الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

التعليم والإبداع رؤية في المنهج والأداء بقلم : سعاد الورفلي

تاريخ النشر : 2014-08-27
بقلم الكاتبة / سعاد الورفلي

لماذا نخرج طلابا يحملون نفس البصمة "تقليديا" لأجيال سابقة ، وعمليا كما عمل المعلم الذي قام بتدريسهم وتعليمهم .
ا-نفس الأداء
ب-نفس الأخطاء
ج-نفس الشخصية
هذا الموضوع قُتِل بحثا ودراسة وأجريت بشأنه حوارات وندوات واجتماعات واستطلاعات ؛ لكن لم يأخذ حيزه من التنفيذ والشغل عليه .
فكل أبحاثنا التربوية تناولت تطوير التعليم وصرنا نطمح إلى تحقيق هذا الهدف . إلا أن عملية التطوير تحتاج العمل الفعلي ، بالتفرغ التام لتحقيق مبادئ التطوير وتجنيد كافة الإمكانات في سبيل تغيير سبل الأداء ومنهجية المعلم وطريقته الكلاسيكية في أدائه لرسالته التعليمية .
الإدارة التعليمية بحاجة إلى أن تدخلها مكونات ذلك التطوير وينالها شيء منه ، فكلما كانت الإدارة تقليدية كان العمل ضعيفا في تقديم بدائل أفضل للنهوض بالمعلم والمتعلم ، لأن ما تألفه الإدارة سيظل صورة راسخة للعمل الذي بالتالي يؤدي إلى إرباك وعدم فهم المدخلات الجديدة من التطوير والتغيير في وسائل التعليم .
فكثير من الإدارات المدرسية تفضل العمل بالطريقة التقليدية –المهم-لديها أن يكون هناك تلاميذ و-طاقم – إداري (معلم ومتعلم وسبورة طباشيرية وكتاب مدرسي ) . يبتدئ الدوام السابعة صباحا وينتهي منتصف الظهيرة أو بعدها بقليل ...مشمول بسبع حصص على حد أعلى واستراحة تتخلل كل ثلاث حصص أو أربع ، يخرج التلاميذ حسب لوائح مدرسية مقننة بجرس توقيتي ، ومشرف على الطابور الصباحي ، و النظام ، ومعلم يقضي جل وقته كالنحلة بين الفصول ، يشعر بالملل والتعب وتكرار الكلمات ، وطريقة الشرح بل حتى وجوه الطلاب أمامه تكاد تكون متشابهة الطالب الذي بالمقعد الأول ذكي وبالمقعد الأخير مشاغب أو غبي ، وباقي الطلاب يسايرون المعلم إما خوفا أو طمعا في النجاح.
هذا كل شيء ، وهذا هو الطابع الغالب على المدرسة التقليدية وبمجرد أن يدخل المفتش التربوي الفصل ؛ سيجلس بالمقعد الأخير وسيراقب المعلم وينظر في الطلاب طالبا طالبا ..يترقب الطلاب حركاته بهدوء ، يأخذ كراساتهم ...يوقعها يشير إن وجد خطأ ما في الإجابة ، يرى وضع السبورة واستعمالها من عدمه ... يطلب مذكرة التحضير من المعلم ، فإن كان المعلم من النمط المحافظ –جدا- والمهتم حسب المنظومة المتبعة فسيبادر أولا بأول بمذكرة التحضير ، وسيوليها اهتماما وعناية فائقة ...وسيحوز الشكر والتقدير من الموجه الموقع أدناه ، ويتحصل بعدها على درجات أدائه المستحسن بصحيفة بعدها الموجه لمستوى المعلم وشغله وطريقة أدائه وقيافته ومذكرته واستعماله للسبورة ...وتعاونه ......كل ذلك مستوفي الأركان حسب التخطيط المعد له .
يتثاءب الجميع ويقوم الموجه ليُعقِّب على بعض النقاط في الدرس .. وسيرى مستوى الطلاب الذي ينحصر بطبيعة الحال بين أربع أو ثلاث تلاميذ ، يشاركون بفاعلية من فصل كثافته 25خمس وعشرون طالبا أو يزيد ...والبقية تسترق النظر للكتاب كي يبيضون وجه المعلم ولا يخيبون ظنه –كما يقع في نفوسهم- أمام هذا الضيف الدخيل ..حسب اعتقاد أغلب الطلاب.
ستنتهي الحصة وينتهي الموجه من إتمام مهمته الفصلية ، مدونا شيئا من تاريخ زيارته وملاحظاته التي سيضعها في سجل الزيارات ...قد يلتقي المعلم بعد الحصة مباشرة ليوجهه بشيء من الحكمة أو قد لايلتقيه حتى الشهر المقبل ..بينما المعلم يجر خطواته في حصة أخرى لفصل 1/1- أو
½ ، أو 1/3 ، أو 3/1 .......
يكرر الدرس نفسه وقد يكون حظ الفصل الذي بعد الاستراحة غير وفير ؛ فقد نال التعب من المعلم وأخذ منه الإرهاق كل مأخذ ، فهو من الحصة الأولى وحتى الثالثة لم يصمت يكرر نفس الكلمات : يزجر ويضرب ويوبخ (اسكت أنت ....انهِ الصوت ...اخرج من الفصل ...أحضر ولي أمرك ... اذهب للإدارة ...قم يا طالب ..الق الدرس ..سمّع النص ..أحضر خطاطا .. أحضر طبشورا ...افتح الصفحة رقم ....)
وهكذا دواليك يسير العام بوتيرة ثقيلة يستثقلها المعلم والطالب والموجه. والإدارة المدرسية تنتظر عائدا لابأس به من رصيد جيل يتميز بمستوى علمي ممتاز ..والبقية تتبع حسب الأنظمة واللوائح التقليدية بعد عملية منهكة ومعلم منهك وتلميذ أكثر إنهاكا ..أصابهم التعب والكلل والملل ، والضجر حتى صار أغلبهم يغيب عن المدرسة أسابيعَا...!!
وربما يمر شهر يكون قد انقطع فيه المعلم ليعود من أجل استعادة راتبه ، فيستمر بشكل مبتذل يمضي الحصة في الغضب والشجار ...وهكذا .
ولنجيب على ما بدأنا به : البصمة هي نفسها لأجيال سبقت بنفس الأخطاء والكيفية ، منعكسة على شخصية الطالب وتلك الشخصية هي نفسها شخصية المعلم الذي نعده نسخة كوبونية عمن سبق فالسابق السابق ..
إن الحقيقة التي يجب أن نخجل منها ؛ أننا نكرر أخطاء الماضي في أطر جديدة بطلاءات تغطي شقوق وبتور وخطوط سرعان ما تظهر بفعل العوامل ، ولعلاج مثل هذه الأمور كان الأجدى أن نُفعِّل حراك الإبداع بدءا من الإدارة والمعلم إلى التلميذ الناشط ....فالتغيير يبدأ بالإدارة بأن تكون إدارة تهوى وترغب الإبداع وتشجع عليه ...تحب التطوير تتفنن في أساليب التربية الحديثة في المواقف التعليمية ..ببث روح التجديد والتجدد في نفوس المعلمين ...بتكريم المعلم المتميز والتنويه على كل أسلوب حداثي تطويري يهدف إلى الإبداع والتجديد في طرق التدريس بما يتمشى وبيئة المتعلم وحياته الاجتماعية ..يهدف التطوير : تطوير الأداء ..الأسلوب ..الكيفية التعليمية لحصاد نتائج طيبة .
لاننس أن مناهجنا بحاجة إلى تلك القفزة التطويرية لننهض بها من حالة السبات الإنشائي النظري الذي تسير عليه وتنتهجه .
تحسين مدخلات التعليم ...يؤدي إلى مخرجات ناجحة وفاعلة ..وجيل يبني الفكر ويساعد على التقدم ويتفنن في الإبداع ...


ليبيا
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف