الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

دوامة المماطلة الاسرائيلية إلى القاع بقلم السفير خالد محمد النجار

تاريخ النشر : 2014-08-26
دوامة المماطلة الاسرائيلية إلى القاع   بقلم السفير خالد محمد النجار
دوامة المماطلة الاسرائيلية إلى القاع
بقلم  السفير / خالد محمد النجار
 
للمطلع على المشهد والسيناريو الأوكراني -اللذي سبق أحداث غزة- والمتمثل بالعدوان المتواصل من طرف الحكومة الاوكرانية ( المدعومة من الولايات المتحدة )  على المواطنين من "الأصل الروسي" في شرق أوكرانيا ، وتضاعف عدد الضحايا من المدنيين ( ٢٠٨٦  قتيل وخمسة آلاف جريح حتى العاشر من أغسطس ) طبقاً لمصادر مسوولة الامم المتحدة ( سيسيل بولي ) ، إضافةً إلى تصعيد الحصار على روسيا  ومقاطعتها بشتى الوسائل المالية الحيوية والتجارية ؛ يتضح بيقين بأن السياسة الغربية الداعمة لإسرائيل عسكرياً وسياسياً و إعلامياً ، ليست معنية بحل دبلوماسي لقضية حصار غزة وتلبية المطالب الفلسطينية .

 فبدعم من حلفائها - الولايات المتحدة الأمريكية ،الاتحاد الاروبي، وبريطانيا - تشن القوات الاوكرانية على الجاليات الروسية ، حرباً عشواء ،متتطابقة في خطتها ، العدوان على غزة ، فتقصف البيوت ، وتدمر البنية التحتية .مستهدفتاً محطات الكهرباء والغاز ، وانابيب المياه .

وحوصرت المدن حتى باتت الجاليات الروسية تعاني من نقص شحيح في المواد الغذائية .
وكما اغلقت المعابر في غزة جميعها . اغلقت المنافذ الحدودية في وجه شاحنات المساعدات الإنسانية الروسية المنطلقة لنجدة جاليتها في شرق أوكرانية . لتكون نتيجته تفاقم الأزمة الإنسانية للمواطنيين وهجرتهم عبر الحدود بالآلاف إلى المخيمات .ذنبهم الوحيد أنهم من أصل روسي يرغبون في الانضمام إلى البلد الاْم "روسيا "، بعيداً عن إضطهاد النازيين الجدد من الانقلابيين على الرئيس السابق المدعومين من الغرب في توجهاتهم في قتل المواطنين الروس .

*  * * * * * *

في ظل هذا المشهد والصورة ، ومع ضعف القوة والنفوذ الأمريكي في العالم ، ظهرت الحملة الأمريكية في المنطقة بداية في حصار روسيا واسطولها الحربي في البحر الأسود ، إلى ضرب بؤر المقاومة الفلسطينية في الضفة وغزة ، لإعادة سيطرت القطب الواحد على العالم وتدعيماً لقوتها الناعمة .
وعليه ، ليس هنالك امكانية منح الحقوق للفلسطينيين باي شكل ، واقصى ما يمكن اعطائه لهم  ،هو ألا يفارقون الحياة !! . والمماطلات والمجادلات هي الحلول المطروحة فقط دون سواها .
لكن ، الكيان الصهيوني الذي تعول عليه الولايات المتحدة ، "خيب آمالها ". فلم تتوقع أن جنود الاحتلال لا يصلحون إلى للحفلات الترفيهية أو فرق الموسيقى العسكرية !!
ليس هذا فقط ، بل تبين للجميع أن المجتمع الاسرائيلي كله ،الذي الخوف كتابه ، والمال والترف صلاته . أنى يعول عليه في شيء  .
*  * * * * * *
وجاءت الرياح بمالا تشتهي السفن . ولم تتوقع إسرائيل والدول الغربية عامةً أن يكون الثمن باهظاً . وتطول الحرب إلى هذا اليوم .
تكاليف سياسية واقتصادية واجتماعية ، أهمها في هذه المرحلة :
-المظاهرات العارمة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية ، بجديتها في الاستمرار واجتذاب مزيداً من المتضامنين، وتصعيد الحملة الشعبية ضد العدوان الاسرائيلي  إلى ما يشبه "خارطة الطريق" ، ظهر واضحاً في منع سفن الشحن الإسرائيلية من الإرساء في إحدى موانئ ولاية كاليفورنيا الأمريكية . وحسب مصادر الناشطين فإن الحملة ستستمر إلى كل الساحل الغربي الأمريكي وكندا .
- مختلف المصادر البريطانية بينت أن " جرائم الكراهية" ضد اليهود في هذه الدولة في زيادة إلى الثلث قبل الحرب على غزة !
  وفي فبراير ( قبل الحرب ) ، أجرت "رابطة مكافحة التشهير" الصهيونية في الولايات المتحدة دراسة تبين أن ،24% من السكان في الاتحاد الاروبي ،27% من الفرنسيين ،و20% من الألمان لديهم  مواقف معادية ضد اليهود . ولا شك أنا هذه النسب تضاعفت بعد الحرب .

- الأخطر على الدول الغربية في أن المظاهرات في عواصمها ومدنها تفتح النوافذ على تهييج القضايا الساخنة في هذه المجتمعات ، أولها الفروق الشاسعة بين الأغنياء والفقراء ، خاصةً في الولايات المتحدة وبريطانيا ، والتي أصبحت تثار بشكل فاضح وكبير في الاعلام.

- كذلك إن أبرز الوجوه للاضرار بالمصالح الاسرائيلية بصورة كبيرة ، هي دعوة إتحاد العمال في فلسطين وجنوب أفريقية إلى مقاطعة بضائع الشحن في موانئ العالم  .

* * * * * * *

ليس الحوار والحل الدبلوماسي أمراً مطروحاً على الطاولة في المسألة الاوكرانية بين روسيا والغرب . كما هو ليس مطروحاً بشكل جدي في المفاوضات مع إسرائيل التي هدفها اضاعت الوقت والمماطلات رهاناً على هدوء الهبات الشعبية في الغرب ضدها .
المطلوب من المقاومة في فلسطين والمطلوب من روسيا في اوكرانياهو الاستسلام لهيمنة الغرب .
ما يجري في القاهرة ليست مفاوضات. إن هو إلا الاسلوب المتوطد في للحكومة الاسرائيلية المتطرفة المعروف بلعبة المركبة الدوارة ، تصعد بالتهدئة والامال إلى أعلى ثم تهبط بالرفض المفاجئ ، لإحداث اليأس والإحباط للجمهور والمقاومة الفلسطينية  . والمماطلة إلا أبعد ما يمكن لإفراغ الحقوق والحركة التحررية من مضمونها .
وعليه سيتصاعد العدوان على غزة واكرانيا ما دامت المقاومة والصمود .وفي نفس الوقت ، بالمقابل ، ليس مضموناً إستمرار سلمية الهبات الشعبية في الغرب ، أو عدم إنفجار المنطقة العربية أو الاسلامية في ظل الحرب الأمريكية الثالثة على العراق والتي سوف تطول حسب تصريحات الرئيس الأمريكي اوباما  . وليس بعيداً عن الذكر الوضع الاجتماعي والإقتصادي في مصر التي ارتفعت فيها نسبة الغلاء الاسبوع الماضي إلا رقماً قياسياً (11.8%) عن العام الماضي لتكون فتيلة أخرى للتفجير .
خلال عشرون عاماً الماضية  ، نجحت إسرائيل من خلال اللعب والمماطلة على طاولة المفاوضات في تحقيق  مكاسب كثيرة على الأرض . لكن الآن تبددت الغشاوة عن عيون  المجتمع الدولي ،  وشاهد القاتل المحتل  متلبساً - أمام شاشات الفضائيات - بالسكين والدماء أدلة الجريمة ، والضحية أمامه هي الأطفال ! لذلك بعد الحرب تغير الأمر . والمماطلة ليست في صالح إسرائيل ، لانها ستودي حتماً إلى زيادة عدد المحلفين في محاكم  الرأي العام الدولي .
لا يمكن حصر النتائج السلبية إن طالت مدة الحرب . فالمماطلة من إسرائيل أيضاً مقامرات في المجهول  قد تسحبها دواماته في النهاية إلى قاع العداء الشعبي العالمي .

[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف