الأخبار
قطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيراني
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عِند المذَلِّه وَالْهَوانْ وِالفيلْ يا مَلِكِ الزَّمانْ بقلم:آصف قزموز

تاريخ النشر : 2014-07-27
عِند المذَلِّه وَالْهَوانْ وِالفيلْ يا مَلِكِ الزَّمانْ بقلم:آصف قزموز
عِند المذَلِّه وَالْهَوانْ وِالفيلْ يا مَلِكِ الزَّمانْ

بقلم:آصف قزموز

19/7/2014

لم يكن الكاتب المبدع سعدالله ونوسْ، يعلم أن حال العرب ونحن سيؤول لما نحن عليه تفككاً وانهياراً وهزائم دون عِبَرٍ أو دُروسْ، ولا استباحَة الدم العربي هَدْراً واحتلالِنا سَبْياً بلا ثمنٍ أو حتى ضرائب أو مكوسْ، كلٌّ يغني على ليلاهُ السارحَة في أحضانِ العِدا مومِساً كانت عَروسْ، ودماؤنا المسفوحَة على أرصفةِ الأوطان بعيون المتحكمين شراب وردٍ قد استحالَ لِعِرْقِ سُوسْ، عِنَّا الدَّاعِشْ وِالمَدْعوشْ وْمِنَّا الدَّاعِسْ وِالمَدْعوسْ، فَقْرُ وْجَهِلْ مُوت وْذُلّْ ابْلَمِّتْ خايِبْ عالمَتْعوسْ، صِرْنا انْهَلْوِس وِانْغَني عالدبوس وعالدبوسْ حيّرْتيني مْنين أبُوسْ، مدِّيْت ايْدِي عالدَّبوسْ الْكِيتُو مْشَحَّرْ كُلُّو سْخامْ، وْتَعِ اتْفَرَّج يا سلامْ لِيلِي وِانْهاري ظلامْ، اختلط الحابِلْ بالنابِلْ  وِالقاتِلْ  عامل مقتولْ، بِقْصُفوكْ بْقنابِلْ وْبِبْعَثولَكْ فلافِلْ فَقُّوسِ خْيار وْشِمَّامْ، تَعْ واتْفَرَّج يا سلامْ عالسِّلِمْ وِالأمنِ العامْ، وْعلى الدَّامِي وِاللي دامْ، ابْيِتْحَكَّمْ بِإسمِ الدِّينْ عُمْرو ما صَلَّى أو صامْ، كَلِب سَعْران وْفالِتْ عَ حْصان كْدِيْشْ ابْدونِ لْجامْ، وْتَع وِاتْفَرَّج يا سلامْ عاللي عِمْلوهِ الظُّلاَّمْ.

قالوا إن مليكاً ظالماً، عاش في عصرٍ يشبه عصرنا، وزمانٍ يشبه زماننا، مع أمةٍ تشبه أمتنا، وأجيال ورى أجيالْ حَ نْعيش على حِلْمنا، واللي نقولُه اليوم محسوب على عُمرنا، وجايز ظلام الليل يبعدنا يوم انما يقدر شعاع النور يِوْصل لأبْعد سَما، دَه حلمنا طول عمرنا، حُضن ايْضُمنا كلنا كلنا. وكان لهذا الملك الظالِم فيلٌ ضخم، يستبيح أرزاق الناس وحرياتهم وشوارعهم التي تضيق أصلاً بِهِمْ، وِانتوا عارفين إنو الزحمِة تُعيق الحَرَكِهْ وْبِتْسَهِّلِ التَّحَرُّش  وِالحَرْكَشِهْ، مع إنوا في الحَرَكِه بَرَكِهْ وْفي الحَركَشِه تَحَرُّشْ وْفي التَّحرُّش حَرْكَشِهْ، علشان هيك بعض الحكام لما ابْتِتْعرَّض مصالحهم أو كراسيهُم للخطَرْ ابْيِعمَلوا لَلشعب فِرْكِشْ وْفَرْكَشِهْ، وْبِيْصيروا بِدْهُم يِرْكَبوا وَلَوْ عالجَحْشِهْ ويِتْعَرْبَشُوا عالرَّعِيِّهْ عَرْبَشِهْ.

 المهم هالفيل وْصاحبُوا قَلَب حياة الناس لَهَمْ وْغَمْ وْفَقِر وْقِلِّةْ كِيْف وْراحَهْ، وِاتْسَبَّب في كل بيت مَناحَهْ،  الملك ناهب أرزاقْهُمْ، وِالفيلْ كل يوم بِنزِل عالمدينة  بيكَسِّر وْبِيْخَبِّط في كل شارِع وْساحَهْ، لا امْخَلِّي بَسْطِة خُضْرَه، ولا فاتْرينِة مَحَلْ، ولا كُشُكْ سجايِر، وَلا عَربايِة ذُرَه، وحتى اولاد الفقرا من اليتامى وِالأرامِل اللي مِنْ غير شَرّْ لا يْصيبكوا بِشْحَدوا في الشوارِع بِطُرُق عَصْرِيِّهْ من نوعْ: الوقوف على إشارات المرور يا بِيِمْسَحلَك كَزاز السيارَة أو ايْبيعَك حبة عِلْكِه أو بكيت محارِم، طبعاً انتي ابتِعطيه أو تِعْطيها غالباً هاللي ابْيِطْلَع من نِفْسَكْ،(عدم المؤاخَذِهْ ما انتوا عارفين الشهدا والمعتقلين بِبْلاد العَرَب صاروا الدايْمَ الله أغلبيهْ، وْبِطلَعِلْهُم يُحُكمونا بالقانون وِالشُّفْعَهْ وِالديموقراطيهْ، خلونا انْجربهُم بَلْكي تزبُط معاهُم، مع خوفي الشديد انْهم يِخْرَبوا بس يِقعدوا عالكُرسي، لأنو شُفنا اكْثيرين من اللي كانوا يِشْحدوا الخُبزِة وِالمِلِحْ وْبِلِبْسُوا الزَّنوبا لما حَملَتْهُم الصُّدَف لَكُرسي السُّلطَة وِالمسؤوليِّة فَجَروا وعَجَّبوا على شعوبْهُم وْبَطَشوا فيهم، وهذول طبعاً اللي بِوْصَلُوا لَكراسي الحُكُم وِالمسؤوليِّه بَعِد جوع وْحِرمانْ، أو بعِد مايِقلِب من اليسار لَلْيَمين زي شريحِة الجوَّال اللي ابْتِقلِب عَ سِيلكومْ، بِيْكونوا زَي الهَجْمِه المُرْتَدِّه بِكُرَةِ القَدَم خطيرة جداً وغالباً فيها غولْ، وْيا وِيلَكْ مِن جَعان إذا شِبِعْ وْمِن عَرْيان إذا لِبِسْ، وْمن جاهِلْ إذا حَكَمْ، يعني مِشْ خالْصين لا مَعْ دُولا وَلا مَع دُولْ، لكنهُم أول على آخِرْ  بِيْغوروا وْبِيْروحوا زَي الأسبرين في البولْ، وِلِعْرادِه ابْرُجْمِ حْجارْ أو ابْكُوم رمِلْ بِالتْشُّولْ).

 المهم يا إخوان وِالخُراَّف لَلْإخوان الإخوان وْغير الإخوان مِن الصف الأمامي، وْكل السامعين من اللي وَرايِ وِاللي قُداَّمي، نشكيكُم لأَلله وِ الرئيسْ وِالدكتور رامي، بَعِد إذِن كل شهيد فلسطيني ليبي عِراقي مصري  لبناني وْيَماني وِلاَّ شامي، وْإذِن كل اللي غنوا بِعِلْوِ الصوت مع الفَقَرا وِالمظلومين زَي الشيخ إمام وِالشاب مامي، ألله وكيلكم اللي بَقى يْقول يَمَّا صار يْقول يا مامي، وِاللي اسْمو سِمْسِمْ كان اسْمو سامي، وِاللي راسو اليوم بارِدْ بَقى امبارِح حامي، شُو بِدي اقوللَّك تاقوللَّك يا حفيظِ السلامِهْ، لماذا العالَمْ بِلا حُب لا اعتبار لأِقصى ولا مَهِدْ ولا قْيامِهْ، الحُب بالِعْتو الكراهِيِّهْ وِالشَّر طافِسِ الخير بالفِتَنْ وِالدِّعايِهْ الهَداَّمِهْ، الكرامِه وِالشَّهامِه مْطارَدِه وْمَذْمومِهْ مِثِلْ خُبْزِ الشْعِيْرْ بِدْهُمِ الحُرّْ وِالوَفي يُوكِل إيْدو نَدامِهْ، في ناس بِتْشوف نجاحها ابْفَشَلَك وِفْسِيْسِي بِدُّو ايْجُرْ عالفَخَّه لامِي، بْصراحَة العِيشِه مَع هِيْك ناس زَي الزِّفْت  وِاللَّطْ عَ لِنْياعْ بالصَّرامي.

كل التخريب وِالقَتِل وِالجوع وِالفَقِرْ وِالبَهْدَلِهْ وِالفيل طايِح قَتِل أطفال على زْلام عَ نِسْوانْ، وما حَدا قادِر يِشْكي وَلا يِبكي ولا يِفتَح ثِمُّو غير عِنْد حَكيم لِسْنانْ، بانتظار المهدي المنتَظَرْ وْعَودِةْ غودو تحت رَحْمِة الحَنَّانِ الْمَنَّانْ، بَعِد خَراب حَلَبْ وْمالْطا وْيافا اللي هَدَّموا بْيوتْها وِانْعَدَم فيها البُرْتْقانْ، وْبَعِد ما عَشَّمونا بالأمِن وِالسلام وْقناة بَدالِ البَحَر بَحرين اللي احْلِمنا فيها وْمِن أجِلْها بْنِقْرا كل يوم سورْتِ الرحمنْ، وِاللي باعَكْ باسْمِ الدين وِالإخْوانْ بِيْبيعَك بالرُّخُصْ كمان هانْ، بِتغني لْمين وِلْمين وِلْمِينْ، بِتْغني الْمين يا حمام أنا إنسانْ، بَغَنِّي لَلِّي سْنينِ الْبِيْن ما عَلَّمَتْهُمْشِ النِّسيانْ، المُرِّ مُرِّ وْعَ القلبين جاي الزمان صافي وْحَلْيانْ، يا سْنين اتْمُر اتْجُرِّ سنينْ يا مْشَتِّتَه شَمْلِ الإخوانْ، زمانْ غريب يا زمانْ، زمان مالَكْشِ أمانْ، أمانْ يا ربي أمانْ.

المهم وبَعدَ اللتي واللُّتَيَّا، والترَحم على أرواح الشهدا مِن مصِر لغَزِّه وِالقُدس وِالخَليلْ وِالناصْرِه وْسخنينْ طَبَريا، وِالناقورَه وصيدا وْصور ليطاني وْسُحْمُرْ وِيُحْمُرْ قانا وْزِبْقيْنْ حاصبَيَّا، وما بَنسى بيروت والشمال وِالجُرْد وِالهِرْمِل وِالجَبَل بيصور سوق الغَرب كَيْفونْ عِيْتاتْ مَجدلَيَّا، شَملان عَ بْشَمون وِالشْويفات عَرَمون وِالدوحَة الدامور مقدوشِه مَرجعيون راشَيَّا، وزغلول لما غنى وْقال اتْهَيَّا يا بَيَّا اتْهَيَّا بِنْتَكْ صارِتْ صَبِيَّا، مِنِ اليومُ وْطالِعْ بِدِّي أسْهَر عِنْدَك لَيْلِيَّهْ.

 وِبْيُومِ من الأيام الفيلْ داسْ البنت وْقتلها وما حَدا قاللو يا عيبَكْ يا حيفَكْ، الله يرحَم أيام العِز وِالكَرامِهْ وِالوفا يوم ماكان الحُبْ حَليفَكْ، وِالناس تِتْسابَق على المَرْجَلِهْ وِالنَّخْوِه بِتْسَحْسِحْ عَسَل عَلى رْغِيفَكْ، مِشْ تِطعَن أخوك خَنجَر ابْظَهْرو وْتِرْجَع تْقولُّو طمني كِيْفَكْ.

 طِلِع من بين لِمْطَبْلينْ امْزَمِّرْ، وِانتوا عارفين دايماً في حَدا بِيْهِدْ وْحَدا بِيْدَمِّرْ، وْحَدا بِيْكَشِّرْ عن انْيابُهْ وْحَدا بِيْعُض وْبِيْهَمِّرْ، لكن هَبُوبِ الريح عن ذْراعو بِيْشَمِّرْ، السبع والفَرَحْ عُمْرو قَصير بَس النَّذِل وِالجَبانْ سْنين بِيْعَمِّرْ. زكريا علَّق الجَرَس وْقالْ، يا اهْلي يا رَبعي حالْنا مِشْ حالْ، لَوينْتا بِدكُوا اتظَلُّوا خايْفينْ وْدايْرينْ تِتْهَبَّلوا عَمَّالْ عَ بَطَّالْ، البِنِتْ ماتَتْ وِالبَلَدْ ضاعَتْ وينِ الشَّهامِهْ وِالشَّرَف يا رْجالْ، ياحيف عاللي اتْظَبْظَبُوا وِتْلَفْلَفوا وِالأعمى زاتُو شاف بالغُرْبالْ.

( زكريا أقنع الناس وحرضهُم على عدم الاستمرا بالخوف من بَطشِ المَلِك، خصوصاً من بَعِد ما الفيل داس الطِّفْلِه وْقَتَلْها، وإنو لازم يتوحدوا جميعاً وِيْقابلوا الملك ويِشْكولوا على أفعال الفيل وِالخَراب اللي صايبهُم من وراه، وأبدى زكريا استعداده أن يبدأ هو الكلام بالقول: الفيل يا ملك الزمان، ولما الملك ابيسأل شو مالو الفيل، بِنْرُد جميعنا بصوت واحد حتى ما يقدر الملك يستفرد بأحد منا ويقتُلُه، استبينا..نعم استبينا)

فَعَط زكريا وْجَمَع كل الناسْ، وقال ياجماعَة بِدْها شْويِّة إحساسْ، معقول ايْظَل الفيل طايِحْ فينا وِالمَلِكْ حَطِّ ابْراسْنا وَسْواسْ، ناس بْتوكِلْ جاجْ وْناس ابْتِقَعْ بِسْياجْ غير اللي شِرْبُوا دَمْنا بِالكاسْ.

 طبعاً زكريا بعد هالخطبِه العَرَمْرَمِيِّهْ، صاروا الناس جاهزينْ لَلْعَمَلِيِّهْ، قالولوا فَهِّمْنا شو انْسَوِّي إحنا معَك عالموتْ يا عِنَيِّيْ، قالْهُمْ: لازم انْروح نِشْكي الفيل لَلْمَلِكْ، وْحتى ما يِقدَر يستَفْرِد فينا راس راسْ مِن بِيْنِ الخَلِكْ، بِنْروح كلنا وْأنا قُداَّمْكُمْ، وْلَمّا بِسْألنا خِيْرِ الشُّو مالْكُمْ ، بَابْدا الحَديث بالقول: الفيلْ يا مَلِكِ الزمانْ أرواحْنا فِداءْكُمْ، وْلَمابيْقولِنَّا شُو مالُو بِنْكَمِّل مع بَعَضْ باقي أقوالكُمْ.

وَقَّفِ الجميع في حَضرة المَلكْ مِتلَخْبِط الخَبَر مِن قَبْلِ المُبْتَدَا، وِاتْقَدَّم زكريا حامِل رسالِه امْلَبَّكي طالْعَه مْنِ شْفافُو تِمْشي عالْهَدَا، وْقال: الفيلْ يا جلالِة الملكْ قاللو مالو وْشُو عَدا ما بَدا، وْلما اتطلع فيهُم تا يِحْكُوا حالْهُم لا تِنْدَهي لا تِنْدَهي ما في حَدَا،( ألله وكيلْكُمْ مرتين ثلاثِه وزكريا يقول الفيل يا ملك الزمان، ولما يِتطلع فيهم تايِحكوا يِلقاهُم ابْتِرْتْعِد فَرائِصْهُمْ، امْدَنْدِلين روسْهُم لِمْطَخْيِهْ عَ صْدورْهُم لا من ثِمهُم وْلا من كُمْهُمْ، بعدين اضطر زكريا علشان  يِنْقِذ نفسُه من هالورطة اللي حطوه فيها، يا روح ما بَعدك روحْ، وْعلى طريقة شريكَك العاطِل إخْسَر وْخَسْرُو قال : يا مولاي جئناك راجيين ما تْرُدنا خايبينْ إنك تِسْمَح الْنا انْجَوِّز الفيل، لأن فيل الملك لا يجوز أن يبقى أعزب وحداني، بدنا انْجَوْزو يا مولانا وِيْخلفلنا فْيال وفيلات مَلَكِيِّينْ وْمَلَكِيَّاتْ، فما كان من الملك إلاَّ وأن أعطى مباركته الفورية مع الموافقة وعلى بركة الله، شاكراً اهتمام الرعية وولاءها له ولِفيلِهِ الأثير، ومنذ ذلك الحين أصبحت حياة الناس جحيم زي حياتنا، فبدلاً من فيل واحد أصبح يعيث فيهم وبأرزاقهم أفيال، وْصاروا الناس يْغَنوا: أفيال ورا أفيالْ وتتعاقَب عليهم أجيالْ ورى أجيالْ، عايشين على حِلمنا، واللي نقولُه اليوم محسوب على عُمرِنا، يا وحدنا يا كربنا يا لَهْوَنا. يا جماعَة عمر الخَيَّام قال: إن تُفصَل القَطْرَةُ مِن بَحْرِها ففي مَداهُ مُنْتَهى أمْرِها.

فيل الملك اللي داس الطفلَة البريئَه، أشبه بالذين أحرقوا الطفل الفلسطيني محمد أبو خضير حيًّا، فاستسقوا الدم الفلسطيني لتحقيق أهداف سياسية عنصرية بشِعَه.

 لا مجال ولا مكان للمزايدات الكلامية من أي طرف كائنٍ من كان، طالما أن الدم الفلسطيني هو الذي يتكلم  مُقْحَماً مُستصرِخاً في الميدانْ. فما أود قولهُ اليوم هو أنه وفي ظل تعقيدات الوضع الفلسطيني المفكك حد الانهيار والموت السريري، وحتى لا نستمر في ملهاة استسقاء الدم بالدم والبحث عن تحقيق أهداف سياسية ضيقة بكُلْفَة خيالية من دم الشعب الدافع لضريبة الحروب دوماً، دون أي إنجاز يذكر، يصبح من الحكمة والمنطق أن يتوحد الكل الفلسطيني حول سياسة مقاومة شعبية سلمية واحدة، وخطاب سياسي حضاري ببرنامج كفاحي سلمي ومشروع، يستقطب الرأي العام والمجتمع الدولي، فيساعد في رفع الأذى عن شعبنا ويصون حقوقنا، ويفسد استئثار الخَصْم بالتعاطف الدولي دون وجه حق عبر قلب الحقائق، ويمنع استفراد الخصم أوغيره بأحد، وذلك بتجييش كل فئات الشعب دون استثناء للخروج جماعات والجلوس في الساحات والشوارع بما يشبه العصيان المدني إن لم يكن بعينه، لإقناع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وجذبهم لتحمل مسؤولياتهم في حماية الشعب الفلسطيني وتمكينه من حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة وحقه في العودة وتقرير المصير، فاستمرار الملهاة بسفك الدماء الفلسطينية البريئة في حروبٍ عادلة غير مضمونة النتائج ولا المردود المُتكافيء الذي يرقى لمستوى قدسية الدم والقضية، أمرٌ حرام  وَنِكاحٌ بِلا حَمْلْ وزِناً في دمِ الشعبِ والشهداءْ وسفاحٌ بالمحارِمْ.

 لكن أما وقد حصل فنحن جميعاً في المعركة، والخلاف لا يعفي أحد من مسؤوليته ولا يبرر لآخر تصرفه، ولا خلاص لأحد من واجبه الوطني، فالكل الفلسطيني كل من موقعه وقدرته وشرعيته وولايته، سلطةً ومؤسسات فصائل وأحزاب، فُرادى وجماعات، مطالبون  بتجميع وتوحيد الجهود والطاقات، لتتكامل من أجل حقن الدم الفلسطيني وردع العدوان عن الشعب الفلسطيني، وصيانة حقوقه ومصالحه وتثمير تضحياته لصالحه الوطني أولاً، تحت راية الوحدة الوطنية ومنظمة التحرير، فالدم دمنا وفلسطين فلسطيننا والاحتلال المجرم إلى زوال.


[email protected]

 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف