الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مبادرة مكافحة الإرهاب بين مصر ودول الخليج بقلم:د.عادل عامر

تاريخ النشر : 2014-08-20
مبادرة مكافحة الإرهاب بين مصر ودول الخليج بقلم:د.عادل عامر
مبادرة مكافحة الإرهاب بين مصر ودول الخليج
الدكتور عادل عامر
أن التطور في ملف مواجهة الإخوان بعد القرار السعودي يتضمن شقين: الأول، أن الفواصل بين الإخوان وبين الجماعات الإرهابية تزول، بحيث تتحول الجماعة إلى غبراء أخرى قريبة تنظيميا من داعش في العراق وسوريا. وثانيا أن النفوذ التقليدي للإخوان في الخليج يتقلص وهو كان الحضن التاريخي الذي آواهم وأكرمهم وعملقهم.لان هناك جبهة جديدة تتشكل في المنطقة نتيجة للتحولات فيها بعد الزلزال الذي حدث في مصر في 30 يونيو وأطاح بالإخوان وأحدث تغيّرات في خريطة المنطقة، وانخفاض منسوب الإخوان في ليبيا وتونس غربا، وتراجع دورهم في المعارضة السورية شرقا بعد أن كانوا يسيطرون على المجلس الوطني السوري بمساعدة قطر.
ورأى أن ما يحدث للإخوان في الخليج العربي هو توابع الزلزال المصري وهذا التطور سيستمر في المستقبل حتى تتم محاصرة الجماعة كليا. لا يستطيع فصل إجراء السعودية ضد الإخوان عن قرار سحب السفراء من قطر، لكنه سياق واحد يعمل على مواجهة التهديدات، و أننا سنرى في القريب العاجل إجراءات أخرى مماثلة بين الدول العربية.لان خرائط الصراع على منطقة الشرق الأوسط تشهد تغيّرات، لأن التقارب الأميركي الإيراني من تحت الطاولة زاد من مخاوف دول الخليج وهذه المخاوف تجعلها بمعايير المصالح تسعى إلى الاستناد إلى الدور المصري، لأنه معروف أن الجيش المصري ترتيبه عالميا رقم 13، أي أعلى من ترتيب إيران العسكري، ولهذا شهدنا مناورات على شواطئ الخليج يشارك فيها الجيش المصري مع الجيش الإماراتي لأول مرة منذ حرب تحرير الكويت، من منطلق إذا كانت إيران زحفت إلى شواطئ البحر المتوسط فستزحف مصر إلى الخليج العربي إلى محطة مواجهة واضحة. أن جماعة الإخوان كفكرة ابتدعها حسن البنا انتهت والجميع في العالم العربي ماعدا الإخوان يدركون جيدا أنها إلى زوال بعد تآمرها ضد الأنظمة والحكومات العربية وممارسة العنف، أما التنظيم فسيحاول الاستمرار بالمجهود الذاتي لعام أو عامين ولكن الأكيد أنه انتهى. أن قرار السعودية وما تبعه من قرار موريتانيا إدراج الإخوان كجماعة إرهابية سيساهم في حصار التنظيم عربيا.
لان دفاع تركيا عن الإخوان، وبكاء رجب طيب أردوغان من جراء فض قوات الأمن المصرية لاعتصام رابعة، والإقدام على التضحية بالعلاقات مع مصر بسبب التطورات الداخلية وسقوط حكم الإخوان، يكشف عن حقيقة الروابط بين النخبة الحاكمة في تركيا وحركة الإخوان المسلمين، فالعلاقة ليست محض تعاطف بين تيارات سياسية ذات خلفيات وجذور إسلامية، وإنما ترتبط كذلك بطبيعة العلاقة التنظيمية بين أردوغان وبعض من صحبه مع "التنظيم الدولي" للإخوان، خصوصا أن القضية المركزية للطرفين تتمثل في عودة "الخلافة الإسلامية" ولكن بصورة أكثر عصرية، وتقوم على التدرج في تمتين الروابط السياسية والاقتصادية والعسكرية بين بلدان العالم الإسلامي.
 فمن جانب حركة الإخوان، يُنظر إلى دولة الخلافة كمصدر حماية "الأمة الإسلامية" من التشتت والفرقة، وكانت وسيلة تحقيق هذه "الحماية" انتشار الجماعة داخل مختلف الدول الإسلامية والسعي إلى التشبيك بين أفرعها المختلفة، لتشكيل أول تنظيم جماهيري للتيار الإسلامي عابر للحدود القومية في العصر الحديث. انبنى على ذلك أن اتخذت الجماعة موقفا معارضا لكل الإصلاحات السياسية والدستورية والاجتماعية التي تبناها مصطفى كمال أتاتورك، والتي كانت نشأة الجماعة ذاتها رد فعل عملي لها، كونها أفضت لطمس الهوية الإسلامية بدولة الخلافة العثمانية من أجل تأسيس الدولة الكمالية – لان الرياض وضعت قائمة بالإجراءات الردعية المحتملة، من بينها إغلاق الحدود البرية ومنع استخدام المجال الجوي السعودي في عمليات النقل من وإلى قطر وتجميد اتفاقات تجارية واقتصادية جرى التوقيع عليها منذ عام 2006.لان قطر لن تتخلى عن استضافة أعضاء من جماعة الإخوان بمن فيهم يوسف القرضاوي. وأضاف المصدر "منذ تأسست قطر قررنا أن نتخذ هذا النهج وهو الترحيب الدائم بأي شخص يطلب اللجوء في بلادنا ولن يدفعنا أي قدر من الضغط لطرد هؤلاء"،
"من حق كل دولة ذات سيادة أن تكون لها سياستها الخارجية الخاصة".وقد يترتب على ذلك أن تزداد مساحات الاختلاف والتباين ليس بين تركيا ومصر وحسب، وإنما أيضا بين تركيا والعديد من الدول العربية الأخرى، التي ترفض بدورها موقف الحكومة التركية بعدما غدت تمثل الراعي الرسمي لاجتماع القيادات الأممية لتنظيم الإخوان على الأراضي التركية، بما قد يعزز من مناخ عدم الثقة بعد سنوات طويلة من إجراءات بناء الثقة المبنية على مصالح مشتركة وأهداف حكمت الظروف الإقليمية تطابق المواقف فيها في كثير من الأحيان. . أن قطر ميزت في وقت مبكر صعود "الإسلام السياسي"، وعلى الرغم من استياء جيرانها في الخليج، إلا أنها وكعادتها حاولت ركوب الموجة الإسلامية والاتصال مع الممثل الأبرز لهذه الموجة وهي مصر برئاسة الرئيس المعزول "محمد مرسي"، بعد أن كانت علاقتها بمصر متوترة على مدى سنوات. ولكن بعد سقوط نظام الإخوان في مصر، خسرت قطر حليفا رئيسا لها، كذلك قدرة التأثير التي لا يستهان بها التي كانت لها في القاهرة، وقد حاولت لكن بدون نجاح أن تقدم نفسها بعد ثورة 30 يونيو 2013 في مصر على أنها تدعم الشعب المصري وليس هذا النظام أو ذاك.
 أن الخلاف كان يختمر منذ بعض الوقت وربما يتفاقم..فالشائعات تشير إلى أن السعوديين هددوا سرا بإغلاق الحدود مع قطر، وهي الصلة البرية الوحيدة لقطر مع العالم الخارجي، وكذلك إغلاق المجال الجوى السعودي أمام الطائرات القطرية. وهو ما سيزعج الأميركيين الذين ينسقون نشاطهم العسكري في الفضاء الجوي بين سوريا وأفغانستان من قاعدتهم في قطر. وهذه التوترات الداخلية تجعل من الصعب على واشنطن طمأنة الحكومات الغاضبة في الإمارات والسعودية بأن المفاوضات مع إيران حول برنامجها النووي لن تقوض أمن الخليج..وهذا الانهيار الدبلوماسي المتمثل في سحب السفراء يحول دون أي أمل لتنسيق جهودهم المتنافسة لدعم المعارضة السورية، وهو هدف غربي آخر. ويقول ستيفنز إن الخلاف بين دول الخليج لا يفيد حقاً. إذا تم عزل قطر بشكل فعلي، فهذا يعني تعزيز علاقاتها مع قوى إقليمية بديلة ومنافسة للمجموعة الخليجية مثل إيران وتركيا وإسرائيل. ويصب الأمر في مصلحة الإسلام السياسي، الذي يطمح إلى إحداث شرخ في البيت الخليجي الملكي الذي تصدى لسيطرتهم على المنطقة العربية. ومؤشر على ذلك، استعداد قيادات جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، للقيام بزيارة إلى العاصمة القطرية الدوحة لإعلان تضامنهم مع قطر في وجه الإجراءات الخليجية. وهو ما يمثل رسالة تحذيرية بأن جماعة الإسلامي السياسي التي تستخدمهم قطر لصياغة دولة حكومة إسلامية هناك تهدد الجوار السعودي، لا يهمهم إلا بقاء قطر في أحضانهم. وقد ينجح الإخوان في تحويل قطر إلى مركز ثقل في خدمتهم، فهم يعتزمون استغلال الأزمة لاستكمال فصل قطر عن محيطها وتوظيف مقدراتها المالية الضخمة لخدمتهم، خصوصا في ظل أزمتهم الكبيرة بعد خسارتهم الساحة المصرية. وهو ما يشكل خطر كبير على قطر نفسها، فحينئذ ستكون موضع صراعات داخلية، وتحركات خارجية لإسقاط آل ثان.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف