عزيزي ولي الامر ابنك لا يحتاج منك ان توفر له حاجاته المادية الاساسية من مأكل وملبس ومصروف يومي فقط وإنما يحتاج منك ان تهتم بحاجاته النفسية والعاطفية والرعاية والاهتمام أيضا ، وخصوصا في مرحلة المراهقة وهي مرحلة الانتقال التدريجي من الطفولة الى الشباب .كم هي مؤلمة الصورة التي في الاسفل وللأسف موجودة في معظم مدارسنا :انها اغراض تتضمن سجائر الدخان والولاعات وجلد الايدي والسلاسل وما شابه تمت مصادرتها اليوم من طلاب مدرسة حشاد في اليوم الثالث من العام الدراسي الجديد ، يعكس الحس العالي بالمسؤولية للهيئة التدريسية في مدرسة حشاد وحرصها الشديد على شئون الطلاب ومتابعة قضاياهم ومسلكياتهم حيث لا يغمض لها جفن عن متابعتهم والوقوف على احتياجاتهم التربوية وغيرها ، مما يضطرنا لطرح العديد من الاسئلة في هذا المقام : اين دور الاسرة وعيون الاهل عن ابنائهم ؟؟ عندما يخرج الابن من البيت وجيوبه ممتلئة بالسجائر والدخان والسلاسل والجلد تلتف حول يديه الم يشاهده والديه ؟؟ التربية ليست بالعملية السهلة ويقع العبء الاكبر فيها على الاسرة ويأتي دور المدرسة مكملا لها وهي عملية مشتركة بين المؤسسة التربوية والمؤسسة الاسرية ، ولا يجوز للآباء ان يوكلوا المهمة كلها للمدرسة والتخلي عن دورهم الرئيسي في متابعة ورعاية ابنائهم بحجة الانشغال بالسعي لتوفير لقمة العيش لأبنائهم ، مع ان هذا امر مهم ولا نقلل من شأنه ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة للآباء : ماذا ستجنون عندما تكرسون جل وقتكم بالانشغال بالعمل والدنيا للإنفاق على ابنائكم وإهمال حاجاتهم النفسية والعاطفية وعدم متابعتهم ورعايتهم للوقوف على مشكلاتهم واحتياجاتهم الاخرى لتكتشفوا بعد فوات الاوان ان الابناء في عالم والآباء في عالم آخر وقد وقعوا فريسة سهلة للانحراف والجنوح وفشلوا في تعليمهم ؟؟؟ عندها لا ينفع الندم ، لذا اهيب في الاهالي مد يد العون للمدرسة والتعاون معها بكل ما يخص ابنائكم الطلبة ، يدا واحدة لا تصفق ، اهتموا بأبنائكم وأعطوهم من وقتكم للاهتمام بهم وبمشاكلهم وفعلوا لغة الحوار بينكم وبينهم وأصغوا لهم ولا تتجاهلوهم وخصوصا في مرحلة المراهقة الحرجة يحتاجون منكم ان تمدوا لهم اياديكم للمرور منها بأمان والانطلاق الى الحياة بثقة ، عزيزي ولي الامر ان لم تهتم بابنك المراهق ولم تصغي له ولم تحاوره سيبحث عن الاهتمام عند غيرك وقد يكونوا رفاق السوء عندها ستكون النتائج لا يحمد عقباها ، نحن مجتمع فقير لا يملك موارد وكل ما نملكه هو الثروة البشرية التي يجب العمل على تنميتها وتطويرها والشباب هم كنز الوطن وثروته الثمينة فلنحافظ عليها أجدد شكري للهيئة التدريسية في مدرسة حشاد واثمن جهودها ويقظتها واستعدادها منذ بداية العام الدراسي في متابعة الطلاب وإخلاصها لرسالتها التعليمية والتربوية ، وفقنا الله جميعا لما فيه الخير لطلابنا ووطننا.