(وهمية ولكنها تهدم عاصفة قوية )....
وكنت أعلم بأن أمي لن تربح عقلي يوما ..دائما كان نقاشنا ينتهي بخلاف قاس ..فقط تنادي لي انهضي لمائدة الطعام
دون ابداء أي كلمة ...كانت تتهمني بالاهمال وأنني لن أتعلم وأنني ما زلت صغيرة ..أفجعها الوجع وخرجت للتسوق فهي تود أنواع الكريمات والعطور أكثر من طبخة الفاصولياء التي يمقتها اخوتي ...وجاءت ليلا ترتب الوسادة تحت رأسي وهي تقول تشردنا من بلادنا وخسرت أبي هو نفسه جدكي يا مرام ..وأدمعت ان فلسطين هي كل الوجع ..أحيانا يا طفلتي أغضب عليكي وأثور على أباكي ويخيل لي العدم وهذا مزاج يهودي أحمق يسارع فؤادنا ..تمنيت حينها لو تقول أننا سنتحرر ولكنها ألبستني حينها عقد ذهب ومعه صندوق بقولها اياكي بأن تفتحيه ..كان عليا أن أخفف عنها وأقول يكفي هذا يا امي ..ولكن كانت أصابعي ساكنة لا حيلة بحركتها متلبدة بالموت ..لن أحب انسان أكثر من أمي ..حيث كانت قوتها مميزة وخبزها وأيضا غضبها ..أغلقت بابي بهدوء وخرجت دون أي ردة فعل سوى بدموع كالبحر تسكب حنايا غرفتي ...تصفحت صورها معي وهي تقول أنتي أميرة ببراءتك ..استرجعت سلاحا ألبسته يوما على كتف جدي وهي تقول اذهب وارجع أنت وفلسطين ..لم أحتمل حينها وسألت ربي بأن يسامحني على فتح الصندوق فلقد كنت كاذبة بوعدي للصندوق ..فقد كان ملبد بصورة سلاح في يدها وخشبة عربية يعلوها قرأن الكريم وكتيب عنوانه أمات نفسي تقول فيه
(ولم ترجع أمك وهو وفلسطين يا مرام ) ...
الشاعرة مرام عابدين ..
وكنت أعلم بأن أمي لن تربح عقلي يوما ..دائما كان نقاشنا ينتهي بخلاف قاس ..فقط تنادي لي انهضي لمائدة الطعام
دون ابداء أي كلمة ...كانت تتهمني بالاهمال وأنني لن أتعلم وأنني ما زلت صغيرة ..أفجعها الوجع وخرجت للتسوق فهي تود أنواع الكريمات والعطور أكثر من طبخة الفاصولياء التي يمقتها اخوتي ...وجاءت ليلا ترتب الوسادة تحت رأسي وهي تقول تشردنا من بلادنا وخسرت أبي هو نفسه جدكي يا مرام ..وأدمعت ان فلسطين هي كل الوجع ..أحيانا يا طفلتي أغضب عليكي وأثور على أباكي ويخيل لي العدم وهذا مزاج يهودي أحمق يسارع فؤادنا ..تمنيت حينها لو تقول أننا سنتحرر ولكنها ألبستني حينها عقد ذهب ومعه صندوق بقولها اياكي بأن تفتحيه ..كان عليا أن أخفف عنها وأقول يكفي هذا يا امي ..ولكن كانت أصابعي ساكنة لا حيلة بحركتها متلبدة بالموت ..لن أحب انسان أكثر من أمي ..حيث كانت قوتها مميزة وخبزها وأيضا غضبها ..أغلقت بابي بهدوء وخرجت دون أي ردة فعل سوى بدموع كالبحر تسكب حنايا غرفتي ...تصفحت صورها معي وهي تقول أنتي أميرة ببراءتك ..استرجعت سلاحا ألبسته يوما على كتف جدي وهي تقول اذهب وارجع أنت وفلسطين ..لم أحتمل حينها وسألت ربي بأن يسامحني على فتح الصندوق فلقد كنت كاذبة بوعدي للصندوق ..فقد كان ملبد بصورة سلاح في يدها وخشبة عربية يعلوها قرأن الكريم وكتيب عنوانه أمات نفسي تقول فيه
(ولم ترجع أمك وهو وفلسطين يا مرام ) ...
الشاعرة مرام عابدين ..