(( سَلامٌ عَلى كُلِّكَ ))
في رثاء سيد الحروف وفقيد الشِعر والقصائد الشاعر الفلسطيني العربي سميح القاسم
يَا سَمِيح ،
يَا سَمِيح ،
إِلى أَينَ حَمَلَتْكَ الرِيحْ
وَتَرَكْتَنَا فِي مَهَبِّها عَلى قَلَقٍ وَبُكاء
وَأَيُّ شَيءٍ هَذا الذي يَبْعَثُنا نَحْوَ السُقوطِ
إِذَا مَا تَراءَتْ لَنَا صُورُكَ في المَاء ...؟!!
يَا أَيُها الذَاهِبُ فِي البَعيدِ البَعيدِ
فِي النَشِيدِ ،
فِي حُزْمَةِ الضُوءِ عِندَ هَاجِسِ المَسَاءِ
إلى أَيْنَ تُسَفِّرُنَا القَصَائِدُ
تَداخُلُ الرُؤى
احْتِمَالُ انْفلاتِ الحروفِ مِنَ الجَرائِدِ
وَاتقادُ اللغَةِ عَلى تَعَبٍ وَقَلَقٍ وَحَيَاءْ
يَا أَيُّها السَوْسَنُ الذي يُغَادِرُنا
هَلْ سَنَكْرَه بَعْدَكَ دَفَاتِرَنَا
وَنُحَطِمُ كَالأَرَامِلِ أَسَاوِرَنَا
وَنَلْطُمُ عَلى خُدُودِنَا كَكُلِ النِساء
يَا أَيُها الخُلودُ فِينا وَأَوَّلَ البَقَاء
يَا مِرْآتَنا التِي دَوَّخَتْنَا
وَأَفْضَتْ بِنَا بَعْدَ انْتِصَابِنَا للانْحِنَاء
يَا مُنْتَصِبَ القَامَةِ مَشَيْتَ
كَيْفَ تَمْشي الآنَ فِي الرَحِيلِ وَفِي العَزَاء
كَيْفَ تَرْحَلُ مِنَّا
وَتَتْرُكُنا يَتَامَى النَشيدِ وَحُروفِ الهِجَاء
كَيفَ تُداهِمُنَا بِالمَوتِ
وَكُنْتَ لا تُحِبُّ الموتَ وَلا تَخَافُهُ
كَيْفَ ذَهَبْتَ فِي المَوتِ وَصِرْتَ لَهُ الوِعَاء
عَليكَ الحَيَاةُ
عَلَيْكَ الخُلودُ
عَلَيكَ السَلامُ وَكُلُّ هَذَا البَقَاء
يَا نَشِيدَنَا
عِيدَنا
يَا رَمْيةَ أَرْوَاحِنا الآن في مَكَاتيبِ العَزَاء
كَيفَ بَعْدَكَ سَيَصِيرُ الغِنَاء
وَكَيْفَ سَنَشُدُّ مِنْ أَزْرِ هَزَائِمِنا
وَنَكْتُبُ أَسْمَاءَنا بِكَامِلِ الوُضوحِ عَلى لَوحِ الهَوَاء
أَيُها السَوْسَنُ الأَخِيرُ فِينا
كَيفَ سَيَمْشِي بَلا سَوْسَنِهم الشُعَرَاء
نَحْنُ قَدِ التَحَفْنا أَرْوَاحَنا
شَرِبْنَا خَمْرَنا
وَكَسَرْنَا عَلى قُمْصَانِنَا صَحَنَ الماءِ فِي المَاء
نَحنُ الهُراءُ إِذْ تُغَادِرُنا
يَا رِيحَنا وَرَاحَنا
نَحنُ إِذَا تُغَادِرُنا نَصِيرُ عُصْبَةً مِنَ البُلَهَاء
تَرَمَّلَتْ قَصَائِدُنا الآنَ
تَرَمَّلَتْ أُمَّهَاتُنا يَا زَوجَ القَصَائِدِ وَنَحنُ الأَبْنَاء
حِينَ يَعُقُّ الأَبْناءُ وَصايا الآبَاء
أَعْلاكَ أَعْلاكَ أَوْ أَسْفَلَنا
دَرجٌ يُودي بِكَ عَالِياً وَيَرْدُمُنا بِالبُكَاء
خُذْ مَعَكَ مَا تَبَقَّى مِنَا
وَعَلى أَعْتَابِ لَيلٍ فَجِيعٍ ارْمِنا عِندَ أَوَّلِ السَمَاء
ثُمَّ قُلْ سَلَاماً
سَلَامَاً عَلى كُلِّ مَن عَلَّانَا
سَلامٌ عَلى جَمِيعُ الشُهَدَاء
سَلَامٌ عَلى رُوحِكَ سَمِيحَنا
يَا رِيحَنا
سَلَامٌ عَلى كُلِّكَ حِينَ كُنَّا جَمِيعاً عَلَى زَحْفٍ
وَأَنْتَ فِينَا يَا سَمِيحَنا المَشَّاءُ فِي شَوْكِ الشَقَاء
ناصر قواسمي
21/ آب / 2014
في رثاء سيد الحروف وفقيد الشِعر والقصائد الشاعر الفلسطيني العربي سميح القاسم
يَا سَمِيح ،
يَا سَمِيح ،
إِلى أَينَ حَمَلَتْكَ الرِيحْ
وَتَرَكْتَنَا فِي مَهَبِّها عَلى قَلَقٍ وَبُكاء
وَأَيُّ شَيءٍ هَذا الذي يَبْعَثُنا نَحْوَ السُقوطِ
إِذَا مَا تَراءَتْ لَنَا صُورُكَ في المَاء ...؟!!
يَا أَيُها الذَاهِبُ فِي البَعيدِ البَعيدِ
فِي النَشِيدِ ،
فِي حُزْمَةِ الضُوءِ عِندَ هَاجِسِ المَسَاءِ
إلى أَيْنَ تُسَفِّرُنَا القَصَائِدُ
تَداخُلُ الرُؤى
احْتِمَالُ انْفلاتِ الحروفِ مِنَ الجَرائِدِ
وَاتقادُ اللغَةِ عَلى تَعَبٍ وَقَلَقٍ وَحَيَاءْ
يَا أَيُّها السَوْسَنُ الذي يُغَادِرُنا
هَلْ سَنَكْرَه بَعْدَكَ دَفَاتِرَنَا
وَنُحَطِمُ كَالأَرَامِلِ أَسَاوِرَنَا
وَنَلْطُمُ عَلى خُدُودِنَا كَكُلِ النِساء
يَا أَيُها الخُلودُ فِينا وَأَوَّلَ البَقَاء
يَا مِرْآتَنا التِي دَوَّخَتْنَا
وَأَفْضَتْ بِنَا بَعْدَ انْتِصَابِنَا للانْحِنَاء
يَا مُنْتَصِبَ القَامَةِ مَشَيْتَ
كَيْفَ تَمْشي الآنَ فِي الرَحِيلِ وَفِي العَزَاء
كَيْفَ تَرْحَلُ مِنَّا
وَتَتْرُكُنا يَتَامَى النَشيدِ وَحُروفِ الهِجَاء
كَيفَ تُداهِمُنَا بِالمَوتِ
وَكُنْتَ لا تُحِبُّ الموتَ وَلا تَخَافُهُ
كَيْفَ ذَهَبْتَ فِي المَوتِ وَصِرْتَ لَهُ الوِعَاء
عَليكَ الحَيَاةُ
عَلَيْكَ الخُلودُ
عَلَيكَ السَلامُ وَكُلُّ هَذَا البَقَاء
يَا نَشِيدَنَا
عِيدَنا
يَا رَمْيةَ أَرْوَاحِنا الآن في مَكَاتيبِ العَزَاء
كَيفَ بَعْدَكَ سَيَصِيرُ الغِنَاء
وَكَيْفَ سَنَشُدُّ مِنْ أَزْرِ هَزَائِمِنا
وَنَكْتُبُ أَسْمَاءَنا بِكَامِلِ الوُضوحِ عَلى لَوحِ الهَوَاء
أَيُها السَوْسَنُ الأَخِيرُ فِينا
كَيفَ سَيَمْشِي بَلا سَوْسَنِهم الشُعَرَاء
نَحْنُ قَدِ التَحَفْنا أَرْوَاحَنا
شَرِبْنَا خَمْرَنا
وَكَسَرْنَا عَلى قُمْصَانِنَا صَحَنَ الماءِ فِي المَاء
نَحنُ الهُراءُ إِذْ تُغَادِرُنا
يَا رِيحَنا وَرَاحَنا
نَحنُ إِذَا تُغَادِرُنا نَصِيرُ عُصْبَةً مِنَ البُلَهَاء
تَرَمَّلَتْ قَصَائِدُنا الآنَ
تَرَمَّلَتْ أُمَّهَاتُنا يَا زَوجَ القَصَائِدِ وَنَحنُ الأَبْنَاء
حِينَ يَعُقُّ الأَبْناءُ وَصايا الآبَاء
أَعْلاكَ أَعْلاكَ أَوْ أَسْفَلَنا
دَرجٌ يُودي بِكَ عَالِياً وَيَرْدُمُنا بِالبُكَاء
خُذْ مَعَكَ مَا تَبَقَّى مِنَا
وَعَلى أَعْتَابِ لَيلٍ فَجِيعٍ ارْمِنا عِندَ أَوَّلِ السَمَاء
ثُمَّ قُلْ سَلَاماً
سَلَامَاً عَلى كُلِّ مَن عَلَّانَا
سَلامٌ عَلى جَمِيعُ الشُهَدَاء
سَلَامٌ عَلى رُوحِكَ سَمِيحَنا
يَا رِيحَنا
سَلَامٌ عَلى كُلِّكَ حِينَ كُنَّا جَمِيعاً عَلَى زَحْفٍ
وَأَنْتَ فِينَا يَا سَمِيحَنا المَشَّاءُ فِي شَوْكِ الشَقَاء
ناصر قواسمي
21/ آب / 2014