الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

خسارات مدوية للجرف الصامد !!بقلم: صالح أبوعزه

تاريخ النشر : 2014-07-27
خسارات مدوية للجرف الصامد !!بقلم: صالح أبوعزه
خسارات مدوية للجرف الصامد !!

بقلم:- صالح أبوعزه .

  ما أَطلقَ عليه الصهاينة "الجرف الصامد" !! أو ما يحلو تسميته لدى شباب فلسطين البطلة "بالخازوق الجامد" ما زال مستمراً حتى هذه اللحظة في بطشه وإرهابه وتعمده في حصد أرواح الأبرياء والمدنيين في قطاع غزة . يدخلُ هذا العدوان يومه العشرين ليُسطِّر أقبح ملاحم الإرهاب في مواجهة الشعب الفلسطيني الأعزل، ويدخل يومه العشرين وما زال بنك أهدافه يُقدِّم لنا مزيداً من جرائم الإنسانية ومجازر الحرب ومذابح العدوان !!

هذه الحرب اللا أخلاقية التي تقودها دولة الإحتلال الإسرائيلي ومن ورائها كل قوى الإستكبار العالمي لإخضاع غزة الصامدة _ شعباً ومقاومة _ وفي كل يومٍ جديد تقذف حمم أطنانها المتفجرة على رؤوس الأطفال والنساء والشيوخ الكبار، سوف تسقط وتنهار وتعلن استسلامها أمام ضربات المقاومة وعنفوان رجالات المقاومة وصمود أهل المقاومة؛ فالتاريخ يُعلِّمنا جيداً ويعطينا من أيامه عِبَرٌ ودروس؛ أنَّ النصر دائماً حليف الشعوب المستضعفة، حينما ترمي عن كاهليها ثقل الضعف والإستكانة وتزيح عنها غبار الذُلِّ والهوان، وتعمد إلى بندقيتها وصاروخها لتعلن في الملأ لائاتها الثلاث "لا للرضوخ لا للإستسلام لا للمساومة"، وتعلن في ذات الملأ نعماتها الثلاث "نعم للمقاومة نعم للصمود نعم للكرامة" .      

الإحتلال الإسرائيلي يُقدّم للعالم أجمع في كل يوم صورةً جليةً عن وجهه القبيح، ويكشف اللثام عن دمويته ووحشيته وجبروته وطغيانه وبربريته؛ وفي ذلك كله أسباب انهياره وفشله، وفي استمرار حربه البشعة وعدم رضوخه لمطالب الشعب الفلسطيني الإنسانية سيترنح أكثر فأكثر، ويتأزم أكثر فأكثر، حتى تعلن المقاومة الفلسطينية انتصارها وتحقيق أهدافها المشروعة؛ من رفع الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة وفتح جميع المعابر ووقف كل أشكال العدوان والإجرام الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني أينما كان .

فعلى المستوى السياسي والدبلوماسي ورغم وقوف الإدارة الأمريكية خلف دولة الإحتلال ودعمها لإرهابه؛ إلا أنَّ الدول التي تحترم ذاتها وإنسانيتها تعلن من على كُلِّ منبر شجبها واستنكارها وإدانتها للإرهاب الصهيوني، بل وتتعداها إلى مواقف أكثر شجاعة من سحب السفراء أو الجنسيات عن البعض؛ ولا أدلُّ على ذلك المواقف المتميزة لأغلب دول أمريكا اللاتينية، ودعمها للقضية الفلسطينية العادلة ودفاعها عن الشعب الفلسطيني المضطهد في وجه آلة الحرب والموت الإسرائيلية .

وعلى المستوى الإجتماعي فالشارع الإسرائيلي منقسمٌ على نفسه بل هو الآن أكثر إنقساماً من ذي قبل، فتل أبيب _ بقرة إسرائيل المقدسة _ كما يحب أن يصفها دائماً الدكتور رمضان شلح أمين عام حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين تخرج بمسيرات ومظاهرات متناقضة في نفس الوقت؛ إحداهما تدعم العدوان على غزة واستمرار العمليات العسكرية فيها والأخرى تدعو إلى وقف القتال فيها، وإحداهما تدعم الحرب البرية والأخرى تدعو إلى الخروج والرجوع، والإنقسامات حادة ونتنياهو حائرٌ في أمره وحكومته الإرهابية . هذا على الجانب الإسرائيلي ولكن على الجانب الآخر فالشارع الفلسطيني على العكس تماماً فهو ملتف حول مقاومته الصامدة ويدعوها إلى الإستمرار في القتال حتى تحقيق المطالب ويساندها بكل ما أوتي من قوة، ومدن الضفة الغربية والقدس الآن التحقت بغزة هاشم وأعلنتها هبة جماهيرية حاشدة دعماً لغزة ومقاومتها، والشباب الفلسطيني يتربع على نقاط التماس مع الإحتلال ويباريه وجهً لوجه في قلنديا والجلمة وشافي شمرون وغيرها . وفي دول العالم تنتفض الشعوب الحرة وتخرج بمئات الألوف في أمريكا اللاتينية وباريس ولندن والجزائر وإيران ولبنان وغيرها دعماً لفلسطين، فيما يتوقف الدعم المجنون للإرهاب الإسرائيلي على قنوات الظلام الغربية وأصواتها النشاز وصحافتها الملعونة وكُتَّابها المتطرفون .

أما على المستوى الأمني والعسكري فإسرائيل في أزمة حقيقية فلقد أعلنت المرحلة البرية من الحرب على غزة لكنها ما زالت على تخوم قطاع غزة يصدُّها أبطال المقاومة من مغاوير سرايا القدس ونُخب كتائب القسام من التقدم إلى الأمام وتتوعدها بمزيد من المفاجآت والويلات إن هي أقدمت على المزيد من التوغل، بل وتقتل من الجنود الإسرائيليين المدججين بأقوى أنواع الأسلحة والعتاد رغم التكتم الإعلامي الإسرائيلي عن الأعداد الحقيقية للقتلى الجنود والجرحى المصابين، وتنقل المقاومة الصراع إلى عمق تل أبيب وحيفا وعسقلان وبئر السبع والقدس المحتلة وترعبها بصواريخها وتبقي ملايين شعبها في الملاجئ تحت الأرض لتقابل الرعب بالرعب والعدوان بالمقاومة، وتبقى إسرائيل وبنك أهدافها لا يستهدف سوى الأبرياء والمدنيين والعُزَّل، ولا يبقى في جعبتها سوا استهداف كل ما حرَّمت الأديان والشرائع السماوية والإتفاقيات الدولية استهدافه .

 وعلى المستوى الإقتصادي فدولة الإحتلال تخسر الملايين في كل يوم تحت ضربات المقاومة، فالرحلات الجوية منها وإليها تتوقف وتُلغى في كل ساعة في مطاراتها، وإسرائيل تطالب وتترجى باستمرارها، والسياحة تُضرب بكل أشكالها وفي تدهور مستمر في فصل الصيف، وتداول المال والسلع في ترنح _ فالمال جبان دائماً _ .

 وإن أردنا حقيقةً أنْ نُحصي لدولة الكيان إنجازاتها في هذه الحرب _ التي لا تخلو من إنجازات مهمة وكلها بقالب عربي بحت _؛ فالدعم العربي المتمثل بمواقف الأنظمة العربية هي أولى إنجازاتها على الإطلاق، فمصر لم تعد وسيطاً على أقل تقدير وإنما انحازت بشكل فظ للرؤية الإسرائيلية لوقف العدوان وتبنت مطالب حكومة نتنياهو وسارت على هداها، بل أن خطاب الرئيس السيسي الأخير خلا من أي إدانة حتى ولو ضمنية لدولة الكيان بل كان ظاهره تبرير مواقفه المنسجمة مع الإحتلال بما يدين المقاومة الفلسطينية تحت عبارة " لا أحد يزايد علينا " !! وأنظمة الخليج ومعها باقي أنظمة العرب وعلى رأسها السعودية تضع رأسها في الرمل وترفع شعار "لا أرى لا أسمع لا أتكلم"، ونحن نقرر القاعدة الفقهية التي تقول:- " لا يُنسب إلى ساكت قول، ولكن السكوت في معرض الحاجة بيان" وعليه فإن سكوت هذه الأنظمة وإيغالها في الصمت ما هو إلا تعبير حقيقي عن خفايا النفوس من دعم عدوان الكيان على أهلنا في غزة وإدانة أوضح من الشمس للمقاومة الفلسطينية الباسلة . وما استمرار الحصار " الإسرائيلي العربي الدولي" على القطاع الصامد وإغلاق معبر رفح _ المتنفس الوحيد لغزة، وبوابة غزة على العالم _ من مصر وجلّ الأنظمة العربية إلا دليل الإدانة للعرب والإنجاز المستمر للإحتلال . كما وأن وفي كل عدوان جديد على قطاع غزة تظهر قائمة سوداء من الإعلاميين العرب تتبنى الرؤية الصهيونية للأحداث وتغازل معشوقتهم "إسرائيل" !! واللافت للنظر أنَّ هذه القائمة خليجية بامتياز وعلى رأسها السعودية بالإضافة لمصر !! وأنَّ هذه القائمة تحوي وجوه جديدة في كل مرة وفي كل عدوان !! ولا شك أن قوائم العار هذه محسوبة على أنظمتها ومنظومة الحكم العربي، ومما لا شك فيه أيضاً أن السبب الرئيس في نشوئها وإيغالها في دماء الشعب الفلسطيني وتبرئة الذئب الصهيوني من جرائمه ومجازره ومذابحه أنَّ المقاومة الفلسطينية تعري هذه الأنظمة والعروش الزائفة أخلاقياً وتفضح خياناتها وحماقاتها ولؤمها وتكشف عوار رجولتهم المنقوصة !!

عواصم التيه العربي سقطت وتسقط في كل عدوان على غزة وفي كل حرب دموية تُشن على الشعب الفلسطيني، وهي الإنجاز الأهم للدولة الإسرائيلية، مضافاً إليها الدعم اللا محدود من الولايات المتحدة الأمريكية بلوبيها الصهيوني وكونغرسها الليكودي، ولكن نجاحات المقاومة بعمليات البنيان المرصوص والعصف المأكول في مواجهة طغيان وإرهاب الجرف الصامد ما زالت مستمرة وتكبد دولة الإحتلال في كل يومٍ جديد مزيداً من الخسائر، والوقت هو لعبة المقاوم التي يتقنها وما زال في صالح حركات المقاومة وفي صفها، والإستمرار في الصمود والمواجهة _ رغم كل العذابات والمحن _ ستُركع دولة الإحتلال على ركبتيها وكل مَن يساندها صاغرةً أمام أصغر طفل فلسطيني . فالنصر للمقاومة _ لرجالاتها وأهلها _ ومَنْ يساندها ويقف معها من الشعوب الحرة والأصوات الشجاعة .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف