الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الوطن والحب... ملح الحياة بقلم عبير علّان

تاريخ النشر : 2014-07-28
الوطن والحب... ملح الحياة

من قال أن الحب يتكرر مرتين فهو يضحك على نفسه
نعم... الحب لا يأتي إلّا مرة واحدة... يعصف بحياتنا... يغيّرها... قد ينجح... قد يفشل... ولكن بصرف النظر عن ذلك... فإنه لا يتكرر
نلتقي أُناساً مختلفين... وقد يكون لكل منهم مكانة خاصة قي قلوبنا وفي حياتنا...وقد نحب أكثر من شخص... على فترات مختلفة... ومع كل شخص تختلف التجربة... ولكن الوقوع في الحب الأعمق... الحب الأبدي الذي يصعب نسيانه... فإنه لا يعصف سوى مرة واحدة... فهو المعجزة.
والمعجزة... كلنا متفقون بأنها لا تتكرر...
هكذا هو الحب المعجزة
هو ذلك الشعور الذي يلفحنا حتى عند استنشاق الهواء... ليدغدغ روحنا ويرتقي بها لأبعاد لم نكن نعي وجودها... لنشعر بقوة إلهية من خلال هذه الرحلة الروحانية.
الحب المعجزة... الذي يدفع بنا لحد الجنون
القليل من الحب مؤلم... والكثير منه مؤلم
القليل منه يؤلم بإيجاع... والكثير من الحب يؤلم بلذة
وإن لم يُكتب لقصة الحب المعجزة بالنجاح... فلن يعوّضه بديل... لإن هذا الحب غدى جزءاً من روحك... إن ذهب... لن تُرمم روحك
ولن يحل مكانه أسطورة تشابهه
وحين نوشك على فقدانه... نشعر بالذعر... بالغصّة
بالألم... بالجرح العميق الذي لن يشفيه لا طبيب... ولا عشبة... ولا صلاة
ومع ذلك فإنه لمجرد معايشة الحب المعجزة ولو للحظات... أستطيع الجزم بأن الموت سيكون أسهل... فنصف القصة النبيلة قد عايشناه... "الحب المعجزة"... ولنا نشوة التجربة
نعم... فنحن عايشنا هذا النصف من قصة الوجود قبل ما أن يباهتنا شبح الموت بمخالبه.

أما النصف الثاني من القصة النبيلة فهو الوطن...
ما هو الوطن؟ أهو المكان الذي نولد فيه ونكبر على عاداته؟
أم هو تلك البقعة الجغرافيّة من الأرض حيث تمركزت قصص أجدادنا؟
أيُعقل أن يكبر الوطن فينا حتى لو لم نكبر فيه؟
الوطن... هي ليست صفة أو مجرد كلمة... بل هي أكبر من حجم التعريف بمفردات
الوطن هي ليست مجرد حدود جغرافيّة
الوطن هويّة.
الوطن كرامة.
اغمض/ي عينيك للحظة...
ما هي البلد التي كلّما تنفست هواها تُرَدُّ لك الروح؟
البلد التي مهما كانت الظروف فيها... قاسية أم لا... تظل وجهتك
البلد التي مهما زرتها... كل مرة تعجبك وكأنها الأولى
البلد التي هواها لا يُمل منه... "ولا بينشبع منه"...
البلد التي إن كنت تعيش فيها... فهي الوحيدة التي تحفظ كرامتك... ليس بالوظائف... ليس بالمناصب... بل بالتراب التي تعطيك عليه بيتاً... مهما كان حجمه...
ذلك هو الوطن
الوطن الذي حتى لو احتل... كرامتك فيه من المستحيل أن تُحتل
ولا تسل "ماذا قدّم لي الوطن؟"... بل اسأل "ماذا قدمت أنا للوطن؟"
الوطن منحك هوية الانتماء... والكرامة... فماذا منحته؟
نعم. فنحن مطالبون بالعطاء.
وبالنسبة لي شخصياً... عندما أفقد الثقة بالإنسان... أعود دائماً للوطن
فالوطن لي ملجأ...
وآه ما أصعب اغتصاب وجرح الوطن... الاحتلال... وخاصة إذا كنّا في غربة أو منفى... نرى الوطن يئن... ينزف دماً
ونحن بُعدنا حسرتنا... والمسافة لم تعد تحسب بالأميال... بل بالمقاومة. وللمقاومة أنواع... وللوطنيّة والدفاع عن الحريّة عدة أسلحة... وكلٌّ منا يحارب بسلاحه... فهنالك الشاعر... وهنالك الرسّام... والمغني... والممثل... والموسيقار... والمذيع... والصحفي... والكاتب... والفرد الذي يدافع عن القضيّة الوطنيّة في مجالسه... ولكن في بعض الأحيان يكون الاحتلال في أوج قمته... وحينئذ لا تدرك عقولنا ولا قلوبنا سوى سلاحاً واحداّ... سلاح المقاومة... سلاح الثورة... وتكون هنا الشهادة من أجل حياة كريمة... وتغدو الأرواح هنا مضحيّة من أجل الأرواح التي ستبقى لتنجب مزيداً من الأرواح الوطنيّة.
وسيصبح الموت رحيماً من أجل النصف الثاني من القصة النبيلة... قصة الوجود... "الوطن".
فهذه قضيتي النبيلة... من قصة الوجود... نشوة الحب وجرعات الوطن

على الهامش
كثرة الملح قد "تخبص الطبخة"... إلّا في الوطن والحب... بكترتهما تحلو الحياة
-----------
سألوني ما الذي يؤلمك
قلت والدمع عالق على نافذة عينيّ
"الوطن والحب"
سألوني ما دواؤك؟
ابتسمت وقلت
"الحب والوطن"
---------
وأنت صديقتي القارئة... وصديقي القارئ
ما ملح الحياة في نظرك؟

لوحة:
بين دمشق وفلسطين... أضعت بندقية



في الطريق ما بين دمشق وفلسطين
أضاع جندي البندقيّة...

وبين رصاصة هنا... ورصاصة هناك
تقمصت بقايا هويّة...

خبأ الجندي صفحات ممزقة من قصص التاريخ في جعبته
سار في خطىً مبعثرة بين الجبال والوديان
باحثاً عن فتاة فلسطينية...

وقفت...
تأملت...
أطلت النظر في المرآة
متسائلة هل هنالك أمل للإنسانية؟
أشحت بنظري فلم أعد أقوى تحمل الشعر الأبيض
وتجاعيد الزمن الذي غدر الجسد
وأنا في انتظار جندي من بلاد الأندلس
ليأتيني بروحه الدمشقية...

حطت حمامة على كتفه
وهو جالس على ضفة النهر
يرتوي من بقايا مياه عربيّة...

احتسيت فنجان القهوة المر
وأشعلت سيجارة
وبدأت أخط كلاماً عشوائياً
علّ طائر الحمام يبعثه مرسالاً
لأراض منسيّة...

طلقة اخترقت صدره
عيناه حاصرت هدوء المكان
طارت الحمامة بلا وداع...
بلا سلام
تاركة جندياً جريحاً
شهيداً في أرض بلا هويّة...

فقدت توازني...
أثقلني كاهلي فجأة...
وأحسست بقشعريرة
وبنوبة قلبية...

طارت الحمامة...
وطارت صفحات قصص التاريخ الممزقة
وذهب الجندي
في رحلة سرمديّة...



بقلم عبير علّان
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف