الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الكوادر الطبية فى قطاع غزة رمز للمديح والثناء بقلم:د. ناصر عبد الرحمن الفرا

تاريخ النشر : 2014-08-27
الكوادر الطبية فى قطاع غزة رمز للمديح والثناء بقلم:د. ناصر عبد الرحمن الفرا
الكوادر الطبية فى قطاع غزة رمز للمديح والثناء
د. ناصر عبد الرحمن الفرا
هنالك أوقات يصعب على الإنسان التعبير والوفاء عن كامل الشكر وصدق الامتنان. أوقات مثل التي يعيشها حالياً أهلنا فى كافة كافه أرجاء القطاع. رغم ذلك، حين يتمعن ويفكر كل منا في سموا عمل وسلوك قسم معين من الناس، بالتحديد الكوادر الطبية التى تعمل بعزيمة فى الخفاء، في مختلف المدن وعلى امتداد الليل والنهار، تتدفق الكلمات المعبرة مثل ما تدفق الدموع من العيون من كثرة الأحزان والمصائب الجلال. فعلاً أنتم يا خيرة الكوادر العاملة فى هذا مجال تستحقون كسر أطر الكتابة وتجاوز لوقت عمق المأساة لكي يهال عليك كل المديح والثناء، خاصة وقد جرت عادة تجاهل نشاطكم وعدم التركيز أو إبراز قيمة ما تنجزون من جُل الأعمال والمهام.
حالياً هذه الكوادر المكونة من خيرة الرجال والنساء المرابطون فى الصفوف الخلفية والذي نادراً ما يسمع أحد دوي عملهم داخل المدن أو على الأطراف، هم وبدون مقارنة مناضلين من الدرجة الأولي وخيرة الشجعان. أنهم أصحاب الهمم العالية التي لا يشعر بعظمتها سوي أولئك الذي يعانون من شدة العذاب واختلاف أنواع الالأم. هؤلاء وذويهم بالذات لكم شاكرين، لآنهم لا يشعرون بالراحة وكامل الاطمئنان إلا حين يدركون قرب قدومكم أو تواجدكم فى المكان والزمان. حالياً هنالك فى القطاع كوادر طبية مكونه من مئات المئات من المهنيين البواسل المنتشرين فى كافة المواقع ومختلف المجالات. عملهم المشرف وما يعني من خطر على حياتهم، يجعلهم يستحقون دوماً أنبل تعابير التكريم والإجلال. حقاً أنهم حالة من الاستثناء لما ينجزونه من مهام شاقة من وراء الكواليس وتحت بريق مصابيح الأنوار في غرف العمليات. تلاحظ الكل منهم يحاول قدر الإمكان ممارسة عملة بأفضل حال حاول وصول سيارات النقل والإسعاف. لذلك في هذه الأوقات بالذات هم جميعاً زخر للوطن ومعجز من معجزات هذه الأيام العجاف. حماك الله ودمتم ذخراً لكافة أبناء فلسطين والقطاع.
أهمية العمل الذي يقوم به كل كادر طبي تكمن الآن فى ما يقوم به من مجهود هادف إلى تقديم أسرع وأنجع الخدمات. وقيمة عمل كل واحداً منهم توازي قيمة ثبات المقاوم الذي يحمل السلاح ويناضل بهدف نيل الشهادة أو الانتصار. فى هذا الجزء من الوطن المليء بكثرة الشجن والعتاب، كل مجهود يستحق وقفة تمعن واعتبار، لكن ما تقوم به الكوادر الطبية في القطاع من إنجاز يجعل كل عضو منهم ايقونة افتخار. يصعب حقاً أن يفيهم أحد من خلال الكلمات كل ما يخطر على البال أو ينطق به اللسان من اعتزاز. 
سر عظمة الكوادر الطبية الناشطة رغم وطيس الاشتباكات تكمن فى محاولتهم الدءوبة ونجاحهم التام فى إنقاذ أرواح الأبرياء. هذه الكوادر، المكونه من عملاقة الرجال والنساء من الأطباء، المستشارين، الممرضين، الإسعافات، النظافة، الطهي، العاملين في المختبرات والصيدليات أو الموظفين في كبائن التلفونات، الحراسة ومكاتب الإدارة بشكل عام، يمارسون مهنتهم بحرفية عالية تفوق في معظم الاحيان شراسة العدوان، غزارة تدفق المصابين، تنوع أشكال الاصابات وندرة الموارد والمستلزمات. تراهم بملابسهم البيضاء والخضراء، الملطخة فى معظم الأحيان بدماء كثيراً من الأحبة، الأقارب والأصدقاء، مثل ملائكة الرحمة المنزلين من أعالي السماء. حقاً تستحقون من الجميع ومن كل عائلة مصاب دوام الوفاء وكثرة الدعاء.
أحياناً ونتيجة هول المناظر الناتجة عن تساقط مختلف القذائف وأنواع المتفجرات وشدة المجهود الجبار الذي يقوم به كل كادر من مختلف كوادر العناية، الوقاية والإسعاف يصعب التمييز بينهم وبين ذاك المفجع أو الراغب فى النجاة داخل المراكز والمستشفيات. حتماً كل واحد منكم يستحق جدير المبالغة فى الاحترام. ويزداد هذا الشعور حين يكتشف فعلاً بأن الكل يعمل بجهد فى أحدق الظروف وأصعب الأوقات. ما يقوم به كل متطوع، كادر خاص أو طاقم طبي عام من مساهمة فعلية خلال هذه الأيام يضاهي فى القيمة ما يقوم به امثالهم في أي مكان على امتداد سنوات من العمل الشاق. حقاً ينبهر الواحد حين يعلم بأن الكل منهم يقوم بواجبه على أحسن حال ورغم الشحه فى الأدوية والمعدات. رغم صعوبة الأوضاع يبدو الواحد منهم صابر وشامخ فى عمله مثل أعالي الجبال. بل ورغم الأحوال المذرية، شدة المعارك، متانة الحصار وتمزق الأشلاء، تراهم يبتكرون أنجع وأسرع طرق الدواء. حتماً يحتار الإنسان في معرفة سبل الطاقة التي يملكونها لكي يثبتوا فى عملهم بهذا الشكل وبفاعلية وانتظام.
أحياناً يبدو هنالك من البشر من يمتاز عن باقي الأحياء، والطاقم الطبي فى قطاع غزه هو من هذا الصنف من الناس. فرغم النزيف، حده المشقة وتراكم الإرهاق تراهم بجدارة رمز الحكمة والحكماء. يعمل الواحد منهم بدون أن يفقد سعة الصدر، الابتسامة وهدوء البال، كان ذلك امام جريج مصاب أو بين أيدي محتضر ينتظر لحظة فراق الحياة. أنهم حقاً علو فى التواضع والكبرياء، وذلك لأنهم يعملون بكفاءة وبدون أن يظهر على ملامح احداً منهم شدة الألم وعمق الجراح. كثيراً منهم وقعوا شهداء، لكن ومع ذلك مازال الباقي يعمل بصبر تام وطوله بال. يداوم فى عمله كما وكأن شيء من حوله ما كان. يتصرف بهذا الشكل لأنه على دراية بواجبه وبأنه جندي مرصوص في بنيان معركة الحق والإخلاص. لا يسع هنا ذكر كافة اسماء الشهداء الأبرار من مختلف كوادر الوقاية، العناية، الإسعاف والعلاج، لكن حتماً، وهذا هو ما وعد به الله، كل شهيد وقع من بين كوادر الطب الفلسطيني فى القطاع هو نجمة ضياء معلقة فى السماء، يضاهي فى النور من سبقه من الشهداء. بوركتم جميعاً ورب الأرض والسماء. 
*كاتب فلسطيني-إسبانيا
د. ناصر عبد الرحمن الفرا
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف