الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

غزة تدافع عن كرامة العرب .. بقلم: أحمد فايق دلول

تاريخ النشر : 2014-07-27
غزة تدافع عن كرامة العرب .. بقلم: أحمد فايق دلول
 
 
ثمة اتفاق تاريخي متوارث ومتجدد بين فقهاء السياسة على أن القضية الفلسطينية هي القضية العالمية المحورية الأولى ومركز الصراع في العالم، خاصة بعد دخول النظام العالمي في مرحلة القطبية الأحادية إثر انهيار الاتحادي السوفيتي وتفككه بالكامل في ديسمبر 1991م، وهو ما يعني أن العالم سيبقى في حالة صراعٍ ولن يشهد استقراراً إلا بإيجاد حلٍ عادل للقضية الفلسطينية بما يضمن عدم ضياح الحقوق الفلسطينية.
 
وتُعتبر القضية الفلسطينية امتداد طبيعي للأمن القومي لغالبية دول العالم وخاصة الدول العربية والشرق أوسطية والإسلامية، ومن الطبيعي جداً أن تجد خريطة فلسطين أو فلسطين موجودة على خريطة العالم في مؤسسات ومراكز الأمن القومي لغالبية دول العالم، او مراكز الفكر وصنع القرار.
 
أما غزة على وجه التحديد، فما من شك أنها البوابة الأوسع للفواعل والروّاد في النظام الإقليمي العربي والشرق أوسطي، وإذا ما أرادت أي دولة أن تحصل على دورٍ رياديٍ ومكانةٍ مرموقةٍ في منطقة الشرق الأوسط، فلا بد من دخول المنطقة من بوابتها، وهذا ما يفسر تعاطف كثير من الدول الإسلامية وتسابقها وتنافسها على دعم غزة مثل تركيا وماليزيا وإندونيسيا وباكستان وإيران وغيرهم.
 
تتمتع غزة بهذا الدور وهذه المكانة منذ فجر التاريخ، وعلى سبيل المثال كانت ممراً للجيوش الإسلامية وحلقة الوصل بين جناحي الوطن العربي شرقاً وغرباً، وكذلك الحال بالنسبة للغرب مثل بريطانيا وفرنسا وغيرهما، وإذا ما تراجعت أي دولة في منطقة الشرق الأوسط في دورها تجاه غزة فهذا يعني ببساطة أن دولة أخرى ستعوِّض ذاك الدور بدور آخر وفق مصالحها، وعلى سبيل المثال، أدَّى تراجع الدور المصري في السنوات العشر الأخيرة إلى ظهور دور تركي وآخر إيراني من خارج المنطقة العربية، ودور قطري أيضاً من داخل البوتقة العربية.
 
مصر التي تراجعت في دورها تجاه غزة؛ لا تمتلك أي مبرر مقنع في هذا الأمر حتى وإن كان لها أولويات داخلية بالغة الأهمية، خاصة وأن غزة ترتبط مع مصر بروابط مختلفة مثل اللغة والدين والتاريخ والجغرافيا والعادات والتقاليد، ولعل الأهم من كل ذلك أن غزة هي درع وصمام أمان الأمن القومي المصري من ناحية الشرق، وبالتالي فإن أي تراجع يعني أن الأمن القومي المصري من ناحية غزة قد بات على المحك، وهو ما يستلزم من مصر مراجعة سياستها الخارجية تجاه غزة بما يضمن إعادة التواصل وفق مبادئ الحب والمودة والإخوّة والعروبة.
 
تخوض غزة هذه الأيام معركة ضروساً مع الاحتلال الصهيوني حفاظاً على كينونة الوطن العربي من الذوبان والانصهار في ضوء الترتيبات الغربية للمنطقة ضمن "سايكس بيكو" مُعاصر، وكان من نتيجة هذه المعركة ارتقاء نحو 700 شهيداً وإصابة أكثر من 4300 مواطناً، وهدم أكثر من 2900 بيتاً ومسجداً ومركزاً تجارياً... وكل هذا حصل في ضوء الصمت العربي الرسمي المطبق، إلا من بعض الدول التي تحرَّكت على الفور، فضلاً عن الشعوب التي خرجت في الشوارع تنديداً بالعدوان لتقف الأجهزة الأمنية في وجهها وتفرقها بالقوة.
منذ اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000م، وحتى يومنا هذا، ورغم دخولها في موجات حصار خانق وتجويع وأوضاع معيشية شبه كارثية؛ تمكنت غزة التي تكاد لا تُرى على خريطة العالم إلا بالميكروسكوب؛ من صناعة المعجزات الأدبية والعلمية والأكاديمية والحضارية، واسألوا من دخل، بجانب المعجزات العسكرية، فاستطاعت ضرب الكيان الصهيوني في العمق، وخاصة عندما استهدفت تل أبيب وحيفا والخضيرة وهرتسيليا وغيرها، في حين أن جيوشاً عربيةً مدججةً بالسلاح وتقدر عناصرها بالملاين، وأخرى تمتلك ترليونات من الدولارات، وثالثة تمتلك عشرات الملايين من المواطنين، فضلاً عن الموارد الطبيعية الخارجة عن إمكانية العد والإحصاء؛ لم تستطع إحراز أي تقدمٍ مثل غزة، ولم تجرؤ على مجرد انتقاد أو شجب وإدانة العدوان الصهيوني الغاشم على غزة، فأي عار هذا، وأي انتكاسة هذه يا أمتنا العربية!!
 
لم يبقَ من الوطن العربي بقعة جغرافية تحافظ على عزتها وكرامتها إلا غزة، ولم يبقَ من الأمة العربية من يدافع عن العروبة وشرف الأمة إلا غزة، ولا داعي للحديث عن أنشطة الغرب في المنطقة العربية للتدليل على قولنا، لكن لا بد من القول إن غزة لو سقطت –لا سمح الله- فهذا يعني أن الأمة العربية ستعيش بلا مكان تحت الشمس منكسة الرأس وتجرُّ ذيول الخيبة والهزيمة والانكسار لمدة لا تقل عن خمسين سنة، وربما تقوم دولة الكيان الصهيوني بالتوسع الجغرافي لتحقيق حلم الصهاينة ب"دولة إسرائيل الكبرى" من النيل إلى الفرات، فضلاً عن التوسع في الأنشطة الاستخباراتية في العواصم العربية.
 
إذا لم تخجل الأمة العربية على نفسها من مواقفها السلبي، وإذا لم تدافع عن غزة فعليها أقل شيء أن توقف الدعم المتواصل الموجه إلى الكيان الصهيوني من غاز وبترول ودولارات، وأن توقف الحراك الدبلوماسي السري مع الكيان الصهيوني، فضلاً عن الدخول الفعلي في المقاطعة الاقتصادية في ضوء الأرقام المهولة للتبادل التجاري بين العرب ودولة الكيان. والأهم من ذلك كله أن توقف الحملة الإعلامية البغيضة التي يقودها إعلاميون مشبوهون ضد غزة.
 
 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف