الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مصائب قوم عند قوم فوائد ..بقلم:حميد طولست

تاريخ النشر : 2014-08-23
مصائب قوم عند قوم فوائد ..بقلم:حميد طولست
مصائب قوم عند قوم فوائد ..

المهاجرون الأفارقة بفاس مثالا !!

ليس سراً أن يتداول الكثير من ساكنة العديد من المدن المغربية ، إن لم يكن جلها ، فيما بينهم ، وبكثير من الاستياء والأسى الذي لا يقل عن الاستياء المرير المتداول ، في هذه الأيام ، بين ساكنة مدينة فاس - العاصمة العلمية للبلاد - حول قضايا مؤسفة حدثت على أرضها ، وأمور مسيئة ومستفزة ، شاعت ، على الملأ ، فى شوارعها وأزقتها ، ومشاهد مقرفة ومناظر مؤلمة ، انتشرت جهاراً نهاراً ، في ربوع أحيائها ، ومن بين تلك القضايا والمشاهد ، التي أثارت الحزن والألم بين ساكنتها ، ما اصطلح على تسميته بـ" قضية المهاجرين الأفارقة " التي شغلت الرأي العام ، وأشعرت الكثير منهم بالإهانة البالغة ..

حيث أنك إذا مررت بأي شارع من شوارع فاس أو أي مدينة من المدن المغربية ، فسيخيل لك  أن الكل فيها تحول إلى متسول محترف .. تصور أنك وأنت خارج من بيتك إلى عملك ، أو عائد  منه إلى منزلك ، واستوقفك ضوء أحمر أو إشارة قف عند مفترق أو تقاطع أي طريق من طرقات المدينة ، فستجابهك مشاهد كآبة وبؤس جيوش المتسولين ، وهم خارجين من كل مكان ، ومن أي مكان ، وحتى من اللامكان ، الذي منها يترصدون بالسيارات القادمة ليختاروا منها ما يتصورون أن صاحبها من الأثرياء ، فيتكالبون عليها مع زملائهم ، بل ويلهثون وراءها إن هي أسرعت ، ثم يمدون بوقاحة وجسارة مأساوية ، أيديهم داخلها ، إذا تصادف أن كان زجاج السيارة المتوقفة عند الإشارة ، مفتوحاً ، في محاولات خائنة للوصول إلى ما بالسيارة من متاع ، والذي يكون في الغالب الأعم ، حقيبة الزوجة او الهاتف المحمول ، اللذان يُختلسا ، كلما شردت عين السائق أو ذهنه من فرط المفاجأة أو الفزع من التصرفات الرعناء غير المهذبة أو اللبقة في كثير من أحوالها وظروفها !..

وليس بغريب أن تتحول شوارع مدننا بكل مرافقها - ليس في رمضان فقط - إلى شوارع وساحات وميادين يغشاها المتسولون من كل الأجناس والأعمار والأوان التي يغلب عليها سواد البشرة ، بل الغريب هو أن هذا الوضع المأساوى ، وذاك العار الذي يحتل شوارع مدينة فاس وغيرها من المدن المغربية الأخرى التي تعاني مثلها وفي واضحة النهار من نفس المصائب ونفس المحن ، لا يحرك شعرة فى رأس المسؤولين عن هذه المدينة ، وكأن لا أحد منهم يغار على مدينته ، أو يشعر بأى إهانة فى حقها وفي حق وطنه ، أو ربما ، وعلى ما يبدو ، أنه لا أحد منهم يريد أن يوقف هذا المسخ الذي بقدر ما يشوه وجه المدن ويسيء لساكنتها ، بقدر ما يفضح مدى ما يضمره المسؤولين عنها من عداء مجاني وبين لتلك المدن التي تحملوا أمانة ومسؤولية إدارة شؤونها ..

صحيح أن هؤلاء المهاجرين لا يملكون ما يكفيهم لعيشوا كآدميين ، وصحيح أن ظروفهم العامة والخاصة أرغمتهم على هذه الوضعية المزرية ، وأنهم يستحقون المساعدة ؛ وصحيح كذلك أن التعامل الإنساني الإيجابي المادي والمعنوي - والذي أتمنى ألا يفهم القارئ الكريم أني ضده - هو طبع متأصل في سلوكيات المغاربة شعبا وملكا ،  كلما ما استدعت ذلك الظروف ، وتطلبته المناسبات العامة والخاصة ، بكل ما يحمله من تأثيرات طيبة على الأشخاص الماديين والمعنويين ، المُصابين بأزمات أو مصائب يصعب عليهم تحملها بمفردهم ، لكن كما قال المتنبي : مصائب قوم عند قوم فوائد ..

ورغم معرفتي ، بل يقيني ، بأن مقالة بهذا الشكل والمنحى ستزعج الكثير من المسؤولين المعنيين بتسيير شؤون المدن في بلادنا ، والذين يعتبر العديد منهم أن فضح مثل هذه الأوضاع المزرية ، هو شطط وإجحاف وانتقاص من شأنهم ، رغم أن حقيقة الأمر ، لا يعدو سوى نقل لبعض التساؤلات المقلقة التي يطرحها الكثير من ساكنة فاس وغيرها من المدن عبر التراب الوطني ، حول ما ويهدد مدنهم من العشوائية والخراب المخجل والعلني والخطير ، ودق لنواقيس الإنذار عالية وصاخبة ، من طرف محبي هذا الوطن وتلك المدن ، للبحث عن آذان صاغية تساهم في انقاذها من الأوضاع الكارتية والمزرية التي ترزح تحتها ، والتي على رأسها ، الظاهرة الجديدة المسماة كما اسلفت "المهاجرون الأفارقة " الذين أصبحوا يشكلون أكبر محنة أبتلي بها الوطن ، وانضافت إلى مختلف المحن التي تقض مضاجع المواطنين وتكدر صفاءهم ولو كان نسبيا .

همسة أخيرة : كلنا يعرف أن التهرب لا يحل المشاكل بل يزيدها اشتعالاً وتأججاً ، والوطن في غنى عن أي مشكل جديد مهما ضؤل ، وليس في وضعنا الحالي ما يتسع لخلق المشاكل من أي نوع ، كما أنه ليس في نفوسنا فسحة لمزيد من الكدر ، فالغصة تملأ الصدور والقلوب مما نشاهد من خراب مادي ومعنوي يجتاح مدننا.

حميد طولست [email protected]

 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف