وانتصرت المقاومة في غزة هاشم
* موسى العدوان
بداية أتوجه بالتهنئة الخالصة لرجال المقاومة في غزة بمختلف فصائلهم ، على الانتصار المشرّف الذي حققوه في المواجهة العسكرية غير المتكافئة ماديا ، مع اقوى قوة عسكرية في منطقة الشرق الأوسط . فرغم تسليح رجال المقاومة البدائي وصغر حجمهم على الأرض ، إلاّ أنهم أثبتوا بكونهم يمتلكون قوة خفية تفوق قوة الأسلحة الحديثة ألا وهي " إرادة القتال " . فحطموا من خلالها غطرسة القوة العسكرية الإسرائيلية ، التي لم تجرؤ على اقتحام مواقعهم على الأرض بقواتها البرية .
وكذلك لا يفوتني أيضا تقديم التهنئة لأهالي غزة بمختلف أطيافهم وأعمارهم ، على صمودهم الأسطوري أمام قصف الطائرات والمدفعية الإسرائيلية وهدم البيوت على رؤوس ساكنيها ، دون أن تفرق بين طفل أو امرأة أو شيخ كبير .
بعد خمسين يوما من القصف الجوي والمدفعي والحصار البري والبحري على غزة ، والذي قامت به القوات الإسرائيلية بهدفها المعلن وهو " منع إطلاق الصواريخ على إسرائيل وهدم الأنفاق " إلاّ أنها فشلت في تحقيق هذا الهدف الظاهر ، وما ينتج عنه من هدف باطن يتلخص في " كسر إرادة المقاتلين في المقاومة " . فبقيت معظم الأنفاق على حالها ، واستمرت الصواريخ المطوّرة بإمكانيات محلية تضرب تل أبيب وبقية المدن في عمق الأراضي الإسرائيلية ، منذ بداية العمليات في 8 يوليو وحتى آخر دقيقة قبل سريان الهدنة بين الطرفين ، في الساعة السابعة مساء يوم 26 اغسطس 2014 .
لقد صنع رجال المقاومة في غزة هاشم معجزة كبرى ، بصمودهم أمام هجمات العدو الجوية والبحرية ، واستجابوا لها بالقصف الصاروخي المعاكس دون انقطاع ، والذي فرض على المواطنين الإسرائيليين السكن في الملاجئ ، ومنع الطائرات التجارية من الهبوط والإقلاع من مطاراتها ، وأوقف السياحة والهجرة ــ ولو مؤقتا إلى إسرائيل ــ الأمر الذي عطل اقتصادها وهدد استقرارها الأمني الذي توليه أهمية كبرى ، بصورة غير مسبوقة . ولو استمرت تلك الحالة من المناوشات الصاروخية لما بعد هذا التوقيت ، لمنعت آلاف الطلاب الإسرائيليين من التوجه إلى مدارسهم .
صحيح أن أهالي غزة قدموا ما يقارب ثلاثة آلاف شهيد ، وما يزيد على ستة آلاف جريح ــ نتمنى للشهداء الرحمة وللجرحى الشفاء العاجل ــ ولكنها أثبتت إرادة المقاومة والإيمان بعدالة القضية ، واليقين بأن الوطن يستحق التضحيات من قبل الجميع مهما غلا الثمن .
لقد قدمتم أيها المقاتلون الأبطال ، وأيها الغزّيون الأشاوس ، نموذجا رائعا في الصمود والمقاومة ورديتم الصاع صاعين للعدو المتغطرس ، ودافعتم عن شرفكم وشرفة الأمة العربية في مختلف مواقعها . وفي الوقت نفسه وجهتم صفعة قوية للحكام العرب المتخاذلين ، الذين قصّروا بمد يد العون لكم في محنتكم التي واجهتموها بمفردكم ، ولمن يحاول هذه الأيام اختطاف نصركم المشرّف لحسابه ، بينما كان في تلك الأوقات الحرجة يجلس في منصة الشامتين .
إن رايات النصر التي ترفعونها فوق رؤوسكم هذه الأيام ، لتبشر بمستقبل مشرق وتعلن نهاية زمن الانكسار العربي ، وسطوع شمس الثأر من المعتدين لاستعادة كرامة الأمة الممتهنة واستعادة حقوقها المغتصبة . وأتمنى عليكم أن تنفذوا ما سبق أن تمنيته لكم في مقالة سابقة عند بداية العمليات ، وذلك بنصب لوحة كبيرة من حجر الجرانيت على شاطئ غزة تحمل العبارة التالية : " أتمنى أن أكون بصلابتكم يا أهل غزة " . وأختم مقالتي هذه بقوله تعالى في محكم كتابه : " يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم " . صدق الله العظيم .
* فريق ركن متقاعد / الأردن
التاريخ : 27 / 8 / 2014
* موسى العدوان
بداية أتوجه بالتهنئة الخالصة لرجال المقاومة في غزة بمختلف فصائلهم ، على الانتصار المشرّف الذي حققوه في المواجهة العسكرية غير المتكافئة ماديا ، مع اقوى قوة عسكرية في منطقة الشرق الأوسط . فرغم تسليح رجال المقاومة البدائي وصغر حجمهم على الأرض ، إلاّ أنهم أثبتوا بكونهم يمتلكون قوة خفية تفوق قوة الأسلحة الحديثة ألا وهي " إرادة القتال " . فحطموا من خلالها غطرسة القوة العسكرية الإسرائيلية ، التي لم تجرؤ على اقتحام مواقعهم على الأرض بقواتها البرية .
وكذلك لا يفوتني أيضا تقديم التهنئة لأهالي غزة بمختلف أطيافهم وأعمارهم ، على صمودهم الأسطوري أمام قصف الطائرات والمدفعية الإسرائيلية وهدم البيوت على رؤوس ساكنيها ، دون أن تفرق بين طفل أو امرأة أو شيخ كبير .
بعد خمسين يوما من القصف الجوي والمدفعي والحصار البري والبحري على غزة ، والذي قامت به القوات الإسرائيلية بهدفها المعلن وهو " منع إطلاق الصواريخ على إسرائيل وهدم الأنفاق " إلاّ أنها فشلت في تحقيق هذا الهدف الظاهر ، وما ينتج عنه من هدف باطن يتلخص في " كسر إرادة المقاتلين في المقاومة " . فبقيت معظم الأنفاق على حالها ، واستمرت الصواريخ المطوّرة بإمكانيات محلية تضرب تل أبيب وبقية المدن في عمق الأراضي الإسرائيلية ، منذ بداية العمليات في 8 يوليو وحتى آخر دقيقة قبل سريان الهدنة بين الطرفين ، في الساعة السابعة مساء يوم 26 اغسطس 2014 .
لقد صنع رجال المقاومة في غزة هاشم معجزة كبرى ، بصمودهم أمام هجمات العدو الجوية والبحرية ، واستجابوا لها بالقصف الصاروخي المعاكس دون انقطاع ، والذي فرض على المواطنين الإسرائيليين السكن في الملاجئ ، ومنع الطائرات التجارية من الهبوط والإقلاع من مطاراتها ، وأوقف السياحة والهجرة ــ ولو مؤقتا إلى إسرائيل ــ الأمر الذي عطل اقتصادها وهدد استقرارها الأمني الذي توليه أهمية كبرى ، بصورة غير مسبوقة . ولو استمرت تلك الحالة من المناوشات الصاروخية لما بعد هذا التوقيت ، لمنعت آلاف الطلاب الإسرائيليين من التوجه إلى مدارسهم .
صحيح أن أهالي غزة قدموا ما يقارب ثلاثة آلاف شهيد ، وما يزيد على ستة آلاف جريح ــ نتمنى للشهداء الرحمة وللجرحى الشفاء العاجل ــ ولكنها أثبتت إرادة المقاومة والإيمان بعدالة القضية ، واليقين بأن الوطن يستحق التضحيات من قبل الجميع مهما غلا الثمن .
لقد قدمتم أيها المقاتلون الأبطال ، وأيها الغزّيون الأشاوس ، نموذجا رائعا في الصمود والمقاومة ورديتم الصاع صاعين للعدو المتغطرس ، ودافعتم عن شرفكم وشرفة الأمة العربية في مختلف مواقعها . وفي الوقت نفسه وجهتم صفعة قوية للحكام العرب المتخاذلين ، الذين قصّروا بمد يد العون لكم في محنتكم التي واجهتموها بمفردكم ، ولمن يحاول هذه الأيام اختطاف نصركم المشرّف لحسابه ، بينما كان في تلك الأوقات الحرجة يجلس في منصة الشامتين .
إن رايات النصر التي ترفعونها فوق رؤوسكم هذه الأيام ، لتبشر بمستقبل مشرق وتعلن نهاية زمن الانكسار العربي ، وسطوع شمس الثأر من المعتدين لاستعادة كرامة الأمة الممتهنة واستعادة حقوقها المغتصبة . وأتمنى عليكم أن تنفذوا ما سبق أن تمنيته لكم في مقالة سابقة عند بداية العمليات ، وذلك بنصب لوحة كبيرة من حجر الجرانيت على شاطئ غزة تحمل العبارة التالية : " أتمنى أن أكون بصلابتكم يا أهل غزة " . وأختم مقالتي هذه بقوله تعالى في محكم كتابه : " يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم " . صدق الله العظيم .
* فريق ركن متقاعد / الأردن
التاريخ : 27 / 8 / 2014