الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

منظمة التحرير الفلسطينية النشأة والمسيرة بقلم:د.عمر شلايل

تاريخ النشر : 2014-08-16
منظمة التحرير الفلسطينية النشأة والمسيرة بقلم:د.عمر شلايل
بسم الله الرحمن الرحيم
منظمة التحرير الفلسطينية
النشأة والمسيرة

السفير الدكتور
عمر محمود شلايل

مقدمة:
ظل مصير فلسطين عبر التاريخ يحكمه وضعها الجغرافي حيث تتوسط مفارق الطرق بين القارات الثلاث: اسيا، افريقيا، و أوربا، وتصل ما بين البحر الأبيض المتوسط المتصل بالمحيط الأطلنطي والبحر الأحمر وجزء من المحيط الهندي.
وفلسطين بموقعها من أهم بقاع الأرض من الناحية الاستراتيجية والدينية، فأهمية موقعها الجغرافي ومكانتها الدينية جعلاها على الدوام محلاً للاستهداف، وعلى ضوء هذه الأهمية يقول " ناحوم سوكولوف" أنه:
" كان واضحاً أن تقوم بريطانيا بدور على غاية من الاهمية في السياسة الصهيونية".
قامت بريطانيا بتشكيل جبهة الاستعمار الموحدة في عام 1907 والتي ضمت كل من: بريطانيا وايطاليا وبلجيكا وهولندا والبرتغال واسبانيا وشكلت لجنة باسم رئيس وزراء بريطانيا " كامبل بنرمان" واقترحت لذلك: " إقامة حاجز بشري قوي وغريب بحيث يشكل وعلى مقربة من قناة السويس قوة صديقة للاستعمار وعدوة لسكان المنطقة".
واستفاق الشعب الفلسطيني في 31917 على كابوس الغزو البريطاني عندما دخل الجيش البريطاني إلى النقب، ويدخل القدس في 9
917 وهو يحمل معه مشروعه الصهيوني المتمثل في وعد بلفور في 2 917، ثم قيام مؤتمر الصلح في باريس في 18919 من أجل رسم خرائط جديدة للعالم بعد الحرب العالمية الأولى، ثم مؤتمر سان ريمو في ايطاليا في 19920 الذي وضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني، واتفاقية فيصل وايزمن في 3919 التي تعترف بوعد بلفور، واتفاقية سيفر في 108920 التي نصت على ان الدولة المنتدبة على فلسطين مسئولة عن تنفيذ وعد بلفور، وكذلك تم صك الانتداب على فلسطين في 24922 وقامت بريطانيا بإصدار مرسوم بترسيم حدود فلسطين في 19922 واستمرت بريطانيا بتنفيذ أغراض وعد بلفور وتبني القدس الجديدة وتبني فوقها مؤسسات الدولة اليهودية حتى أزمعت بريطانيا الرحيل في 14948. وصدر قرار التقسيم رقم 181 في 29 947 واعترفت الأمم المتحدة بدولة اسرائيل بالقرار رقم 273 الدورة 3 بتاريخ 11949، وبعد النكبة تبعثرت مكونات الشخصية الوطنية الفلسطينية نتيجة للأضرار البالغة التي لحقت بها من جراء قيام الدول الاستعمارية بشطب هذه الشخصية في مؤتمر يالطا 4945 وتتابعت اجراءات إدماج الضفة الغربية في إطار المملكة الأردنية على مختلف الصعد الإدارية والسياسية والاقتصادية والعسكرية ووصلت الاجراءات غايتها الدستورية بالانتخابات النيابية في الضفتين في11/4/1950 و نال الأردن اعترافاً عربياً في 17/6/1950 كما الحق قطاع غزة بمصر. وعلى الصعيد العالمي أصبح الشعب الفلسطيني منسيا، حيث أنه منذ الدورة السابعة للأمم المتحدة من 4/10 إلى 21/12/1952 لم يظهر غير بند التقرير السنوي للمفوض العام لوكالة الإغاثة.
ونتيجة لهذه العوامل اختفت التعبيرات السياسية المختلفة لتيار الوطنية القطرية. وتبعثرت كذلك مكونات النظام السياسي الفلسطيني.
إرهاصات ظهور تيار من الشباب الفلسطيني يدعو للثورة:
كانت فتح أول حركة فلسطينية منظمة منذ 1948 تظهر على المسرح السياسي في أواخر الخمسينات وخاصة بعد 1957 و 1958 و 1959 والتي جاء أفرادها من مناطق فلسطينية مختلفة تعاهدوا على العمل في حركة تحرير وطني فلسطيني لتحرير فلسطين.
ونتيجة لظهور هذا التيار من الشباب والخوف مما قد يحدثه من تأثيرات بالغة على النظام العربي فقد تم طرح إبراز الكيان على الجامعة العربية. و في شهر مارس 1959 طرحت مصر على مجلس الجامعة العربية في القاهرة اقتراحاً يدعو الى اقامة كيان فلسطيني و اقيم عام 1960 ركناً خاصاً بفلسطين في إذاعة صوت العرب.
ودعا العراق في عام 1959 إلى اقامة جمهورية فلسطين تكون لها حكومة وجيش لإنجاز مهمة التحرير، وكان هناك خلافاً حاداً بين مصر والعراق حول هذه الموضوع، وكان العراق يشكك علناً في ضم الضفة الغربية إلى الاردن وخضوع قطاع غزة للإدارة المصرية، و كخطوة عملية أعلنت الحكومة العراقية في شهر أغسطس 1960 عن تشكيل كتيبة لجيش التحرير الفلسطيني و أودعت مبلغاً من المال كرصيد لحكومة الجمهورية الفلسطيني. و قد عارضت مصر كما عارض الأردن بشدة هذا التوجه، و أعلن الأردن في شهر فبراير 1960 منح الجنسية الأردنية إلى الراغبين في الحصول عليها.
الجامعة العربية تقر إقامة الكيان الفلسطيني:
إتخذ مجلس الجامعة العربية قرارا في 15/9/1963 في دورته الأربعين ينص على: "تأكيد حق شعب فلسطين في بلاده وتمكينه من تقرير مصيره بنفسه، وممارسة حقوقه الوطنية كاملة"، و أعلن كذلك: " أن الوقت قد حان ليتولى أهل فلسطين أمر قضيتهم ومن واجب الدول العربية أن تتيح لهم الفرص لتمكينهم من ممارسة ذلك الحق بالطريقة الديمقراطية".
غير أن وفاة أحمد حلمي عبد الباقي رئيس حكومة عموم فلسطين وممثلها في الجامعة العربية أدى إلى تعيين أحمد الشقيري مندوباً عن فلسطين في 19/9/1963.
مبادرة الرئيس جمال عبد الناصر لإحياء الكيان الفلسطيني:
في 23/12/1963 و في مدينة بورسعيد القى الرئيس جمال عبدالناصر خطاباً بمناسبة عيد النصر دعا فيه ملوك و رؤساء الدول العربية إلى الاجتماع لبحث الموقف لمواجهة المشروع الاسرائيلي باعتبار أن قضية فلسطين يجب أن تتقدم في الساعات الحرجة ولحظات الحسم المصيري على كل ما عاداها و تسبقه.
مؤتمر القمة العربي الأول يعقد في القاهرة:
عقد مؤتمر القمة العربي الأول في القاهرة من 13/1 إلى 17/1/1964، و قرر المؤتمر تكليف أحمد الشقيري بأن يتابع اتصالاته لإقامة هذا التنظيم، واجراء المشاورات اللازمة مع الدول العربية والشعب الفلسطيني وصولاً لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، و قد تحفظ العاهل الأردني على هذا المبدأ.
الشقيري يقوم بجولة عربية:
شرع أحمد الشقيري في 19/2/1964 بعد تكليف القمة العربية له في جولة عربية شملت الأردن وسوريا والبحرين وقطر والعراق والكويت ولبنان والسودان انتهت في 5/4/1964 بعودته للقاهرة، وقد عقد أكثر من ثلاثين لقائاَ مع الشعب الفلسطيني ناقش فيها مشروع الميثاق القومي الذي أعده بنفسه قبل ذلك.
أحمد الشقيري يختار أعضاء المجلس الوطني:
لقد اختار أحمد الشقيري ممثلي الشعب الفلسطيني لمؤتمر القدس وبلغ عددهم 420 عضواً على أساس صفتهم الفردية الشخصية لا الحزبية أو التنظيمية، وقد جاءت تركبية أعضاء المجلس الوطني من الأعيان ورؤساء البلديات والمجالس القروية في المملكة الأردنية الهاشمية ورجال الدين و المحامين والأطباء والصيادلة والمهندسين وأساتذة الجامعات و أعضاء المجلس التشريعي في غزة ورؤساء الغرف التجارية و التجار وغيرهم من رؤساء مجالس الشركات، جاء المؤتمر ليضم أغلبية ساحقة من ممثلي الفئات العليا من الرأسمالية الفلسطينية.
و قد اشترك في المؤتمر 397 مندوباً وكان للمشاركين من الأردن حصة الأسد حيث بلغ عدد الأعضاء منه 249 عضواً أي حوالي 60% من المشاركين، وكانت توزيعة المؤتمر كالتالي:
اولاَ: فريق الشقيري: وهم من الأوساط الاقتصادية والاجتماعية العليا وهم في الأغلب من المستقلين.
ثانياً: فريق القوميون العرب والناصريون الذين كان لهم نفوذاً محدوداً.
ثالثاً: فريق البعثيون وهم قليلو العدد.
رابعاً: فريق فتح الذي كان ينادي بالكفاح المسلح واستطاعت فتح أن يكون لها 15 عضواً في المجلس الوطني الأول الذي عقد في القدس في 28/5/1964 منهم: ياسر عرفات وخالد الحسن و خليل الوزير ورفيق النتشة وكمال عدوان ومحمد النجار وكمال الدين السراج وزهير العلمي وهاني القدومي وغيرهم.
فتح تعترص على منظمة التحرير الفلسطينية:
علقت مجلة فلسطيننا على مؤتمر القمة العربي الأول و المتعلق بإنشاء كيان فلسطيني أن المطلوب ضرورة إبراز كيان فلسطيني وممثلين للشعب الفلسطيني بإرادة فلسطينية شعبية لا بقرار من الدول العربية، وطالبت في تعليقها أن يكون الكيان ثورياً ومرتكزاً على الثورة الفلسطينية وأن يكون الجيش مرتبطاً بالسلطة العليا للتنظيم الشعبي الفلسطيني واعتبار التنظيم العسكري هو القاعدة للكيان الفلسطيني وحاولت فتح أن تقنع الشقيري بضرورة أن يكون الكيان الجديد مدعوماً بقاعدة شعبية لكن التفاوض مع الشقيري باء بالفشل.
الأردن يتحفظ ويرفض فكرة كيان مستقل:
منذ البداية وتجنباً لتصعيد الخلافات سعى أحمد الشقيري إلى جعل الملك حسين يشرف بنفسه على افتتاح مؤتمر القدس بناءً على نصيحة من الرئيس جمال عبد الناصر، و تجنب الملك حسين في خطابه ذكر منظمة التحرير الفلسطينية واستخدم عبارات أيها الإخوة المواطنون، يا أبناء فلسطين، وسمى المؤتمر بمؤتمركم العتيد أو اللقاء الكبير أو المؤتمر التاريخي ولم يصفه ولو لمرة واحدة بأنه فلسطيني أو وطني.
أما أحمد الشقيري فقد أعلن في خطابه الافتتاحي متقيداً بما تم الاتفاق عليه مع العاهل الأردني أن الوحدة هي الطريق لتحرير فلسطين، وأن انبثاق الكيان الفلسطيني في القدس لا يهدف إلى سلخ الضفة الغربية عن المملكة الأردنية الهاشمية ولكن الهدف هو تحرير وطننا المغتصب غرب الضفة الغربية ونحن لا نتعرص للكيان الأردني لا من قريب ولا من بعيد وقال لسنا حكومة ولا نريد أن نكون حكومة ولا نريد أن تكون لنا سيادة وهذا تطميناَ للعاهل الأردني.
الشقيري يفتتح المؤتمر:
رحم الله أحمد الشقيري في ذكرى رحيله الرابعة و الثلاثين فقد قال في افتتاح المجلس الوطني الفلسطيني الأول في 28/5/1964 وبحضور 397 مندوباً وحضور العاهل الأردني الملك حسين قال الشقيري:
"بعد الاتكال على الله بسم المؤتمر العربي الفلسطيني الأول المنعقد في مدينة القدس في هذا اليوم السادس عشر من محرم 1384هـ الموافق الثامن والعشرين من مايو 1964 قيام منظمة التحرير الفلسطينية قيادة معبئة لقوى الشعب الفلسطيني لخوض معركة التحرير ودرعاً لحقوق شعب فلسطين و أمانيه وطريقاً للنصر".
وقال في ختام بيانه: "إيماناً بحق الشعب الفلسطيني في وطنه وتحقيقاً لإرادة شعبنا وتصميمه على خوض معركة تحرير وطنه، وتحقيقاً لأمنية أصيلة عزيزة من أماني الامة العربية متمثلة في قرار جامعة الدول العربية و مؤتمر القمة العربي الأول".
و أعلن الشقيري مشروعاً للميثاق القومي مكوناً من 29 مادة وقد حدد الميثاق شعارات ثلاثة هي:

(1) الوحدة الوطنية. (2)التعبئة القومية. (3)التحرير.
القمة العربية الثانية توافق على مقررات اللجنة التنفيذية:
قام وزراء الخارجية العرب بوضع مقررات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير على جدول أعمال القمة العربية التي وافقت عليها، وعارضت كل من المملكة العربية السعودية وسوريا قيام منظمة التحرير الفلسطينية، واغتنم الشقيري موافقة الزعماء العرب في مؤتمر القمة الثاني في الاسكندرية في نهاية عام 1964 على تأسيس وحدات عسكرية في الدول العربية المحيطة بفلسطين وكذلك العراق ورصد أكثر من 90% من موازنة المنظمة لتأسيس ذلك الجيش، وعين اللواء وجيه المدني الذي كان يعمل مع الجيش الكويتي قائداً لجيش التحرير، وفي عام 1965 في شهر مايو تشكلت أول كتيبة في سوريا التي أصبحت نواة قوات حطين وفي العراق تشكلت وحدات عسكرية باسم قوات القادسية أما في قطاع غزة فقد تشكلت قوات عين جالوت، وقد كانت كلمة الفصل في هذه القوات يعود للدول العربية .
الشقيري يبني المؤسسات الفلسطينية المختلفة:
بني الشقيري المؤسسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية مثل جيش التحرير و الإذاعة ومركز الأبحاث ومكاتب المنظمة و الصندوق القومي الفلسطيني.
أولاً: الصندوق القومي الفلسطيني: يتكون من مجلس إدارة لا يقل عن 11عضواً في حين ينتخب المجلس الوطني رئيس مجلس ادارة الصندوق من بين أعضائه وكان أول من عين في هذا الموقع: عبدالمجيد شومان.
ثانياً: مركز الأبحاث: قام بتأسيسه الدكتور فايز الصايغ وقد أصدر المركز حتى عام 1981 نحو 340 كتاباً متخصصة في القضية الفلسطينية.
ثالثاً: مكاتب المنظمة: بلغ عدد المكاتب التي افتتحها الشقيري عام 1965 وحده بحوالي خمسين مكتباً وكانت الصين أول دولة تعترف بالمنظمة.
رابعاً: الاتحادات الشعبية: كان اتحاد الطلاب قائماً قبل قيام منظمة التحرير بخمسة سنوات أما اتحاد المرأة و اتحاد العمال فقد قاما في عام 1965 واتحاد الكتاب في عام 1966.
المجالس الوطنية في عهد الشقيري:
1- الأولى في القدس من 28/5 إلى 2/6/1964.
2- الثانية في القاهرة من 31/5 إلى 4/6/1965.
3- الثالثة في غزة من 20/5 إلى 24/5/1966.
صلاحيات واسعة:
إتخذ الشقيري منذ البداية صلاحيات واسعة فقد جمع مع رئاسة اللجنة التنفيذية رئاسة المجلس الوطني، كما كان هو الذي يعين اعضاء اللجنة التنفيذية، وازدادت حدة الانتقادات في وجه الحاج أمين الحسيني ومن حركة فتح ومن دول عربية من اسلوب وطريقة احمد الشقيري في ادارة منظمة التحرير. وتصاعدت لهجة انتقاد الشقيري فقد قامت الهيئة العربية العليا لفلسطين يوم 69966 مذكرة الى اجتماع مجلس الجامعة العربية حول : " تجربة منظمة التحرير الفلسطينية " قالت فيها : بأن " ثلاثة اعوام مرت على المنظمة كانت مليئة بالعبث والمشاكل كما كانت حافلة بالتخبط والدجل السياسي والتبعية وبالانحدار بالقضية الفلسطينية الى مستوى المهاترات والمعارك الجانبية والزج بها في النزاعات والاختلافات العربية ، واقحامها في التيارات العالمية والخصومات العقائدية " .
اما فتح فكانت تنظر بكثير من الشك الى عملية انشاء منظمة التحرير الفلسطينية وتعيين الشقيري بالذات على راسها ومن تأثير الدول العربية التي جاءت بالشقيري واملت عليه تصوراتها ولما جاء تكوين منظمة التحرير بقرار عربي ، رأت فتح ان المنظمة لن تستطيع في ظل تبعيتها للدول العربية وخضوعها الكامل لرقابتها ان تلعب الدور المطلوب في التحرير.

أعضاء اللجنة التنفيذية يطلبون تنحية الشقيري :

وصلت موجة الاستنكار الى ان رفع سبعة اعضاء من اللجنة التنفيذية في 14/12/1967 مذكرة الى احمد الشقيري يطلبون فيها تنحيته عن الرئاسة بسبب الاساليب التي يدير بها منظمة التحرير. وكذلك طالبت حركة فتح بمذكرة عنيفة يوم 14/12/1967 مطالبة احمد الشقيري بالاستقالة ، وايد اعضاء اللجنة السبعة الاتهامات التي وجهتها فتح للشقيري ومن ضمنهم قائد جيش التحرير الذي اكد ان اعلان الشقيري عن وجود مجلس قيادة ثورة لتحرير فلسطين مكانه القدس لا اساس له من الصحة وانضمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين للمطالبة باستقالة الشقيري وتبعها الاتحاد العام لطلاب فلسطين كذلك.
لكن مصير الشقيري تحدد يوم 20/12/1967 عندما انضم الى المعارضين رئيس الصندوق القومي والشخصيات السياسية والمالية في منظمة التحرير ، قدم الشقيري استقالته الى الشعب الفلسطيني والى امين عام الجامعة العربية بعد ان وجه الى الرئيس جمال عبد الناصر استغاثة يائسة مما يتعرض له . وقد قدم استقالته يوم 24/12/1967 فقبلتها اللجنة التنفيذية في اليوم نفسه وفي اليوم التالي وجهت اللجنة التنفيذية بيانا الى الشعب الفلسطيني تعهدت فيه بقيام مجلس وطني تتمثل فيه ارادة الشعب وتنبثق عنه قيادة جماعية مسؤولة تسعى الى توحيد النضال المسلح وتصعيده وتحقيق الوحدة الوطنية وتعبئة الجهود القومية وتطوير اجهزة المنظمة ، وتولى يحيى حمودة رئاسة اللجنة التنفيذية بالوكالة وهكذا بدأت مرحلة جديدة بعد حرب حزيران 1967 فتحت الابواب امام تعديلات تنظيمية وسياسية.
والدورة الرابعة للمجلس الوطني عقدت بعد استقالة الشقيري ما بين 10/7 و 17/7/1968 ومن اهم قراراتها هي :
1- حرية العمل الفدائي من جميع الاراضي العربية المجاورة لفلسطين.
2- تدعيم جيش التحرير وزيادة عدده وتطويره.
3- رفض قرار مجلس الامن رقم 242.
4- اعتبار الكفاح المسلح الطريق الوحيد لتحرير فلسطين.
ومن الانجازات ايضا فصل رئاسة المجلس الوطني عن رئاسة اللجنة التنفيذية وتعديل الميثاق القومي والنظام الاساسي بحيث اصبح المجلس هو الذي يختار اللجنة التنفيذية . وقد ابرز الميثاق الوطني النزعة الفلسطينية بالتمسك بالشخصية الفلسطينية واسقط الميثاق الوطني البند 24 الوارد في الميثاق القومي والذي كان قد حرم المنظمة من ممارسة أي سيادة اقليمية على الضفة الغربية او قطاع غزة او منطقة الحمة . وكذلك جعل البند 13 ان يتم انتخاب جميع اعضاء اللجنة التنفيذية من قبل المجلس الوطني.

الميثاق الوطني بدل الميثاق القومي :
طال التعديل في الميثاق القومي 15 مادة ، وتم الغاء مادتين ، وعدد المواد الجديدة 7 ، وعدد المواد التي بقيت كما هي 11 مادة .
فقد عدلت المادة الاولى لتؤكد على الشخصية المستقلة للشعب الفلسطيني ، والمادة الثالثة على حق الشعب الفلسطيني في وطنه والمادة الرابعة على فلسطينية اللاجئين ، والمادة السادسة اعتبرت ان اليهود الفلسطينيين هم الذين كانوا يقيمون اقامة عادية قبل الغزو الصهيوني. واكدت المادة السابعة على الانتماء لفلسطين اما المادة التاسعة فهي مادة جديدة نصت على اعتماد الكفاح المسلح كاستراتيجية وطريق وحيد لتحرير فلسطين ، والمادة العاشرة وهي مادة جديدة ان العمل الفدائي هو نواة حرب التحرير الشعبية. واعتبرت المادة الحادية والعشرون الجديدة ان الثورة الفلسطينية المسلحة تمثل الشعب الفلسطيني ، وقد حذفت المادة الثانية والعشرين من الميثاق القومي بسبب اقرارها بالتعايش السلمي شرط رفع الاحتلال والعدوان ، وحذفت المادة اربع وعشرين من الميثاق القومي التي تنفي سيادة المنظمة عن الضفة الغربية وقطاع غزة والحمة. والمواد " 28 " ، " 29 " ، و" 30 " موادا جديدة اكدت المادة " 28 " على رفض الوصاية والتبعية ، والمادة " 29 " ان الشعب الفلسطيني صاحب الحق الاول في تحرير واسترداد ارضه والمادة " 30 " تناولت فكرة الجيش الشعبي وان نواته المقاتلون وحملة السلاح.
النظام الاساسي :
اما فيما يتعلق بالنظام الاساسي فقد تم فصل جهة التشريع عن جهة التنفيذ ، كما صار المجلس هو الجهة التي تختار اعضاء اللجنة التنفيذية ، وتقوم اللجنة بانتخاب رئيسها. وجاء في النظام الاساسي المجلس الوطني لمنظمة التحرير والسلطة العليا التي تصنع سياسة المنظمة ومخططاتها. ويتم عقد اجتماع المجلس بطلب من ثلثي اعضائه او بطلب من اللجنة التنفيذية والنصاب القانوني للمجلس وانعقاده بحضور ثلثي الاعضاء، وتتخذ القرارات بالاغلبية البسيطة وكذلك ينتخب المجلس الوطني من بين اعضائه لجنة تنفيذية من 15 عضواً من بينهم رئيس اللجنة وهي في حالة انعقاد دائم واعضاؤها متفرغون تماماً وهم مسئولون جماعياً وبصفتهم الشخصية كذلك. والنصاب القانوني للجنة حضور ثلثي الاعضاء ومهام اللجنة التنفيذية تمثيل الشعب الفلسطيني و مراقبة أجهزة المنظمة وإعداد التوجيهات واتخاذ القرارات.

نواب المجلس:
يضم المجلس نواباً لحركة فتح وللشعبية وللديمقراطية والصاعقة والقيادة العامة وجبهة التحرير العربية وجبهة التحرير الفلسطينية وجبهة النضال الشعبي والحزب الشيوعي الفلسطيني والنواب المستقلين والطلبة والمراة والفلاحين والعمال والمحامين والأطباء والمهندسين والمعلمين والفنانين والكتاب والصحفيين.
كان واضحاً في الدورة الرابعة سيطرة حركة فتح على المجلس الوطني الذي كان عدد اعضائه 105 عضواً.
الدورة الخامسة ياسر عرفات رئيساً:
انعقدت الدورة الخامسة للمجلس الوطني في القاهرة من 1 إلى 4 فبراير 1969 دون اشتراك الجبهة الشعبية وقيادة جيش التحرير واسفرت اعمال المجلس عن انتخاب يحيى حمودة رئيساً للمجلس الوطني وانتخاب ياسر عرفات رئيساً للجنة التنفيذية وكان ذلك بحضور الرئيس جمال عبد الناصر. وقد أقر المجلس التصدي لمشاريع التسوية والتصدي لمحاولات انشاء كيان فلسطيني في الأراضي المحتلة وتوحيد القوى ودعم مؤسسات العمل الشعبي وتأمين مستلزمات الصمود و تأكيد أهمية جيش التحرير في المعركة والاعتماد على الشعب الفلسطيني لتزويد الكفاح المسلح بمستلزماته كافة.
وبهذه الدورة تكون منظمة التحرير الفلسطينية قد أنهت منظمة التحرير الفلسطينية في مرحلتها العربية لتبدأ مرحلة جديدة بقيادة فصائل العمل الفدائي و التي تقودها فتح كبرى الفصائل بقدرة عملية أكبر وجهد اوسع ورؤيا أعمق فلسطينياً و عربياً ودولياً ولتصبح منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد بإجماع عربي ودولي في الأمم المتحدة وبوحدة وطنية شاملة وبقرار فلسطيني مستقل وبعطاء متواصل عبر مسيرتها النضالية.
والدورة السادسة عقدت في القاهرة من 1 إلى 6/9/1969 وتشكلت العضوية في المجلس من 112 عضواً. وعقدت الدورة السابعة في القاهرة في 30/5 إلى 4/6/1970 ولقد شاركت جميع فصائل المقاومة، وبعد هذه الدورة بدأت مرحلة صعبة وقاسية وقد نجمت عن المواجهة بين المقاومة الفلسطينية والسلطات الأردنية.
الدورة الاستثنائية تعقد في مخيم الوحدات:
بسبب تأزم العلاقة مع القاهرة عقدت هذه الدورة في مخيم الوحدات في عمّان في 27، 28/8/1970 و أهم ما صدر عن هذه الدورة هو رفض القرار 242 ورفض مبادرة روجرز واعتبار ما يجري على الساحة الأردنية جزءاً من مخطط شامل ضد الثورة الفلسطينية.
منظمة التحرير تتبنى الدولة الديمقراطية:
وبتبني الدولة الديمقراطية في الدورة الثامنة والذي يعني غياب الأهداف الوسيطة، لم يدم هذا الشعار طويلاً فسرعان ما داهمته المرحلية بعد حرب أكتوبر 1973 فالحروب دائماً تؤسس لما بعدها.
رفضت المنظمات الفلسطينية مشروع الملك حسين المكون من ست نقاط وأبرزها الاحترام والاعتراف بالسيادة وسلامة الأراضي الاستقلال السياسي لجميع بلدان المنطقة وأنه يجب الاعتراف بحق الجميع في العيش بسلام داخل حدود آمنة ومعترف بها. واشتعل القتال مجدداً في الأول من سبتمبر 1970 وبخاصة حول المخيمات الفلسطينية، وعلى الصعيد السياسي أرسلت منظمة التحرير مذكرة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية.
وقبل وقوع المجزرة بساعات وجه ياسر عرفات إلى جميع ملوك ورؤساء العرب رسالة يحذر فيها من بدء الكارثة وفي 17/9/1970 عقد مجلس الجامعة جلسة استثنائية قرر فيها ايقاف الصدام فوراً حقناً للدماء العربية الزكية دون قيد أو شرط. ولكن الصدام انفجر على نطاق واسع وشامل وعنيف استمر تسعة ايام متواصلة، وفي 22/9/1970 وصلت اللجنة الرباعية العربية واجتمعت بالملك حسين وعرفات و أعلن النميري بوصفه رئيساً للجنة أن السلطات الأردنية تتحمل المسؤولية وأنها لا تلتزم بوقف إطلاق النار. وفي 26/9/1970 وصل ياسر عرفات إلى القاهرة حيث كان الملوك و الرؤساء مجتمعين وعلى رأسهم جمال عبد الناصر. وفي القاهرة تم عقد اتفاق بخروج فصائل المقاومة من عمّان ومن معظم المدن الأردنية وانسحاب الفدائيين إلى احراش جرش وعجلون، لكن الصدامات استمرت، وتم اخراج الفدائيين من الأردن نهائياً.
وعقدت الدو الثامنة للمجلس الوطني في القاهرة ما بين 28/2 إلى 5/3/1971 و أقر المجلس برنامجاً سياسياً أكد أن الهدف الأساسي والمركزي هو تحرير فلسطين تحريراً كاملاً. واستمر انعقاد الدورات المتتالية وهي الدورة التاسعة والدورة العاشرة والدورة الحادية عشر وتم فيها رفض مشروع المملكة المتحدة وكذلك في الدورة العاشرة رفض المجلس الانتخابات البلدية التي اجرتها اسرائيل في الضفة الغربية وان منظمة التحرير هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.
أدى الصراع الدامي في الأردن عام 1970 و 1971 إلى خروج حركة المقاومة الفلسطينية كلياً من الأردن وفقدت بذلك منظمة التحرير القاعدة الرئيسية لها وبدأت قوات منظمة التحرير تزحف نحو جبال الشيخ لتنتقل منظمة التحرير الفلسطينية إلى لبنان في عام 1972.
البرنامج المرحلي لمنظمة التحرير :
عندما ذهب وفد من اللجنة المركزية لحركة فتح وعلى رأسه ياسر عرفات لمقابلة الرئيس جمال عبد الناصر بعد القرار 242 وبعد مبادرة روجرز حيث دامت المحادثة اكثر من سبع ساعات ، قال جمال عبد الناصر بلهجة ساخرة وهو يلتفت نحو ياسر عرفات : " كم تظن انه يلزمكم من السنين كي تدمروا الدولة الصهيونية ، وتبنوا دولة موحدة ديموقراطية على كامل فلسطين المحررة ؟ " . واخد علينا عبد الناصر ان ممارستنا السياسية غير واقعية وقال ان دويلة في الضفة الغربية وغزة خير من لا شيء.
ومن المفيد موائمة اهداف الحركة الوطنية الفلسطينية مع اهداف امتها العربية بعد حرب 1967 وصدور قرار الامن رقم 242 ، وقد جاء قرار تبني منظمة التحرير لبرنامجها المرحلي في الجلسة الختامية يوم 8/6/1974 في الدورة الثانية عشرة للمجلس الوطني الذي عقد في القاهرة وجاء ذلك تعبيرا عن تغير بارز في استراتيجية المنظمة ، وتلمسا ادق لتوازن القوى الاقليمية الجديدة ، وقد انهى البرنامج المرحلي مرحلة تاريخية طويلة من عمر الفكر السياسي تميزت برفض منهج المرحلية.
وابرز ما جاء في النقاط العشر في البرنامج المرحلي هو اقامة السلطة الوطنية الفلسطينية على أي جزء يتحرر من ترابنا الوطني.
وتشكلت جبهة الرفض لهذا البرنامج الذي دعى اليها جورج حبش في مطلع اغسطس 1974 ، وخلقت انقساما حادا في الموقف السياسي الفلسطيني من مؤتمر جنيف والذي لم يقم احد بدعوة منظمة التحرير اليه.
المنظمة ممثل شرعي وحيد :
في الفترة ما بين 26/10 الى 29/10/1974 عقد في مدينة الرباط بالمغرب مؤتمر القمة العربي السابع حيث قرر بالإجماع حق الشعب الفلسطيني بالعودة وتقرير المصير وكذلك حقه في اقامة السلطة الوطنية المستقلة بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني على اية ارض فلسطينية يتم تحريرها.
الامم المتحدة تعترف بمنظمة التحرير :
اعترفت الامم المتحدة بمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها ممثلة للشعب الفلسطيني بالقرار رقم 3210 بتاريخ 14/10/1974 وطلبت الجمعية العامة من الامين العام ان يقيم اتصالاته مع منظمة التحرير الفلسطينية في جميع الامور المتعلقة بقضية فلسطين وذلك حسب قرار الجمعية رقم 3236 والقرار 3237 بتاريخ 22/11/1974.
عززت الجمعية قراراتها المتتالية بالقرار رقم 2787 بتاريخ 6/12/1971 الذي يقول: "إن الكفاح الشرعي للفلسطينيين في سبيل استقلالهم وتحررهم من الاستعمار وسيطرة الغرباء، والاستعباد الأجنبي، واستخدام جميع الوسائل المتاحة لهم، يعتبر متوافقاً مع ميثاق الأمم المتحدة".
كما دعت الأمم المتحدة/ الجمعية العامة منظمة التحرير الفلسطينية بوصفها ممثل الشعب الفلسطيني للاشتراك في مداولاتها حول "قضية فلسطين" في دورتها ال29 والقى ياسر عرفات كلمته الشهيرة في 13/11/1974، واسفرت المداولات عن صدور القرارين 3236، 3237 في 22/11/1974 حيث دعا القرار الأول إلى ممارسة الشعب الفلسطيني حقوقه الثابته في فلسطين بما في ذلك حق تقرير المصير، وحقه في الاستقلال والسيادة الوطنية، وحقه في العودة والقرار الثاني يعطي منظمة التحرير صفة عضو مراقب.
وكذلك صدر القرار رقم 3375 الذي دعا مجلس الأمن الى اتخاذ الاجراءات الكفيلة بتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه الثابتة طبقاً للقرار 3236 طالباً من الأمين العام أن يضمن دعوة منظمة التحرير الى المشاركة في اعمال مؤتمر السلام في الشرق الأوسط في كافة المداولات والمؤتمرات التي تعقد تحت إشراف الأمم المتحدة على قد المساواة.
وصدر كذلك قرار 3376 والذي يقضي بتشكيل لجنة العشرين لمتابعة مجلس الأمن الدولي في موضوع ممارسة الشعب الفلسطيني حقوقه الثابتة وكان هذا القرار في 10/11/1975.
ومع بداية منظمة التحرير الفلسطينية في مرحلتها الفلسطينية التي ابتدأت في الدورة الخامسة في القاهرة في 1/2/1969 جاء التطور البالغ الاهمية عام 1969 وأصبحت قضية فلسطين تُناقش على أنها قضية شعب يطالب بحقوقه عن طريق الكفاح المسلح وذلك بعد أن ظلت تُناقش منذ 1952 وحتى 1969 ضمن الطوق الروتيني كقضية لاجئين.
وأصدرت الأمم المتحدة القرار 2535 بتاريخ 10/12/1969 والذي يقرر أن مشكلة اللاجئين نشأت عن انكار حقوقهم الثابتة التي لا يمكن التخلي عنها والمقررة في ميثاق الأمم المتحدة.
وأصدرت الجمعية العامة القرار رقم 2672 وهو الأخذ بمبدأ تساوي الشعوب في الحقوق وحقها في تقرير المصير المكرس في المادتين 1، 55 من ميثاق الأمم المتحدة، وبذلك تكون الأمم المتحدة تجاوزت بذلك قرار رقم 242.
وأصدرت القرار رقم 2649 في 30/11/1970 استعادة الحق بأي وسيلة في متناولها.
وأصدرت القرار رقم 2792 في 6/12/1971 القلق من عدم السماح للشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه.
وكذلك صوتت الجمعية العامة على قرار رقم 2628 في 4/11/1970 والذي فيه "تعترف بأن احترام حقوق الفلسطينيين هو عنصر لا غنى عنه من أجل اقامة سلام عادل وهناك العشرات من القرارات التي صدرت عن الأمم المتحدة الجمعية العامة وكذلك القرارات التي صدرت عن مجلس الأمن بخصوص القدس و اللاجئين وغيرهما".
وشكل حضور منظمة التحرير الفلسطينية في الأمم المتحدة نهوضاً في سلسلة القرارات التي صدرت عنها وشكلت زخماً دولياً لصالح القضية الفلسطينية.
لقد تحقق البعد الأول بالوحدة الوطنية عندما تم في الدورة الخامسة دخول التيارات المختلفة إلى المجلس الوطني وتم بالإجماع انتخاب ياسر عرفات رئيساً للجنة التنفيذية، وتحقق البعد الثاني عندما عقد المؤتمر العربي للقمة السابعة في الرباط و أكد اعترافه بأن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي و الوحيد. وتحقق البعد الثالث عندما اعترفت الامم المتحدة بمنظمة التحرير الفلسطينية وبحقوق الشعب الفلسطيني بالعودة وحق تقرير المصير واقامة الدولة.
وبذلك تكون القضية الفلسطينية قد تربعت على الخريطة السياسية كاملة مما جعل أكثر من 130 دولة في العالم تعترف بحقوق هذه القضية وأكثر من 66 دولة في العالم لمنظمة التحرير فيها تمثيل دبلوماسي كامل.
إن الكفاح المسلح الذي قادته منظمة التحرير الفلسطينية وجرى تطويره في مراحل متعددة سبعة مرات أدى إلى حضور الشخصية الوطنية الغائبة والتي شطبت في أكثر من صعيد.

الدورة الثالثة عشر للمجلس الوطني الفلسطيني:
عقدت في القاهرة في الفترة من 12/3 إلى 20/3/1977 وقد تبنت هذه الدورة هدف الدولة الفلسطينية المستقلة في البيان السياسي النقطة رقم 11.
الدورة الخامسة عشر:
عقدت في دمشق ما بين 11/4 إلى 15/4/1981 لتنفيذ قرارات التعبئة العامة وانجاز الوحدة العسكرية بين الفصائل. وقرر المجلس قبول جبهة النضال الشعبي وجبهة التحرير الفلسطينية كمنظمتين في المجلس.
الدورة السادسة عشر:
عقدت في الجزائر في الفترة من 14/2 إلى 22/2/1983 صدر عنها إعلان سياسي رأى أن تقوم العلاقة مع الأردن في المستقبل على أسس كونفدرالية بين دولتين مستقلتين.
الدورة السابعة عشر:
عقدت هذه الدورة في عمّان في 24/11/1984 وسميت بدورة حرب النصاب وقد أدت الخلافات الفلسطينية والسورية على مختلف القضايا العسكرية والسياسية و الإعلامية والتنظيمية إلى شل مؤسسات المنظمة فتوقفت اللجنة التنفيذية عن الاجتماع وازداد تردي الأرض رغم الحوار الفلسطيني الطويل واتفاق عدن- الجزائر وكان هناك ثلاثة تحالفات:
الأول: تحالف فتح مع جبهة التحرير العربية ، وأبو العباس المنشق عن أحمد جبريل، وعلاقات وثيقة مع الأردن والعراق وساند عودة مصر إلى الصف العربي.
الثاني: التحالف الديمقراطي ويتكون من الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية والحزب الشيوعي وغالبية كوادر واعضاء جبهة التحرير الفلسطينية واتخذ هذا التحالف موقفاً وسطاً في الخلاف الفلسطيني- الفلسطيني والسوري الفلسطيني.

الدكتور السفير عمر شلايل
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف