الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المغرب: هل قرار مجلس الأمن وجبهة البوليساريو سبب الإنزال العسكري؟ بقلم: د. فريد بوكاس

تاريخ النشر : 2014-08-22
المغرب: هل قرار مجلس الأمن وجبهة البوليساريو سبب الإنزال العسكري؟ بقلم: د. فريد بوكاس
بقلم: د. فريد بوكاس
كاتب مغربي

عرفت بعض المناطق المغربية بإنزال عسكري غير مسبوق في مملكة محمد السادس، بحجة التصدي لأي محاولة قصف لأهداف ومرافق حيوية بالبلاد من طرف إرهابيين استولوا على ست طائرات مدنية بمطار طرابلس العاصمة الليبية، وشمل هذا الإنزال كل من محيط مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء حيث تم نتصيب صواريخ مضادة للطائرات، وكل من المدن التالية: محيط مطار مراكش ، أزيلال، سد مشرع حمادي الواقع تحت نفوذ جماعة حاسي بركان بالناظور، آسفي وكذا الشريط الحدودي الشرقي مع الجارة الجزائروالشريط الحدودي مع موريتانا.

بينما نلاحظ أن دول الجوار لم تعلن أي استنفار أمني، ما يطرح عدة أسئلة قد تشغل بال المتتبع للشأن الأمني بالمنطقة، وخصوصا أن المغرب يمر بظروف اقتصادية وسياسية واجتماعية جد صعبة رغم أن تصريح محمد السادس في خطابه الأخير بمناسبة ثورة الشعب والملك، جاء فيه حسب قوله ـ محمد السادس ـ أن اقتصاد المغرب عرف نموا رغم الازمة الاقتصادية التي ضربت دول العالم.

لكنا إذا قرأنا قراءة واقعية لهذا الإنزال، يمكن استخلاص أن بعد طول انتظار، أصدر مجلس الأمن الدولي قراره الجديد، ذي الصلة بنزاع الصحراء الغربية، ليمنح أطرافه - بعد أن أنهكتهم معركة صدروه - "استراحة محارب" يشحذ خلالها كل من المغرب وجبهة البوليساريو سلاحه أو أسلحته، تمهيدا لخوض معركة جديدة في حرب لا يبدو أنها ستضع أوزارها في وقت قريب.

ومع أن المعارك الدائرة في سياق نزاع الصحراء الغربية، أصبحت "دبلوماسية" الطابع منذ عام 1991، إلا أنها ظلت مكلفة ومنهكة ومؤججة للتوتر، الذي يهدد أحيانا بتوسيع دائرته عبر استقطابات إقليمية ودولية، رغم أن الأطراف المباشرة للنزاع والجهات المعنية به تشكو في كل مناسبة من إطالة أمده دون وجود أفق منظور للتوصل إلى تسوية ما.

"استراحة المحارب" هذه المرة، تتجسد في القرار رقم 2152 الصادر في نيويورك يوم 29 أبريل 2014. ومع أنها ليست "الإستراحة" الأولى التي يمنحها مجلس الأمن الدولي للمغرب وجبهة البوليساريو، لكنها تختلف عن سابقاتها التي كانت تتمثل عادة في مهلة طويلة تمتد لسنة كاملة، حيث يدعو القرار الأممي الجديد الطرفين إلى خوض "معركة جديدة"  من أجل تحقيق أو استبعاد آلية دولية لمراقبة حقوق الإنسان في المنطقة المتنازع عليها.

هذه المعركة التي انطلقت مبكرا اتسمت بالحدة خلال الأسابيع التي سبقت صدور القرار. فقد بدأت حرارتها في الظهور مع تسريب المسودات الأولى لتقرير الأمين العام للأمم المتحدة التي وزعت على الدول الأعضاء في مجلس الأمن، كي تعتمده أرضية للقرار.

المسودات الأولية كانت تحمل - من وجهة نظر الرباط - انحيازا واضحا لمواقف جبهة البوليساريو، من خلال اعتبار النزاع ضمن خانة "تصفية استعمار" والدعوة إلى إنشاء "آلية دولية لمراقبة حقوق الإنسان" بالصحراء ومخيمات تندوف، وآلية أخرى لمراقبة استغلال الثروات الطبيعية بالمنطقة المتنازع عليها.

ومع أن المغرب لم يعلن رسميا عن الإجراءات التي قد يقدم على اتخاذها إذا ما أصر الأمين العام على تقريره بالمسودة الرسمية، إلا أن الملك محمد السادس شدد في اتصال هاتفي أجراه مع بان كي مون على "ضرورة الإحتفاظ على معايير التفاوض كما تم تحديدها من طرف مجلس الأمن، وصون الإطار والمحددات الحالية لانخراط منظمة الأمم المتحدة".

تبعا لذلك، عاشت أروقة الأمم المتحدة مشاحنات بين أعضائها، دامت أياما، والتهديد باستخدام حق الفيتو لم يغب عن تلك المشاحنات، إلى أن تم التوصل الى تفاهمات صاغتها الولايات المتحدة، ليصدر المجلس قراره رقم 2152، على غرار القرارات السابقة، بالتمديد لقوات الأمم المتحدة المنتشرة بالصحراء والمعروفة بـ "المينورسو"، حتى نهاية أبريل 2015 مع زيادة عدد أفرادها بـ 15 فردا، وتأكيد مواقفه بالنسبة لعملية السلام الصحراوي بالتذكير بقراراته السابقة ذات الصلة، والوصول بالعملية إلى حق تقرير المصير للصحراويين، بالتفاوض تحت رعاية الأمم المتحدة.

لكن رغم قرار مجلس الأمن إلا أن النظام المغربي في اسم حكومته، صرح أكثر من مرة أن المغرب لن يقبل الاستفتاء خارج نطاق الحكم الذاتي، ما يعني أنه لم يلتزم بالقرار الأممي رقم 2152. وبما أن فصل الصيف على وشك الرحيل ومقبل على فصل الربيع الذي أطاح بعدة أنظمة عربية، وهذا الربيع يصادف شهر أبريل الذي حدده مجلس الأمن لوضع حد للأزمة بالصحراء الغربية، قد يكون السبب في هذا الإنزال الأمني المسبوق تحسبا لأي تدخل عسكري من طرف جبهة البوليساريو بدعم من الجزائر وموريتنا.

فإن سبب الإنزال كما ذكرنا أن سببه ماذكر، فذلك يعني أن المغرب فتح أبواب الحرب على ثلاث واجهات وهي موريتانيا، جبهة البوليساريو و الجزائر، ما سيدخل المنطقة في مستنقع لا خروج منه ما سيفتح الأبواب للمستعمر الأجنبي العودة مرة أخرى إلى المنطقة.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف