الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الصمت العربي تجاه ما يحدث في غزة وما ينبغي فعله!!بقلم:أ.د.حسن علي ابوجراد

تاريخ النشر : 2014-08-25
الصمت العربي تجاه ما يحدث في غزة وما ينبغي فعله!!بقلم:أ.د.حسن علي ابوجراد
الأستاذ الدكتور حسن علي ابوجراد
                                                        
الصمت العربي تجاه ما يحدث في غزة وما ينبغي فعله!!

لا زالت الحرب على غزة مستعرة حتى فى يومها الخمسين ولا زال الصمت العربي فى يومه الخمسين بعد العام السادس والستين لاحتلال اسرائيل لفلسطين، صمتا لاشبيه له إلا صمت القبور الذى لا يعلمه إلا أهلها، فهو لايليق بأمة ذات تاريخ عريق ووحدة جغرافية ولغة واحدة، وهو بمثابة الوقود الذى يزود الآلة العسكرية الاسرائيلية بالوقود للاستمرار فى اراقة دماء الفلسطينيين: أطفال، ونساء، وشيب، وشباب، صمت يقول لإسرائيل لا تتركوا فى غزة شيئا، لا أرضا، ولا بيتا، ولا منشأة اقتصادية، ولا إنسانا الا ودمروه واقتلوه.
السؤال الذي يطرح هنا هو: هل سئمت بعض الدول العربية من قضية فلسطين؟ وهل نفضت يدها من الأقصى المبارك؟ هل أصبح لدى بعض الدول العربية رغبة جامحة فى أن ترى المعبد اليهودي يقام مكان المسجد الأقصى المبارك؟ أم هل غضبت عندما هب أبناء فلسطين يقاومون ما كان يعرف بأقوى جيش في منطقة الشرق الأوسط؟ أم أغضبها صمود أهل غزة طوال هذه الفترة التى لم تتوقف فيها كافة أعمال النضال  ليل  نهار؟ ام اغضبها صمود الشعب الفلسطيني الذى تعرض لكل ألوان العداب: من هدم للبيوت، وقتل للأطفال، وفقدان لمصادر الرزق من مزارع ومصانع ومحلات تجارية؟  أم أغضبتها كلمة سر صمود الشعب الفلسطيني: "حسبى الله ونعم الوكيل"؟  فقد قالها سيدنا ابراهيم عليه السلام عندما ألقي به فى النار، فنزل أمر الله عزوجل إلى النار أن تكون برداً وسلاما على ابراهيم. أللهم اجعل الحمم التي تقذفها الطائرات والدبابات الاسرائيلية بردا وسلاما علينا وعلى أهل عزة جميعا! لذا فإن ما نراه من صمت الكثير من الحكومات العربية هو لن يحل المشكلة أو يساعد البعض! فحكومة اسرئيل لا يوجد لديها  استراتحية لا لإنهاء الحرب ولا لإعطاء الفلسطينيين حقوقهم الشرعية بالطرق السليمة. إن غياب مثل هذه الاستراتيجية مع استمرار احتلال اسرائيل للأرض الفلسطينية ولمدة فاقت ست وستون عاما أدى الى زيادة الاختناق والضغط والكبت مما أسفر عن بحث الفلسطينيون عن طرق لانهاء الحصار، وتوفير وقود سياسي لتقوية صلب المفاوض الفلسطيني الذي بات يفاوض سنوات ولكن بصورة ماكوكية وفارغة من مضمونها وكلنا شاهد على العصر.
فالجانب الفلسطيني يذهب الى المفاوضات بكل أمل وتفاؤل ورغبة كبيرة في تحقيق الجزء اليسير البيسط الذي ارتضت به منظمة التحرير الفلسطينية –دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية – وفي الإطار ذاته جاءت المبادرة العربية التي سمعنا بعض السياسيين الإسرائيلين أمثال (أفجدور ليبرمان، وسيبي ليفني) يطالبون بإعمالها لإخراج حكومتهم من المأزق السياسي والحربي الذي اوقعتهم فيه الحرب المستعرة .
ونقول الي الصامتين الغائبين بأن صمتكم الطويل لن يخرج الشعب الفلسطيني عن الصف العربي ولن تتأثر محبته لإمته العربية، وثقته بصلابة عمقه العربي والإسلامي.  هذا الشعب الفلسطيني الذي يحارب عن بلاده، ويدفع فاتورة تحرير المقدسات ينظر الى الامام متطلعا دائما إلى القدس الشريف والأقصى المبارك، متجذرا بالأرض التى ولد فيها، والتي سيعيش بكرامة فيها، أو يموت فيها مستشهدا من أجلها، ويدفن فيها.
لماذا تصمتون واخوانكم في فلسطين يبحثون عن وقف للعدوان، ورفع للحصار الظالم المفروض عليهم منذ عام 2006، ولا زال يتعاظم في شدته يوما بعد يوم؟ فما المانع من دخول الصيادين الفلسطينيين في المياه الاقليمية الفلسطينية ليصطادوا الأسماك التى بات أهلنا في غزة  لا يرونها إلا فى أحلامهم أو في كتب الأحياء.  لقد سئمنا هذا السجن الذى ما زلنا نعيش فيه منذ ست وستون عاما مضت.  لقد كان عدد نزلاء هذا السجن لا يتعدى المليون ونصف المليون عتدما بدا السجانون بتشييد جدرانه وسقفه للشعب الفلسطينتي في عام 1948، أما الآن فبلغ عددهم الستة مليون. والسؤال الذي بات بمثابة ناقوس خطر يدق في عقول الفلسطينيين: "هل ننتظر حتى بزوغ الجيل الرابع والذى سيبلغ عدد أفراده اكثر من ثمانية مليون عام 2030 ليعيش فى الزنازين المنفصلة نفسها "قطاع غزة والضفةالغربية"؟. إن الشعب الفلسطيني –في خوضه هذه الحرب - قرر أن هذا السجن لابد وأن تتكسر جدرانه، وهذا مطلب إنساني وحضاري عادل.  فبالأمس تم ازالة جدار برلين فى عالم نكن له الاحترام والتقدير، أما اليوم وبعد هذه التضحيات الجسام التي قدمها الشعب الفلسطيني، فقد آن الاوان أن يقف العالم الحر بأسره، وأن يكسر العرب صمتهم وأن يشكل الجميع جبهة داعمة لمطلب الشعب الفلسطيني بوقف العدوان، وكسر الحصار، وتدمير السجن الاحتلالي مرة وإلى الأبد .
لقد وقفت الحبيبة مصر بوقفتها المعهودة بجانب إخوانها في فلسطين، وعملت على طرح مبادرتها لوقف العدوان وفك الحصار، ولكن الإسرائيليين يتهربون من المطالب والاستحقاقات. ولازالت مصر تعمل ليل نهار لوقف العدوان عن شعبنا. هذا من ناحية، ولكن من ناحية أخرى ينبغى على العرب جميعا وبلا استثناء مساعدة السلطة الفلسطينية على وقف العدوان وازالة الحصار، ومن ثم ممارسة الضغظ على الأصدقاء فى الأمم المتحدة، وكذلك على الولايات المتحدة الامريكية لإجبار اسرائيل على الجلوس حول مائدة المفاوضات وقبول الرؤية الدولية حول اقامة دولة للشعب الفلسطيني على حدود الرابع من حزيران 1967، وأن تتم هذه المفاوضات فى إطار دولي يتولى فيه المفاوضات وفد فلسطيني ممثل لفصائل العمل الوطني، كما هو الحال فى تشكيلة الوفد الفلسطيني الموحد لمحادثات القاهرة الآن .  بالتالى يقف الفلسطينيون صفا واحدا وكلمة واحدة لكي لا يتركوا للاسرائليين ثغرة يتخدونها ذريعة للتهرب من الاستحقاقات تجاه السلام المنشود.
لذا نتمنى على الدول العربية الصامته أن تكسر صمتها وأن تصطف إلى جانب السلطة الوطنبة الفلسطينية  لإعادة إحياء المبادرة العربية والتى يحصل من خلالها الشعب الفلسطينى على دولة مستقلة فى حدود الرابع من حزيران 1967، وان تكون عاصمتها القدس الشريف، وأن يتم ربط غزة بالضفة الغريبة برابط جغرافي تحت الأرض (أو فوق الأرض) ويتكون من 3 أنفاق/طرائق (واحد للقطارات، وآخر للسيارات، وآخر للمشاه) وأن تتم المطالبة بنشر قوات دولية على الحدود بين اسرائيل والدولة الفلسطينية. فعندما يتحقق ذلك – وهو ليس بالمستحيل - خاصة إذا حسنت النوايا - سيكون للفلسطينين ميناء دولي، ومطار دولي، وعلاقات دولية محترمة مع دول الجوار بما فيها اسرائيل. وبعد هذه التجربة من العمل الناجح، والتطور، والازدهار الذي يتحقق في المنطقة يتم طرح القضايا الاخرى ذات الصلة.

استاذ علم اللغة الإنجليزية التطبيقية
جامعة الأزهر-غزة
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف