الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ميتا تاريخ بقلم:نسيم قبها

تاريخ النشر : 2014-08-19
ميتا تاريخ بقلم:نسيم قبها
ميتا تاريخ ؟

تبئير


إن النسق الحضاري للبشرية هو وجود يتحدد باعتباره كيانا ينبثق ويتحدد في أفق بين-ذاتي ، يجعل الذات ترنبط بالآخر في سياق تاريخي يطبع وجوده ويمنحه أبعاد وخصائص أخرى ، لذا كان انتماء الإنسان الى المجتمع والطبيعة يفرض حضور التاريخ كصيرورة فاعلة في الوجود الإنساني ، مما يجعلنا في كينونة التاريخ كمفاصل حتميَة ، فنكون حبره الذي يقرؤه المجتمع القادم.
ولان قيمة الأحداث وأهميتها لا تقاس بالبعد الزمني، كان الحدث بارزا من وجهة كاتبه المؤطَر، حين يؤرخ للحدث المتأثر به، أو الذي يؤثر في قراءة جديدة ، لها دور جديد، وهكذا تتحرك عجلة التاريخ مسهمة في البيئة الكونية المجتمعية كوجه آخر للحضارة الإنسانية التي هي نتاج ومنتج للتاريخ.

إذا كيف تكمن هوية التعريف بالمادة والكينونة في ا لتاريخ؟.

هنا تحضر وجهات النظر والتصورات التي كنست الأحداث والوقائع باعتبارها تاريخ ، فالتاريخ ليس مجرد اسما لمكان أو كيان في تسلسل كرونولوجي مبتسر، لأن فعل التنقيب والتمحيص في التاريخ سيجعلنا ننساق طواعية للتسليم بكون التاريخ هو فعل التأريخ المنتج للممارسة الثقافية التعلمية ،والتي تحصل بشكل حتمي بعد صياغة تلك التصورات والإفتراضات المحدثة، و التي تفصح عن نفسها بكامل تفاصيلها المغوية، كي لا يحتجب عنها شيطان القارىء الذي يعبث دوما في التفاصيل.

ولأن الوقائع والأحداث لاتؤمن بالافتراضات التي تختبىء عن ذهن أصحابها كمؤرخين اجتراريين هم مجرد رواة أحداث ، فقد بات أولئك المؤرخون والكثير منهم يكتبون دون الوعي بأهمية ما يسطرونه ، لذلك كان طبيعيا أن تخاف وترتعش افتراضاتهم البعيدة عن تلك الوقائع، ويسكت عنها كما الفيروس الذي يشل قدرتهم النقدية في الإنشاء الذي يرقى لطموح النقد، مما يقعدهم عن الفهم ،ويذعنون بالتزام لدين المدرسة كمؤسسة رائعة في التحفيظ (اجترار) ، فاشلة في التعليم ، وهكذا يسقطون مع اسفارهم بداء الإجترار،فتنسخ ،وتستنسخ عقول المتعلمين من دائهم ، ويستعمرونها كما استعمرت من قبل.

ولأنني قرأت الكثير في هذا السياق حتى آمنت بضعفي ، واعتقادي بخصوبة تربة التاريخ وحيوتها
كبيئة منتجة للمعرفة ومحفزة للتعليم ( تعليم مغاير)، كان لا بد من الإعتراف أن لا إسقاطات ستنجح في تعريف التاريخ كمفهوم، تعريف معين ، ولن نجد أحدا حاول ان يحصر التاريخ بمفهوم واحد أصلا ، لأن الفشل سيكون حليفيه بالطبع في كل مرة لا يذعن فيها لقدرية أن التاريخ متغير ومحير تماما ، ففيه تختزن ذاكرة الإنسان وماضيه كفاعلية بشرية تواكب صيرورته الخلاقة ، فالإنسان والتاريخ هما منتوجا لتلك الدينامية التي تتميز بمنطقها الخاص ، وهنا يكمن المسارالإنساني المتوجه للفاعلية والحرية والإرادة الإنسانية.

وبما أنه لا علم لنا في مقدار صحة ان لا شيء في الوجود يضيع او يتلاشى مع الزمن - لكني مؤمن أن لا سبب منطقي هناك يجعلنا مفصولين عن الماضي والمستقبل - وهذا ما يدفعنا للقول الرافض لإعتبار التاريخ هو تحديد لموقع زمني معين مع اننا نرى ملامحه واضحة هناك،ولا هو مجمل التجربة البشرية على هذا الكوكب وعلى غيره، مع ان بصماته سبقت التجربة ابتداء، ولا هو لحظات فارقة ومهمة لحياة إحدى المجتمعات، مع انه متغلغل فيها حتى البطر ، ولا هو تتال لتقدم محكوم أو تكرار معلوم ،مع أن السَرد وجهه الإعلامي ، ولا هو ذاكرة الإنسان، مع انه معرفة لمكنون الماضي.

إن التاريخ تغلَب على المؤرخين وعلى ذاته، فجعلهم غير واثقين على رسم ملامحه بعدما فشلوا في تحديد ماهيته بشكل مريح ،مما أسهم في تعالي اهمية استنتاجاتنا حول هذا المصطلح( التاريخ) والذي يدفعنا التفكير الفلسفي فيه أحيانا الى عدم الاطمئنان لأي أثر أو وثيقة تاريخية ما لم نخضعها للنقد الداخلي أو الخارجي ، لأنه لا يكفي تحقيق الواقعية التاريخية ولا نفض غبار الشك والريبة عنها ، بل يترتب علينا إعادة بناء التاريخ، إنطلاقا من الوقائع التي حققها حين تدمج في سياقها ، وهكذا فإننا نرى هنا انحيازا لرؤيا معينة في مفهوم التاريخ ،لها منطقها الخاص وتنظيرها الموضوعي ، مما يجعلنا منقادين لعدم رفضها ، بسبب عدم قدرتنا في طرح أقوى.

وبالرغم من تطور العلوم والوسائل التكنولوجية ،إلا أن المعرفة التاريخية تلاقي تحديا جديرا في وجه الفاعلية البشرية وعلاقتها بتلك الوسائل.
ولمَا كان الوجود البشري يتميز بالبعد التاريخي ، فقد غدت سيرورة الجماعة هي وجود تلك التجليات والانعكاسات المتعددة لتتفاعل مع الإرادة والمصالح البشرية، لتنتج تاريخ ، وليعود التاريخ هو من أنتج هذا التفاعل.

نسيم قبها
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف