الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

"داعش": إلى أين؟ بقلم:د.ابراهيم علوش

تاريخ النشر : 2014-08-20
"داعش": إلى أين؟ بقلم:د.ابراهيم علوش
"داعش": إلى أين؟
 
إلى أين تذهب “داعش” بعدما رسمت لها الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية خطوطاً حمراً على تخوم المناطق الكردية؟!
على الأرجح سوف تفيض “داعش” جنوباً وغرباً باتجاه بغداد وحلب، ولن تكون إدارة أوباما أو حلف الناتو معنيةً بالتدخل ضدها هناك، باستثناء بعض التصريحات، وربما تستلقي باسمةً بسمةً صفراء بانتظار نداءات الاستغاثة المطالبة بـ”تدخل المجتمع الدولي”، أي تدخل الناتو، لحماية سورية والعراق من إجرام “داعش”… فإذا حدث مثل هذا، سيكون الوقت قد حان لفرض تنازلات سياسية في سورية والعراق ترضي الولايات المتحدة، وإذا لم يحدث، فلتدمر “داعش” الهلال الخصيب، ولتذبح أهله وتهجرهم وتنهبهم إلى ما شاء الله… ولتأتِ “اللحظة الأمريكية” إلى المنطقة المنهكة الغارقة بدمائها متأخرة قليلاً، لا يهم…
لمحافظة الأنبار العراقية حدودٌ طويلة مع السعودية والأردن، ومع محافظتي دير الزور وحمص في سورية، وليست زيارة أبو بكر البغدادي لبلدتي راوة والقائم غرب الأنبار بلا معنى في هذا السياق، في الوقت الذي يبدو فيه أن التقدم شمالاً، عبر البشمركة المدعومة غربياً، متعذرٌ، وأن التقدم شرقاً، بعد ديالى، التي تسيطر “داعش” على أجزاء منها، يضع “داعش” وجهاً لوجه مع إيران، من دون أن يمنع ذلك محاولة السيطرة على بعقوبة وبقية محافظة ديالى ضمن استراتيجية تطويق بغداد وصولاً لإسقاطها.
حتى لو كان زومبجيو “داعش” بلا ذرة عقلٍ أو ضمير، فإن المعارك التي خاضتها قوات “الدولة” حتى الآن تدل أن ثمة تخطيطاً عقلانياً ما للعمل العسكري، على المستوى العملياتي تحديداً، ومنه كيفية توظيف العناصر الانتحارية تكتيكياً كعناصر صدمة معنوية تستخدم في الآن عينه كرأس حربة لفتح ثغرات متعددة في محيط دفاعات المواقع المحصنة التي تستهدفها “داعش”، كما في دير الزور مثلاً. إذن لا بد أن القائمين على مثل هذا التخطيط يدركون أن مناطحة الجدران الأكثر صلابةً شمالاً وشرقاً يجب أن تؤجل لمرحلة “تمكين” أمتن. فخاصرة وسط العراق وشرق سورية أقل صلابةً الآن، ولذلك يمثل استكمال السيطرة عليها هدفاً إستراتيجياً أكثر جدوى وأقل كلفةً. وكأن الأمريكيين، الذين يعرفون أن الضربات الجوية الناعمة لا تحسم معركة، يريدون توجيه “داعش” بذلك الاتجاه، كما سبقت الإشارة.
لكن تعزيز السيطرة على محافظة الأنبار مثلاً يفتح خيارات تمدد “داعش” باتجاه الأردن والسعودية. وقد سبق أن وصلت “داعش” للحدود الأردنية مع الأنبار قبل أسابيع، عند معبر طريبيل، واختبرت المياه، ثم قفل المئات من مسلحيها راجعين باتجاه الرطبة في الأنبار، حيث دخل سلاح الجو السوري لضربهم بقسوة هناك، وتتموضع “داعش” على بعد حوالي مئة كيلومتر من السعودية حالياً، مع أخذ المد والجزر في مسرح العمليات بعين الاعتبار.
المهم أن الأنبار هي بوابة “داعش” للأردن والسعودية، ولا شك في أن تعزيز سيطرة “داعش” على الأنبار، إذا تحقق، سيجعل من النظامين السعودي خاصة، ثم الأردني، “عدوين قريبين” أولى بالقتال من العدو البعيد، حسب “فقه الجهاد” عند “القاعدة” و”داعش” الذي أوصلهما لترك التناقض مع الإمبريالية والصهيونية من أجل تفجير المجتمع واستهداف الدول والجيوش العربية. ويمكن أن نستنتج دون كبير عناء هنا أن حراك العشائر السنية في الأنبار ضد “داعش” مدعوم أردنياً وسعودياً بالضرورة، في محاولة لاحتوائها بعيداً عن حدودهما قدر الإمكان. لكن ماذا لو قررت “داعش” إغلاق بعض جبهاتها الشمالية والشرقية وتوجيهها نحو الأنبار، قبل أو بعد محاولة السيطرة على بغداد وحلب، كم ستصمد تلك العشائر عندها في وجه “داعش”؟ وكيف نفهم تدخل سلاح الجو العربي السوري في الأنبار الشهر الفائت، حسب إصرار وزارة الدفاع الأمريكية، في هذا السياق؟
كان لافتاً للنظر تصريح السيد حسن نصرالله في الجزء الثاني من مقابلته مع جريدة “الأخبار” قبل أيام أن قطر وتركيا تدعمان “داعش” وأنه مقتنع بخشية السعودية منها. ومن المؤكد أن مثل هذا الكلام لا يصدر خبط عشواء عن السيد حسن الذي طالما عُرف باتزانه وهدوئه وبعد نظره، خاصةً في اللحظة التي “ظهر” فيها أن قطر قد تكون أقرب لإيران من غيرها. فإعلان “دولة الخلافة” من الموصل يسحب المشروعية من النظام السعودي أكثر حتى من دولة الإخوان في مصر.
إذا صح ما سبق، فإنه يخلق بالضرورة نقاط تقاطع إيرانية-سعودية جزئية في الإقليم، وإمكانيات انفراج نسبي من العراق إلى لبنان، مروراً بسورية، وغطاءً جزئياً لتحسن العلاقات المصرية-الإيرانية، والسورية-المصرية، وحتى السعودية-الإيرانية، دون أن يلغي ذلك ثبات التناقض الجغرافي-السياسي بينهما، المتلفع بأردية طائفية وقومية وغيرها.
المهم أمامنا الآن احتمالية انقضاض “داعش”، بعد ارتدادها عن مناطق الأكراد، على: 1) بغداد، 2) حلب، 3) السعودية عبر الأنبار، و4) الأردن عبر الأنبار، وليس بالضرورة بهذا الترتيب تماماً أو بتسلسله. ومن يظن أن الأمريكان لن يسمحوا لـ”داعش” بدخول الأردن خوفاً على الحدود الطويلة مع العدو الصهيوني، نقول أن المنطقة الشرقية من الأردن، المحاذية للسعودية، قد لا تكون خطاً أحمر أمريكياً.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف