أفكار مشوشة من فوق أنقاض الشجاعية!
حيدر عيد
أقف على ركام منزل في الجزء الشرقي من حي الشجاعية, و يقف شبحي على بقايا منزل مشابه في قرية بيت حانون, أنظر في الأفق, و على الأرجح يوجد تحت الأنقاض التي أقف عليها جسد لشهيد/ة لم تستطع ان تستجيب "للتحذير" الاسرائيلي المكون من عدة قذائف مدفعية, و صوارخ من طائرة استطلاع ملحوق بصاروخ آخر من طائرة حربية مصنعة في الولايات المتحدة "هدية" للشعب الفلسطيني, جزء من ال(يو أس آيد)!
واو! كول!
في هذا البيت عاشت امراة مع زوجها و ابنيها و ابنتيها. ذهب البيت و العائلة بلا عودة! ذهبوا!
البيت الملاصق أكثر "حظاً!" صاحبه يتفقد بذهول غريب. جارته تصرخ بعد ان رأت أن كل ما لديها أصبح ركاما لان رئيس اليو أس أي يعتقد أن "اسرائيل لديها حق الدفاع عن نفسها!"
شبحي في بيت حانون يربت على كتف طالبتي الجامعية المتفوقة, يقدم لها ورقة محارم لتجفف دموعها! يحضن والدها, و يحمل أختها الصغيرة الباكية باحثة عن أمها تحت الأنقاض. الأشباح لا تبكيو و لكنها حالة استثنائية. أول شبح يبكي في التاريخ, على أنقاض بيت فيما كان يعرف بقرية بيت حانون الوديعة, المسالمة شمال قطاع غزة.
شبح شبحي يواسي شبحي, يغني للحانونية الجالسة على حجر في منتصف ما كان يوما يبتا يحوي أحلاما و آمالا و رغبات!يمسح دمعتهاو يبكي معها, و يغني لها:
"يا بيت حانون, يا ناي حنون
لكنه مش حيخون"!
أسمع في الشجاعية نواح حمامة قادمة من الجنوب, من خزاعة! تحمل قصة بيت آخر, من مكان آخر, حلم آخر, إجهاض آخر!
البيت إنسانة, حبيبة, عاشقة تشعر بك و تشعر بها! هي أنت, أنت هي, لا حدود, لا فواصل, عندما تُدمر, شيئ داخلك يموت!
"وين إمي! وين أبويا؟!" تقولها الطفلة صارخة بلهجة غزاوية اصيلة فوق ركام بيت آخر, نفس البيت الذي حطت عليه الحمامة النواحة!
أحاول لملمة نفسي المشتتة. يرفض شبحي العودة لجسدي, يتمرد شبح شبحي على سيده!
دعائي ليلة القدرقبل ليلتين كان:
"يا رب اجعلني سوبرمان فترة العدوان فقط. لا اطلب أكثر من ذلك يا رب يا رحيم!
اجعلني سوبرمان و لن أقوم بالاعتداء على أي إسرائيلي، لا جندي و لا مدني.لن اعتدي لا على نتنياهو و لا ليبرمان، ولا حتى تسيبي ليفني، ولا مطبع أو مطبعة، و لا حتى البهلوان المصري توفيق عكاشة.
فقط سأعترض طريق القذائف قبل أن تقتل الأطفال!"
و لكن 236 طفلا تم قتلهم بدم بارد, و لم اتحول الى سوبرمان كي امنع عنهم القذائف! و بناء عليه قام الحوار التالي بين شبحي و شبحه لعجزي عن المشاركة:
أين الذين صدعوا رؤوسنا "بالسلام الاقتصادي" بداية هذا العام؟!
ما راي رئيس الوزراء السابق سلام فياض "بالفلسطيني الجديد"؟
هل لا زالت الرواتب تشكل بديلا عن الحرية و العدالة؟
هل لا زال الموسيقار الاسرائيلي دانيل بارنباوم يعتقد أن السبب وراء المجزرة الحالبة هي "صواريخ الارهاب" كما كتب عام 2009؟
هل لا زال هناك من يعتقد أن الاعلام الاسرائيلي "ديمقراطي و حر؟"
أين دولة فلسطين المعترف بها؟ هل الشجاعية و بيت حناون و خزاعة جزء منها؟!
هل لا زلنا "ما بدناش نخلق أعداء لاسرائيل؟"
كيف تحولت القضية الفلسطينية و مواجهة المشروع الصهيوني من قضية اساسية مبدئية الى "خطر على الأمن القومي" و اساس لعداء قبيح يتشمت في مذابح الاطفال—"ما يتقتلوا, و احنا مالنا؟!" و "ربنا ينصر نتنياهو!"
و
هل يوجد فلسطيني حر لا يؤيد المقاومة/السوبرمان؟!
يتركني شبحي بلا عودة بعد ان ترك شبحه!
حيدر عيد
أقف على ركام منزل في الجزء الشرقي من حي الشجاعية, و يقف شبحي على بقايا منزل مشابه في قرية بيت حانون, أنظر في الأفق, و على الأرجح يوجد تحت الأنقاض التي أقف عليها جسد لشهيد/ة لم تستطع ان تستجيب "للتحذير" الاسرائيلي المكون من عدة قذائف مدفعية, و صوارخ من طائرة استطلاع ملحوق بصاروخ آخر من طائرة حربية مصنعة في الولايات المتحدة "هدية" للشعب الفلسطيني, جزء من ال(يو أس آيد)!
واو! كول!
في هذا البيت عاشت امراة مع زوجها و ابنيها و ابنتيها. ذهب البيت و العائلة بلا عودة! ذهبوا!
البيت الملاصق أكثر "حظاً!" صاحبه يتفقد بذهول غريب. جارته تصرخ بعد ان رأت أن كل ما لديها أصبح ركاما لان رئيس اليو أس أي يعتقد أن "اسرائيل لديها حق الدفاع عن نفسها!"
شبحي في بيت حانون يربت على كتف طالبتي الجامعية المتفوقة, يقدم لها ورقة محارم لتجفف دموعها! يحضن والدها, و يحمل أختها الصغيرة الباكية باحثة عن أمها تحت الأنقاض. الأشباح لا تبكيو و لكنها حالة استثنائية. أول شبح يبكي في التاريخ, على أنقاض بيت فيما كان يعرف بقرية بيت حانون الوديعة, المسالمة شمال قطاع غزة.
شبح شبحي يواسي شبحي, يغني للحانونية الجالسة على حجر في منتصف ما كان يوما يبتا يحوي أحلاما و آمالا و رغبات!يمسح دمعتهاو يبكي معها, و يغني لها:
"يا بيت حانون, يا ناي حنون
لكنه مش حيخون"!
أسمع في الشجاعية نواح حمامة قادمة من الجنوب, من خزاعة! تحمل قصة بيت آخر, من مكان آخر, حلم آخر, إجهاض آخر!
البيت إنسانة, حبيبة, عاشقة تشعر بك و تشعر بها! هي أنت, أنت هي, لا حدود, لا فواصل, عندما تُدمر, شيئ داخلك يموت!
"وين إمي! وين أبويا؟!" تقولها الطفلة صارخة بلهجة غزاوية اصيلة فوق ركام بيت آخر, نفس البيت الذي حطت عليه الحمامة النواحة!
أحاول لملمة نفسي المشتتة. يرفض شبحي العودة لجسدي, يتمرد شبح شبحي على سيده!
دعائي ليلة القدرقبل ليلتين كان:
"يا رب اجعلني سوبرمان فترة العدوان فقط. لا اطلب أكثر من ذلك يا رب يا رحيم!
اجعلني سوبرمان و لن أقوم بالاعتداء على أي إسرائيلي، لا جندي و لا مدني.لن اعتدي لا على نتنياهو و لا ليبرمان، ولا حتى تسيبي ليفني، ولا مطبع أو مطبعة، و لا حتى البهلوان المصري توفيق عكاشة.
فقط سأعترض طريق القذائف قبل أن تقتل الأطفال!"
و لكن 236 طفلا تم قتلهم بدم بارد, و لم اتحول الى سوبرمان كي امنع عنهم القذائف! و بناء عليه قام الحوار التالي بين شبحي و شبحه لعجزي عن المشاركة:
أين الذين صدعوا رؤوسنا "بالسلام الاقتصادي" بداية هذا العام؟!
ما راي رئيس الوزراء السابق سلام فياض "بالفلسطيني الجديد"؟
هل لا زالت الرواتب تشكل بديلا عن الحرية و العدالة؟
هل لا زال الموسيقار الاسرائيلي دانيل بارنباوم يعتقد أن السبب وراء المجزرة الحالبة هي "صواريخ الارهاب" كما كتب عام 2009؟
هل لا زال هناك من يعتقد أن الاعلام الاسرائيلي "ديمقراطي و حر؟"
أين دولة فلسطين المعترف بها؟ هل الشجاعية و بيت حناون و خزاعة جزء منها؟!
هل لا زلنا "ما بدناش نخلق أعداء لاسرائيل؟"
كيف تحولت القضية الفلسطينية و مواجهة المشروع الصهيوني من قضية اساسية مبدئية الى "خطر على الأمن القومي" و اساس لعداء قبيح يتشمت في مذابح الاطفال—"ما يتقتلوا, و احنا مالنا؟!" و "ربنا ينصر نتنياهو!"
و
هل يوجد فلسطيني حر لا يؤيد المقاومة/السوبرمان؟!
يتركني شبحي بلا عودة بعد ان ترك شبحه!