الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عندما يتحرك أهل النخوة لنصرة غزة بقلم:أ.د.ذياب عيوش

تاريخ النشر : 2014-07-27
عندما يتحرك أهل النخوة لنصرة غزة  بقلم:أ.د.ذياب عيوش
عندما يتحرك أهل النخوة
لنصرة غزة                
بقلم:  الأستاذ الدكتور ذياب عيوش                         
عضو المجلس الثوري لحركة فتح
رئيس رابطة الأكاديميين – بيت لحم

عندما تواجه الأمم والشعوب محنة، أو تتعرض للتمييز الذي يصاحبه تدمير وقتل وتنكيل بأبنائها، فان أول واجباتها أن تعمل على ردع العدوان كحق قانوني انساني، وحماية مواطنيها من كل مكروه.أما الأمم والشعوب الشقيقة والصديقة فيتلخص دورها في اسناد الأمم والشعوب المذكورة ماديا ومعنويا بكل الطرق الممكنة مهما كانت امكاناتها ومهما كانت قريبة أو بعيدة عنها، وان كان واجب الدعم والاسناد والحماية من الشعوب الشقيقة المجاورة أكثر تأثيرا وأكثر ضرورة والحاحا، دون انقاص من أهمية الدعم الذي يمكن أن تقدمه هيئة الأمم المتحدة والدول والشعوب والتنظيمات الحرة على المستوى الدولي.      
وعندما نطبّق هذا المبدأ على ما يجري من عدوان آثم على غزة البطلة ، التي هي جزء لا يتجزأ من شعب فلسطين والأمة العربية والاسلامية، فان المسئولية الأولى لحماية أهلنا فيها ودعم صمودهم بكل الطرق الممكنة تقع على عاتق السلطة الوطنية الفلسطينية ناهيك عن أبناء غزة الميامين وأشقائهم في الضفة والمناطق المحتلة عام 48 وأولئك القابعين في أماكن الشتات بانتظار العودة. ثم يأتي بعد ذلك الأشقاء العرب والمسلمون انطلاقا من واجب الأخوّة ومبدأ " نفس الرجال يُحيي الرجال"..ولهذا الدعم ثلاث مستويات تتطابق مع قول محمد عليه الصلاة والسلام:" من رأى منكم منكرا فليغيّره بيده، فان لم يستطع فبلسانه، فان لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الايمان".ونحن في فلسطين نرضى بأي من هذه المستويات انطلاقا من قول الشاعر:                                                                              
على قدر أهل العزم تأتي العزائم     وتأتي على قدر الكرام المكارم
ولما كان العدوان الآثم على غزة وما صاحبه ويصاحبه من قتل للأطفال والنساء والشيوخ من المدنيين،وهدم للبيوت على رؤوس أصحابها، وتجريف للأرض، ومحاصرة شاملة للقطاع،  من أكبر أعمال المنكروأشدها فظاظة تجاه شعبنا، فقد قمت برصد أفعال الجهات المعنية وغير المعنية بمقاومة الاحتلال وما يقوم به من عمل منكر واستخلصت من ذلك مجموعة من الاستنتاجات:                        
1 – أن فصائل المقاومة في غزة فعلت وتفعل كل ما من شأنه ردع العدوان على أهلنا هناك، وأن وحدتها ونضالها ،وخاصة ما تقوم به الاجنحة المسلحة للفصائل الفلسطينية ، يقدمان أروع مثال على المقاومة المسلحة والصمود الأسطوري في وجه المحتل، على الرغم من عدم التكافؤ في الامكانات.
2 – أن الأطر الرسمية الفلسطينية لم تتحرك منذ البداية لردع العدوان ولو من خلال العمل السياسي والدبلماسي الا بعد أن أثخنت غزة بالجراح وبعد أن فقدت آلاف الشهداء والجرحى على مذبح الحرية والمواطنة الحقة والعقيدة النضالية التي لا تُهادن ولا تستسلم لعدو.والمواطن الفلسطيني والمواطن العربي يدركان أن قرارات منظمة التحرير الفلسطينية والأطر الأخرى الرسمية لم ترق الى المستوى الوطني والقومي والانساني المطلوب، وانما تحرّك بعضها متأخرا وبشكل باهت بعد أن خاب أمل المعتدين بالانتصار على أناس أقسموا على الانتصار أو الاستشهاد وبعد أن سبقتهم قوى وأطر دولية استنكرت العدوان على أعلى مستوى.فأين المجلس الوطني، وأين المجلس المركزي، وأين اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأين الدور السياسي للحكومة؟ وأين القياديين الفلسطينيين الحقيقيين!!               
3 – وعلى المستوى القومي، من المؤكّد أن الشعوب والقوى العربية والاسلامية لم تحقق تطلعات الشرفاء من مواطنيها تجاه صراع البقاء والكرامة الدائر حاليا في غزة، وأحيانا في الضفة،ولم تفعل غير القليل القليل ،وان كان هناك تحركات ومظاهرات مشكورة على مستوى كثير من الأقطار لا يمكن التقليل من شأنها. 
4 - ولما كانت دول الجوار أولى بمناصرة المقاومة، ولو معنويا ، في غزة بخاصة وفلسطين بشكل عام ، لاسباب دينية، وقومية، وجيو – سياسية،واستراتيجية، على اعتبار أن أمن الفلسطينيين هو جزء لا يتجزأ من أمنها القومي وان انكسار المقاومة، ان حصل لا سمح الله، سيصيبها في العمق، فان مُقتضى الحال يفرض عليها أن تسبق غيرها في واجب دعم المقاومة وفتح جميع الحدود والمعابر أمامها . ولهذا فان الفلسطيني الشريف يرى في عكس ذلك موافقة على قتل المقاومة وغزة على السواء. ولحسن الحظ أن القيادات العربية المجاورة آنذاك فتحت حدودها للمقاومة في الانتفاضة الأولى المباركة وأمدتها بالدعم المادي والمعنوي واللوجستي والسياسي.ومن المؤسف والمحزن أن بعض هذه الدول لم تظهر مثل هذا الدعم حاليا بل ان بعضها ترك اعلامييه وبعض سياسييه الساقطين يتشفى بالمقاومة ويحرّض عليها.    
5 – مما يزيدنا ألما ويذهل شعبنا الصامد الشامخ أن الضفة الغربية وقطاع غزة لم يقعا تحت الاحتلال عام 67 بسبب حرب خاضها الشعب الفلسطيني وانهزم فيها آنذاك، وانما وقعتا تحت الاحتلال وهما معزولتان من السلاح تماما ،وكانتا تحت ادارة عربية عندما دخلت أقطار عربية بقيادة مصر حربا مع اسرائيل لم تكن أعدت لها العدة فحل بالضفة والقطاع  ما حل من احتلال واستيطان أكل الأخضر واليابس وجعلنا معتقلين داخل سجن كبير، ووضع أجزاء أخرى من الدول المجاورة تحت الاحتلال أيضا.ولهذا كان من حق شعبنا على هذه القيادات أن تكون أول من يساند كفاحنا من أجل التحرر والاستقلال ودحر المعتدين من كل أرض العرب. 
6 – ومما يثلج الصدر أن أهل النخوة في هذه الأقطار الشقيقة يعبروا على المستوى الرسمي والشعبي عن رفضهم لهذا المنكر الذي يقوم به الاحتلال  في عموم فلسطين ؛فقد سعدت وأنا أقرأ مقالة لجلالة الملكة رانيا العبدالله بعنوان" غزة صناعة ديستوبيا عصرنا الحالي " منشورة على صحيفة المستقبل بتاريخ 26/7/2014  تقول فيها:                                                                                  
 " في الوقت الذي يحارب فيه بعض الناس في العالم الفقر أو العنف أو الظلم أو الخوف أو الجوع أو نقص الرعاية الصحية أو تكبيل حرية الحركة أو السجن أو البطالة المتفشية أو المراقبة المستمرة أو انعدام الأمن أو نقص الأساسيات أو اليأس أو التعليم الضعيف أو العزل القسري أو تجاهل حقوقهم الإنسانية أو حسرة فقدان من يحبون، في غزة أكثر من 1,8 مليون شخص يحاربون كل ذلك يومياً".    
في هذه المقالة كشفت فيها جلالتها عن الأعمال غير الانسانية ضد أبناء غزة، وقالت:" تعجز الكلمات عن وصف معاناتهم وأحوالهم، ثم تساءلت: هل نقف متفرجين بينما تتعزز أساسيات ديستونيا عصرنا أمام أعيننا أم ستوحدنا انسانيتنا المشتركة وتدفعنا للعمل لانقاذ أهل غزة، ففي انقاذنا لهم انقاذ لأنفسنا".      
7 – ومن مظاهر القربى والمشاركة الأخوية والانسانية مع أهلنا في غزة ، ما ورد في مطالبة النائبة رلى الحروب النواب الأردنيين بالتظاهر أما سفارة اسرائيل ودعوة مجلس النواب باتجاه تسع خطوات نوعية ومهمة " تجاه الأحداث في غزة انسجاما مع الدور الدستوري للبرلمان الأردني".وهي خطوات استراتيجية تصلح للتضييق على سلطة الاحتلال. ولا يقل عن ذلك دعوة العسكريين الأردنيين المتقاعدين حكومتهم بطرد السفير الاسرائيلي انتصارا لغزة.                                                                
8 – وبالمقابل، يؤسفني ويحزنني أن أسمع أصواتا شاذة وغير مسبوقة في رداءتها من بعض الجهلاء والمأجورين من جمهورية مصر العربية ، البلد الشقيق العظيم،من أمثال توفيق عكاشة ولميس جابر وغيرهما عدد غير قليل يطالبون بسحق المقاومة في غزة البطلة وبطرد الفلسطينيين من مصر وهم يعلمون كل العلم أن الفلسطينيين كافة مستعدون أن يقدموا أرواحهم لمصر اذا ما تعرّضت لعدوان أو أصابها مكروه.لم يتذكر هؤلاء أن أكبر زعيم في تاريخ مصر وهو جمال عبد الناصر قال لأبي عمار" وُلدت المقاومة لتبقى" فأكمل له أبو عمار هذه العبارة وقال" ولتنتصر".هذه الملاحظة لا تعني أن شعب مصر أدار ظهره للقضية المركزية للأمة،كما لا تعني أن شعب مصر، الذي يزداد اصرارا على حماية الأمن القومي العربي كافة، قد تنكّر لأهل غزة وفلسطين عامة، فهناك مفكرون وكتاب وأدباء وسياسيون، من أمثال الدكتور حسن نافعة والدكتور فهمي هويدي وغيرهما كثيرون ،نحميهم بحبات عيوننا ونقدّر لهم أنهم بقوا على مبادئهم السامية مدافعين عن كرامة الأمة والمقاومة الفلسطينية التي تشكل رأس الحربة في حماية الأمن القومي العربي، وان تنكّر لها المتنكرون ووصموها بوصمة الارهاب.                     
 ان أمتنا العربية والاسلامية تمتلئ بأهل النخوة، الغيورين عليها، المدركين لأهمية صمودها وصمود المقاومة في غزة دفاعا عن الشرف العربي،وسيتحرك هؤلاء النشامى من قيادات وأفراد ،كما تحرّك العرب  الأقحاح بقيادة هاني بن مسعود قبل الاسلام ، وقيادة المعتصم أيام العباسيين  لنصرة المقاومة وما تتضمنه من معان ورموز، وان الله على نصرهم لقدير.   
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف