الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ما الذي يجري في ليبيا؟ بقلم:محمد عبعوب

تاريخ النشر : 2014-07-28
ما الذي يجري في ليبيا؟
محمد عبعوب

 
مغالطة كبيرة وقعنا فيها كنخبة ليبية مثقفة وحالمة و سياسيين قصيري النظر و بسطاء سئموا ذلك المشهد الذي لازمهم على مدى اربعة عقود، عندما وصفنا ما جرى يوم 17 فبراير 2011م بأنه ثورة من أجل رفع الظلم وارساء الديمقراطية ووإقامة دولة المؤسسات وإطلاق الحريات ، ذلك أن ما نراه يجري على الارض في ليبيا منذ انهيار نظام القذافي وتفكك مؤسساته الامنية والسياسية وحتى الساعة ، هو في واقع الامر اعادة انتاج لنفس النظام بطريقة التكاثر البكتيري، اي بدل نظام على راسه شخص اقمنا آلاف النسخ من نفس النظام على رأسها آلاف النسخ من القذافي، أحزاب وتنظيمات وكتل وتجمعات يفتقر قادتها الى ثقافة الحوار السلمي وضرورة وجود الآخر وثقافة الاختلاف في الرأي كواحدة من أبجديات الديمقراطية.
إن ما يجري في ليبيا هذه الايام وتحديدا في مدينتي بنغازي وطرابلس لا يزيد عن كونه صراع بين تلك الاجسام التي تتخندق وراء شعارات دينية وليبرالية مشوهة وعرقية وقبلية وجهوية تفيض أفكار قادتها وأفرادها بثقافة رفض الآخر المختلف معها في الرأي ولا مجال في خيالهم لوجوده كشريك في إدارة البلاد يغني المشهد السياسي ويساهم في إخراج البلاد من أزمتها.
إن الاقتتال والتدمير الممنهج لليبيا الحاصل اليوم على يد أبنائها وبكل اسف هو نتاج طبيعي لثقافة الرأي الواحد والشخص الواحد واحتكار الحقيقية التي مارسها القذافي وجذرها في عقول الاجيال على مدى اربعة عقود من حكمه، وها نحن نعيش اليوم ونشاهد هذه الثقافة تمارس وتطبق على ارض الواقع.. التيار الديني الذي يتخذ من النصوص المقدسة السماوية غطاء لتنفيذ مشروعه للاستئثار بالسلطة -وهو الذي يقدم نفسه كضحية لارهاب القذافي-يمارس اليوم إرهابا وقتلا وتخريبا في البلاد لم يرتكبه هذا الأخير على مدي اربعة عقود من حكمه. التيار الليبرالي الذي ينافح ويزايد بشعارات الدولة المدنية ودولة المؤسسات وارساء الديمقراطية نراه بدل اللجوء للحوار والشارع لمواجهة التيار المنافس بالمظاهرات السلمية والعمل على تجذير ثقافة الحوار ومجتمع السلم، نجده ينغمس في العنف هو الآخر كوسيلة لاثبات وجوده، ويتخذ من بقايا الكتائب الامنية والجيش والاجهزة الامنية أدوات لذلك. أما عن التيارات القبلية والعرقية والجهوية فهي حتما -إذا ما أقحمت في السياسة- لن تكون إلا كما هي اليوم ، أدوات تدمير للمجتمع وتفتيت للدولة وتخريب لمؤسساتها، ذلك أن هذا النوع من التنظيمات التي كان يفترض أن لا تتجاوز دورها الاجتماعي، تحولت بتورطها في الصراع السياسي الى أدوات تخريب وتدمير للبلاد، بحكم أنها تنافح عن مصالح ضيقة تتعلق بمجتمعاتها، ولا تعترف بوجود الآخر الشريك لها في الوطن إلا كعدو او مصدر تهديد يجب القضاء عليه.
هل ستبقى ليبيا ميدانا لهذه الصراعات العدمية لأمد طويل؟
هذا ما نعتقد أنه سيحدث، حيث المجتمع معبا بثقافة رفض الآخر، تتناحر مؤسساته السياسية البدائية من أحزاب وتنظيمات وتجمعات وكتل للاستئثار بالسلطة ، ويعتقد كل طرف أنه الوحيد الذي يمتلك الحقيقة وأنه الوحيد الذي يحق له الاستيلاء على السلطة.. وفي ظل تقاعس النخبة المثقفة المحدودة عن القيام بدورها التنويري ، وفي ظل وجود مؤسسات إعلامية مشوهة تتبنى خطابا إعلاميا يزرع الفتن ويؤجج الصراعات من كل نوع، وفي ظل الفشل في بلورة مؤسسات مجتمع مدني فاعلة تمارس دورها البناء على لارض، وفي ظل وجود قوى أجنبية فاعلة على الارض ممثلة في الولايات المتحدة و"اسرائيل" وتركيا ومشيخات الزيت في الخليج العربي تمارس في الخفاء والعلن دورا تخريبيا وتؤجج وتمول هذا الصراع والتخريب لخدمة اهدافها التي تتفق على تخريب ليبيا؛ في ظل هذه المعطيات مجتمعة يبدو أن ليبيا ستكون على مدى عقود مقبلة ميدانا للصراعات من كل لون وعلى مختلف الخلفيات، ولن ينجح شعبها الذي لم يتخلص من ثقافة رفض الآخر في المدى المنظور في إقامة الدولة المنشودة التي حلمنا بها في ذلك اليوم من شهر فبراير 2011م.. ويبقى السؤال الملح كيف نخرج من هذا المنزلق الذي هوينا اليه بفعل السفهاء وقصار النظر وضعاف النفوس من ابنائنا؟ وكيف نعيد وضع البلاد على طريق إعادة البناء وإقامة الدولة المنشودة التي حلمنا بها طويلا؟
هذا ما سأحاول الإدلاء بوجهة نظري فيه بمقال لاحق انشاء الله..
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف