الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

بيت المدى يحتفي بالراحل هاشم محمد رجب

تاريخ النشر : 2014-08-24
بيت المدى يحتفي بالراحل هاشم محمد رجب
يواصل بيت المدى الثقافي احتفاءه بالرموز الوطنية التي لونت صفحات التاريخ بزهور إبداعها. ومن تلك الشخصيات يبرز اسم ارتبط بمدرسة المقام العراقي والغناء البغدادي، أحضرته الى الأذهان فرقة انغام الرافدين بقيادة القارئ طه غريب وعازف السنطور صباح هاشم إضافة الى محمد خليل وصباح كاظم وهم يعيدون الى أسماع ومخيلة جمهور غفير تزاحم لمشاهدة الفعالية صور ذلك الزمن وأصالته التي أطربت الباشا نوري السعيد مع جوزة شعوبي إبراهيم.
 
انه هاشم محمد الرحب الذي أوضح مقدم الجلسة الناقد الموسيقي عادل العرداوي انه شخصية عرفت محلياً وعالميا على مستوى التراث الموسيقي العالمي. وقال: عندما نتحدث عن التراث الموسيقي العراقي ومقاماته واسمائه الكبيرة نذكر أبحاث ومؤلفات الأستاذ هاشم الرجب كمصدر مهم من مصادر تراث مدرسة المقام العراقي. ويكفيه فخراً ان اغلب الباحثين الذين كتبوا عن المقام العراقي كانوا يعتمدون على مصادره في هذا المجال.
ولادته ونشأته
وأضاف العرداوي: ان المحتفى به هاشم الرجب ولد في بغداد الأعظمية سنة 1920. اهتم كثيراً منذ صغره بالموسيقى البغدادية ودرس المقام العراقي وتعرف على الطرق المختلفة في أدائه، فتعلم العزف على آلة السنطور والجوزة التي برع في العزف عليها زميله شعوبي. قرأ المقام في اذاعة بغداد والف كتباً عديدة فيه كما قدم برنامج تلفزيونية عنه. منها برنامج"كهوة عزاوي 1959"و"سهرة مع المقام العراقي 1983"، كما انه حفظ علم التجويد وله اطلاع في علم العروض ونظم الشعر الشعبي. تعلم المقام سنة 1937 والعزف سنة 49 وعين عازفاً على آلة السنطور في اذاعة بغداد سنة 51 ثم عين خبيراً للمقام سنة 1953. وفي بداية الخمسينات سجل ثماني اسطوانات لصالح الشرق الأدنى. ثم بعد ذلك اصبح خبير الإذاعة للأصوات التي تتقدم للاختبار واحد تلامذته هو الفنان خالد السامرائي الذي هو بيننا الآن. وقد خسرناه في عام 2003 بعد مسيرة حافلة بالعطاء والإنجازات.
فرقة أنغام
وأوضح قارئ المقام طه غريب ان فرقة أنغام الرافدين تأسست عام 67 بجهود ومشاركة الأستاذ هاشم الرجب، وقد اختصت بالمقام العراقي والأشكال الغنائية المنبثقة عنه. وقال: أخذت هذه الفرقة على عاتقها الاهتمام بتراث المقام العراقي والذي للأسف اليوم يعاني من الاندثار. مبيناً ان الرجب كان من الداعمين لهذه الفرقة لكون اغلب أعضائها من تلامذته. ويعد الرجب أول الموسيقيين على آلة السنطور السومرية التي تعد من اقدم الآلات الموسيقية بعد مغادرة اليهود العراقيين البلاد والذين تركوا فراغاً كبيراً.
مرجعٌ مهم
وقال عنه الفنان والتشكيلي محمد لقمان: يعد الحاج هاشم الرجب من المراجع المهمة في تاريخ المقام العراقي وفي تاريخ الحياة البغدادية لما يمتلكه من معلومات ودراسات وتحقيقات للعديد من الكتب والتي لم يتقرب احد إليها. وله سفرات عديدة كذلك ضمن فرقة الجالغي البغدادي حيث سافر الى المانيا ودول الخليج والقاهرة. وايضا له مشاركات في المؤتمرات التي كان يقيمها المجمع العربي للموسيقى خلال فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي. والمركز الدولي للدراسات الدولي والذي كنت انا مديره يحتفظ بأرشيف مهم له يمكن الرجوع اليه للاستفادة من مضامينه.
شخصية عالمية
وقال الناقد الموسيقي حيدر شاكر حيدر: يعد الرجب شخصية بحثية في الجانب الموسيقي اولاً وعازفا لآلة السنطور ثانياً وخير من كتب فن المقام العراقي وعن المورث العراقي لما يتعلق بالموسيقى هو هاشم الرجب، لذلك فهو مصدر لنا كباحثين كما ان الكثيرين ممن كتبوا في هذا المجال اعتمدوا على جهود الرجب. كما انه يمتلك أسرة تراثية موسيقية من خلال أولاده الذين تتلمذوا على يديه مثل باهر الملحن والمؤلف وايضا وولداه سهيل وصهيب فحقيقة ان هذا الرجل يعد علماً استحق بجدارة ان ينشر اسمه في موسوعة عالمية كأفضل ثالث شخصية عالمية في هذا المجال.
أستاذي ومعلمي
الباحث الموسيقي وأستاذ علم الفلكلور عبد اللطيف المعاضيدي: الرجب هو أستاذي ومعلمي درستني في معهد الموسيقى وبقيت على تواصل معه، ولي الشرف انه وضع مقدمة كتابي"الرقص الشعبي في العراق"وقد كلفني بمواصلة الطريق من بعده ولي في هذا الخصوص وثيقة بخط يده وتوقيعه.
فهم واسع واطلاع عميق
فيما بين الباحث فلاح الخياط: الحاج الرجب بعد ان انهى دراسته في كلية علوم الشريعة عين في عدة وظائف حكومية، وفي سنة 45 نقلت خدماته الى معهد الفنون الجميلة لتدريس آلة السنطور. وكان قد تعلم المقام العراقي على يد القارئ رشيد القندرجي وصار له فهم واسع واطلاع عميق بأصول المقامات وفصولها. وقدم حفلات كثيرة من خلال الإذاعة والتلفزيون كما ان له اهتماما كبيرا بالألوان الغنائية الأخرى كالعتابة والزهيري والمربع وغيرها. وقام بتحقيق مجموعة من المخطوطات وألف العديد من الكتب منها"المقام العراقي، الشعر المذيل، الموسيقيون والمغنيون في الفترة المظلمة".
مصادر موثقة ومعتمدة
وأوضح رئيس اتحاد الموسيقيين العراقيين عبد الرزاق العزاوي انه صهر المحتفى به الأستاذ هاشم الرجب وانه قريب جداً من حياته وانجازاته. وقال: يعد واحداً من اهم أعلام الموسيقى العراقية وخاصة في مجال المقام العراقي إذ بدأ حياته منذ الصغر بالاهتمام في هذا الفن الرفيع ومن المؤسسين له من خلال كتبه التي تعد مصادر موثقة ومعتمدة للكثير من الباحثين والطلبة وغيرهم ممن لا يمكنهم تجاوزها. كما له معرفة واطلاع في جميع المقامات العراقية وتفاصيلها. ومن خلال إعداده للبرامج الإذاعية والتلفزيونية جعل الجمهور يتعرف على مواهب وأسماء في هذا المجال كان للرجب الفضل في توجيهها وشهرتها.
أهم محطاته
الباحث على السوداني قال: لهاشم الرجب محطات كثيرة من أهمها الإصرار على البحث الموسيقي والمتابعة والشغف في المقام والمربع والبستات مستفيداً من أستاذه رشيد القندرجي والمدرسة الرشيدية التي كانت تتناول الجانب الصعب والشديد لفن المقامات، وكان هذا بدافع الحرص على ألا يتلاشى المقام، كما ان لديه الكثير من الأبحاث والدراسات، وهو بتقديري يعد احد كبار مؤرخي تاريخ المقام.
اهتمام الباشا
وقال احمد علي كمال وهو من المهتمين بالموسيقى: بتكليف من الباشا نوري سعيد تولى اثنان من اليهود تعليم كل من هاشم الرجب وشعوبي ابراهيم السنطور والجوزة،ولم يسمح لهما بمغادرة العراق قبل ان يتما تعليمهما بشكل متقن. مبينا ان نوري السعيد كان ضليعاً بالمقام ويحبه فاستمع بنفسه الى عزف هاشم الرجب وشعوبي ليتأكد من إتقانهما للعزف. وبعد ان تأكد من إتقانهما العزف سمح لليهوديين بمغادرة العراق.
خبير المقام
في غضون ذلك قال الفنان قارئ المقام خالد السامرائي: لا يمكنني وصف مشاعر
سعادتي وانا استذكر مع مؤسسة المدى خبير المقام العراقي الراحل هاشم الرحب الذي كان نبراساً للمقام العراقي والذي الف كتباً كثيرة لأجل المقام وخدمته. وقد تتلمذه على يد أساتذة أكفاء في هذا المجال الذي يعد القاعدة الصلبة التي انشئت عليها جميع الألحان العراقية وقد نهل منها عباقرة مثل عباس جميل ومحمد نوشي وطالب القرغولي ومحمد جواد اموري وغيرهم. وانني اليوم استذكر الرحب حين كان يأخذنا بصحبته الى المقاهي التراثية مثل حسن عجمي والشابندر ومحمد القيسي وقد زرنا معه الكثير من البلدان العربية والأجنبية.
شكر وثناء
واخيراً قال احد الحضور نوري لفته الربيعي: نشكر مؤسسة المدى على إقامتها لهذه الفعالية لهذا الرمز المبدع هاشم الرجب. كما نشكر فرقة الرافدين وعلى رأسها طه غريب لما قدمته من أداء جميل.

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف