الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مفاوضات القاهرة إلى أين ؟ بقلم:د. محمد خليل مصلح

تاريخ النشر : 2014-08-20
مفاوضات القاهرة إلى أين  ؟ بقلم:د. محمد خليل مصلح
مفاوضات القاهرة إلى أين  ؟
د. محمد خليل مصلح
لم ولن تكون المعركة الاخيرة على طريق التحرير ؛ هذا واقع وحقيقة ما يجري اليوم في الحرب على قطاع غزة ؛ لم أكن أتصور أو أتوقع أن دولة الاحتلال ستوافق على كل المطالب الفلسطينية ؛ لأن أي قيادة يتعذر عليها التسليم بالهزيمة السياسية ؛ المسألة الاخرى التي تشكل عائق امام القيادة الاسرائيلية مفهوم المصالح الامنية لدولة الاحتلال ؛ نتنياهو اسرائيل لن توافق على أي صيغة لا تضمن الاعتراف بالحاجات الامنية ؛ لذلك كنت وما زلت ارسم سيناريوهات كثيرة لكيفية الخروج ؛ لكل طرف حد من الاحتمال والصبر والتحمل بالاعتماد على الجبهات الداخلية ، ومن الخطأ ان يسمى ما يجرى من مفاوضات في القاهرة  تسوية سياسية واتفاق دائم مادام التفاوض لا يتعلق برحيل الاحتلال ؛ الواقع غير ذلك هو لا يتعدى وقف للقتال مع بقاء الباب مفتوحا لأي تطور ميداني امني سياسي بشرط ألا يكون ما يجري تصفية للمقاومة.
لا بد من الاعتراف ان تصلب المقاومة كان عامل مهم جدا في تصعيب مهمة الوسيط المصري ، وأيضا في افشال تكتيكات الوفد الاسرائيلي في المفاوضات ، ومع ذلك من الخطأ تجاهل قدرات الوفد الاسرائيلي المفاوض في اللعب على الوقت والمناورات الذكية لإضعاف ارادة الوفد الفلسطيني ، والعمل على  شق صفه من جانب ، وتمرير الرغبة المكبوتة لديه بمساعدة الطرف المصري ؛ بإعادة السلطة وتقوية ابي مازن في المرحلة القادمة ؛ ما لم تستطيع فعله كل الاطراف لإسقاط حكم حماس تقترب مصر وإسرائيل بتحقيق الكثير منه في المفاوضات الجارية في القاهرة ؛ هذا على الاقل من وجهة نظر اسرائيلية مصرية عدا حكومة ابو مازن  "التوافق " .
المناورة الاسرائيلية الاخيرة وقبل دقائق من انتهاء التهدئة ؛ استخدم الوفد الاسرائيلي مناوراته لخداع الاطراف وابتزازها ؛ العودة الى اسرائيل لمراجعة القيادة السياسية والأمنية ؛ العودة الى نقطة البداية لإرباك الوفد الفلسطيني والضغط على مصر للضغط على المقاومة ؛ نتنياهو كان وما زال بحاجة للإنقاذ من المأزق السياسي ؛ الوضع الداخلي بالنسبة لنتنياهو سواء داخل حزبه الليكود او في الحكومة لا صب في مصلحته بل ينتظره الكثير من المشاكل التي ستنعكس حجم خسارته الشخصية فهو لم يعد قائد لحزب الليكود ولا محل اجماع وطني  مع الاخذ بعين الاعتبار ان ما قد ينقذه انه لا يوجد في اسرائيل الزعامة البديلة إلا شخص يبدو ان نجمه بدء يعلو موشيه بوغي يعلون وزير الحرب .
 تكتيك مصر في ادارة المفاوضات بين الجانبين مدت نتنياهو بحبل النجاة مرحليا للأسف ؛ فهي أولا منحت نتنياهو الوقت الكافي لمعالجة الوضع الداخلي ، ومناقشة تداعيات الاتفاق أمنيا وسياسيا ، وهي ايضا منحت نتنياهو القدرة على اخفاء هزيمته بادعاء انه لم يتنازل عن مطالبه بالحفاظ على المصالح الامنية الاسرائيلية شرطا للتوصل الى تفاهمات  ، وانه لن يعطي حماس أي نصر بالاستناد الى تكتيك ترحيل القضايا السياسية تكتيك مفاوضات اوسلو  ترحيل القضايا العالقة الى وقت وظروف أخرى ، وتقسيم الاتفاق الى مرحلتين الاولى ضمت القضايا الانسانية مثل المعابر و الإعمار تحت مظلة السلطة والمجتمع الدولي ؛ و والمرحلة ترحل الى شهر وشهرين او أكثر ما يسمح له بادعاء ؛ ان الحديث حول القضايا السياسية بتحرير الاسرى ، والميناء والمطار مرتهنة ومربوطة بتلبية بالحاجات والمصالح الامنية لدولة الاحتلال ؛ نزع سلاح المقاومة ووقف اطلاق الصواريخ وحفر الانفاق الى داخل اسرائيل ؛ استدراكات الوفد الاسرائيلي على تكتيك الوسيط المصري ؛ منحت نتنياهو القدرة على المناورة في الساحة الداخلية ؛ ها هو نتنياهو يستجمع قواه في مواجهة المزايدات من المنافسين له والمزايدين عليه يجتمع مع القيادة العسكرية والأمنية للتشاور وأخذ وجهات نظرهم حول الاتفاق وتداعياته والوقوف على الثغرات ان وجدت لمواجهة اعضاء الكيبينت الذين ينتظرون الاجتماع بنتنياهو لإطلاعهم على بنود الاتفاق .
نتنياهو يفقد الدعم من اعضاء الكابينت ؛ فهو مشلول الارادة ومطوق من الجميع بعد ان اضطر الى مواجهة الانتقادات من وزراء في الحكومة الاسرائيلية وأعضاء في حزبه ومن وزراء الكابينت ؛ الذين شعروا بأن نتنياهو لا يطلعهم على مجريات مفاوضات القاهرة ؛ حالة التكتم الشديد والضبابية التي فرضها الاعلام الاسرائيلي على المفاوضات خاصة في اللحظات الاخيرة مقابل الاعلام الفلسطيني - مع ما لنا عليه من نقد حول طريقة نشره المعلومات دون التدقيق ما اربك المواطن والمراقبين والمتابعين والمحللين - الذي اصبح مصدر معلومات للجانب الاسرائيلي ما أحدث حالة الغضب الشديد على نتنياهو .
يبدو اننا وقعنا في شرك الرغبات والميول لبعض الجهات الاقليمية والداخلية ؛ بحيث اقنعنا البعض بجدوى المفاوضات في الوقت غير المناسب ؛ كان الذهاب مبكر جدا ؛ يمكنني ان ادعي انه خطأ استراتيجي ؛ لا ينم عن دراية بعقلية دولة الاحتلال ولا بقياداتهم ؛ بدراسة تقييمية للحالة الاسرائيلية الداخلية كانت توحي أنها تتطلب منا زيادة الضغط ، واستنزاف الجانب الاسرائيلي ؛ ما كان يجب ان نغفل عن النقاط التي حققتها المقاومة على الارض خاصة على الجانب المعنوي ، والمادي للجيش ، والحالة النفسية ، والخوف الشديد من المواطن بمعنى التصدع في الجبهة الداخلية الاسرائيلية ؛ بعد أن حولت المقاومة غلاف غزة عمق استراتيجي للمقاومة نقلت المعركة اليه ما أربك قيادة الجيش وقيادته العسكرية ؛ بحيث دفع الجيش الى اعادة التمركز خشية الهاون والقذائف ؛ هذا السلاح الذي تحدث عنه الجنود الاسرائيليين لتوفير موضع عسكري آمن للجيش ؛ هذا على الصعيد العسكري ؛ اما على الصعيد السياسي يجب ننتقل الى المرحلة الثانية من المعركة امام شلل القيادة الاسرائيلية ورفضها التعاطي مع الحقائق ونتائج المعركة الحالية ؛ نتنياهو لا يملك القرار ولا التوقيع على أي اتفاق يحسم الحرب لمصلحة المقاومة فهو انتحار سياسي بالنسبة له ؛ على قيادتنا السياسية والعسكرية الانتقال الى العناصر الاخرى ؛ الضفة الغربية الجيش الاحتياطي لغزة خطة تجميع للقتال العسكري والبدء بمرحلة القنابل البشرية ن والعنصر الآخر القرار السياسي المناسب الهجوم السياسي على الجبهة المعادية للمقاومة بتسمية الاشياء بمسمياتها ؛ الوقت ينفذ فلا تضيعوه لمصلحة دولة الاحتلال .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف