الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

علمتني الحرب (1) بقلم:لمى خاطر

تاريخ النشر : 2014-08-19
علمتني الحرب (1) بقلم:لمى خاطر
علمتني الحرب (1)

لمى خاطر

تحت هذا العنوان نشرتُ سلسلة تغريدات، وأنوي استكمال نشرها لأجمعها في مقال أو عدة مقالات، تتحدّث عن دروس مستقاة من حرب (العصف المأكول) في غزة، وهي الحرب التي انتشر عبير مقاومتها في أرجاء الأمة، وظلّ مقيماً بين دروبها. فساعد المقاتل ما فتئ المعلّم الملهم، وهو الكفيل بحملك على التخلي عن نظريات بنيتها في عقلك والتمسّك بغيرها، مثلما أنه معيار اختبار الصدق، والقنديل الهادي للحقيقة دونما عناء.

·        علمتني الحرب أن صاحب الفعل يمتلك الأحقية بالمطالبة والتوجيه والتقييم، وأن المرء لا يملك مطالبة غيره بما يعجز هو عن فعله، وأن مشكلتنا ليست في أننا لا نبصر الطريق أو نحتاج من يدلّنا عليها، بل في أن النخبة الفاعلة ما زالت أقلية في أي مجتمع، وعلى هامش فعلها يصطف آلاف المتحدثين والمنظرين، مفترضين أن الكلام مطلوب منهم والفعل مطلوب من غيرهم.

وعلمتني، أنني لا أصنع شيئاً يستحقّ الذكر إن اجترحتُ خطة للتغيير ولم أكن جزءاً من تنفيذها، أو إن امتدحت إنجازاً وصفّقت له واستثقلتُ انسحابه على واقعي، علمّتني، أن الصدق مع الذات أساس للتغيير، وأن تجنّب الادعاء خلق إنساني رفيع، وأن صاحب الأثر ليس ناطقاً باسمه بل ساعياً إليه ودالّاً بخطواته عليه.

علمتني الحرب أن أبقي تلك الآية من كتاب الله أمام ناظريّ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ، كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾

·        علمتني الحرب أن المجتمع المترف لا يُنتظر منه تغيير يُذيب جمود التاريخ أو يصنع مراحل فارقة، وأن الاستعداد للثورة لا ينمو في الأوساط المريحة، بل في نتوءات القهر ولجّة المشقة، وأن استثقال التضحية يتناسب طردياً مع مراكمة مكتسبات الحياة وتعدد مصالح المرء فيها..

وأن عدوّك حين يجرّدك من مقوّمات الحياة فهو في المقابل يضاعف سهام الغضب والثورة في كنانتك، وحين يجعل ظهرك للجدار فإنه يريحك من حسابات جزعك من مآلات الخسارة.

·        علمتني الحرب أن التشويه الذي قد يطال تجربة صادقة والظلم الذي قد يلحق بها سيتكفل الله والتاريخ بكشفه ورده إن استقامت على طريقها ولم تلتفّ على هدفها بالشعارات الخادعة، وإن ألزمت نفسها بالوفاء لوعودها وظلّت بارة بغاياتها.. وأن الخسارات الآنية قابلة للتعويض، لكنّ تصدّع المبادئ، وتفتت الهيبة، لا يعوّض، ولا يرمّم بالكلام.

·        علمتني الحرب أن المقاومة المنجزة هي المقاومة المبصرة ومتكاملة البناء والحائزة على عناصر التفوّق الأساسية، لا تلك المتأسسة على ردود الأفعال والهبّات المفاجئة، وأن المقاومة المثمرة هي التي تحملها عصبة من المؤمنين كمشروع حياة، لا كمتنفس للغضب من حين لآخر، وأن قليلها الدائم خير من كثيرها المنقطع، وأن الوطن الساعي للتحرير لا بدّ أن يقدّم حاجته للسلاح على حاجته للغذاء والكساء، وأنه إن صنع جزءاً من سلاحه بنفسه فقد اختصر مراحل من عمر التحرير وطوى دروباً من الانتظار وأغلق ثغرة الابتزاز الخارجي وسطوة الانتهازيين على قراره.

·        علمتني الحرب أن الموت لا يؤجل ولا يُستجلب، وأنه ما من موت سهل وآخر صعب، وما من موت مؤلم وآخر مريح.. هي صورة خارجية خادعة تعلق في ذهن من يرى تطاير الأشلاء؛ فيظن الموت على الفراش أيسر منه تشظياً بقذيفة دبابة أو صاروخ. إنما هناك موت استثنائي وآخر عادي، هناك موت مدوّ وآخر خافت، هناك موت مهيب وآخر باهت.. هناك موت يؤسس لحياة أجيال وآخر يديم رقدتها.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف