الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

" بين لوحة الموناليزا .. وقصيدة موناليزا " قراءة مقارنة .. بقلم مصطفى حمد

تاريخ النشر : 2014-08-26
" بين لوحة الموناليزا .. وقصيدة موناليزا " قراءة مقارنة .. بقلم مصطفى حمد
لوحة الموناليزا
ربما كان " الموناليزا " هي أشهر وجه أنساني (بورتريه ) في تاريخ فن الرسم ، وكان صاحبها ليوناردو دافنشي واحدًا من أعظم العباقرة الذين أبدعهم عصر النهضة . وقد ولد عام 1452 م وقد عكف على رسم هذه اللوحة بين سنتي 1500 و 1504 وهي موجودة الآن في متحف اللوفر بباريس وقد مات ليوناردو سنة 1519 م .

ونلاحظ في اللوحة الغموض المتمثل في النظرة الهادئة المفعمة بالتعاطف والحنان والأسى والصبر والرزانة مما يشكل لمن ينظر إليها الحيرة والتساؤل .. ما مغزى هذه النظرة ؟ ويداها المشبوكتان على صدرها كحمامتين تتناجيان فتزيدان من الاحساس بالرضا والاستسلام .
كل شيء فيها ومن خلفها يكرس هذا الاحساس ويقلقه في آن واحد : المنظر الطبيعي الساكن الذي يوشك أن يحيلها هي نفسها إلى طبيعة ساكنة .. والبحر البعيد (وهنا هو رمز للدوام والحركة والاستمرار ) والصخور البللورية والسماء متلاشية الزرقة والماء الفضي المنحدر من الجبل والظل الراسخ الداكن وهذا منظر ملتف في ثوب الغروب أو في ثوب الحداد وهذا يقابل الثوب ذات اللون الغامق التي ترتديه المرأة مع الغروب وهذا يعطي لمن يرى هذه اللوحة مزج من الحزن والفرح والتشاؤم والتفاؤل .
وهذه الحيرة ما نلاحظها في الابتسامة مثلًا فهل هذه الابتسامة حب أم قسوة ؟ هل هي أصلًا تريد الضحك أم البكاء ؟ وهذه الابتسامة لا تستطيع أن تشغلك عن النظر إلى العينين اللتين لا تتحولان عنك ولا يمكنك أن تحول عينيك عنها وكأنها القدر لن تفلت منه ..فنحن أمام لغز أبدي فالفنان قد رسم فلسفته عندما رسم هذه المرأة ودعانا للمشاركة والحوار فالذي يراها يحس أنها تريد أن تقول له شيئًا ولكنها تتراجع عن ذلك وتبدأ تحدث نفسها في عزف منفرد .
وبالتالي هذه اللوحة مثل الحياة فمع هذا السكون نلاحظ الحركة ومع الحزن نجد الأمل والتفاؤل الذي نشاهده من خلال التفاصيل الجزئية في اللوحة وخاصة في الخلفية فمع الغروب تبتسم المرأة في ثقة فيظهر مفارقة الموقف
ونجد كثيرًا من الكتاب من استلهم هذه اللوحة ومن هؤلاء الشاعر الإيرلندي ادوارد دودن (1843-1913) أستاذ الأدب الإنجليزي في كلية الثالوث المقدس في دبلن .


قصيدة "موناليزا" :

قصيدة لشاعر ادوارد دودن ظهرت هذه القصيدة ضمن مختارات حررها ونشرها الاستاذ ك.هوجلاند بعنوان : ألف عام من الشعر الإيرلندي في نيو يورك 1962 وفي هذه القصيدة نجد الشاعر قد راح يصف ويمجد العرافة كما يسميها في بداية القصيدة ويخاطبها ويناجيها في حيرة وكأننا أمام اللوحة مرة أخرى (الحيرة التي نجدها في اللوحة ) ويحاول تفسيرها ولذلك نجده يكرر النداء (أيتها العرافة – أيها الكمال السماوي – يا سر متناهي الروعة – أيتها الهولى من ايطاليا فهذا النداء فيه نوع من الرغبة في التواصل ولكنه لا يكتمل كما نلاحظ هذا في اللوحة وظهر في القصيدة عبر العبارات مثل ( عرفيني بنفسك – لا تحيري الوجدان – ابقي صافية – ابتسمي – تعالي – ارتفعي فوق معرفتنا – اغوينا حقري شأننا ) فهذا كله يدل على الحيرة والقلق في معرفة وتفسير اللوحة في ارتباط صريح مع حيرتنا في تفسير اللوحة .. فهي عرافة تخبئ كلمة القدر بين شفتيها اللتين تبتسمان ومع ذلك تتمنعان فهي مستعصية ويظهر التناقض في قول الشاعر بين ما هي كلمة القدر التي تختبئ بين الشفتنين وفي قول آخر يقول : ابتسمي كعادتك ولكن لا تتكلمي .

وكل ذلك يعكس أن اللوحة قد جذبته وهذا ما يظهر في المناجاة الموجودة في القصيدة وقد استطاع الفنان أن ينقل شكل ومضمون اللوحة إلى لغة القصيدة وجدنا كلمات مثل العرافة – القدر – الهولى ولقد كان من مشروع ليوناردو رسمه لمجموعة لوحات عن العذراء وكانت هذه اللوحة منهم ونجد وصفه للابتسامة واليدين المشبوكتين في اتزان جليل والشعر المتساقط على الجانبين والجفون وأنها تمتلك الكمال السماوي ولكنني ارى أنه قد اغفل المنظر الطبيعي في الخلفية .

وقد قدمت القصيدة تفسيرًا للوحة من خلال أنها تخبئ شيئًا وتحير الوجدان وأنها تقف في اتزان وانتصار في مقابل المشاهد المضطرب المتحير الذي لا يستطيع فك شفرة هذه اللوحة وهذا ما ظهر مثلًا في تكرار كلمة لا لا وقوله عرفيني بنفسك حتى لا أيأس من معرفتك كل اليأس ويمكن أن نقول أنه قد وصفها بالطغيان الرقيق من خلال بعد في اللوحة هي أن المرأة تتصدر اللوحة وفي الخلفية الطبيعة وكأنها طغت عليها وعلى القاريء وأمام هذا العجز الذي عبر عنه الشاعر في قصيديته الفنية الرائعة أنهى القصيدة بقوله : أيتها الهولى من ايطاليا
اغوينا وحقري شأننا كما تشائين .


وبعد هذه القراءة المقارنة بين لوحة (الموناليزا) وقصيدة (موناليزا) نرى أن الشاعرادورد دودن استطاع أن يعبرعن اللوحة ويفسرها طريقة فنية شعرية جميلة وأن ينقل الشكل والمضمون إلى القصيدة بحيث تعكس بنية القصيدة بعض العناصر المكونة لها مستخدمًا وسائل وأدوات فنية عديدة .




قصيدة (موناليزا) :

أيتها العرافة ، عرفيني بنفسك
حتى لا أياس من معرفتك كل الياس .
وأظل أنتظر الساعات ، وأبدد روحي .
ما هي كلمة القدر التي تختبئ بين الشفتين
اللتين تبتسمان ومع ذلك تتمنعان ؟
يا سر متناهي الروعة !
أيها الكمال السماوي !
لا تحيري الوجدان أكثر مما تفعلين
حتى لا أكره طغيانك الرقيق
يداك المشبوكتان في اتزان جليل
والشعر المتساقط على الجانبين
لا ، لا إني لاوذيك بكلمات غلاظ .
ابقي صافية ، منتصرة ، مستعصية !
ابتسمي كعادتك ولكن لا تتكلمي !
فالدعاية تختبئ دائمًا في ظل جفونك .
ثم تعالي وارتفعي فوق معرفتنا
أيتها الهولى من ايطاليا
اغوينا وحقري شاننا كما تشائين .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف