الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

"أصدقاء سوريا العرب"... مقاربة ناقصة بقلم: عريب الرنتاوي

تاريخ النشر : 2014-08-26
"أصدقاء سوريا العرب"... مقاربة ناقصة بقلم: عريب الرنتاوي
فيما كانت الأنظار تتجه نحو جدة، حيث كان مقرراً أن تستضيف اجتماعاً ثلاثياً لوزراء خارجية كل من السعودية والإمارات والبحرين، خطفت الرياض الأضواء نسبياً، باستضافتها اجتماعاً خماسياً لوزراء خارجية كل السعودية والإمارات ومصر وقطر والأردن ... الاجتماع الأول، كان منوطاً به اتخاذ سلسلة من الاجراءات العقابية للدوحة لخروجها عن "سرب" الإجماع الخليجي وعبثها بأمن دوله الخمس الأخرى، كما تقول مصادر خليجية رسمية، أما الاجتماع الثاني، فعُقد على عجل، وفي إطار ما سيعرف من الآن فصاعداً بمجموعة "أصدقاء سوريا العرب"، وكُرّس لمناقشة تهديد "داعش" على أمن المنطقة واستقرارها ووحدة دولها وسلم مجتمعاتها الأهلي.
 
يبدو أن التصدي لـ "داعش" اكتسب أولوية متقدمة على معاقبة قطر ... هذا ما حدا بالدولة المضيفة (السعودية) والدولة الداعية للاجتماع الخُماسي (مصر)، إلى إرجاء فتح الملف القطري، بهدف التفرغ لمواجهة الخطر "المُقدم" ... ولولا أن لقطر "ثقل ما" في الملف السوري، لما تلقت الدعوة لحضور اجتماع، وجلس وزير خارجيتها، بين نظراءٍ له، لا يكنون لبلاده وسياساتها ومواقفها، الكثير من الودّ والتقدير.
 
على أية حال، لا يعوّل كثيراً على اجتماعات كهذه ... فثمة خلافات بين دول مجموعة الخمس، ليست خافية على أحد ... وإذا كان الخوف من "داعش" وامتداداتها، هو الهاجس الذي جمعها، فإن كيفية مواجهتها لا يبدو أمراً متفقاً عليه ... السعودية بخاصة ما زالت على موقفها المناهض بشدة للأسد ونظامه، وهي نجحت في تضمين البيان الختامي عبارة "لا دور للأسد في مستقبل سوريا"، فيما القطب الثاني في الاجتماع: مصر، لا تتخذ الموقف ذاته من النظام السوري، وتضع نفسها على مسافة واحدة بينه وبين والمعارضة السورية، وهنا يتساءل المراقب، عن أية معارضة يتحدث الناطقون المصريون؟!
 
والواضح تماماً، أن ما حصل في العراق من إبعاد للمالكي عن رئاسة الحكومة والمجيء بأحد مساعديه الأقوياء حيدر العبادي لشغل المنصب، إنما كان في خلفية القرار "الخُماسي"، وبدفع سعودي – خليجي أساساً ... لكن السؤال الذي سيواجه الوزراء الخمس، ومن خلفهم حكوماتهم وحكّامهم هو: هل النموذج العراقي قابل للتكرار وإعادة الإنتاج في سوريا؟
 
يراهن المراهنون، أن إيران إذ تخلت عن المالكي تحت ضغط خصومها وحلفائها في العراق، ومن على قاعدة "التراجع خطوة للوراء عن حافة الهاوية"، ستفعل شيئاً شبيهاً في سوريا ... وهي إن وجدت أن تقدم "داعش" اللاحق، سيتهدد مصالحها ومصالح حلفائها في العراق وسوريا، وسيقطع "هلالها الشيعي" من منتصفه، فإنها ستضطر مكرهةً للتخلي عن الأسد، والبحث من بين معاونيه، على بديل له، وعندها سيكون العاهل السعودي أول من سيبرق لخليفة الأسد مهنئاً، تماماً مثلما فعل مع خلفية المالكي، الدكتور حيدر العبادي.
 
وثمة من يعتقد أن تغييراً بدأ يطرأ على سياسة طهران حيال العراق وسوريا، وأن طاقم تلك السياسة القديم الذي قاده الجنرال قاسم سليماني، قد تبدل بطاقم جديد ومقاربة جديدة ... لكن أصحاب هذه الرهانات، لم يقولوا لنا بعد، ما هو حجم هذا التغيير وما هي حدوده، خصوصاً بالنسبة لسوريا.
 
من جهتنا، قلنا من قبل ونعيد القول اليوم، أن إعادة انتاج سيناريو المالكي – العبادي، غير متاحة في الحالة السورية ... فقد "اشتغل" الغرب والعرب، على هذا السيناريو منذ اندلاع الأزمة السورية من دون جدوى ... والمكانة التي يحتلها الأسد في النظام والحزب والجيش والطائفة في سوريا، تختلف عن الموقع الذي شغله المالكي في العراق ... وخيارات إيران في سوريا محدودة إن لم نقل معدودة، فيما تتمتع طهران، بمروحة واسعة من البدائل والخيارات في العراق، من داخل "الدعوة" و"دولة القانون" و"التحالف الوطني"، وهذه وضعية نادرة، لا تتكرر لإيران في أماكن أخرى وأوقات أخرى.
 
ثم أن المجتمع الدولي، وأمام تزايد خطر "داعش" بات أقل حماساً لشعار "إسقاط النظام" في سوريا، حتى أن أطيافاً من المعارضة الداخلية والخارجية، بدأت تنحو صوب مقاربات أكثر هدوءً في تعاملها مع المشهد السوري ... وليس مستبعداً أن تصدق "نبوءتنا" التي أطلقناها قبل قرابة العامين، من أن أول غارة أمريكية على سوريا، ستستهدف المعارضة الجهادية، وليس النظام، رداً على رهانات معارضين سوريين و"أصدقاء سوريا العرب" على التدخل والحسم الدوليين في حينه.
 
على أية حال، يبدو أن إجماع الدول الخمس على التصدي لـ "داعش" سيظل بلا أنياب ولا مخالب، طالما ظلت هذه الأطراف على موقفها المنادي بإسقاط الأسد ونظامه ... فلا قوة في سوريا قادرة على التصدي لـ "داعش" غير الجيش السوري ... قلنا هذا قبل استيلاء "الدولة الإسلامية" على مطار الطبقة العسكري وكامل محافظة الرقة ... أما اليوم، فيراودنا شعور بأن الجيش السوري على اقتداره، وبرغم ما اختزنه من خبرات ودعم من أصدقاء النظام وحلفائه، قد يبدو عاجزاً عن التصدي لـ "داعش" واستئصالها، ما لم تُمد له يد العون الإقليمي والدولي ... وأحسب أنه على الذين صعدوا منذ ثلاث سنوات إلى قمة شجرة عالية، أن يهبطوا عنها سريعاً، قبل أن تصلها معاول "داعش"، فتطيح بها وبهم وبنا جميعاً.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف