الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الميثولوجيا المصرية وإعجاب الإخوان بمرسي بقلم:مصطفى نصر

تاريخ النشر : 2014-08-22
الميثولوجيا المصرية وإعجاب الإخوان بمرسي بقلم:مصطفى نصر
الميثولوجيا المصرية وإعجاب الإخوان بمرسي
مصطفى نصر
شاهدنا عبر شاشات التليفزيون – الرئيس المعزول – مرسي العياط وهو يستعد لدخول مبني المحكمة، فخرج من السيارة التي تقله، وتوقف ليزرر الجاكيت. كان مرتعشا ومرتبكا، وتزريره للجاكيت نتيجة للحالة النفسية السيئة التي يعانيها، لكن أتباعه كان لهم رأي آخر فقد اعتبروا هذا المشهد دليل عبقرية وعظمة. فيقول شاب إخواني يقف تحت بيتي، وأسمع صوته بوضوح وأنا داخل شقتي:
-    إن العالم كله توقف في دهشة وإعجاب أمام هذا المشهد، وتحدثت كل وسائل الإعلام العالمية عن مغزى هذا الفعل. فتزريره للجاكيت دليل ثقة، ودليل أناقة وحسن تصرف، واستهانة بمن سيحاكمونه. وأن الجامعات الأمريكية والأوربية تدرس الآن مغزى تزرير جاكيت مرسي. وسوف يؤرخون لهذا الحدث. وبعد عشرات السنين سيذكرونه. وستؤلف مئات الكتب عن هذا التصرف الحكيم. وأن بيوت الأزياء العالمية المعروفة، تنشر صورته هذه وهو يزرر الجاكيت، ويعلقونها على أبواب محلاتهم. وأن الكثير من ملوك ورؤساء العالم يقلدونه الآن في تزرير الجاكيتات التي يرتدونها.  ويسمونها الآن في أوربا وأمريكا وباقي دول العالم: طريقة تزرير مرسي للجاكتات. 
والتسريبات التي حدثت وقت حديث مرسي السري مع محاميه الدكتور عبد القادر العوا؛ يرى أنصاره إنها كانت لصالحه وليست ضده. فقد فضح حكامه وكشفهم عندما اشتكى جوعه. فقد نفدت نقوده المودعة بالكانتين والتي يأكل منها؛ وطلب أكثر من مرة أن ترسل أسرته أموالا أخرى إليه، لكنها لم تفعل. 
ولا يدري هؤلاء أن شكواه تكشف عن نهمه غير العادي للأكل. فلائحة السجون تحتم على المحجوز احتياطيا بأن يأكل من أكل السجن، أو يأكل على حسابه لو أراد. فكون أن نقوده نفدت فمن حقه أن يأكل - مثل غيره – من أكل السجن. لكن أكل السجن لن يشفي نهمه.
ورجل متدين وملتحي يبيع خضار في حينا، يحب مرسي بشكل كبير جدا، ويردد في أسى وحزن شديدين:
-    الرجل ده خسارة فينا.
لاحظت أن الكثيرين يرون أن مرسي رجل بركة، وقد جاء به القدر ليحقق خطوات للدين الإسلامي وللمسلمين. وكلما قابلت هذا النوع من الناس؛ أندهش وأتعجب، فهم يعيشون معنا، وقد أدركوا تخبطه وتعثره وغرقه في شبر مية، وعانوا من تصرفاته، تمسكه برئيس وزراء محدود الإمكانيات، وتعيينه لوزراء لا يصلحون لإدارة مراحيض عمومية أو مقاهي شعبية. وكلما أصدر أمرًا أو قانونا؛ لاغاه قبل أن يجف حبره. وأكيد قاسى هؤلاء  من انقطاع التيار الكهربائي معظم ساعات اليوم، وصعوبة الحصول على البنزين والسولار والبوتجاز، وربما أن بعضهم أدرك أن هناك محاولات لطمس هوية مصر، وتفريط في حقوقها على كل المستويات. واشتراكه هو وعشيرته في قتل جنود مصر وخطفهم لمجرد أن يتخلص من المشير طنطاوي رئيس المجلس العسكري، والفريق أول سامي عنان نائب رئيس المجلس. ويسترد كل صلاحياته كرئيس لمصر. 
    وأعتقد أن الرجل الطيب بائع الخضار لا تعنيه كل هذه الحجج التي ذكرتها سابقا، وإنما هناك مفهوم ورثه عن أجداده الذين كانوا يعيشون في القرى والنجوع، وجاءوا إلى المدن، وهو احترام الشخصيات " الطيبة " بطريقة قريبة من التقديس.  وأنا أعرف هذا البائع وأعرف أهله، فقد جاءوا من الصعيد كما جاء أهلي من الصعيد، وأعرف عاداتهم وتقاليدهم، ففي اعتقادهم أنه  لو أنجبت أسرة طفلا غير مكتمل، يطلقون عليه منذ طفولته – لقب " شيخ " ويصفونه بأنه " فيه حاجة لله "، ولو تحدث رجل بطريقة غير مفهومة وتصرف تصرفات لا تتفق مع المنطق؛ أرجعوا هذا إلى قربه من الله.
وكانت بعض القبائل تعبد الرجل الذي جاء إلى الحياة مشوهاً. وكأن العيب الخلقي سر من أسرار التقديس.
 وكُتب التاريخ ذاخرة بقصص من هذا النوع، فيحكي الجبرتي عن رجل يميل للبله،  ظهر في قرية من قرى مصر، فاستغل شقيقه هذا، وادعى بأنه قادر على فعل المعجزات، فتقدم الناس إليه بالعطايا التي كان شقيقه يحصل عليها، على أمل أن يساعد أهل القرى في مشاكلهم وعلاج مرضاهم، وعندما مات الرجل الأبله، أقام شقيقه له ضريحا، واستفاد من موته أكثر مما استفاد من حياته.
 والكثير من أصحاب الأضرحة، خاصة في الريف كانوا بلهاء، يمشون عرايا، وكانوا يهْذون بكلمات غير مفهومة، يفسرها البسطاء بأنها رسائل من أولياء الله، وأن سيدنا الخضر يتحدث معهم.
    وهناك دولاً كثيرة تعاني من هذه الأزمة، فقد ظهر شاب هندي اسمه شاندرا أوراون عمره 35 عاما، وُلد بذيل في مؤخرته طوله خمسة وثلاثين سم، مغطى بالشعر، وقد رفض أن يزيله بعملية جراحية، ولماذا يزيله وقد جعله – هذا الذيل – مقدساً بين أهله وعشيرته، فأعتقد السكان المحليين بأنه تجسيد للإله الهندوسي هانومان " الإله القرد. " .
وسافر إليه الهنود، فيقطعون مئات الأميال للوصول إليه، ويضطرون للوقوف في طوابير خارج منزله في ولاية البنغال الغربية، للتبرك بلمس ذيله, ويعتقد أتباعه بأن لديه قدرة على الشفاء.
وقد عرضت صحيفة "دايلي ميل" البريطانية صورا لبقرة لديها 5 أرجل، ويعتقد البعض أنها تجلب لهم الحظ السعيد بجانب أنهم اتخذوها مظهرا من مظاهر بركة الإله عند الهندوس.
وأوضح مالك البقرة، إنه يتخذها بجولات عديدة بكافة أنحاء الهند لتبارك حياة مزيد من الهنود، وأكد إنها بقرة مقدسه ويدعوها "بالأم"، وأضاف إن الإله يوضح لهم برجليها الخامسة أنها مصدر للاحترام والتقديس والبركة، فضلا عن أنها ستحقق كافه الأماني بمجرد لمس رجلها الخامسة.
    وهذا ما يقولونه – أيضا -  عن مرسي فقد قال الشيخ أبو مصعب المصري عبر جروب " ائتلاف شباب السلفيين المصريين": إنه توجد شجرة بحديقة ماير بارك بألمانيا، يظهر على جذعها بوضوح صورة مرسي.
ويدعي هذا الرجل بأن قوات الأمن الألمانية أخلت الحديقة وأغلقتها وشددت الإجراءات الأمنية حولها لمنع المواطنين من رؤيتها. لكي يخفوا الحقيقة المؤكدة، ولكي لا يحس العالم بقدسية مرسي وأهميته، وتصرف ألمانيا هذا يعد عداءا للإسلام وللمسلمين. فماذا لو اعترفت ألمانيا – الدولة الأوربية المتقدمة علميا وحضاريا – بأن مرسي مقدس، وقد ظهرت صورته على جذع الشجرة في حديقتهم العامة. حينذاك سينتمي الكثير من الأوربيين والأمريكان إلى تنظيم الإخوان. وسيقوى هذا التنظيم، ويسيطر على العالم، وستعود الخلافة الإسلامية القوية، ربما أكبر وأقوى من الدولة العثمانية. لهذا أخفوا الحقيقة وطمسوا معالمها، خوفا من مرسي وتأثيره.
    وقد صدر أخيرا كتاب بعنوان " خيارات صعبة " لهيلاري كلينتون - وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة- روت فيه تفاصيل لقاءاتها مع محمد مرسي عندما تفاوضت معه بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وتحدثت عن بعض اللقاءات معه.
قالت، سألته:
-    ماذا ستفعل لكي تمنع القاعدة ومتطرفين آخرين من زعزعة الاستقرار في مصر، خاصة في سيناء؟
فأجاب مندهشا:
-    ولماذا يفعلون معي هذا، وأنا رئيس دولة إسلامية؟!
فقالت في نفسها: " هذا الشخص يتوقع تضامنا مع الإرهابيين، فهو إما ساذج أو شرير.
لم تدرك هيلاري كلينتون إن هؤلاء الإرهابيين أقرب له من كل شعبه المصري، وحديثه هذا يعني إنه يشجع ويتعاطف مع كل الإرهابيين. وتوضح كلمته التي اندهش العالم لها، عندما أختطف الإرهابيين مجموعة من الجنود المصريين. فقال:
-    إنني خائف على الخاطفين والمخطوفين.
وهو في الحقيقة خائف على الخاطفين فقط، وتظاهره بالبحث عن المخطوفين، لأنه وجد الجيش المصري غاضب ويهدد بعمل انتقامي. 
وتحكي هيلاري كلينتون عن اجتماعاتها معه أثناء صياغة الاتفاق بين حماس وإسرائيل، فقد قام بالتدقيق في كل عبارة وردت في نص الاتفاق، وكان يسأل:
-    ماذا يعني هذا؟! وهل تمت ترجمة هذه العبارة بطريقة صحيحة.
وقد صرخ يوما قائلا:
-    أنا لا اٌقبل هذا.
فقالت له:
-    لكن، تم هذا التعديل طبقا لاقتراحك في مسودة من المسودات.
فهدأ، وقال:
-    هل فعلت هذا، أوكي، أوكي.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف