الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ظاهرة العملاء المفكر : أ.حسني محمد العطار

تاريخ النشر : 2014-08-23
ظاهرة العملاء المفكر : أ.حسني محمد العطار
ظاهرة العملاء
بقلم الأستاذ / حسني العطار

يعيش قطاع غزة الآن حالة من تثوير الأجواء, وتضبيبها من قبل العدو  الصهيوني, ومن قِبل بعض الجهات ذات العلاقة, عربية وأجنبية, والكل يعلم  الأسباب من وراء ذلك, كتصدير أزمات داخلية, أو تهرب من كثير من  الاستحقاقات, لهذا لا مشكلة عند زعماء هذا الكيان المسخ ومن يدور في  دائرتهم أن يقوموا بكل هذه الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية .

في ظل هذه الأجواء يكثر حديث الناس على مستوى المجالس الخاصة والعامة،  ووسائل الإعلام، عن العملاء, وعن خطورتهم, وعن جهود التنظيمات والسلطات  القائمة في جدية متابعتهم والحد من خطرهم .
وبعض وسائل الإعلام غير  المحايدة تحاول أن تُظهر أن الشعب الفلسطيني, وخصوصاً أبناء قطاع غزة، فيه  من العملاء من الكثرة الكاثرة بحيث لا يمكن القضاء عليهم، حتى أن بعض
الخبثاء أعلن في وسيلة إعلامية مرموقة أن عدد العملاء في القطاع يزيد على  الأربعين ألف عميل ..
نحن لا ننكر أن فينا ومن بيننا عملاء، إلا أننا  نعلن أن عدد هؤلاء قليل، ولكن لا يُستهان بهم، فخطرهم كبير وعظيم، وكان وما زال على أيديهم قتل واستشهاد الكثيرين ..
و ظاهرة العملاء، - إن جاز  لنا أن نسميها ظاهرة, وهي ليست كذلك - ظاهرة اجتماعية طبيعية، ولكنها
ملعونة ومجرمة، أينما وُجد صراع بين الحق والباطل، أينما كانت هناك حروب  ودسائس فهناك عملاء، فقد طهرت في كل المجتمعات ظاهرة العملاء .
كل الأنبياء والرسل وكل المصلحين والمفكرين، كان العملاء يلازمونهم كظلهم، ليحصوا عليهم خطواتهم، ويسجلوا عليهم أقوالهم وأفعالهم . من الذي وشى على إبراهيم عليه السلام بتحطيم أصنام قومه، إنه عميل من العملاء .
من الذي كان يلاحق موسى وهارون عليهما السلام، إنه عميل من العملاء ..
من الذي وشى بالمسيح عليه السلام ومخبئه، إنه عميل من العملاء .

من الذي كان دليلاً لأبرهة الحبشي الذي أراد أن يهدم الكعبة ؟ إنه أبو  رُغال، أشهر عميل عرفته البشرية و سجلت اسمه في صفحاتها السوداء .

وسيرة النبي محمد صلى الله عليه السلام مع المنافقين (العملاء) سيرة طويلة، لازموا النبي كظله من يوم أن وطأت أقدامه المدينة المنورة، حتى انتقل إلى  رفيق ربه : {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي  قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ
بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا، مَلْعُونِينَ  أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا، سُنَّةَ اللَّهِ فِي  الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ
تَبْدِيلًا}.
هل نسينا الحكومات العميلة التي يُنصّبها العدو المحتل
لتكون يده الباطشة في شعوبهم، ومثالها الأكثر وضوحاً حكومة " فيشي " في  فرنسا, وسعد حداد وأنطوان لحد في جنوب لبنان .
إن ظاهرة العملاء ظاهرة  مجتمعية، يصعب القضاء عليها، لأنها نتاج النفسيات المريضة، والقلوب الضعيفة
و العيون التائهة .. و أمر الجاسوسية و التجسس محير، فالجاسوس يكون في  لحظة من اللحظات بطل قومي، تحتفل به الدولة وترتفع به الرؤوس عالية خفاقة،  وتقدم له الدولة والمجتمع كل أشكال التقدير والإكبار، لأنه يقدم خدمة عظيمة لبلده وشعبه وحكومته . وفي لحظة أخرى مغايرة يكون فيها نفس هذا الجاسوس  خائن، ملعون، يُعرّض نفسه للموت في كل لحظة جراء خيانته وجنايته، فالجاسوس  الذي يكون عيناً لوطنه هو بطل عظيم، والذي يكون عيناً على وطنه هو خائن
حقير .
و نحن كشعب فلسطيني ابتلينا بالصنف الثاني من الجاسوسية،
وتجرعنا من كأس خيانتهم الشيء الكثير، فعلى أيديهم فقدنا أعظم قادتنا، و  أعز أبنائنا، ومن خلالهم تم تدمير مقدراتنا الاقتصادية والمؤسساتية، وتعريض نسيجنا الاجتماعي للتمزيق والفتنة .
ولكن السؤال الحرج والذي لا يحب أن يسأله أحد: هل نحن معفيون من المساءلة عن وجود هؤلاء العملاء؟ ..

الكثير منا يمارس الجوسسة, يعلم أو لا يعلم, المسؤول في المؤسسة التعليمية يطلب من بعض المعلمين أو بعض الطلاب أن يأتيه بأخبار ما يحدث داخل الفصل,  أو في غرفة المعلمين, أليس في هذا العمل صناعة العملاء والجواسيس؟
وهكذا على مستوى التنظيمات, والوزارات والأحياء السكنية والحارات والمصانع والأندية الشبابية وغيرها.
علينا أن نعيد حساباتنا في كثير من سلوكياتنا .
علينا أن نتعرف على خطورة أي فعل وعمل نقوم به.
لهذا لا غرابة أن يكون قضاء الإسلام فيهم قضاءً شديداً وهو الموت دون أن تأخذنا بهم شفقة ولا رحمة .

إن خطورة العملاء عندنا أنهم متنوعون، ومنهم مزدوجي العمالة لأكثر من جهة  في نفس الوقت، منهم عملاء للعدو الصهيوني، ومنهم عملاء لأنظمة متعددة،  عربية وغير عربية، والخطير أن بعض هؤلاء العملاء لا يرون فيما يعملون أي  مخالفة دينية أو قانونية أو أخلاقية، إنما هم يقدمون خدمة لجهات يعتقدون
أنها صاحبة استحقاق عليهم، إنها ظاهرة عجيبة وغريبة ..
لهذا يجب علينا  أن نَحذر من الوقوع في هذا المستنقع القذر والذي نهايته الخزي والعار في  الدنيا والآخرة، و الذي لا يسلم من عاره أحد من الأهل و الأقارب .

ولهذا يجب العمل ليل نهار على تعقّب هؤلاء والضرب على أيديهم مهما كانت  صفاتهم، فإن الخطر الذي يشكلوه على مجتمعنا الفلسطيني غاية في الجريمة  والقباحة ..
لقد قتل ياسر عرفات وأحمد ياسين وأبو علي مصطفى وصلاح شحاتة والعطار وأبو شمالة, وغيرهم كثير من خلال هؤلاء العملاء

مع كل هذا الأمر الخطير فإنه يجب أن لا يُسلمنا ذلك لليأس، فالشرفاء في  شعبنا أضعاف هؤلاء المجرمين، ونحن نعلم أن عدونا لن يستسلم، ويرفع الراية  البيضاء, بل سيحاول أن يُجند عملاء جدد، حتى يستمر في فرض سيطرته  المعلوماتية و الاستخباراتية على المنطقة، ونحن نعلم أن عملاء العدو يجوبون
العالم العربي بطوله وعرضه، ومنهم شخصيات على أرقى مستوى في المراكز  الإدارية والعسكرية والسلطوية, ومنهم أصحاب نفوذ كبير, وقد يكون منهم  شخصيات إعلامية ورموز دينية كبيرة, ولا يخلو منهم بلد عربي أو إسلامي، وهذه
مشكلة كبيرة وخطيرة من واجب الدول والحكومات أن لا تتهاون معها، وأن  تتعامل معها بكل حزم و حذر .
إلا أنه مهما حاول عدونا الصهيوني من محاولات فنحن له بالمرصاد، ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف