في غزة قتلوا الطفولة...
م:أحمد نبيل المدهون
كاتب فلسطيني
الطفولة من أجمل مراحل عمر الانسان ,حيث يتخللها اللهو واللعب والمرح بعيدا عن هموم الحياة وشقائها , ولكن في غزة مختلفة تماما فتكتنفها المأساة والفقر والحرمان والخوف ولاسيما أن الأطفال هدف مشروع لآلة الحرب الصهيونية ,فقد شاهدنا الكثير من جثامين الأطفال التي تحولت لأشلاء في مشاهد تدمع لها العين وينفطر القلب منها .
ارتكب العدو خلال معركة العصف المأكول العديد من المجازر بحق الأطفال أكثرها شناعة التي كانت في أول أيام العيد باستهداف إحدى مراجيح الأطفال في مخيم الشاطيء والتي ارتقى فيها عشرة شهداء كلهم من الأطفال وعشرات الجرحى ,وأخرى وثقتها المصادفة حيث كانت بالقرب من أحد الفنادق التي يقيم فيها الصحفيون ,فالتقطوا صور الأطفال الأربعة من عائلة بكر والزوارق الحربية ترمي بقذائفها عليهم وهم يلهون بالقرب من شاطيء البحر فسقطوا جثث هامدة على الأرض ,ليصنع العدو مجزرته البشعة أمام العالم بأسره ,وتكون الاستجابة المعتادة فالمجتمع الدولي ليس في جعبته سوى إدانة الجرائم وحث اسرائيل على عدم تكرارها ,ويستمر استهداف الأطفال الذين شكلوا أكثر من ربع عدد الشهداء الذين استشهدوا خلال الحرب .وأيضا مئات الجرحى منهم من بترت ساقه وهو في مقتبل العمر ,ومنهم من فقد البصر والسمع ,ومنهم من أضحى بلا عائلة فغدا يتيما منذ طفولته ,ومنهم من أصيب بشلل كامل ,والكثير من الحالات المفزعة .
وهنا السؤال يطرح نفسه أليس من حق أطفال غزة أن ينعموا بالأمن والحق في أن يعيشوا طفولتهم بعيدا عن رائحة الموت ,أن تتوفر لهم ولأسرهم سبل العيش الكريم ,أن يكونوا بمنأى عن الاستهداف الذي يسرق منهم أحلامهم ,وأن لا يستمعوا لأصوات الإنفجارات التي تزرع الرعب والفزع فيهم .
ولكن هذا قدر أطفالنا في أن يعيشوا الألم بكل أشكاله ,أن يصاب معظمهم بأمراض نفسية ستبقى ترافقهم طيلة حياتهم مؤثرة بذلك على طباعهم و تربي فيهم العنف والعدوانية ,فكثيرا ما يتكرر مشهد أمامنا بأن نرى طفلا صغير يمسك بعصا متخيلا بأنها سلاح ويلعب مع أقرانه ألعاب يتخيلوا فيها بأنهم يشتبكون مع بعضهم البعض ,في مشهد غاية في القهر لنا فبدل من أن نجد هؤلاء الأطفال يلعبون ألعاب تعمل على تطوير مهاراتهم وقدراتهم يعبثون ويفكرون بأشياء لا تليق بأعمارهم .
أما سألت نفسك ما ذنب طفلا في أن يحيا يتيما لأن والداه استشهدا ,أن لا يجد بيتا لأن الاحتلال دمره ,أن لا يجد مقعد للدراسة لأن المدرسة تحولت لركام ,أن يشعر بمرارة الفقد وهو في براءة الطفولة .
م:أحمد نبيل المدهون
كاتب فلسطيني
الطفولة من أجمل مراحل عمر الانسان ,حيث يتخللها اللهو واللعب والمرح بعيدا عن هموم الحياة وشقائها , ولكن في غزة مختلفة تماما فتكتنفها المأساة والفقر والحرمان والخوف ولاسيما أن الأطفال هدف مشروع لآلة الحرب الصهيونية ,فقد شاهدنا الكثير من جثامين الأطفال التي تحولت لأشلاء في مشاهد تدمع لها العين وينفطر القلب منها .
ارتكب العدو خلال معركة العصف المأكول العديد من المجازر بحق الأطفال أكثرها شناعة التي كانت في أول أيام العيد باستهداف إحدى مراجيح الأطفال في مخيم الشاطيء والتي ارتقى فيها عشرة شهداء كلهم من الأطفال وعشرات الجرحى ,وأخرى وثقتها المصادفة حيث كانت بالقرب من أحد الفنادق التي يقيم فيها الصحفيون ,فالتقطوا صور الأطفال الأربعة من عائلة بكر والزوارق الحربية ترمي بقذائفها عليهم وهم يلهون بالقرب من شاطيء البحر فسقطوا جثث هامدة على الأرض ,ليصنع العدو مجزرته البشعة أمام العالم بأسره ,وتكون الاستجابة المعتادة فالمجتمع الدولي ليس في جعبته سوى إدانة الجرائم وحث اسرائيل على عدم تكرارها ,ويستمر استهداف الأطفال الذين شكلوا أكثر من ربع عدد الشهداء الذين استشهدوا خلال الحرب .وأيضا مئات الجرحى منهم من بترت ساقه وهو في مقتبل العمر ,ومنهم من فقد البصر والسمع ,ومنهم من أضحى بلا عائلة فغدا يتيما منذ طفولته ,ومنهم من أصيب بشلل كامل ,والكثير من الحالات المفزعة .
وهنا السؤال يطرح نفسه أليس من حق أطفال غزة أن ينعموا بالأمن والحق في أن يعيشوا طفولتهم بعيدا عن رائحة الموت ,أن تتوفر لهم ولأسرهم سبل العيش الكريم ,أن يكونوا بمنأى عن الاستهداف الذي يسرق منهم أحلامهم ,وأن لا يستمعوا لأصوات الإنفجارات التي تزرع الرعب والفزع فيهم .
ولكن هذا قدر أطفالنا في أن يعيشوا الألم بكل أشكاله ,أن يصاب معظمهم بأمراض نفسية ستبقى ترافقهم طيلة حياتهم مؤثرة بذلك على طباعهم و تربي فيهم العنف والعدوانية ,فكثيرا ما يتكرر مشهد أمامنا بأن نرى طفلا صغير يمسك بعصا متخيلا بأنها سلاح ويلعب مع أقرانه ألعاب يتخيلوا فيها بأنهم يشتبكون مع بعضهم البعض ,في مشهد غاية في القهر لنا فبدل من أن نجد هؤلاء الأطفال يلعبون ألعاب تعمل على تطوير مهاراتهم وقدراتهم يعبثون ويفكرون بأشياء لا تليق بأعمارهم .
أما سألت نفسك ما ذنب طفلا في أن يحيا يتيما لأن والداه استشهدا ,أن لا يجد بيتا لأن الاحتلال دمره ,أن لا يجد مقعد للدراسة لأن المدرسة تحولت لركام ,أن يشعر بمرارة الفقد وهو في براءة الطفولة .