الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هدير الضمير: مصر الرسمية بين عهدين !!بقلم: ياسين السعدي

تاريخ النشر : 2014-07-28
هدير الضمير: مصر الرسمية بين عهدين !!بقلم: ياسين السعدي
هدير الضمير
مصر الرسمية بين عهدين !!
ياسين عبد الله السعدي
يوم الأربعاء الماضي؛ الثالث والعشرون من تموز الحالي، صادف مرور واحد وستين عاما على قيام حركة الضباط الأحرار بانقلاب عسكري أطاح بالنظام الملكي الذي كان قد أوصل مصر إلى درجة كبيرة من الفقر؛ بالرغم من وفرة مقدراتها الاقتصادية من زراعة وتجارة وصناعة وموارد سياحية قل أن تتوفر لكثير من البلدان، ومع كل ذلك كان الشعب المصري يعاني من الفقر والحرمان لتسلط طبقة من المستغلين المحليين لمقدراته وثرواته بالإضافة إلى الشركات الأجنبية التي كانت تستغل الأراضي الزراعية، وتهيمن على المرافق الاقتصادية الحساسة، وتسيطر على شركة قناة السويس؛ هذا الشريان المائي الحيوي، بالإضافة إلى تدهور الحياة السياسية وتراجع الدور المصري عالمياً وإقليمياً.
لم يكن للمصريين دور يذكر في إدارة مواردهم واستغلال ما أنعم الله عليهم من نعمه الوفيرة وخيراته الكثيرة؛ لأن مصر كانت قد رهنت كل خيراتها ومقدراتها إلى الدول والبنوك الأجنبية مقابل الديون التي استلفها الخديوي إسماعيل لإنفاقه وتبذيره في حفلاته ونزواته، وخصوصاً في حفل افتتاح قناة السويس التي مات ألوف من المصريين خلال القيام بشقها بأجر زهيد يصل درجة السخرة في ظروف سيئة.
لقد تدهور الوضع الى الأسوأ في عهد الملك الماجن فاروق، الذي تروى عنه تصرفات مجونية ومجنونة، والوضع المزري الذي أفرزته الحرب العربية اليهودية في فلسطين سنة 1948م، والتي شارك الجيش المصري فيها وكان نصيبه الخذلان من القيادة المصرية بصفقة الأسلحة الفاسدة التي حارب الجيش المصري بها، مما كان سبباً رئيسياً في تراجع قدراته العسكرية.
لهذه الأسباب وغيرها من العوامل السلبية التي كانت تحكم مصر، وتتحكم بالشعب المصري والجيش المصري، تنادت ثلة من الضباط المصريين الغيورين الذين كانوا يشعرون بما لحق بمصر شعباً وجيشاً ووطناً من امتهان وخذلان، مما جعلهم يخططون وينفذون الانقلاب العسكري الذي أطلق عليه (ثورة الضباط الأحرار).
لا نريد أن نطيل، وإنما نتحدث عن الاجراءات التي اتخذها جمال عبد الناصر، الذي كان من قادة الثورة، والذي أمسك بزمام الأمور فيما بعد، وقام بما قام به من الإصلاح الزراعي والتأميم وتشجيع الصناعة وتأميم قناة السويس؛ مما جعل المسيطرين عليها والمستغلين لها أن يحاولوا إعادة سيطرتهم وتسلطهم بعدوان 1956م، بالتحالف بين بريطانيا وفرنسا وإسرائيل.
خرجت مصر منتصرة في هذه المعركة، واستثمرها عبد الناصر في كسر احتكار السلاح، ثم في بناء السد العالي الذي ساعد في استصلاح مليون فدان من الصحراء وتوزيعها على الفلاحين، بالإضافة إلى البنية الصناعية الصلبة التي بناها، ورفع الظلم عن العمال والفلاحين الذي عانوا منه في العهد الملكي البائد.
لكن القوى المتربصة بالأمة العربية خاصة والإسلامية عامة، لا تسمح بقيام قوة إقليمية قادرة على استغلال المقدرات المتاحة لمصلحة الشعوب؛ لأنها تريد أن تكون البلاد والعباد تحت سيطرتها وهيمنتها؛ وذلك بتنصيب (الوكلاء) من الحكام المحليين الذين يمثلون المستعمرين وينفذون ما يطلب منهم، ولو كان فيه دمار الوطن والمواطن.
حرب متواصلة على مصر
عندما أدركت الدول الغربية أن عبد الناصر زعيم وطني حقيقي وصادق الانتماء لوطنه وأمته، ولا يمكن شراؤه بحيث يصير (وكيلا) لهم، وأنه يعمل لبناء قوة إقليمية تكون قادرة على الوقوف أمام المطامع الغربية عامة، والتمدد الإسرائيلي خاصة، راح الغرب يضع العراقيل أمامه في تنفيذ طموحاته؛ فسحبت أمريكا تمويل إنشاء السد العالي، وألغت صفقة توريد القمح، وقررت عدم تزويد مصر بالسلاح، ولذلك اتجه إلى الاتحاد السوفيتي الذي ساعده في تنفيذ طموحاته.
ومع ذلك لم يرهن إرادة مصر، وإنما نادى باستقلال الإرادة لكل الشعوب المحبة للسلام، فتنادى مع تيتو ونهرو لقيام محور مستقل لا يميل إلى الشرق أو الغرب، وذلك في مؤتمر باندونج الذي عقد في اندونيسيا سنة 1956م، والذي حضرته وفود 29 دولة أفريقية وآسيوية، وكان أهم قراراته إنشاء حركة عدم الانحياز، وتبنى المؤتمر مجموعة من القرارات لصالح القضايا العربية وضد الاستعمار.
نهضت مصر وبدأت الثورة تعطي ما كان يأمله الشعب المصري منها، وصارت مصر محور الأمة العربية ومحط الرجاء لمد يد المساعدة إلى الذين يعانون من ظلم الاحتلال أو قهر حكامهم، فأمد الثورة الجزائرية بكل أنواع الدعم والمساعدة، وغدت مصر موئل طلاب الحرية من الدول الإفريقية والآسيوية التي ترزح تحت نير الاستعمار، ولذلك زادت المؤامرات عليه فكان عدوان 1956م بتحالف بريطانيا وفرنسا، وإسرائيل صنيعة الغرب وربيبته المدللة.
عمل على تحقيق حلم الوحدة العربية التي كانت نواتها بين سوريا ومصر سنة 1958م، ووقف إلى جانب الثورة العراقية سنة 1958م، ومد يد المساعدة المباشرة إلى الثورة اليمنية سنة 1962م، ولم يكن ذلك مغامرات فاشلة كما يصفها أعداؤه وأعداء الحرية، والببغاوات من المتشدقين الذين يرددون ما يسمعون دون وعي حقيقي.
بلغت مصر الناصرية مكانة متقدمة في قلوب العرب جميعاً والفلسطينيين خاصة؛ فكانت جامعاتها ومعاهدها ومستشفياتها مفتوحة للفلسطينيين مجّانا. وعندما قررت إسرائيل تحويل مياه نهر الأردن، دعا إلى اجتماع مؤتمر القمة العربية الأولى سنة 1964م، الذي كان من قراراته: (إقامة قواعد سليمة لتنظيم الشعب الفلسطيني لتمكينة من تحرير وطنه وتقرير مصيره، وتوكيل أحمد الشقيري أمر تنظيم الشعب الفلسطيني).
كل هذا جعل الغرب يحقد على مصر المتمثلة بقيادة جمال عبد الناصر الحرة، التي لم تنجح محاولات تحجيمها، مما كان السبب الأول والأهم لعدوان الخامس من حزيران 1967م.
توفي جمال عبد الناصر في 28-9-1970م، من شدة الإعياء وهو يبذل كل جهده من أجل وقف الصراع الدموي الذي حدث بين المقاومة الفلسطينية والنظام الأردني، فسقط شهيد الواجب الديني والوطني في رأب الصدع ووقف الدماء.
وفي الثورة المصرية المجيدة في الخامس والعشرين من يناير سنة 1911م، التي أطاحت بمحمد حسني مبارك، أهم (وكلاء) أمريكا في المنطقة، انتعشت الآمال المصرية والفلسطينية بمستقبل أفضل. وعندما انتخب الرئيس محمد مرسي، زادت الآمال انتعاشا، وظهر الموقف المصري في دعم الشعب الفلسطيني بما لا يتسع المجال لتعداده، مما كان السبب الأهم في الانقلاب عليه. ومنذ ذلك الانقلاب المشئوم صار الفلسطينيون يحسبون من الأعداء ودعاة الارهاب، حسب التصنيفات الأمريكية.
منذ انقلاب السيسي في الثالت من تموز 2013م، انقلب الوضع المصري الرسمي ضد الفلسطينيين. حتى في الوضع الإنساني الذي يسمح بتجاوز الخلافات السياسية، تفتح الحدود، على الأقل، لنقل الجرحى أو لدخول الوفود الطبية وإدخال المساعدات الغذائية، لكن المنفذ الوحيد لغزة على العالم بقي مغلقا، إلا في حالات محدودة جداً.
حتى الأطباء من المتطوعين الأجانب منعوا من دخول غزة من معبر رفح؛ كما حدث مع الطبيب النرويجي مادس جيلبرت، المختص بالتخدير وطب الطوارئ، الذي منع من معبر رفح بينما سمح له بالدخول عن طريق إسرائيل.
خلال عدوان 2012م، سمح لجميع الوفود المتضامنة بالدخول إلى غزة، وكان على رأسها الوفد الذي ضم رئيس الوزراء المصري، الدكتور هشام قنديل، بتوجيهات من الرئيس محمد مرسي، بالإضافة لجماهير غفيرة من المصريين الأحرار، ومن قوافل المساعدات الغذائية العاجلة من الجهات العربية والأجنبية.
رحم الله جمال عبد الناصر، وفكّ أسر الرئيس محمد مرسي؛ فكلاهما كان يحمل قلبا كبيرا أحب مصر والمصريين، وكان يعشق فلسطين والفلسطينيين.
كنت قد زرت مصر العربية في الثاني من تموز1994م، وقمت بزيارة ضريح القائد الخالد، (أبو خالد)، فكانت هذه القصيدة:
دمعة على ضريح جمال عبد الناصر!!

وَقَفْتُ عَلى ضريحِكَ في خُشوعِ ***** فَفاضَتْ مِنْ مآقيها دُموعي

بكيتُ بدمعةٍ حَرّى وجاشَتْ ***** لَواعِجُ قَلْبِيَ العاني الصَّديعِ

أتَيْتُكَ يا جمالُ وبي اشْتِياقٌ ***** يُزَلْزِلُ خافقي بينَ الضلوعِ

أتَيْتُكَ مِنْ رِحابِ القُدْس أشكو ***** وَما لِيَ مِنْ مُجيبٍ أو سَميعِ

فَلَيْتَكَ قائمٌ فينا ترى كمْ ***** غدونا اليومَ في حالٍ وضيعِ!

تَفَرَّقْنا وسادَ الغربُ فينا ***** وصِرنا بعدَ مَوْتِكَ كالقطيعِ

بلادُ العُرْبِ للأعداءِ دانتْ ***** وَعَادَ الغَرْبُ للنَّهْبِ الفظيعِ

لقد سُلِبَتْ فلسطينٌ وضَاعتْ ***** وَكُنْتَ تَقولُ: إِنَّكِ لَنْ تضيعي

لإسرائيلَ سيطرةٌ وَحُكْمٌ ***** وَلَيْسَ لنا سوى الوَهْمِ الخَدوعِ

يَلُفُّ المسجدَ الأقصى هَوانٌ ***** فَيا لله للخطبِ المُريعِ!!

حياةٌ كُلُّها الإِذْلالُ صارتْ ***** وَطَعْمُ العيشِ كالسُّمِّ النَّقيعِ

وَنَلْهَثُ خَلْفَ أَمْريكا بِذُلٍّ ***** فَكَمْ صَنَمٍ لأمريكا صنيعِ؟!

وَتَزْعُمُ أَنَّها تَبْني سَلاماً ***** يُظَلِّلُنا، وأَمْناً لِلجميعِ

فَأَيْنَ السِلْمُ؟ كيفَ يَكونُ سِلْماً ***** وَشَعْبي في المَذَلَّةِ وَالخُنوعِ؟!

* * * * *
ألا يا حَارِسَ الأهْرامِ مَاذا ***** أَقُولُ، وَقَدْ غَدَوْنَا في هُجوعِ؟

ألا يَا بَانِيَ السَّدِّ التِفاتَاً ***** إِلَيْنا، كَيْفَ صرنا في خُضوعِ

زَئيرُك كان يَملأنُا ثَباتاً ***** وَكَان حِماكَ كَالحِصْنِ المَنيعِ

وَكُنْتَ لَنَا جَناحَ النِسْرِ؛ فِيهِ ***** نُحَلِّقُ في سَمَا المجدِ اللَّميعِ

فَأَيْنَ هَديرُ صَوْتِكَ مِثْلَ رَعْدٍ ***** يَجُولُ صَدَاهُ في الوطنِ الوَسيعِ؟

بَنَيْتَ الوَحْدَةَ الكُبرى فَصَارتْ ***** (طَراطيرُ) العُروبَةِ كَالصَّريعِ

لَقَدْ وَأَدوا أَمانينا فَكَمْ مِنْ ***** خَئونٍ في تَآمُرِه ضَليعِ

بَذَرْتَ بُذُورَ وَحْدَتِنا وَلكِنْ ***** رِياحُ الغَدْرِ عَاثَتْ بِالزُّروعِ

فَلَيْسَ بعائِبٍ عَجْزُ الأَماني ***** إذا مَا المَرْءُ لَيْسَ بِمُسْتَطيعِ

*****
نَعمْ، يا مصرُ فيكِ لَنَا اعْتِصامٌ ***** وَكُنْتِ لأُمَّتي خَيْرَ الدُّروعِ

فَكَمْ يَا مِصْرُ! كَمْ أعْطَيْتِ بَذْلاً ***** مِنَ الشُّهداء؛ من غَالي النَّجيعِ!!

وَكَانَ بَنُوكِ للإسلامِ ذُخْراً ***** فَكَمْ ردّوا الغُزاة عَنِ الرُّبوع!

وَكَمْ شادوا لَنا مَجْداً وَفَخْراً ***** وَنَشْكو اليومَ مِنْ ذُلٍّ وَجوعِ!!

* * * * *
فَيَا هَرَمَ العُروبَةِ طِبْتَ ذِكْرَاً ***** عَلى التاريخِ وَالمَجْدِ الرَّفيعِ

وَيا ابْنَ النيلِ كُنْتَ لَهُ كَفَرْعٍ ***** فَأنْعِمْ بِالأصُولِ وبِالفُرُوعِ

نَفَخْتَ بِأُمَّتي رُوح التَحَدّي ***** وَقَدْ عَلَّمْتَنَا رَفْضَ الرُّكوعِ

لَئِن كَانَ الثرى يَطْويك عَنّا ***** لَسَوْفَ تَظَلُّ شَمْسُكَ في سُطوعِ

يَظَلُّ بِناءُ مَجْدِكَ في شُموخٍ ***** وَيَبْقَى الذِّكْرُ وَقَّادَ الشُّموعِ

وَتَبْقَى أَيُّها العِمْلاق حَيَّاً ***** وَسَوْفَ تَظَلُّ نِبْراسَ الجُموعِ!!


[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف