الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إسرائيل تستنزف وقت المفاوض الفلسطيني بقلم:رامي فرج الله

تاريخ النشر : 2014-08-19
إسرائيل تستنزف وقت المفاوض الفلسطيني

رامي فرج الله
الكاتب الصحفي- غزة

استنزفت إسرائيل وقت المفاوض الفلسطيني عبر تمديد وقف إطلاق نار جديد اليوم، والمستمر منذ 15 يوماً، وذلك لعدة أهداف تجعلها تتهرب من العقاب الأممي بسبب قتل المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ الآمنين في منازلهم، بتباعها سياسة معينة تتلخص في التالي :

أولاً: محاولة دراسة شخصية الوفد الموحد الفلسطيني:
إسرائيل اتجهت إلى القبول بتمديد وقف إطلاق النار ، والمطالبة أحياناً أخرى به، لمعرفة طباع أعضاء الوفد الفلسطيني الموحد، و الإلمام بآرائه وتوجهاته ونفسياته، حيث أن الوفد الإسرائيلي ضم بروفيسراً في علم النفس، الذي يكشف به عما بداخل الوفد والتعامل معه ، بيد أن ذلك لم يتحقق نظراً لأن المفاوضات التي تجرى بالقاهرة غير مباشرة وجهاً لوجه، وهذا في حد ذاته نجاحاً يسجل أعضاء الوفد الموحد.

ثانياً: العمل على إحداث بلبلة ونشر الإشاعات بين الفلسطينيين في غزة:
وإسرائيل جهزت نفسها لذلك منذ وقف إطلاق النار الأول الذي كان 42 ساعة ثم تمددت إلى 72 ساعة، لتبث الشائعات عبر أدواتها في قطاع غزة بين الفلسطينيين الصامدين، كابتداع وجود خلافات في الوفد الفلسطيني، وخلق فتنة بين المواطن الغزي ومقاومته، وكل هذا من أجل النيل من عضد الوحدة الوطنية ، التي أعتقد أنها تجسدت في أبهى صورها ، والتي أعتقد أيضاً أنها ليست حالة طارئة، وجدت نتيجة حدث ما، بل زاد تماسكها بتصلب المفاوض الفلسطيني بالقاهرة على مطالبه، وصمود فصائل المقاومة على الأرض، وتكافل شعبنا بأطيافه السياسية كافة.

ثالثاً: تمييع قضية العدوان على غزة:
كلما طالت مدة وقف إطلاق النار كلما خبت الهمة لقتال العدو، وكلما بردت قضية قتل المدنيين الفلسطينيين في غزة، وبدأ يشعر بالضعف بعد مشاهدته لمناظر الدمار والإبادة العرقية، مما ينعكس ذلك سلبيا على نفسه، ويدفعه إلى فقد الثقة بالمقاومة والمفاوض الفلسطيني على حد سواء، وهذا ما هدفت إليه إسرائيل حتى يحدث شرخ بين المواطن الغزي ومقاومته، مما يؤدي إلى تفكك الجبهة الداخلية الفلسطينية، وكل ذلك في النهاية يهدف إلى تمييع القضية الرئيسة، وإبعاد أنظار العالم عما حدث في غزة من عدوان، الأمر الذي يعزز من مكانة إسرائيل في داخل الكيان الصهيوني، ويبرئه من جرائم الحرب والإبادة الجماعية.

رابعاً: تفكيك الجبهة الداخلية الفلسطينية:
كلما تجددت مدة وقف إطلاق النار في غزة، أدى ذلك إلى دخول الملل إلى نفس المواطن الغزي، وبالتالي سوف يؤدي هذا إلى فقدان الصمود الشعبي للمقاومة، الأمر الذي يترب عليه تفكيك الجبهة الداخلية الفلسطينية، ومن ثم يسهل السيطرة من قبل الموساد الإسرائيلي على الوضع في غزة برمته، وهذا يجعل من الاحتلال أن يضيع طعم الانجازات والمكتسبات التي حققتها المقاومة على الأرض، ويعد تكتيك صهيوني جديد في تحويل هزيمة نتانياهو وجيشه في غزة إلى نصر.

كل تلك المؤشرات تدلل على أن العقلية الإسرائيلية تطورت، وتطورت معها أساليب الخبث والمكر، فالمكر صفتها، تدفعها إلى ابتداع أساليب قذرة للحفاظ على حياته وأمنه على وجه الخصوص، وهذا ما ننبه إليه على الدوام أن يكون رجال المقاومة وقيادته على دراية بأهداف وأبعاد العقلية الصهيونية.

وعلى الصعيد الآخر، ينبغي على المفاوض الفلسطيني حسم رأيه في إبداء كلمة الفصل، إما استمرار المقاومة، وإما التوصل إلى اتفاق، وإنهاء التفاوض مع احتلال لا يعرف سوى المماطلة والتسويف، أو حتى التلويح بالانسحاب من المفاوضات لإجبار إسرائيل على الموافقة على المطالب الفلسطينية.

رغم أن المفاوضات مع العدو صعبة جداً، وهو يماطل من أجل كسب الوقت في تمرير مخططه بإشعال نار الفتة من جديد في قطاع غزة، وخلق حرب أهلية من خلال زرع بذور الكراهية والانقسام بين الفلسطينيين، وإحداث الخلافات بين فصائله، ليحقق مآربه في إفشال الوحدة وحكومة التوافق، و إحباط المشروع الوطني في إقامة الدولة الفلسطينية وتقرير المصير، و قد بدأ هذا واضحاً بكثرة الحديث عن الوحدة الوطنية، و تفجير موضوع دفع الرواتب لموظفي غزة.



علينا أن ندرك أنه لولا تماسك الفلسطينيين في غزة لما صمدت المقاومة، وما فاوض الوفد الموحد بكل هذه الصلابة، فالعلاقة تكاملية ينبغي الحفاظ عليها لمواجهة تعنت الاحتلال الإسرائيلي.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف