الأخبار
2024/5/17
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نون النسوة بقلم:عادل بن مليح الأنصاري

تاريخ النشر : 2014-08-26
نون النسوة بقلم:عادل بن مليح الأنصاري
عاشقٌ زاده الأرقْ
خطّ في الورقْ
بيتَ شعرٍ واحترقْ

عاشقٌ يأبى أن ينام
وكيف يغفو
من زارهُ حلو الغرام
يال حلمٍ
يتهادى بين دفءٍ وسلام

أيّ قسوة
خُـبِّـئـَتْ في نونِ نسوة
قدُّها هذا الضئيل
ذلَّ جبارا عنيد
تـقـتـلُ الجبارَ هذا
ثم يبكي في محرابها
يكتبُ الشِّعر الجميل
عجبا لقتيلٍ
ينعتُ القاتلَ بالشهيد
ثمّ يهفو للمزيد

أيُّ سطْوة
إن هي إلا محضُ خُطْوَة
فجَريْنا حُـفاه
يسقطُ الجبارُ منّا
من حروفٍ تُمتِمَتْ بين الشفاه
من سواه
جارحُ اللحظِ
ذَلّ في الأرضِ من تَعثّر في هواه

اكْبِحي الرّمشَ الجريء
أيّ ذنبٍ ساقه
نحو ذا الموتِ البطيء
هو ليس إلا كُـتـلةٌ
من اللحْمِ وشيءٍ من دماء
وزئيرٍ كاذبٍ بلغَ الفضاء
يتباهى للنّدامَى ( إنني زيرُ نساء )
يا لهذا الزيرُ سفاحَ النساء
كيف يغدو من لَـحْظِ فاتنةٍ
كالطفلِ البريء

أيقظوا هذا المساء
فحبيبي ساهرٌ
يشدوا بالغناء
فارتَووا من شدوهِ
قبل أن يطوينا الفناء

من رامَ منها وصالا
زادهُ الوجدُ خبالا
فاملأِ الكأسَ
من رِيقها خمرا حلالا

هاتها كفا بكفْ
وقابلي ساقا بساق
ما علينا لو رقصنا
وهمسنا عشقنا
حرفا بحرفٍ واشتياق

يا لهذا الترفْ
كأسي نازفٌ يرفضُ أن يجفْ
كلما سُـكِـبَ الرحيقُ من حرفهِ
مَــّر في محرابِ ثغـرِك ثمّ نـَزفْ

أيّ ليلٍ صاغهُ هذا الجنون
أنتِ الحبيبةُ
وأنا العاشقُ المجنون
بيننا ألف ميلٍ
وصدري لكِ سجنٌ
وأنتِ السجانُ و المسجون

أُسدلي هذا الخِمار
من خبأَ الشمسَ في وجْـنـَتـْيـكِ
ليشتكي من ظلمِ وجْهُـكِ هذا النهار
ارْجِعي الليلَ لِـظَـلْـمائِهِ
فأحلامُ السهارى تهفو للفـرار

أنتِ وهذا الليلُ المَـطِـير
غَـسلَ القلوبَ من لفحِ الهجِـير
فمتى تغسلُ يا قاتلي
نزفَ هجرِكَ , فالعمرُ قصير
ما اسْـتحقّ مَـنْ أحبكَ سوءَ المصير

يا لمكرِهنّ
كيف خَـبـّأنَ الموتَ في ضَعْـفهنّ
يتمايلنَ في دهاءٍ فاتنٍ
ويخرُّ جبارٌ ويهذي عاقلٌ
وتذوي شامخاتٌ في لحْـظِهنّ

أوقفي نَـْزفَ الحروف
ونحيبي عبرَ ذا الليلِ يطوف
يشتكي كيدا عظيم
عجبا ,,
كيف تشكي الريحُ
.... ظلمَ النسيم

هل يسْـتحقُّ من أحبَّ أميره
كلّ هذا الذلّ العظيم
كيف كانت محضُ أسيره
وغدتْ شيطانٌ زنيم
تجمعُ العشّاقَ
في حضرةِ اللـيلِ البهِـيم
سَـكـرِوا منْ لؤمِها
وكذا يُسكرنا الحبّ اللئيم

منْ رامَ ثغْـركَ يا ملاك
مُـِنحَ الخُلودَ عبْرَ جنّاتِ الهلاك
فَـمنْ يمْـنحُها الخلاصْ
لا مناصْ
لنْ يرحَمَ النّـفْـسَ الشّـقِيـّةَ
إنسانٌ سِــواك
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف