الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

فلسطين: بعض من العقل والشعور بقلم:تحسين يقين

تاريخ النشر : 2014-07-27
فلسطين: بعض من العقل والشعور

تحسين يقين

واحد: سياسة وحرب
في آخر كل جولة، نصل إلى تهدئة، فهي قادمة قادمة، فليكن إذن أن تكون بداية للخلاص من الذبح إلى الأبد.
سألني أصدقاء سؤالا عميقا: إلى أين نسير؟
مع قرب توقف إطلاق النيران، وانقشاع الدخان، يظهر الحديث السياسي؛ وأهمه وطنيا وقوميا، أن نعرف إلى أين نسير. فرغم حجم المآسي الكبرى على شاطئ البحر والجبال والتلال والغور، فإن المأساة الكبرى هي ألا نكون قادرين على الإجابة. لماذا؟ الجواب هو ألا يمضي عام أو عامان ليتكرر الذبح من جديد بطرق أشدّ وأكثر بشاعة.
اثنان: حق تقرير مصير فلسطين لا غزة فقط!
الحرب هنا في غزة يعني هناك في الضفة الغربية؛ فقطاع غزة المحاصر هو جزء من الوطن المحرر من الاحتلال ومستوطنيه، وسواء انسحبوا أو هربوا، أو خططوا لأمر آخر (ابتلاع الضفة الغربية)؛ فإن الحرب عليها هو الحرب على الضفة بقدسها الشريف!
المعنى: واضح، فليست القضية تقرير مصير غزة، بل تقرير مصير فلسطين..
لذلك لنتريث في الحديث حتى لا نقع بما يحفره لنا الاحتلال، وليكن الحديث فلسطين، وباسم فلسطين، قيادتها الموحدة والشرعية.
وود الاحتلال أن يقايض دولة في غزة من زمن، مقابل ألا تكون كذلك في الضفة؛ ولو تأملنا لأنصفنا من أكد في ديباجة اتفاقية أوسلو عن ربط الضفة وغزة وحدة قانونية وسياسية واحدة! ورحم الله ياسر عرفات ببعده الاستراتيجي، وهذا هو أصلا جوهر المشروع الوطني: دولة في الضفة والقطاع.
ثلاثة: مشاركة في الجريمة
إسرائيل ليست متهمة بل مجرمة علنا، فإذا لم تستحي يا إسرائيل فاصنعي ما تشائين؛ تحميك الدول الكبرى والأمم المتحدة!
سيزول العجب مما تصنعه دولة الاحتلال مع فلسطينيي قطاع غزة والضفة الغربية،عندما نتأمل ما تصنعه أصلا للمواطنين الفلسطينيين داخل دولة إسرائيل الديمقراطية!
ولا تعجب كثيرا من احتلال صمم ألا يقرأ التاريخ!
لقد فاقت جرائم الاحتلال كل توقع، حتى أنه لم يبق أمام "الجيش الذي لا يقهر" إلا أن يمسح غزة عن الخارطة بسلاح غير تقليدي، فما زالت أمنية الطغاة أن يصحوا يوما وإذا بالبحر يبتلع غزة!
باختصار، الدول الكبرى والأمم المتحدة إن لم توقف الذبح، فإنها مشاركة بالجريمة..
هل من قائل لحكومة إسرائيل: استحي قليلا!
ردي بشكل متكافئ! لا تكوني نذلة إلى هذه الدرجة، يقتل جنودك الغزاة، فتقتلين المدنيين!
من يسكت عن الجريمة يشارك بها، فليست المسألة مشاركة مادية فقط، بل المشاركة بالتواطؤ وتفهم الذبح أخطر!
أربعة: وفاق قومي وعالمي أيضا
في ظل بقاء حكومة الوفاق الوطني، نحن دوما بحاجة لوفاق قومي بشكل خاص، حتى لا نظل مكررين سخرية غوار حين رد على من سأل عن رد العرب على هجوم إسرائيل علينا:
هجموا على بعض!
لنحذر الفتنة، فهي أشد علينا من الحرب العسكرية، فمن الذي وقّت إثارة الفتنة بيننا نحن العرب والفلسطينيين؟ ومن الذي بدأ بمسلسل الفتنة؟
حين حدثت التحولات في مصر، كان شعورنا في فلسطين: نتمنى لمصر الأفضل، وإن كان من دور لنا فهو دورنا الطبيعي: وحدة مصر الوطنية، في سياق وحدتنا القومية.
فمن يكره مصر والله أحبها وأحب أهلها..
ونحن نحب مصر ونسعى لنهضتها، وما هي أهل له، منذ يوسف النبي الفلسطيني الذي بوحي من الله أنقذ مصر في السنوات السبع العجاف!
فلا أظن الوقت-وقت دمنا- مناسبا للانشغال بالفتنة، بل لعلنا نوقفها معا فلسطينيين ومصريين وعربا..
"ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين.."
خمسة: تبعثر!
أحب بلادنا العربية كعربي، وأريدها كبيرة، ولكن في ظل الحديث عن المحاور أقول:
هل هذا وقت مناسب لنختلف على من يحقن الدم؟
وكيف أقتنع باختلاف المحاور؟  وهل الولايات المتحدة بعيدة عن هؤلاء وهؤلاء؟ أم هي قريبة منهم جميعا؟ لربما أقرب مما نتصوّر؟ ومن هي الولايات المتحدة؟ أليست الحليف الاستراتيجي لإسرائيل رغم ما نوده من صداقة لها؟
إذن فإن الموقف العربي الموحد حتى ولو كان ضعيفا يظل الردّ على هذا التبعثر.
ستة: التربية القومية والإنسانية
نحتاج اليوم للتربية القومية والإنسانية للجيل الجديد، حتى تضحك علينا الأجيال...
وحتى لا يثير الشباب العربي جاهل أو حاقد يستفزهم للفتنة..
لعل أغنية الحلم العربي تجيب على ذلك:
اجيال ورا اجيال  ح تعيش على حلمنا
واللي نقوله اليوم محسوب على عمرنا
جايز ظلام الليل يبعدنا يوم انما
يقدر شعاع النور يوصل لأبعد سما
دا حلمنا طول عمرنا حضن يضمنا كلنا كلنا
لعلنا نتأمل في مناهجنا العربية، ولعل الأمين العام لجامعة الدول العربية يفعل شيئا على الأقل: للمستقبل!
يجب تحصين الجيل الجديد بالتربية القومية، في إطارها الإنساني النبيل، حتى لا نصبح في ظرف نحتاج فيه للتذكير بدور مصر القومي في القضية الفلسطينية..!
كل واحد وواحدة مطالبان بذلك، في البيت والمدرسة والتلفزيون والإنترنت!
هدفنا أن ينشأ جيل عربي في جزيرة العرب ووادي النيل وبلاد الشام والعراق وشمال إفريقيا..
في فلسطين ومصر والإمارات العربية وقطر والمملكة العربية السعودية..بل وفي تركيا وإيران..
وفي العالم أيضا..
سبعة: الموقف العربي الموحد القويّ وحده القادر على التسوية السياسية
وفاقنا القومي يقوي وفاقنا الفلسطيني، وتشرذم العرب يشرذمنا، فكما كانت فرقتنا تبريرا للاحتلال، بعدم المضي بالعملية السياسية، بسبب وجود آخرين خارجها، فإن الاختلاف العربي يؤجل قضيتنا إلى ؟أن نتفق!
وعندنا نقول الموقف العربي، أكيد لا نقصد به الموقف الإعلامي والدبلوماسي، بل هو الموقف المنسجم ما بين ما فوق الطاولات وتحتها!
هل وصلت الفكرة؟
لأنني أحب بلادي العربية، فإنني أحترمها، ولديّ كفلسطيني أمل بأن يكون الضغط العربي على إسرائيل والولايات المتحدة ضغطا حقيقيا..
فهل من يتساءل عن جدوى ذلك؟
الحل هنا يعني الحل هناك في بلادنا العربية، وليس ما زعم بأنه ربيع!
أي ربيع هذا الذي يحدد في مكان خاص وزمان محدد؟
ثمانية: شعور وعقل
الوقت وقت غضب وحزن، فإن الحجر ليتحرك فؤاده لو كان له فؤاد لما يحدث من ذبح للبشر، فللرثاء نصيب، وللغضب، فمن يستطيع البقاء مشاهدا لمشاهد القتل، وإنني لأتساءل: ألا يرى الإسرائيليون ذلك؟ كيف يفعلها من السماء عسكريّ إسرائيلي ولا ينتحر إلا إذا تم تدريبه على القتل بدم بارد قبل التدريب على الطيران!
غزة لن ترحل نحو البحر، وسيظل هناك شاطئ وبحر، لكن الغزاة هم من سيرحلون لا محالة.
العرب: إلام هذا بينكم إلام وهذه الضجة الكبرى علام؟
المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة: إن كانت لديكم ملاحظات على ردّ الفعل الفلسطيني، فهلا تأملتم بالفعل الإسرائيلي في جرائم هي عار على الإنسانية، تأملوا الاحتلال والاستيطان ونسف حل الدولتين؟ وقبل النظر إلى القشة في أعين أحد، انظروا الخشبة في تلك الأعين الوقحة!
الوقت وقت غضب وحزن لكنه أيضا وقت عقل..
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف