الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أسحار رمضانيّة (٢٨) بقلم:نزار حيدر

تاريخ النشر : 2014-07-27
                أسحار رمضانيّة (٢٨)
                      نزار حيدر
   {فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْحَقِّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ}.
   فالطاغوت، اذن، لا يمتلك غير منطق القتل والذبح والتسقيط والملاحقة والتشهير والطعن بالولاءات والتشكيك بالانتماءات، كلما تعرض له مصلح او نبّهٓهُ احد لخطأ او فشل او انحراف عن الهدف، فهو لا يمتلك منطقا ولا يمتلك حجّة ولا يمتلك دليلا مقنعا واحدا يواجه به الحقيقة ابدا.
   هو يخشى الحقيقة ويرتعد منها، ولذلك تراه يستخدم كل الأساليب والوسائل لتكميم الأفواه وقمع الرأي الاخر خشية ان يصغي اليه احد فيُفسد عليه خططه الظالمة.
   فعندما يعجز عن الرد، يلجأ الى القتل، كما تخبرنا بذلك الاية الكريمة اعلاه.
   انه يوظف جيش من المطبّلين والتبريريّين وعدد كبير من الأبواق لمواجهة كل من يقول له (لا) او يرفض سياساته او يفضح أساليبه الملتوية ووسائله المنحرفة.
   اذا واجهه مصلح شكّكت ابواقه بعقله {فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ} وقوله {كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ} فاذا لم ينفع معه ذلك  شهروا بوجهه السيف {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ} لماذا يا فرعون؟ {إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ} عجيب!!! فالطاغوت الذي يقتل عقول الناس ويغتال شخصياتهم المعنوية، يبدو وكأنّه احرص من غيره على دينهم وصلاح المجتمع؟ تخيل كم هو دجّال يعرف كيف يدغدغ عواطف الناس ويحرك مشاعرهم لاثارتهم ضد المصلحين؟.
   ان المستبدّ الذي يرفض ان يصغي الى عتب عاتب او نصيحة ناصح، يقدّم نفسه للمجتمع وكأنه احرص الناس على حياتهم وعلى دينهم، فما يراه فقط هو الصحيح وما يراه غيره ليس كذلك، ولذلك ينبغي على الجميع اتباعه واطاعته طاعة عمياء، لا تحتاج من احد ان يفكر بحال المجتمع لازالت طريقته هي المثلى ومنهجه هو الصحيح {قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ} .
   انظر كيف يحصر المستبد الصواب في رايه ورؤيته، لاغيا اية رؤية اخرى، كما انه يحصر سبيل الرشاد بطريقته فقط.
   ان القائد الضرورة يوظّف جيشاً من الامّعات لتسويق هذه المفاهيم والثقافة الأحادية، فاذا ما كتب احدٌ مقالا يخالفها في الرؤية والاعتقاد، هبّت هذه الامعات في وجهه في محاولة لمحاصرته والتقليل من تأثيره، كان ذلك في الزمن القديم طبعا عندما كان المستبد قادرا على عدّ أنفاس المجتمع وتحديد خياراته الثقافية والفكرية والإعلامية، اما الان فالحمد لله فلقد وفّرت التكنولوجيا فضاءا حرا واسعا جدا أسقطت كل محاولات المستبد وزبانيته بالضربة القاضية، ولذلك لم يعد احد ينخدع باساليبه الا اللمم ممن {لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}.
   ولا يشذّ الارهابيون والمتزمّتون عن هذه القواعد، فهم كذلك يبذلون قصارى جهدهم لتحديد خيارات الناس لتصب في خدمة أهدافهم المشبوهة التي، ان تحققت لا سمح الله، فستُعيد البلاد الى العصر الجاهلي تحكمه قوانين الغاب المتلبّسة بلبوس الدين والدين منه براء، ولعل في تجربة الموصل الحالية مع الارهابيين دليل واضح على ذلك.
   وكل رمضان وانتم بخير.
   ٢٥ تموز ٢٠١٤
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف