى احب من الكتب فتاة أحلامه.
فلقد صور الكاتب (يوسف زيدان) في روايته الشهيرة (عزازيل) (هيبا ) الراهب الذي خرج عن كينونته ليجهر بكونه إنسان قبل أن يكون راهبا, و أعلن إنسانيته في التمرد تارة, وفى النزق تارة, وفى إلحاده بمعتقده تارة أخرى.
سين هو رمز الإنسان الحائر, و كأنه يعلن بأنه سيقول على أي كلام إنه أمثله داله على غذاء الروح, بدلا من أن تمتلئ الأمعاء من غذاء الأجساد التي تقاوم الأمراض, فيكون للروح مكانها على لوحة الوجود في وديان الحياة, وأراضى كهضاب الجبال فيصبح هو كالسندباد يغزو عوالم لم يكن مدرك مدى عمقها, ينهل من ثقافة الكتاب العرب الأجانب يبحث عن ذاته الغائبة بين دفتي الكتب. كان على يقين بان الزمن زمن يصنع أي شئ غير الحقائق.
(لم تكن مستعدا لان تكون ترسا في مجموعة كبيرة حركية. تصل لفلسفة حياتك.تكفيك المراقبة من زاوية مهملة .ليس وقت لصانعي تاريخ . لعله وقت إثارة الغبار فقط).
حقا لقد أعلن البطل ما يتخفى في نفوس الكثير, ولكن يخشون مظهرهم أو يخشون أن يقال عنهم كذا, كما وصل الكاتب إلى الحالة التي تتملك كل إنسان, فالبشر كلهم واحد عندما يتطرق فكرهم إلى مغريات الحياة أو يغزوهم الحب أو يتملكهم الكره.
لقد قرر البطل أن ينغمس في أجواء العالم تاركا خلفه بعض تعاليم وقليل من خبرات وكثير من الذكريات لينغمس في طواحين الحياة التي أعطتهم مفتاح ذاتهم الغائبة.
الخبر:
ميم :
سلفى يكتب الروايات سرا / سلفى يخرج من قوقعة الثوابت لينطلق إلى أفاق العالم الرحب حوله, تاركا خلفه كل ما يضيق الأنفس ويجعلها تكفر بنوازل الأقدار لدى البشر, هؤلاء الذين ضلوا في طرقات الاختيار, فانصاعوا لمغرضات العامة والخاصة, بما يتماشى مع ظروف المعيشة التي أضمروها بالخناق حولها فجعلوها كثقب الإبرة, والسلفى إنسان طيب الفطرة حتى وان كانت يتظاهر بغير ذلك للحفاظ على كونه جاد في حياته, فطيبته من انه صاحب عهد وثيق بمظهر الإسلام كما أن ما يلتصق بهم من تهم هم أو الكثير جدا منهم ابعد ما يكونوا عن أفعال للشبهة فهم أصحاب عهد.
لقد أراد كاتب من خلال أبطاله أن يصور الحياة بمختلف الزوايا ويرصد الأشياء ويستنطق حتى الكتب في المكتبة وعلى أرصفة الشوارع, ان يستجدى الخلاص من كفن الرتابة, ترك حياة البشر العادية لينساق إلى دوامات تقذفه إلى عوالم لم يتخيلها, في السجون , ألم التعذيب, قهر الذل النفسي.
الأسئلة التي تلازم البطل في وحدته لماذا أسماء الزنازين لماذا أسماء النساء لماذا أسماء طرق التعذيب لماذا لماذا ؟؟؟ وهل ؟هل ؟؟؟؟ كلها علامات استفهام لمدرك أن هذه الأفعال تأتى من منطلق المرض النفسي وجنون العظمة لهؤلاء.
لقد صور الكاتب هؤلاء المنتمين إلى البشر الذين اظلموا الحياة, فأرادوها موتا لحياة الإنسان, داخل سجونهم و بأساليب تعذيبهم,لم يقدروا لهذا الإنسان حريته, الذي كان طليق في سماءات الدنيا يغرد بأحلي أناشيد الحرية, هذا الإنسان عاش ترف الحياة طائرا يحط على شجيرات الأمل والطموح ليجد نعش الحرية والحقيقة ملقى خارج نطاق المعقول .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف