الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

رقصة الوداع..بقلم مايسة الألفي

تاريخ النشر : 2014-08-25
..................... رقصة الوداع ............... من مجموعة صندوق الأوهام ...............................


كانت تلك الليلة ساخنة كالعادة من كثرة مشاجراتنا اللامتناهية, أحضر لي القهوة كعادتي لم أظهر له شيئًا, كان مبتسما ابتسامة خبيثة يحاول أن يواري شيئًا ما, محاولا تنسيق سترته فهو يعلم كثيرا كم أحبه منظما. ( تعالي داخلي شيء غريب وصوت عالٍ صاخب لا يسمعه إلا أنا). ونظرت إلى ملامحه وهو يتحاور في هاتفه الخاص الذي لا يفارقه, منذ تلك اللحظة كان سامر وسيما وشابا متألقا يطمع فيه الكثيرات لكني فزت بحبه, حبه الذي أضرم النيران داخلي ولن ينطفئ أبدا حتى بعد زواجنا. تقابلنا صدفة في مكتبة الجامعة, إلا أني لم أشعر بمراقبته لي على الإطلاق, فحرصي على النجاح وعدم الرسوب كان أول اهتماماتي, كنت أرتجف من منظر الرسوب لأني لا أملك تكاليفه, خبأت مشاعري داخل كتبي وأنيني سطرته بقلمي, لكني قاومت هذا الحب كثيرا حتى لا يضيع تعبي هباءا كي أحقق حلمي في أن أكون معيدة لأضمن العمل. وكانت الصدمة حين لاحظت مدى التعقيد العلمي في الأساتذة, وكنت ألاحظ دوما فتاة ترافق كل الأساتذة في كل مكان. استغربت من هذا التصرف ولمَ تفعل هذا؟ أليس الأستاذ مكلفًا بأن يحاورنا داخل المدرج؟!!! وسرعان ما فهمت أنه تقرب من نوع خاص لمعرفة أسئلة الامتحان ولم أتعجب فهذه هي مصر لها أناس تحقق لهم الأهداف بطرق غير مشروعة. لبث فكر فاسد ينضح من عباءة الأستاذ الجامعي الذي لا يفقه شيء إلا تجميع المال من بيع كتبه المحشوة بطلاسم -لا علاقة لها بالمنهج المكرر-, ولن أبالي شكوت أكثر من مرة إلى عمادة الكلية إلا أنه عاقبني بقرصة ودن كما يقولون في مصر ولا أكذب أني كنت معقدة فعلا حين ظننت أنني سأغير شيئًا في هذا العالم, وفجأة: دخل سامر؛ حبيبتي في ماذا تفكرين؟ ألم يقل الطبيب أن تأخذي دواءك في موعده ولا تفكري في شيء؟ وجلس على الكرسي المجاور مقاطعا قال: أننا مدعوين لقضاء السهرة عند زميلي شريف؟ زميل مخلص لي بالإضافة إلى أنه زوج صديقتك دينا زميلة الدراسة؟ وسمع صوت عربة تقف فجأة أمام مبنى بيتهم فإذا بسامر يسرع إلى الشرفة محاولا معرفة من القادم؟ نظر سامر والشك يملأه أن تكون أمل عرفت شيئًا من علاقتي بصديقتها مريم إحساسي لا يخونني فمنذ مرضت أمل وأنا أفتقد مشاعر الدفء, حقا إن مريم متزوجة من صديقي وزميلي شريف, إلا إن مشاعري لا أستطيع التحكم, كم تلهبني أنوثتها ورقتها أنيقة تعرف كيف تجذب الرجال إليها, إن علاقتي بمريم بدأت منذ سنتين من بداية مرض أمل لكن حبي لها جعلني أخشى صدمتها, فما زال في قلبي حنين لأمل رغم ذبولها بالمرض. تدخل عزة الخادمة لتساعد امل في أخذ الدواء, تبدو الغرفة على غير ما يرام فكلما حاولت تنسيقها أخرجتني سيدتي من الغرفة يالها من كآبة, منذ مرضها ونحن في حزن شديد ولعل القادم خيرًا, إن سيدتي تظلمني كثيرا وليست عادلة, فليس من الحكمة أن أتقاضى هذا المرتب الضئيل, علاوة على تمريضها وسوف أحاول البحث عن عمل في بيت آخر وعليهم التصرف والبحث عن خادمة أخرى, فلن ينفعني احد أنا وأولادي إذا مرضت من كثرة العمل, إن سيدي سامر رغم إنه زائغ العين إلا إنه يقدرني ويقدر عملي ولا أعلم إن كان ذالك تقديرًا أم تمهيدًا للغزل؟ - كعادة الرجل الشرقي في التسلية بالنساء؟- وتصرخ امل في وجه عزة كل هذا في تنسيق الحجرة أسرعي لتساعديني, إلى فراشي, بينما سامر يلوح بيده لا احد إنها عربة كانت تحاول أن تقف بجانب الطريق. فضلت وخرج سامر من الحجرة محاولا إنهاء العلاقة قبل أن تعرف امل فلا أنسى حبي لها مهما حدث ولتكن آخر ليلة أقابلها فيها. دخل سامر ملهىً ليليًا قريبًا من عمله كانا دوما يتقابلان فيه هو ومريم, ظهرت مريم في قمة أنوثتها وملابسها الصارخة المثيرة للعاب الضالين من الرجال, وقالت: دلع لم يحدث له أثر عند سامر كالعادة فهو مشغول كيف سينهي العلاقة؟ هاي سامر؛ ؛ فلم يرد حتى لفحه عطرها الصارخ مع حدة صوتها لعدم تقدير حركات إغرائها, ماذا بك يا مريم؟ اجلسي سأخبرك بشيء جديد, وجذبها من ذراعها وأجلسها حتى احدث خلل في ملابسها وراحت ملامح الأناقة وانجذب الجميع لصوته, إلا إنه أومأ برأسه ليجلسهم فليس هناك شجار, فقاطع مريم قائلا: لا بد أن ننهي علاقتنا, فأنا أحب زوجتي وأخاف أن تعلم بما بيننا, فنظرت له مصدومة بكلامه وراحت الغيرة تثير غضبها امل تلك المريضة, لا تقولي مريضة, إنها زوجتي وحبيبتي المخلصة, ودار رأسها في دهاء ينبئ عن مكيدة, ألن تودعني برقصة؟ وشراب لذيذ؟ فتهلل وجهه, نعم: المهم أن نفترق فأنا أخاف أن تعرف, وزوجك أيضا يا مريم إنه زميلي بالعمل ولا يصح, واصطدمت يده بزجاجة الخمر وهو يحاول سكبه بقوة في الكوب, إلا إنها أمسكت يده وقالت سوف أذهب إلى الحمام لأصلح مكياجي لأنك أفسدته بجذبك لي, فأجاب غير مكترث نعم تفضلي, فأسرعت إلى الحمام تفتح حقيبتها لتخرج الموبايل لتخبر أمل بمقابلتهما كي يفسد كل شيء, وقالت للنادل يفعل هذه الفعلة كي لا تعرف امل صوتها, وذهبت إلى سامر في مقعده محاولة رسم الموافقة والمجاراة, إلا إن النار تشتعل فيها ولن تهدأ إلا بفضحه. وفي وداعه الحياة في بث السم دعته إلى رقصة الوداع وبدا عليه علامات السرور وأخذ يفكر فيما سيحدث بينه وبين زوجته من سيعوضها عن ندالته وحمد الله كثيرا إنها لم تعرف حتى الآن, وأخذت الموسيقى تلهب العقول في البحث عن غيابات الماضي وآمال المستقبل, فتذكرت مريم زوجها وما كان سيفعله لو علم بما بينهما وأخذت تشعر بالندم, ( إنها صديقتي العزيزة كيف لي أن أخونها وهي مريضة؟) إلا إن الغيرة أقوى فتتمادى في الرقص ناظرة إلى ساعة الملهى, فهي لا تصبر برهة عن النظر لها وتزداد ضربات قلبها ويزداد الصراع الداخلي إن أمل مريضة ووقع الصدمة سيقتلها, إلا إن سامر هائم في اختيار هديته لها كي يعوضها بها وأخذ يفكر أين سيقضي شهر العسل الجديد؟ اضطربت مريم لقد تأخرت أمل وفجأة: سمعت صوت عربة تحاول أن تقف أمام الملهى. فجذبت مريم ذراع سامر وأخذته إلى الباب الآخر لتهرب به قبل أن تدخل أمل واستغرب سامر من حركات مريم الرقصة يا مريم لقد أثرتِ الحضور فغلقت فمه وأخفته عن العيون وقالت له سوف نرقص رقصة الوداع في ملهى آخر فإن الجو هنا لا يعجبني, واعتذر سامر لقد تأخرت يكفينا ما رقصنا, وأخذت تبكي في انهيار شديد فقال سامر أعلم ما يحزنك وسوف يسامحنا الله طالما تبنا عن فعلتنا ولن نعود لهذا الإثم مرة أخرى, وافترق الاثنان كل يحاول ستر أخطائه ومحاولة مواصلة الحياة مع أمل جديد ............................ بقلم مايسة الألفي .......................................
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف