الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

فخ باريس .. الالتفاف على المبادرة المصرية بقلم:سعيد موسى

تاريخ النشر : 2014-07-27
فخ باريس .. الالتفاف على المبادرة المصرية  بقلم:سعيد موسى
((مابين السطور))
بقلم سعيد موسى

لليوم العشرون على التوالي, يستمر العدوان البربري الصهيوني على قطاع غزة, وفق خطة اسرائيلية اهدافها المعلنة, وقف الصواريخ على المغتصبات الصهيونية, حتى اصطدمت تلك الخطة الفاشلة, بما لم تضعة في الحسبان, وجدت مقاومة منظمة, وفق برنامج قتال عسكري ونفسي واعلامي مُحكم,لم تترجم تلك الخطة الفاشلة على الارض, أي من اهدافها, بما يفيد شل قدرة المقاومة على قصف العمق الصهيوني, وصل الى قلب حيفا وتل ابيب وديمونا, وحتى اثناء العمليات العسكرية الصهيونية, لم تخف حدة صواريخ المقاومة, بل زادت ضراوة واصابت اهدافها بدقة, اوقعت في قلب الكيان الاسرائيلي خسائر في الارواح والممتلكات, وفشلت قبتهم الحديدية, فيما خصصت من اجله, بل قامت المقاومة باسقاط كل الحسابات الاسرائيلية وفق خطتهم الفاشلة, حين قامت بعمليات الانزال خلف خطوط العدو, والقيام بالعملية البحرية النوعية,باقتحام القاعدة البحرية المحصتة"زيكيم", ثم مفاجئة طائرات المقاومة بدون طيار, بل اكثر من ذلك, حين اخذت المقاومة في ميدان المعركة, زمام المبادرة بنصب الكمائن للافراد والاليات الصهيونية,كبدتهم فيها خسائر فوق تصور خطتهم الفاشلة.
وحين تورط الاحتلال, في وحل غزة مع بداية قرارهم الارعن الغير محسوب, ببدأ العملية البرية, وما تكبدوه من خسائر في صفوف جيشهم المنهار نفسيا, ما جعلهم يمزقون اوراق خطتهم, ويشرعون في قصف تجمعات السكان المدنية.وارتكاب ابشع المجازر في صفوف النساء والاطفال والشيوخ العُزل, حينها هب العالم الذي اعطى الضوء الاخضر للعدوان,ليس من اجل وقف المجزرة الصهيونية, بقدر ماهو انقاذ لما تبقى من هيبة ربيبتهم الصهيونية,التي تمرمغ انفها في تراب غزة, وفقدانها الاتزان لتكشف عن وجها ووجهتها البشعة, باغراق غزة في بحر من دم الاطفال والمدنيون العُزل,والتي اخذت تتخبط بتعدد اهدافها, تارة تتحدث عن وقف اطلاق الصواريخ, فعلمت استحالة ذلك بسبب خطة وتكتيك المقاومة, ثم تدمير الانفاق وازداد فشلها, في ملاحقة سراب اهدافها.
حتى انبثقت المبادرة المصرية, والتي تتحدث عن وقف اعمال القتال, ومن ثم التفاوض على حاجة الطرفين,المتطلبات الامنية الصهيونية, ومتطلبات رفع الحصار من قبل المقاومة الفلسطينية, على الفور قبل الكيان الاسرائيلي المبادرة المصرية, ورفضتها فصائل المقاومة الفلسطينية, على اعتبار ان موقف المقاومة هو الاقوى في الميدان, وان وقف المقاومة دون تحقيق شروطها المعلنة-برفع الحصار كليا عن غزة واطلاق سراح المعتقلين الذين تم تحريرهم سابقا بموجب صفقة شاليط- وعلى اعتبار المعرفة الجيدة بمكر ومماطلة الصهاينة؛ فيما لو توقفت اعمال القتال, ومن ثم الذهاب لمفاوضات قد لاينتج عنها أي من تلك الاهداف, بحجم تضحيات الشعب الفلسطيني, الذي تعرض لابشع مجزرة في التاريخ الحديث, وسط صمت عربي واقليمي ودولي, فتم رفض المبادرة المصرية جملتاً وتفصيلا, وكان لابد من تحقيق شرط رفع الحصار قبل وقف اعمال المقاومة, والذهاب الى المفاوضات الغير مباشرة في جمهورية مصر العربية.

وفي ظل هذا الانغلاق, بدأ التحرك القطري التركي لوقف العدوان, ما اعتبره البعض سحبا للبساط من تحت اقدام الجانب المصري, بجهود بديلة او موازية, وقد فشلت مجهودات وزير خارجية الولايات المتحدة الامريكية, بالضغط على القيادة الصهيونية, لابداء حسن النية والشروع في رفع الحصار عن غزة, ما جعل فرنسا تدعو الى عقد اجتماع, على مستوى وزراء خارجية الولايات المتحدة الامريكية, والعديد من الدول الاوروبية, اضافة الى وزيري خارجية قطر وتركيا, وتغليف الاجتماع بشكل تدويلي, بحضور الامين العام للامم المتحدة"بان كيمون",واستثناء مصر والسلطة الفلسطينية, وقد شهدنا بداية المناورة الغربية الاممية, بالدعوة الى هدنة انسانية!!! لمدة سبعة ايام رفضها الكيان الاسرائيلي على الفور, ووافق على تهدئة انسانية لمدة 12 ساعة, لاجلاء الشهداء من تحت الانقاض, دون السماح بعودة السكان النازحين من منازلهم بسبب القصف والمجزرة الصهيونية, وقبلت فصائل المقاومة تلك الهدنة الانسانية, لكن المقاومة يبدوا انها تعي جيدا, كيف يتم التخطيط لجر قدمها, صوب موجات التهدئة المتتالية, وصولا الى تهدئة شاملة ومن ثم الذهاب لطاولة المفاوضات, دون انجاز أي من شروطها مسبقا قبل وقف القتال, انتهت مدةال12 ساعة طالب بعدها المجتمعون في باريس, بتجديد التهدئة, على الفور وفق نفس خطة لعبة الالتفاف والخطوة خطوة, وافق الكيان الاسرائيلي على تمديد التهدئة, لاربع ساعات اضافية!!! من جانب واحد, لكن المقاومة وفق اللعبة الصهيونية الاممية, لم تتعاطى مع جرعات خطة الكيان الاسرائيلي, ودكت المغتصبات الصهيونية بمجموعة من الصواريخ, والتي اصابت عمق الكيان وتسببت في خسائر مادية وبشرية اعترف بها الكيان الاسرائيلي, ثم بناء على طلبات المؤتمرين في باريس, قرر الكابينيت الاسرائيلي, تمديد الهدنة ليوم آخر وهكذا...
وفق هذه اللعبة بالمد والجزر, فان المؤتمرون في باريس, لايملكون سوى نصب فخ الدعوات المتتالية لمزيد من ايام التهدئة, ويرددون باستمرار, دعوة اطراف القتال الى وقف العمليات العسكرية, والتوجه الى طاولة المفاوضات, ماجعل الكيان الاسرائيلي يتحدث بمزيد من الغطرسة, ويوافق على التهدئة المطروحة من مؤتمري باريس, دون الانسحاب من قطاع غزة, ودون السماح بعودة السكان الى منازلهم المدمرة لتفقدها,ووفق توجهات باريس فان المطلوب اقل من سقف المبادرة المصرية, وقف القتال والتوجه لطاولة المفاوضات!! بحيث تضمن الولايات المتحدة والدول الاوروبية؛ الجانب الاسرائيلي, وتضمن كل من قطر وتركيا التزام المقاومة, بما ستتمخض عنه مفاوضات الطرفين, بوعود مسبقة ان التفاوض سيكون على اساس, رفع الحصار عن غزة, ووقف الهجمات الصاروخية على الكيان الاسرائيلي, وقد قالت المقاومة كلمتها,بانها لن تقبل أي تهدئة مجانية, والذهاب للمفاوضات قبل رفع الحصار عن غزة,ويرى البعض ان المقاومة بدأت تتعاطى مع توجهات المؤتمرين في باريس, وهنا بداية الاقتراب من فخ باريس, حين تُعلن المقاومة, انها لن توافق على هدنة, لا تضمن مسبقا انسحاب القوات الاسرائيلية وعودة النازحين المدنيون الى منازلهم, ليدور الحديث عن رفض الجانب الاسرائيلي الموافقة على تهدئة دون السماح لهم بالانتهاء من تدمير الانفاق, ورفض الانسحاب قبل التوصل الى اتفاق تهدئة شاملة دائمة,فهل تنجر المقاومة الى هذا المربع الفرعي, وتتجاوز شرطها المسبق برفع الحصار عن غزة قبل بدا المفاوضات على تثبيت التهدئة؟ , لو حدث هذا ستكون المقاومة بضغوطات قطرية تركية,قد ابتلعت الطعم ووقعت في فخ باريس, والذي هو ان لم يكن اقل سقفا من المبادرة المصرية, فهو اسوء منها, تهدئة مجانية والذهاب لمفاوضات, سينتج عنها رفع حصار بالمفهوم الاسرائلي المعروف سلفا, لا اعتقد ان أي عاقل بعد انجازات المقاومة في ميدان القتال, وتضحيات الشعب الذي احتضن هذه المقاومة بدماء ما جاوز الالف شهيد وخمسة الاف جريح, وتدمير مئات المنازل, يُعطي مؤتمري باريس حبل الانقاذ لرقبة نتن ياهو, والعودة للدوران في نفس الفلك الصهيوني, لاعادة صياغة الحصار بحصار من نوع جديد, وفي المحصلة نكون وقعنا في دوائر استقطاب النفوذ السياسي-القطري التركي الامريكي- في مواجهة الجهود والمبادرة المصرية, وبالتالي شعبنا من سيدفع فاتورة ذلك الاستقطاب والمناكفات السياسية.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف