الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

اليرموك وشجرة الكينا بقلم علي بدوان

تاريخ النشر : 2014-08-23
اليرموك وشجرة الكينا

بقلم علي بدوان

في صورة حارتنا بمخيم اليرموك، حارة الفدائية (شارع الشهيد على الخربوش) وإمتدادها (شارع الشهيد مفلح السالم)، وقرب بنايتنا المدمرة، تظهر شجرة الكينا، التي تشبه زيتون فلسطين، وقد تقصفت أغصانها الضخمة، التي كانت تغطي مساحة واسعة من سماء الحارة، وتحمي بظلها الناس في فترات القيظ والحر الشديد، وتعطي المزيد من الأوكسجين للبشر عبر عملية التركيب الضوئي المعروفة في علم النبات.

شجرة الكينا، هي الشجرة التي زرعها عمي عبد الكريم رحمه الله قبل خمسين سنة تقريباً، مازالت منتصبة تأبى السقوط، وتقاوم كل عوامل الفناء، بما في ذلك قذائف الهاون التي سقطت حولها، والحمم النارية التي دمرت حارة الفدائية حتى تخوم ساحة الريجي في مداخل مخيم اليرموك من جهة شارع اليرموك وشارع راما (شارع الناصرة).

شجرة الكينا، هي واحدة من عدة مئات من أشجار (الكينا) التي غرسها وزرعها وأهتم بها أهالي مخيم اليرموك وبلدية اليرموك على إمتداد الشوارع الرئيسية والفرعية، طوال السنوات الماضية من عمر مخيم اليرموك، ومن عمر التغريبة الفلسطينية.

في هذه الحارة، حارة الفدائية (شارعي علي الخربوش ومفلح السالم)، أول حارات مخيم اليرموك، ولدت، وبين جنباتها قضيت عمري، وتحت تلك الشجرة التي كانت تغطي الحارة سهرنا، زرعها عمي عبد الكريم الذي خرج من حيفا وعمره نحو خمسين عاماً، وزرعها أيضاً قبل خمسين عاماً، يتفيء بظلها، ويشرد على كرسيه تحت أوراقها المتدلية، في مراجعة سرد الذاكرة الفلسطينية لوطنٍ مازال هو الحلم النهائي والوطن النهائي لكل لاجىء فلسطيني، فبقي تحت ظلها يحلم بحيفا وشارع الناصرة ووادي النسناس وساحة الجرينة، وساحة الحليصة، وبسكة الحديد التي كان يعمل بها (فورمان). كما ظل يحلم بلم الشمل مع أشقائه وأبناء أعمامه في حيفا وعلى أرض طولكرم ونابلس وقضائهما في الضفة الغربية.

شجرة الكينا في حارتنا، تكاد تكون قد إمتلأت الآن بالأوجاع والحروق، ولكنها بقيت حتى الآن منتصبة، رغم أنها شاحبة، بلا أغصان ولا أوراق، وكأنها حطبة مُنتصبة لا أكثر ولا أقل، تعاني هوج التقلبات في مربع اليرموك الأول الذي غدا منكوباً، ومدمراً على رؤوس أصحابه وأهله الطيبين الذين كانوا على الدوام مضرب المثل في القيم الوطنية.

لقد ظهرت شجرة الكينا إياها، الشجرة المضرجة بآلامها، الشجرة التي تتقارب مع الإستشهاد لتصبح الشجرة الشهيدة، في الصورة الضخمة التي تم عرضها في أكبر ساحات العالم قبل عدة أشهر، في العمل المشكور الذي قامت به وكالة الأونروا لإظهار أوضاع لاجئي فلسطين في سوريا وهم يعيشون في قلب المحنة الآليمة.

لقد آن الآوان، لإنهاء محنة مخيم اليرموك، ولعنة التغريبة الثانية التي كانت أشدُ وقعاً على لاجئي فلسطين من نكبة العام العام 1948. وآن الآوان أمام فاقدي العقل والضمير أن يعيدوا حساباتهم، فآلام الناس تصرخ بوجوههم ولن ترحمهم في نهاية المطاف.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف