الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مدينة الاحلام بقلم:نصار النعيمي

تاريخ النشر : 2014-08-25
مدينة الاحلام والطوفان
نصار النعيمي
ارض خصبة وأهلها طيبون وبحرها غني يعتاش عليه الصيادون منذ الاف السنين وخيراتها كثيرة ........
لكن ارادة الله شائت ان تقع على خط البراكين .
ابا محفوظ بدا يحلق نظره في السماء وهي صافية ويمعن النظر في النجوم وهي تتلألأ ويتمنى ان لا يرى ذلك المشهد الغريب الذي يحدث كل ما قارب عقد من الزمن وينذر بحلول كارثة طبيعية تأكل من اهل هذه الأرض وتحرق الاخضر واليابس .
ها هو عقد من الزمن قد ازف والناس قلقون من ثوارن الطبيعة او هيجان البحر .
ما هي الا ايام قليلة حتى بدأت النجوم تأخذ اشكالا غريبة وبدا الناس يستشيرون كبارهم بما يرون ، اجتمع كبار المدينة وعلى رأسهم ابا محفوظ وبعد جلسة مغلقه اعلنوا قرب حلول كارثة عقدية جديدة ونبهوا الناس الى امور عديدة قد تخفف عنهم ثورة البراكين او سطوة البحر .
أما ال محفوظ فقد تباحثوا فيما بينهم واجمعوا ان يتحفظو على كل ما غلى ثمنه وخف حمله ، وما هي الا ايام حتى بدت السماء تتلبد بالغيوم والهموم تزحف الى الصدور .
وعلى حين غفلة هاج البحر كالمجنون وبدأ يزحف نحو المدينة وهلع الناس محاولين الخلاص من الغرق هذا يتجه شمالا الى اعالي الجبال والاخر يتجه جنوبا الى القرى البعيدة النائية واخرون اتجهو الى الشرق .
ال محفوظ كانوا قد اجمعوا امرهم على الرحيل الى قرية ليست بالبعيدة ولكنها أمنة من الطوفان عبر مر الازمان اهلها طيبون وتربطهم بال محفوظ علاقات وشيجة .
وما ان وصلوا استقبلهم اهل القرية بكل ترحاب وخففوا عنهم من المصاب وترك الاحباب .
ليلة او ليلتين ومدينة الاحلام اصبحت في غياهب البحر تطفو حين وتغرق حين اخر ، وصحى الناس على حياة جديدة لم يعهدوها من قبل وتوقفت عقارب الساعة وأنتشر الهرج والمرج وتشتت عوائل البلد الى بلدان كثيرة .
رضخ الناس للأرادة الربانية وحاول العودة الى المدينة لعلهم يتكيفون مع الحياة الجديدة ، و عاد اغلب السكان الى مسقط رأسهم وساد هدؤ حذر للطوفان.
وبدت معالم جديدة للمدينة غيرت من البنيان ونفوس الغلمان .
شوارع المدينة بدت خالية واشجارها باكية والقحط والغلاء والطاعون ومصير مجهول .
ايام قليلة مضت أمتد الطوفان بقوة الى مدن جديدة وأثبت للعالم خطأ قاعدة باسكال ومن الممكن ان يضرب الطوفان كل مدينة وفق قاعدة جديدة اهمها انتشار الظلم والظلام من قبل الحاكمين.
ايام مضت في ترقب حذر وحياة قلقه، وجلس ابا محفوظ يوما مع اولاده وبدأو يتباحثون مرة اخرى في طريقة للخلاص بعوائلهم من خطر الغرق المحدق بهم ، وتذكر ابا محفوظ اصدقاءا له في اعالي الجبال كانوا اخوة له في العمل وتعاهدوا على الحب والاخوة وان لاينسى احدهم الاخر وبدا يجري اتصالاته وأجابه احد ابناء الحاج ابراهيم : اهلا ياعم نحن قلقون عليكم كيف الحال ؟
وجرت بينهما مكالمة طويله انتهت بترحيب ال ابراهيم بهم وابدوا استعدادهم لاستقبالهم في منطقتهم ودورهم .
شد ال محفوظ الرحال من جديد الى شمال البلاد حيث المدن الجميلة والمناظر الخلابة والهواء البارد وعيون الماء العليله والربيع الدائم والنفوس الطيبه واستقبلهم المضيفيين بترحاب كبير واجلسوهم في دورهم وخففوا عنهم من المصاب .
ايام قليلة مضت اشتد بال محفوظ الحنين الى ارضهم وبيوتهم وخاصة كبيرهم و ابدى اشتياقه للطرقات القديمة وسوق المدينة رغم ترنح المدينة بين الغرق والحياة .
وبدأ يفكر بالعودة ورغم حسن الضيافة واصرار المضيفيين على بقاء العوائل ريثما تنجلى الغمة الا ان القدر شاء ان يعود بجزء من عياله الى مدينتهم ويترك جزءا اخر لدى اصدقائه بعد ان تعانق الرجال وتبادلت النساء القبلات وجدد الصغار ما كان من الكبار على البقاء دوما اخوة في الدين والوطن .
وفي مدينة الاحلام بدت الايام ثقيلة تمضي وترك الفراق في النفوس لوعة كبيرة والكل يفكر بالخلاص من الطوفان ولكن حدث مالم يكن بالحسبان واجتاحت البراكين اعالي الجبال واحالت القصور المنيفة الى ركام وحصدت اروحا عديدة وخربت وهجرت نفوس كثيرة وباتت ارضهم الجميلة في حكم كان .
وجرت الرياح بما لاتشتهي السفن وأثبت الطوفان سيره باتجاه معاكس واصاب مدن كثيرة بالامس كانت للخير غزيرة وأصبح الذين كانوا بالأمس مضيفين اليوم مهجرين .
مدينة الاحلام يوما تختنق بارتفاع الطوفان واخر تتنفس عبر رحيق النسيان ،وأصبح ابا محفوظ ذو العقل الراجح والخبرة الطويلة في مجابهة الطوفان والبراكين محتارا في مايحدث فهو لم يعتد ان يرى قاعدة باسكال تكسر ولم يشهد في حياته الرجال تقهر .وبدا يقلب الامور ويضرب في ذاكرته اخماسا باسداس ويفكر بمكان أمن جديد لعياله .
وتذكر قرية تربطه باهلها علاقات وشيجة في الشرق حيث الماء العذب والبساتين الجميلة وتعايش الاديان والقوميات وخصوصا ان الطوفان لم يصلها من قبل فأجرى على عجل اتصالا هاتفيا :
رن جرس الهاتف رنة واحدة اجابه ابو عدنان:
أهلا ياعم كيف الحال ؟
ابا محفوظ : الحمدلله .
ابو عدنان : نتمنى ان ترحلوا الينا وتمكثوا ريثما يهدأ الطوفان وتنجلي الغمة ؟
ابا محفوظ : نتمنى ان لانزعجكم ؟
ابو عدنان: على الرحب والسعه متى ستصلون ؟
ابا محفوظ خلال يومين ان شاء الله .
ابو عدنان نحن بانتظاركم .
ووجه الاب اولاده وعوائلهم الى حزم حقائب سفرهم للتوجه نحو قرية ابو عدنان وصباحا توجهوا للشرق موطن الهدؤ والخصب .
وما ان توجهوا نحو المكان المقصود وقطعوا عدة اميال اراد الرجل الكبير ان يتأكد من تواجد مضيفهم وانه بانتظارهم واخرج هاتفه النقال وبدأ يتصل .........
رن هاتف ابو عدنان رنات عديدة دون ان يجيب وكرر ابا محفوظ الاتصال ولكن لم يحصل على اجابة لذا أمر اولاده بالتوقف وبدأ يتفكر بما يحدث وقطع تفكيره اتصال ابو عدنان :
ابا محفوظ : اهلا ابا عدنان مالخبر ؟
ابو عدنان: يا عم انا متأسف لم اجبك لانني كنت مشغولا بامر جلل.
ابا محفوظ: خير يا بني؟
ابو عدنان : يا عم اشتعلت ارضنا بالبراكين وبدأت باحراق الاخضر واليابس ونحن نحزم امتعتنا على عجل للمغادرة . نحن اسفون لأننا لن نستطيع استقبالكم ولكنها ارادة الله .
ابا محفوظ : لا لا يابني الحمد لله على السلامه ارحلوا بحفظ الله وارجو ان تطمئنونا عليكم ريثما تصلون الى مكان امن .
وقهقه ابا محفوظ ضاحكا وسأله الجميع ما الخبر ياحاج؟
اجابهم بأن ارادة الله قد سبقت كل شيء وقص عليهم ما سمع وامرهم بالعودة الى مدينتهم الغارقه ريثما يكتب الله امرا جديدا.
جلس الناس يتفكرون بما يحدث على المعمورة وما احالها الى مقبورة ، هل ذنوب السلاطين وسرقة الحاكمين وظلم الظالمين هي السبب ؟ ام نفوس الساكنين واهمال المساكين وعقوق الوالدين وشياع المرابين وأهمال العرض والدين وترك المصلين هي السبب؟
مدينة الاحلام باتت بين فكي مطرقة وسندان والناس صارت غارقة بالحزن وأمل النسيان والخلاص بد مستحيلا الا بأمر الرحمن .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف